الرئيسية / تقارير / تقرير: الضيف المرعب تجاوزت اقامته التسعة أشهر، صراع اللبنانيين مع الكورونا الى أين؟
5fa6a0e74236046bbb76d745

تقرير: الضيف المرعب تجاوزت اقامته التسعة أشهر، صراع اللبنانيين مع الكورونا الى أين؟

من المغروف إن أحداث قصة الكوفيد ١٩ بدأت في مدينة ووهان الصينية في أواخر السنة الماضية “٢٠١٩’. فور اكتشاف أول حالة كورونا لم يتم معرفة مدى خطورتها وسرعة انتشارها، لذلك لم يتوقع أحد أن تسافر نحو بلادنا وتجتاح العالم.

لكن لسوء الحظ، زارتنا دون إذن مسبق، ففي ٢١ شباط ٢٠٢٠ أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ظهور أول حالة كورونا في لبنان، الأمر الذي فاجأ اللبنانيين وعزز شعور القلق داخلهم. وبعد خمسة أيام أُُعلِن عن الإصابة الثانية، ومنذ ذلك الحين بدأ عداد الكورونا يرتفع.
ومع تزايد أرقام الإصابات اليومية، اتجهت الحكومة اللبنانية لإقرار خطة لمحاربة الوباء، وبذلت وزارة الصحة جهودا كبيرة، وتم خوض المعركة مع الكوفيد ١٩، وبعد الإقفال التام للبلد والمطار، تم الإعلان عن شفاء معظم مرضى الكورونا، وبالتالي تم التعامل بايجابية من الموجة الأولى للكوفيد بافضل حال.

لم يستمر الإنتصار إلا لفترة زمنية قصيرة، فبعد فتح المطار وعودة الحياة إلى طبيعتها، قامت “الموجة الثانية” بزيارتنا مجددا وبقوة أكثر، وأصبح لبنان كوكبا تدور الإصابات حوله.
لم يتم التصرف بعقلانية هذه المرة، فالبعض، من الشعب اللبناني لم يتوخَّ الحذر، فاستمر بقضاء أيامه وكأنه لا وجود لوباء احتل العالم أجمع، بالرغم من التنبيهات التي وُجِّهت لهم.

ونتيجة الإستهتار وقلة الوعي، تجاوز عدد الإصابات اليومية في الأيام الماضية الألف حالة والالفين، ليبني ركيزة السلبيات مجددا وينشر القلق في الساحة اللبنانية، ويعيد لبنان إلى نقطة الصفر في مواجهة الكورونا.
لذلك، تم تطبيق قرار التعبئة العامة اليوم السبت، لتكون محاولة جديدة من حكومة تصريف الأعمال لتخطي جائحة الكورونا التي شلّت البلد وزادت مآسي اللبنانيين. هذا القرار قد يولد نتائج ناجحة إذا تم تطبيق الإجراءات الوقائية وإلتزام الجميع الحجر المنزلي وتجنب التجمعات، مع العلم أن هناك مؤسسات مستثناة من الإقفال، لذلك يجب الإنتباه واتباع الشروط الوقائية فور الدخول إلى تلك المؤسسات، واعتبار أن هذه الإستثناءات فقط للحالات الطارئة والضرورية.

ومن ناحية أخرى، إن لبنان ليس لديه في مستشفياته قدرة إستيعابية عالية لإستقبال مرضى الكورونا، وبالرغم من وجود المستشفيات الميدانية التي وهبتها الدول الخارجية للبنان، وهذا أمر مثير للجدل عند البعض الذين عبروا عبر مواقع التواصل الإجتماعي وشددوا على ضرورة إتخاذ الدولة قرارات صادمة بحق من يخالف التعبئة العامة وهم من أيّدوا قرار التعبئة، بعكس أولئك الذين اعتبروا أن هذا الإقفال غير ناجح لأن الفئات المستثناة من الإقفال متعددة، ذاكرين أن المطار هو المستقبل الأول والأكثر لحالات الكورونا، وهو الذي يجب أن يقفل قبل أي شيء آخر.

إضافة إلى ما سبق، إن العدد الإجمالي لحالات الكورونا في لبنان قارب الـ ١٠٣٠٠٠ حالة، والوفيات ٧٩٦.
ولكن حالات الشفاء هي حوالي ٥٧ ألف حالة، أي أكثر من نصف الحالات الإجمالية، وهذا مؤشر إيجابي يحفّز على الإلتزام والوقاية.

ختاما، إن مواجهة كورونا أمر يتطلب وعي ومسؤولية، وتعاون من قبل الدولة والشعب، وهذا ما طلبته وزيرة الإعلام منال عبد الصمد من اللبنانيين “خليك قد المسؤولية، لإن كورونا مش كذبة”.
فهل يا ترى هذه التعبئة والاقفال ستولد نتائج إيجابية؟ أم أن الفئات المستثناة حقا ستؤثر في مواجهة هذه الجائحة؟

 

التقرير من  اعداد الطالب: بلال غازية
الجامعة اللبنانية – كلية الاعلام – الفرع الاول
ضمن برنامج التدريب الذي تقوم به وزارة الاعلام – مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *