الرئيسية / نشاطات / سامي الجميل «يبق البحصة»: نصرالله انتصر.. وجعجع يحاول عزلنا!
flag-big

سامي الجميل «يبق البحصة»: نصرالله انتصر.. وجعجع يحاول عزلنا!

السفير
عماد مرمل

يستعد رئيس «حزب الكتائب» سامي الجميل لعقد لقاءات قريبة مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، في إطار محاولة استشراف معالم المرحلة المقبلة وتبيان إمكان مشاركة «الكتائب» في الحكومة المقبلة.

بهذا المعنى، يتعاطي الجميل ببراغماتية مع انطلاقة العهد الجديد، على الرغم من انه عارض انتخاب عون، مفترضا ان من حق هذا العهد ان ينال فرصة او فترة سماح، من دون اخضاعه الى محاكمة مسبقة للنيات.
ويؤكد الجميل انه لم يكن مقتنعا بالمسار السياسي لعون خلال السنوات العشر الماضية، كما المرشح الرئاسي الآخر النائب سليمان فرنجية، بوصفهما يشكلان جزءا من تحالف 8 آذار الذي يغطي سلاح حزب الله وتصرفاته في المنطقة، معتبرا ان موافقة البعض على انتخاب الجنرال بعد رفض لسنوات إنما يعكس رضوخا للابتزاز السياسي الذي مارسه فريق اقليمي ـ محلي على قاعدة: عون او الفراغ.
ويعتبر ان الرابح الحقيقي من انتخاب عون هما اقليميا ايران، ومحليا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي ظل داعما لترشيح الجنرال منذ البداية، ويضيف: السيد نصرالله تمسك بعون وتحدى الجميع، وفي نهاية المطاف مَن كان ضد خياره، عاد اليه، فهل يُسمى ذلك انتصارا للحزب ام لا؟ هذه هي الحقيقة، لكن المفارقة ان كل طرف شارك في التصويت للجنرال يفترض ان خطه هو الذي ربح، فإما ان «المستقبل» و«حزب الله» و «القوات» و «التيار الوطني الحر» و«التقدمي الاشتراكي» في خط واحد وإما هناك من أخطأ في حساباته.
وتساءل الجميل: ما داموا بعد عشر سنوات من التضحيات والصمود قرروا دعم حليف «حزب الله»، العماد عون، فلماذا خسرنا كل هؤلاء الشهداء ودفعنا كل هذا الثمن، ولماذا لم يدعموا الجنرال منذ العام 2005، وحتى منذ العام 1989.. ألم نكن لنوفر على أنفسنا هذه الفاتورة الباهظة؟
وبرغم التباين في بعض الخيارات الاستراتيجية مع عون ـ الطرف، إلا ان الجميل يحرص على التأكيد ان «الكتائب» يريد ان يعطي فرصة لعون ـ الرئيس، قبل ان يصدر أحكاما على عهده، معربا عن اعتقاده بان شخصية الجنرال التي لا يمكن توقع أفعالها، والمعروفة بمفاجآتها، قد تفاجئنا إيجابا هذه المرة. ويضيف: إذا لمسنا إيجابيات سنبادله بمثلها وإذا وجدنا أخطاء سنعارض، ولكن حتى الآن يبدو الرئيس عون منفتحا، وعسى ان يستمر كذلك، وان يتخذ المواقف السيادية التي ننتظرها منه.
ويرى الجميل ان ملف التأليف الحكومي هو الاختبار الاول الذي يواجه الحكم الجديد، مؤكدا انه لا يوجد مانع يحول دون دخول «الكتائب» الى حكومة الوحدة الوطنية التي يحتاج اليها العهد في انطلاقته، إذا كانت تركيبتها ملائمة، وغير اقصائية.
وردا على طرح رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الذي يعتبر أن مَن عارض انتخاب عون يجب ألا يشارك في الحكومة، بل ينبغي ان يكون في المعارضة، يقول الجميل: نحن لسنا في نظام رئاسي يفرض معارضة وموالاة لرئيس الجمهورية، بل ان لبنان يعتمد النظام البرلماني، حيث السلطة التنفيذية في مجلس الوزراء مجتمعا، وبالتالي من لا يسمي الرئيس المكلف هو الذي يجب ان يكون خارج الحكومة، وبهذا المعنى فان «حزب الله» قد يكون الوحيد الذي تنطبق عليه معادلة جعجع لانه لم يُسم الرئيس سعد الحريري، أما رئيس الجمهورية فهو رمز الوطن، والمعارضة بعد «الطائف» لا تكون ضده.
وما الذي يدفع «القوات» الى محاولة منع «الكتائب» من دخول الحكومة؟
يتهم الجميل «القوات» صراحة بانها تسعى الى اقصاء «حزب الكتائب» وعزله، مشيرا الى ان هذه المحاولة باتت واضحة ومكشوفة، والنيات حيالنا لم تعد مخفية، وهذه ليست المرة الاولى او الاخيرة التي نكون فيها مستهدفين، والمهم ان استراتيجية العزل التي سبق ان جربها آخرون لا تنفع معنا، ولم يحصل ان نجحت من قبل.
ويستغرب الا يجد جعجع مشكلة في المشاركة مع «حزب الله» في حكومة واحدة، بينما يسعى الى اقصاء «الكتائب» عنها، برغم اننا صوتنا له عندما كان مرشحا الى رئاسة الجمهورية.
ويشدد على انه سيخوض كل المعارك السياسية حيث يجب ان يخوضها، وفق ثوابت خطابه السياسي، «ولا أحد يستطيع ان يلغينا…».
ويتابع: مشكلتنا في «الكتائب» اننا لم نكن يوما في جيب أحد، ونحن لم نكترث عندما انتقدنا بعض الحلفاء، لاننا عارضنا حماسة بعض 14 آذار للقتال في سوريا وطالبنا بحياد لبنان، لعدم قناعتنا بالتدخل في الازمة السورية. ان خطنا ثابت، والآخرون هم الذين يبتعدون او يقتربون منه.
وتعليقا على الطلب المرتفع على الحقائب الخدماتية في الحكومة المقبلة، يعتبر الجميل ان كل من يسمي حقيبة وزارية بـ «الخدماتية» يجب ان يدخل الى السجن، لان هذه التسمية توحي بان هناك من يقدم خدمات في مقابل ان يستزلم الناس له، في حين ان هذه الخدمات هي حقوق للمواطنين، ولا يجوز «تربيحهم جميلة».

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *