الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: واشنطن تلجأ بعد فشل غاراتها بردع أنصار الله إلى حرمانهم من الفيزا والحسابات المصرفية!.. الحرس الثوري يكمل الضربات الصاروخية ويكشف عبر “الميادين” عن استهداف سفن “إسرائيلية”.. نتنياهو أمام اللحظة الحرجة: انتهت مهمة هوكشتاين دون إبعاد المقاومة… وبرّي: نقل الليطاني أهون
البناء

البناء: واشنطن تلجأ بعد فشل غاراتها بردع أنصار الله إلى حرمانهم من الفيزا والحسابات المصرفية!.. الحرس الثوري يكمل الضربات الصاروخية ويكشف عبر “الميادين” عن استهداف سفن “إسرائيلية”.. نتنياهو أمام اللحظة الحرجة: انتهت مهمة هوكشتاين دون إبعاد المقاومة… وبرّي: نقل الليطاني أهون

كتبت صحيفة “البناء”: كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن فشل عملياتها العسكرية في ردع اليمن وأنصار الله عن مواصلة إجراءات منع عبور السفن الإسرائيلية والسفن المتوجهة إلى موانئ كيان الاحتلال، وجاء الاعتراف الأميركي بالفشل بعدما قام اليمن باستهداف سفينتين واحدة منهما أميركية، وأصابهما إصابات مباشرة. وجاء الرد الأميركي على الفشل في الردع بقرار تصنيف حركة أنصار الله جماعة إرهابية، وهو ما يترتب عليه حرمان قادتها من الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأميركية وحرمانهم من فتح حسابات مصرفيّة. وقد سخر اليمنيون من القرارات الأميركية، وتداولوا الطرائف في التعليق على القرار الأميركي.
في تطوّر لافت نقلت قناة «الميادين» عن مصادر موثوقة أن الحرس الثوريّ كان وراء استهداف سفينتين إسرائيليتين في المحيط الهنديّ على مسافة 3000 كلم من الأراضي الإيرانيّة، محدداً المواقع التفصيلية لكل من السفينتين، ويأتي الكشف عن العملية بتوقيت لاحق للضربات الصاروخيّة التي وجّهها الحرس الثوري للجماعات الإرهابية التي تشغّلها واشنطن وتل أبيب والتي استهدفت إيران خلال إحياء ذكرى استشهاد القائد قاسم سليماني، بما بدا أنها رسائل إيرانية أعقبت التورط العسكري الأميركي المباشر في حرب غزة، من خلال المواجهة في البحر الأحمر مع اليمن، وكأن إيران ترسم خطوطها الحمراء، حول سورية والعراق، بما يكمل ضربات المقاومة العراقية للقوات الأميركية ويحفّزها نحو المزيد تسريعاً لفرض الانسحاب الأميركي من البلدين.
 على جبهات القتال مع الاحتلال، تستمرّ المقاومة في غزة بتسجيل المزيد من الإنجازات بعمليّاتها الممتدة على طول قطاع غزة وعرضه، فيما الانقسامات تصيب القيادات السياسية والعسكرية في الكيان وجنود الاحتياط يتمرّدون على دعواتهم للقتال في غزة، بينما على جبهة لبنان ارتباك إسرائيلي أمام تصاعد عمليات المقاومة والفشل في مساعي الضغوط التي تبنتها واشنطن على لبنان لتلبية الطلب الإسرائيلي بإبعاد وحدات المقاومة الى جنوب الليطاني. ودقت ساعة الحقيقة أمام بنيامين نتنياهو بعدما أعلن ومعه قادته العسكريون وأركان حكومته، أن فشل المساعي الدبلوماسية يعني الانتقال لفرض الانسحاب على المقاومة بالقوة. وهذه هي اللحظة الحرجة أمام نتنياهو في ظل تهالك وضع جيشه وضعف جبهته الداخليّة، بعدما كان الرهان على نجاح مساعي المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين قد جعله يصعد إلى أعلى الشجرة، وهو الآن بين النزول مهزوماً أو الذهاب الى التصعيد. ونقلت مصادر سياسية متابعة عن ما سمعه هوكشتاين خلال زيارته لبيروت، فقالت إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال له لا نستطيع البحث بأي مبادرات لترتيب وضع الحدود قبل وقف الحرب في غزة، بينما نقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله، إن نقل الليطاني الى الحدود فيصبح المقاومون جنوب الليطاني، أهون من نقل مقاتلي المقاومة الى جنوب الليطاني حيث هو.
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها على وقع التهديدات الإسرائيلية للبنان، وارتفاع وتيرة المواقف الدولية المحذّرة من توسّع الحرب بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي والتي توقع الأمين العام للأمم المتحدة بأن تكون «كارثية»، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى احترام القرار ١٧٠١ من قبل الجانبين. وعلمت «البناء» أنه وبعد مغادرة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين لبنان، تلقى مسؤولون لبنانيون رفيعو المستوى رسائل إضافية من دبلوماسيين أوروبيين ومن السفيرة الأميركية في بيروت تحذّر من تصعيد «إسرائيلي» لضرباتها على الجنوب وضرورة الإسراع في تهدئة الجبهة وتطبيق القرار 1701 كمرحلة تمهيدية لبدء عملية تفاوض على ملف الحدود للتوصل الى تسوية شاملة. فيما واصل رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي إطلاق التهديدات بحرب على لبنان، فأعلن أمس أن «احتمال اندلاع حرب على الحدود الشمالية مع لبنان صار أعلى بكثير»، لكنه قال: «لا أعرف متى ستبدأ الحرب في الشمال، أستطيع أن أقول لكم إن احتمال حدوثها في الأشهر المقبلة أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي».
ويشير خبراء عسكريون لـ«البناء» إلى أن العمليات العسكرية المتبادلة على الحدود بين حزب الله والقوات الإسرائيلية هي حرب حقيقية، لكن ضمن مستوى معين يتخطى قواعد الاشتباك أحياناً لكن ضمن نطاق جغرافي محدد وأهداف محدّدة ومدروسة من كلا الجانبين لوجود توازن ردع حقيقيّ يمنع أياً من الأطراف توجيه ضربة تخرج عن الإطار القائم تؤدي الى حرب شاملة لا يريدها الطرفان. ويلفت الخبراء الى أن الجيش الإسرائيلي منهك ومستنزف وكذلك كل مفاصل وقطاعات «إسرائيل»، ومن الصعب خوض حرب جديدة مع لبنان ومع قوة كحزب الله تملك مقدرات عسكرية هائلة كشف الحزب عن بعضها خلال شهور الحرب، لكن ما خُفي من قدرات ومفاجآت قد يكون أعظم ويغيّر المعادلات في المنطقة. لذلك يتهيب قادة الاحتلال العسكريون الحرب الشاملة مع لبنان في ظل الواقع العسكري والاقتصادي والسياسي في «إسرائيل» والتصعيد في المنطقة بعد دخول إيران بقوة في توجيه ضربات للموساد الإسرائيلي في سورية والعراق وباكستان، إضافة الى تحوّل الرأي العام العالميّ ضد حكومة بنيامين نتنياهو، لكن العامل الأهم وفق الخبراء هو استنزاف الجيش الإسرائيلي في غزة ما يجعله غير قادر على خوض حرب جديدة على الجبهة اللبنانية قد تطول لأشهر أيضاً وبالتوازي مع استمرار جبهة غزة وطوق ناري من جبهات عدة من العراق واليمن والجولان في ظل التوترات الأمنية على الحدود مع مصر. إلا أن الخبراء لا يستبعدون ارتكاب حكومة الحرب المأزومة في «إسرائيل» حماقة بتوسيع العدوان على الجنوب لأسباب سياسية داخلية وتعرض نتنياهو لضغوط كبيرة من المستوطنين المهجرين من شمال فلسطين، ووسيلة لحجب الهزيمة في غزة وتوريط المنطقة بحرب إقليمية.
ولفت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب في تصريح تلفزيوني إلى أن «الحرب على لبنان ليست سهلة على «إسرائيل» والصواريخ ستسقط عليها من الجهات كافة»، معتبراً أن «الحوثيين يلعبون دوراً دولياً وما قاموا به مرتبط بغزّة وموقفنا منسجم مع الموقف العربيّ وما نريده عدم توسّع الحرب». وأكد أن «الحرب الداخلية تخرّب البلد وإذا خيّرنا بين حرب إقليمية وبين حرب أهلية سنختار الإقليمية لأنها تنتهي بعكس الأهلية». وشدد على أن «هناك واقعاً قائماً في الجنوب وحزب الله جماعة لبنانية تعي مصلحة البلد ونحن نعارض ما تقوم به بعض التنظيمات غير اللبنانية من عمليات إطلاق صواريخ».
في المواقف الدولية، برزت إشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحافي عقده في قصر الاليزيه، على الأهميّة التي يوليها للبنان مذكراً بالجهود التي بذلتها فرنسا بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب، وقال «بالنسبة الى قرارت مجلس الأمن المتعلقة بحدود لبنان، فقد عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتجنب أن يلتحق حزب الله بالحرب ويقوم بتهديد أمن «إسرائيل» وأن ينتشر النزاع في لبنان». وأضاف ماكرون: «فرنسا متمسكة بسلام واستقرار لبنان وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملنا كل ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدّمنا مقترحات عدّة في الأسابيع الماضية، الى جانب الولايات المتحدة، للإسرائيليين من أجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد أنه لا بدّ من احترام القرارات، وخصوصاً أن تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار ١٧٠١ من قبل الجانبين، وهذا أمر لا غنى عنه».
وذكّر ماكرون بتعهدات فرنسا والتزامها ومشاركتها بقوات الطوارئ الدولية، قائلاً «نحن متمسّكون مع الأمم المتحدة بمهام القوة وان يكون لديها الوسائل والتوازنات اللازمة لمهمتها، ورسالتنا لمختلف الجهات هي ضرورة تجنّب أيّ تصعيد لأنّه ليس في مصلحة أحد».
وعلمت «البناء» من مصادر دبلوماسية أن دولاً أوروبية تتوقع ضربة عسكرية إسرائيلية كبيرة للجنوب خلال الأسبوعين المقبلين، وكشفت معلومات «البناء» أن قوات الأمم المتحدة «اليونفيل» اتخذت منذ أيام إجراءات احترازية إضافية في كافة مراكزها تحسباً لتوسيع جبهة الحرب.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من «أن أي مواجهة شاملة بين «إسرائيل» ولبنان ستكون كارثية تماماً، في ظل المخاوف من اتساع رقعة الحرب الجارية في قطاع غزة بين «إسرائيل» وحركة حماس».
وكانت جبهة الجنوب شهدت قصفاً متبادلاً بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الراهب، وقصفوا انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصواريخ بركان وتحقيق إصابة مباشرة. كما استهدفوا تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في تل شعر بالأسلحة الصاروخيّة وحققوا فيه إصابات مباشرة.
وفي عملية أخرى، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع العباد بالأسلحة المناسبة وحققوا فيه إصابات مباشرة.
وردًّا على اعتداءات العدو على القرى والمنازل المدنية، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة ما أدّى إلى إصابة أحد المباني فيها.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن «صفارات الإنذار تدوي في رامات دالتون، دالتون، كيرم بن زمرا، علما، الريحانية في الجليل الأعلى خشية تسلل طائرات مسيّرة».
في المقابل أغار طيران العدو على المنطقة بين راميا ومروحين ولم يستثن القصف دور العبادة، اذ طال الكنيسة الإنجيلية الوطنية في وسط بلدة علما الشعب، وأحدث أضراراً كبيرة في منزل راعي الكنيسة القس ربيع طالب. واستهدف العدو المنطقة الواقعة غرب خراج بلدة ديرميماس لجهة بلدة الطيبة بثلاث قذائف مدفعية، وأطراف بلدة البستان. وحلقت مسيرة اسرائيلية معادية في أجواء قرى وبلدات قضاء صور.
