الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: غارة إسرائيلية تغتال ضباطاً من الحرس الثوري في دمشق.. وإيران تتوعّد بالرد.. يديعوت عن بايدن لنتنياهو: ستحمل الفشل الاستراتيجي الأكبر في تاريخ «إسرائيل».. حزب الله ينفي علاقة ملف الرئاسة بجبهة الجنوب ويؤكد قدرة غزة على النصر
البناء

البناء: غارة إسرائيلية تغتال ضباطاً من الحرس الثوري في دمشق.. وإيران تتوعّد بالرد.. يديعوت عن بايدن لنتنياهو: ستحمل الفشل الاستراتيجي الأكبر في تاريخ «إسرائيل».. حزب الله ينفي علاقة ملف الرئاسة بجبهة الجنوب ويؤكد قدرة غزة على النصر

كتبت صحيفة “البناء”: واصلت قيادة كيان الاحتلال خطتها لتعويض الفشل العسكري الذي يلاحقها في جبهات القتال، خصوصاً في غزة وعلى جبهة لبنان، بالانتقال الى التركيز على عمليات أمنية تستهدف قادة وضباطاً في محور المقاومة، تعلم أنهم رغم ما يمثلون من خسارة بخبراتهم ومكانتهم لن يغيّر غيابهم موازين القوى التي تقول إن جيش الاحتلال يخسر الحرب. ومنذ اغتيال الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعده القائد الجهادي في حزب الله وسام الطويل، وقبلهما المستشار الإيرانيّ في سورية رضي الموسوي، يبدو خط الاغتيالات فرصة كيان الاحتلال لخلق توازن معنويّ بين الهزائم في الميدان، وصورة النصر الذي توحي به الاغتيالات. وفي هذا السياق قام طيران الاحتلال بتنفيذ عملية اغتيال أربعة من ضباط الحرس الثوري الذين يعملون كمستشارين للجيش السوري في دمشق، عبر غارة استهدفت البناء الذي يقيمون فيه في حي المزة بدمشق.
إيران التي تعهّدت بالرد، على أعلى المستويات، لم تحدد شكل الردّ، بعدما كانت قد قصفت بالصواريخ مقرّ الموساد الإسرائيلي في أربيل في كردستان العراق، وكشفت عن قيامها باستهداف سفينتين إسرائيليتين على مسافة 3000 كلم من إيران في المحيط الهنديّ.
بالتوازي كان تحدي البحر الأحمر لا يزال ضاغطاً على الإدارة الأميركية دون اكتشاف الحلول، سوى التركيز الإعلامي على دور إيران بتزويد اليمنيين بالصواريخ والتقنيات والمعلومات. وكان التجاذب الناجم عن المأزق بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يخرج إلى العلن مرة جديدة، حول كيفية الخروج من المأزق، فنقلت صحيفة يديعوت أحرونوت معلومات عن رسالة تلقاها نتنياهو من بايدن، يدعوه فيها إلى التعقل والسير بخطة تعويم للسلطة الفلسطينية والوعد بإقامة دولة فلسطينية يجري التفاوض على حدودها وماهيتها وحجم صلاحياتها، بما يسمح بتصنيع مخرج من حرب غزة عنوانه تسليمها للسلطة الفلسطينية في قلب صفقة شاملة تتضمن الموافقة على حل الدولتين، وإلا فإن نتنياهو يتحمل مسؤولية أكبر فشل استراتيجي في تاريخ “إسرائيل”.
لبنانياً، وحول جبهة الجنوب، تحدّث المسؤول الإعلامي في حزب الله الحاج محمد عفيف في لقاء مع أعضاء اللقاء الإعلامي الوطني، فنفى أي علاقة يجري التداول بها بين جبهة الجنوب وملف رئاسة الجمهورية، معتبراً أن ذلك إساءة أخلاقية للمقاومة وتعاملها مع دماء الشهداء والتزامها بإسناد المقاومة والشعب في غزة، ونظرتها للرئاسة كموقع وطني ينتجه الوفاق الداخلي وتحكمه التوازنات الداخلية. وعن الحرب قال عفيف إن أسباباً كثيرة تدفع نحو الحرب الكبرى وأسباباً كثيرة تمنع حدوثها، لكن الأكيد هو أن المقاومة في لبنان تعمل جهدها لتجنيب لبنان خطر هذه الحرب وهي لن تتردّد بخوضها إذا فرضها الاحتلال على لبنان والمقاومة، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مكرّراً وصف السيد نصرالله ما يجري في غزة بالمعجزة، مؤكداً ثقة المقاومة في لبنان بانتصار المقاومة في غزة وقدرتها على مواصلة القتال حتى تحقيقه.

بانتظار اجتماع ممثلي مجموعة الخماسية ليبنى عليه تجاه تحديد موعد زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، عادت محركات الرئاسة من جديد من دون أي خرق يمكن أن يحدث نقلة نوعية في الجدار الرئاسي المغلق. وتقول مصادر مطلعة لـ «البناء»، إن هناك حراكاً دبلوماسياً قام به السفير السعودي وليد بخاري في بيروت مع سفير مصر وفرنسا، بالتزامن مع حراك لودريان تجاه الرياض والدوحة بعد لقائه في باريس الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين. ورأت المصادر أن ما تقدم، يؤشر الى محاولات فرنسية من أجل فصل ملف انتخاب الرئيس عن الوضع في الجنوب والأوضاع في غزة، وأن على المعنيين توجّس ما يمكن ان يحصل لو تفاقمت الأمور، والذهاب الى إنهاء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت ممكن، مع إشارة المصادر الى ان باريس اليوم ابتعدت عن الخيار الرئاسي الأول الذي أيّدته وذهبت الى طرح الخيار الثالث كنقطة وصل بين المكونات السياسية، في إشارة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، إلا أن الأمور لم تنضج بعد، نظراً إلى معطيات حصلت عليها «البناء» وتفيد بأن واشنطن ستسحب الملف الرئاسي من باريس في أقرب وقت وأنها تعمل عبر وسيطها هوكشتاين على ترتيب تسوية ضمن package كاملة.
وبحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بحضور الوزير السابق غازي العريضي الأوضاع العامة وآخر التطوّرات والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة “إسرائيل” لعدوانها على قطاع غزة ولبنان. وأفادت معلومات المجتمعين لـ “البناء” أن البحث ركز على الأوضاع الأمنية لا سيما في ظل مواصلة “إسرائيل” عدوانها على لبنان والتطورات في البحر الأحمر. وقد أبدى جنبلاط قلقاً من احتمال إسرائيل التمادي في التصعيد ضد لبنان، ربطاً بالتصعيد الحاصل في المنطقة. واشارت المصادر الى ان الاهتمام كان منصباً على أهمية تحصين الجبهة اللبنانية ولم يتم التطرق خلال الاجتماع الى الملف الرئاسي بشكل موسع.
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن موظف أميركي رفيع قوله إن “إسرائيل” أبلغت واشنطن بأنه إذا لم يتم التوصل إلى حل للوضع عند الحدود اللبنانية، حتى نهاية الشهر الحالي، فإنّها ستصعّد هجماتها ضد حزب الله.
ونقلت عن موظفين أميركيين قولهما إن حزب الله ليس معنياً بحرب شاملة مع “إسرائيل”، لكنه يعارض التوصل إلى اتفاق تهدئة طالما أن الحرب على غزة مستمرّة.
ونقلت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” عن ضباط إسرائيليين قولهم إنه “ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل حزب الله”. وحسب المعادلة، يعلن الجيش الإسرائيلي أنه “سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن بعد أول قذيفة ستسقط في، وخاصة إذا أطلِقت باتجاه هدف مدني، ستقود إلى قصف شديد يؤدي إلى تدمير جنوب لبنان، وبضمن ذلك مهاجمة “بيوت مشبوهة في القرى الشيعية” عند الحدود. والهدوء سيقابل بهدوء، لكن إطلاق النار سيقابل بإطلاق نار غير تناسبي من جانب “إسرائيل””.
وميدانياً، استهدفت غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة، امس، سيارة في جنوب لبنان، تابعة لوحدة حماية الشخصيات المهمة في حزب الله، وفيما استشهد فضل سليمان من بلدة النبطية الفوقا، وهو مسؤول حماية شحصية قيادية في حزب الله، أشارت المعلومات الى نجاة فادي سليمان قائد القطاع الأوسط بحزب الله. وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية في جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” أنه: “اثناء توجه مسعفين من الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الاسلامية لتنفيذ مهامهم الإنسانية في مراكز انتشارهم، أغار العدو الصهيوني على سيارة مدنية في بلدة كفرا، مما أدى الى سقوط شهداء وجرحى، من بينهم جريحان مسعفان من الجمعية، حيث تم نقلهما الى المستشفى لتلقي العلاج وحالتهما مستقرة”.
وأعلن حزب الله أنه ‏رداً على ‏الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت القرى والمدنيين اللبنانيين وآخرها استشهاد المواطنة ‏سمر السيد في غارة على بلدة كفرا استهدفنا ‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏مستوطنة أفيفيم بالأسلحة الصاروخية ما أدّى الى إصابة أحد المنازل وسقوط مَن ‏كان بداخله بين قتيل وجريح. وكان قد أعلن استهدافه موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وحققوا فيه إصابةً مباشرة. كما استهدف موقع ‏حدب البستان بصاروخ بركان وتمَّت إصابته إصابةً مباشرة. وكان الحزب قد اعلن استهدافه ثكنة ‏برانيت بالأسلحة الصاروخية. وتمّتَ إصابتها إصابة مباشرة”.
وكرّر البطريرك الماروني بشارة الراعي “مناشدة رئيس مجلس النواب الدعوة منذ الغد إلى جلسات متتالية لينتخب النواب الرئيس، بموجب القاعدة الديمقراطيّة، ومن دون أن ينتظروا من الخارج أيّة إشارة لاسم”. وفي رسالة حازمة الى المعنيين، قال الراعي: “كفى إقفالاً لقصر بعبدا الرئاسي وكفى إقصاءً للطائفة المارونيّة، وهي العنصر الأساس في تكوين لبنان!”
وفيما تتجه الأنظار الأسبوع المقبل الى مجلس النواب وجلسة الموازنة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، يومي الاربعاء والخميس المقبلين، والتي قد تمتد الى يوم الجمعة، يتقدم تكتل لبنان القوي اليوم لمجلس النواب باقتراح قانون معجل مكرر بالموازنة العامة للعام 2024 بالصيغة التي أقرّتها لجنة المال والموازنة، على ان يناقش على أساس ذلك مسألة مشاركته من عدمها في الهيئة العامة التي دعا اليها رئيس المجلس الأربعاء المقبل.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *