قبل ثمان وأربعين ساعة من انتخابات رئاسة الجمهورية، اختار سليمان فرنجية أن يحوّل ترشيحه الى ورقة بيضاء. فلا هو انسحاب كامل من المعركة ولا استمرار للمنازلة. هي منزلة بين الاثنتين بالشراكة الكاملة مع الرئيس نبيه بري، قام بها من باب تظهير موجة الاعتراض التي تشكلت بوجه ترشيح رئيس «تكتل التغيير والاصلاح»، كي لا يبدو انتخابه اجماعاً وطنياً، لا سيما أنّ أصوات معظم الكتل صارت محسومة لمصلحة الأخير وفق ما أظهرته «بوانتاجات» الساعات الأخيرة. ولهذا أراد تذكير العهد الجديد بأنّ ثمة قوى سياسية معترضة ولا بدّ من الوقوف عند رأيها .
كما أنّها تأتي من باب تحرير الحلفاء من إحراج قد يواجهونه مع العهد الجديد في حال استمروا في دعمهم للقطب الزغرتاوي، وقد تقفل أمامهم طريق المشاركة في حكومة سعد الحريري، مع العلم أنّ هذه المسألة بالذات لا يبدو أنّ «المرديين» يولونها أية أهمية .
السفير