الى ذلك، واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته ولقاءاته الديبلوماسية الدولية والعربية خلال مشاركته في أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس في سويسرا، وشدّد خلال هذه الاجتماعات على «أولوية العمل على وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية الى القطاع تمهيداً للعودة إلى البحث في حل سلمي من خلال الاعتراف بالحق الفلسطيني بالعيش في وطن آمن».
ودعا ميقاتي «الدول الفاعلة الى الضغط على «إسرائيل» لوقف تعدياتها على جنوب لبنان وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية». وجدّد «تأكيد التزام لبنان بمندرجات القرار الدولي الرقم 1701 وسائر القرارات الدوليّة»، مطالباً «بالضغط على «إسرائيل» لتطبيق القرار كاملاً والعودة الى الالتزام بكل القرارات الدولية منذ اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949».
وكان رئيس الحكومة اجتمع في هذا الإطار مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، وعقد اجتماعات مع كل من رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة، رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، رئيس وزراء باكستان أنوار الحق كاكر ورئيس وزراء هولندا مارك روته. والتقى كلاً من وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية انتوني بلينكن، وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس ووزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرغ.
وبرز سجال بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، على خلفية هجوم رئيس «القوات» سمير جعجع على أطراف الحكومة ومن ضمنهم «التيار»، بقوله: «إنّ القوى السياسيّة المكوّنة للحكومة، وتحديدًا محور الممانعة والتيار الوطني الحرّ وبعض المستقلّين، وبغضّ النظر عن «خنفشرياتهم» الداخليّة وخلافاتهم المصلحيّة، يتحمّلون جميعهم مسؤوليّة ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في لبنان، في حال استمرّت حكومة تصريف الأعمال في عدم تحمّل مسؤوليّاتها من خلال تبنّيها لموقف محور الممانعة لجهة الحروب الدائرة في الشرق الأوسط».
ورد «التيار» في بيان على تصريحات جعجع، ولفت الى «أن الحقد أعمى السيد سمير جعجع لدرجة أنه لا يستطيع أن يرى أن التيار الوطني الحر غير مشارك إطلاقاً بأعمال الحكومة لا بل هو المعارض الوحيد بين القوى السياسية لكل أفعالها غير الميثاقية وغير الدستورية واللاشرعية أو القانونية، فيما هو يغطي علناً جلساتها غير المقبولة وقراراتها ومراسيمها غير المسموحة. قليلاً من الحكمة يا «حكيم».
على صعيد سياسي آخر، استقبل رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان في دارته في خلدة رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، على رأس وفد من اللقاء.
ورداً على سؤال، قال النائب هادي أبو الحسن بعد الاجتماع «تم البحث في موضوع رئاسة الأركان ضمن الإطار العام وهو ليس مطلباً فئوياً بل عاماً، وعندما كنا نطالب بتفادي الفراغ في المؤسسة العسكرية، كنا نطرح هذا الأمر، وكنا رأس حربة في تأكيد أهمية تلافي الفراغ وحسناً أنه حصل التمديد لقائد الجيش، ونحن اليوم نطالب بملء الشغور في المجلس العسكري ورئاسة الأركان من ضمن المواقع الأساسية والضرورية، ولم نتداول موضوع الأسماء، كما وأن هناك رأياً لقائد الجيش في هذا الموضوع واحتراماً للأقدمية أيضاً». بدوره، ورداً على سؤال، أوضح الوزير السابق صالح الغريب «انه ليس من المفروض أن يكون هناك ارتباط بين استحقاق رئاسة الجمهورية والعمليات العسكرية على غزة وجنوب لبنان، إنما واقع الحال اليوم يشير إلى ارتباطهما بكل أسف».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *