الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية: مرحلة جديدة جنوباً وفي غزة .. ولا وقف للنار قبل قمة الرياض
الجمهورية

الجمهورية: مرحلة جديدة جنوباً وفي غزة .. ولا وقف للنار قبل قمة الرياض

كتبت صحيفة “الجمهورية”: فيما دخلت الحرب الاسرائيلية التدميرية على غزة مرحلة جديدة بعد قطع الاتصالات والانترنت عنها للمرة الثانية ودعوة احد الوزراء الاسرائيليين الى قصفها بقنبلة نووية، دخلت المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية ايضا في مرحلة جديدة عبر استهداف اسرائيل لسيارة استشهد فيها اربعة مدنيين بعد ظهر أمس، ورَدّت المقاومة بقصف اهداف مدنية في مستوطنة كريات شمونة وذلك بعد ثلاثة ايام من وضع الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله معادلة «مدني مقابل مدني» في حال أقدمت اسرائيل على استهداف المدنيين اللبنانيين في الجنوب. وفي حال تطوّر هذا الامر فإنه سيؤدي الى توسّع رقعة الحرب خصوصا ان اسرائيل ما تزال ترفض وقف اطلاق النار في غزة وتؤكد مضيّها في الحرب عليها معلنة انها «طوّقت» غزة المدينة وبدأت تقصف محيط المستشفيات فيها، في تطوّر يدل الى انها قد تبدأ بقصف هذه المستشفيات مباشرة مستفيدة من التحرك الاميركي الذي يركّز على الدعوة الى اعلان «هدنة انسانية» ويستبعد الدعوة الى اعلان وقف دائم لإطلاق النار.

قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية» ان كل التطورات الميدانية والتحركات الديبلوماسية الجارية في مختلف الاتجاهات لا تدل الى انها ستبلور اي اتفاق على وقف للنار في غزة كما على الجبهة الجنوبية الللبنانية أقلّه قبل انعقاد القمة العربية الطارئة المقررة في الرياض في 11 من الجاري، لأنّ اسرائيل كانت لا تزال ترفض قبول وقف اطلاق النار مستفيدة من مواقف الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية الحليفة لها الداعية الى هدنة او هدن انسانية فقط وترى ان موعد وقف النار لم يحن بعد، مُستبطنة اعطاء اسرائيل مهلة مفتوحة حتى تحقق اهدافها من الحرب على غزة وهي سحق حركة «حماس» او تقويضها، في حين انّ طيرانها الحربي وقصفها الصاروخي يرتكب مجازر يومية في حق المدنيين الفلسطينيين فيما اجتياحها البري لم يحقق أي تقدم ملموس بعد.

القمة الطارئة

وكشفت مراجع حكومية وديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان التحضيرات انطلقت منذ أيام تحضيرا للقمة العربية الاستثنائية الطارئة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية في الحادي عشر من الشهر الجاري في الرياض.

ولفتت المصادر الى ان الجولة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الاخيرة على عمان والقاهرة شكّلت مادة مهمة لتكوين الموقف اللبناني مما هو مطروح، خصوصا ان ميقاتي قدّم لِمَن التقاهم عناوين مبادرته للسلام في غزة التي سبق له ان ناقشها مع المسؤولين القطريين في بداية جولته العربية قبل ان تشمل عمان والقاهرة أمس وامس الاول.

وفي المعلومات ان الوفد اللبناني الى القمة سيكون برئاسة ميقاتي وعضوية وزير الخارجية عبد الله بوحبيب ووفد إداري استشاري وديبلوماسيين، وانّ بو حبيب سيسبق ميقاتي الى الرياض للمشاركة في الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب عشيّة موعد انعقاد القمة على مستوى الملوك والرؤساء.

مع بلينكن

وفي معلومات لـ«الجمهورية» من عمان انّ اللقاء الذي جمعَ السبت وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن مع نظرائه السعودي والقطري والمصري والاردني والفلسطيني والاماراتي لم ينته الى اي خطوة ايجابية بفعل المواقف المتناقضة لجهة الصيغة التي يمكن ان تؤدي الى تقليص أجواء التوتر في القطاع والتوصّل الى وقف للنار ولو لفترة محددة للغاية، بُغية تسهيل إدخال دفعة من المساعدات المختلفة من محروقات ومواد غذائية.

وفي المعلومات ايضا انّ بلينكن كان واضحا عندما قدّم مقاربة للمخارج الممكنة والتي تلاقت مع مواقف عدد من الوزراء العرب، لكنه اضطر الى أن يكون صريحا فلفت الى انّ القيادة الاسرائيلية لم توافقه على اي من الخطوات الايجابية التي يريدها الوزراء العرب ولا المجتمع الدولي، الذي يسعى الى وقف النار والتخفيف من حدة العمليات العسكرية لتسهيل عملية تبادل محدودة بين الرهائن حاملي الجنسيتين الاسرائيلية ومن دول اخرى مختلفة وبعض الموقوفين في السجون الاسرائيلية وإدخال مزيد من المساعدات الى قطاع غزة.

واشارت المعلومات الى ان الخلاف بين بلينكن ونظرائه العرب تطور إلى درجة قادت الى صرف النظر عن مجموعة من الإقتراحات التي كان يمكن ان تشكل بيانا ختاميا للقاء.

وفي جانب آخر من اللقاء، ابلغ بلينكن الى المجتمعين انه سيزور رام الله للقاء الرئيس محمود عباس وهو ما شكّل مفاجأة حقيقية راوَدت بعض المجتمعين فيما كان أحد المسؤولين على علم بالزيارة مسبقاً. وعلّق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر منصّة «إكس»، على الخلاف العلني الذي وقع بين بلينكن ووزيري الخارجية الأردني ايمن الصفدي والمصري سامح شكري أثناء وجود الصحافة، فكتب قائلاً: «عظيم، وأخيراً».

صيغة سرية

وعلى هامش اللقاءات المكثفة التي استضافتها الدوحة المعلن منها وغير المعلن، كشفت معلومات ديبلوماسية وصلت الى بيروت واطّلعت عليها «الجمهورية» ان هناك صيغة سرية مطروحة على عدد من زوار العاصمة القطرية تكوّنت نتيجة مجموعة من الإتصالات والزيارات المكوكية لمجموعة من الموفدين السريين من دول متعددة وعلى مستوى مواقع استخبارية وديبلوماسية رفيعة المستوى.

دعوة فرنسية الى «هدنة انسانية»

وتزامناً مع دعوات مختلفة ابرزها لوزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الى «هدنة انسانية فورية»، في اليوم الثلاثين للحرب بين اسرائيل وحركة «حماس». واعتبرت كولونا بعد اجتماع مع نظيرها القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة امس، أنّ «هدنة إنسانية فورية ومستدامة ودائمة ضرورية جداً»، مشددة على أنه «يجب أن تكون قادرة على أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار». واكدت ان «فرنسا ستبذل كل جهد ممكن لتفادي توسّع الحرب والتوصل إلى حل ديبلوماسي وسلمي»، مشددة على انه «من المهم منع توسع الحرب خصوصا في لبنان وعلى أي طرف أن لا يفكر في دخولها». واعتبرت ان «الفلسطينيين لهم الحق في العيش بسلام وندعم حقهم في دولة مستقلة».

في الجنوب

شهدت جبهة الجنوب يوماً آخر من المواجهات بين «حزب الله» وقوات الاحتلال الاسرائيلي، ما أدخلَ هذه الجبهة في معادلة «مدني مقابل مدني»، اذ إستشهد بعد ظهر امس أربعة من أفراد من عائلة الصحافي سمير ايوب (الذي سقط جريحاً، وهم شقيقته وثلاثة أطفال اشقاء من احفادها، وذلك في قنبلة ألقتها على سيارتهم طائرة مسيرة إسرائيلية، فيما كانوا على طريق عيناتا ـ عيترون متوجهين الى مكان آمن اتّقاء من القصف الإسرائيلي.

إثر ذلك أعلن «حزب الله» مساء أنه أطلق صواريخ كاتيوشا على كريات شمونة في شمال إسرائيل، ردا على هذه «الجريمة الوحشية البشعة». وقال: «إن المقاومة الإسلامية تُؤكد أنها لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين وسيكون ردّها ‏حازماً وقوياً». ‏

وكان قد أعلنَ في وقت سابق امس استشهاد ثلاثة من عناصره خلال مواجهات مع الاسرائيليين، ليرتفع إجمالي مقاتليه الذين استشهدوا منذ بدء التصعيد في الثامن من تشرين الاول الفائت إلى 59 شهيدا.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء امس أنه تم «قصف أهداف لحزب الله (…) ردا على إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أدى إلى مقتل مدني إسرائيلي»، من دون أن يحدد مكان مقتله. وأضاف أن من بين الأهداف «مركبات» بالإضافة إلى منصة إطلاق صواريخ بعيدة المدى دمّرها الطيران الإسرائيلي.

وقال هاغاري في معرض رده على سؤال عن أنباء قصف سيارة أودى بحياة مدنيين في جنوب لبنان: «إن الجيش يعمل بناء على معلومات المخابرات ويفحص كل الوقائع في لبنان بدقة». وأضاف: «بالنسبة الى ما يتعلق بلبنان، ننفذ هجماتنا استنادا إلى معلومات المخابرات وسنواصل شن هجمات. هذه هي مهمتنا، سنهاجم كل من يهددنا». وختم: «ندرس بالطبع كل الأحداث في لبنان لفهم التفاصيل، هذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة».

وكان أربعة مُسعفين تابعين لجمعية «كشافة الرسالة الاسلامية» في حركة «امل» اصيبوا بجروح صباح امس في قصف إسرائيلي طاوَلَ سيارتي إسعاف تعودان إلى هذا الجمعية.

بري وميقاتي

ودانَ رئيس مجلس النواب نبيه بري استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي المدنيين في سياراتهم مساء والمسعفين صباحاً اثناء قيامهم بواجبهم الانساني، وقال: «آخر بنك اهداف الإحتلال الإسرائيلي الجريمة التي إرتكبها بحق الاطفال على طريق عيترون عيناتا والتي أدت الى استشهاد إمراة وثلاثة من أحفادها. انّ ما حصل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إسرائيل ومستوياتها العسكرية والسياسية وأحد عيناتها وزير التراث فيها، الذي دعا الى إستخدام القنبلة النووية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، يمثّل أنموذجاً لإرهاب الدولة المنظم وأن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من غزة الى جنوب لبنان هو سياق واحد».

واستنكر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي «جريمة نكراء تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال»، مؤكدا أن الضحايا تم استهدافهم بطائرات مسيّرة. وقال: «هذه الجريمة برسم مَنْ يطالبون بالتهدئة ويتغاضون عما يرتكبه الاحتلال من جرائم في حق لبنان. هذه الجريمة النكراء لن تمر مرور الكرام وستكون مدار متابعة لدى الحكومة، عبر اتصالات دولية، وايضا عبر تقديم شكوى عاجلة ضد العدو الاسرائيلي الى مجلس الامن على خلفيتها».

وبالفعل اعلن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ليل أمس «بدء التحضير للتقدم بشكوى جديدة عاجلة لمجلس الأمن الدولي سنقدمها غداً (اليوم) رداً على جريمة اسرائيل في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة». وعلم أنه سيلتقي اليوم سفراء فرنسا هيرفي ماغرو، وايران مجتبی اماني وأستراليا أندرو بارنز ونائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الانسانية عمران ريزا.

ملك الاردن

وكان ميقاتي قد التقى امس في عمان ملك الاردن عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الاردني بشر الخصاونة، كل على حدة. وشدد ملك الاردن خلال اللقاء على «ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة ومنع توسع دائرة الصراع في الإقليم». وأكد «دعم الأردن لجهود الأشقاء اللبنانيين في تعزيز استقرارهم».

وشدد ميقاتي في المقابل على ضرورة الاستمرار في الجهود لوقف الحرب في غزة والتوصل الى حل يُبقي الفلسطينيين في أرضهم لتبقى قضيتهم حية ويُصار الى التوصّل الى حل عادل ونهائي».

قيام الدولتين

وفي المواقف الداخلية امس قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد في بكركي، امس: «يجب، مهما كلّف الأمر، انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول». وقال: «كيف نعبّر عن ألمنا عمّا يجري في غزّه الجريحة بل المهدّمة من حرب هدّامة إباديّة ينصبّ فيها الحقد والبغض بقوّة القنابل والحديد والنار ؟!». واعتبر ان «الحلّ الوحيد الذي يجلب السلام إنّما هو قيام الدولتين بنتيجة المفاوضات والحوار الهادئ والمسؤول. لقد آن الأوان لإعطاء الفلسطينيّين حقّهم. ان كل الذين التقيناهم في روما عبّروا عن تخوّفهم من امتداد الحرب الى لبنان».

نصرالله مجدداً السبت

الى ذلك دعا «حزب الله» الى حضور «مهرجان الوفاء للدماء الطاهرة» تحت عنوان «أحياء»، إحياء ليوم «شهيد حزب الله»، والذي يتحدث فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وذلك عند الثالثة عصر السبت المقبل.

ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال احتفال تكريمي لأحد شهداء الحزب في بلدة حاروف الجنوبية أن «العدو أفلَس ويتصرف تصرف المنهار، فلا يأخذنّكم جنون العدو إلى أن تستوحشوا من دمويته». وقال: «العدو الإسرائيلي كان يقتل في غزة ولم يكن يقاتل فيها. ما أسهَل من أن تأتي بطائرة وتقصف آمنين وتدمّر بيوتهم وتقتل أطفالهم ونساءهم وتدمر مستشفياتهم. هذا العمل هو تصرف الجبان. عندما بدأ القتال في غزة بدأ الصراخ، والعدو الآن يصرخ وهو ابتلع كومة شوك في جوفه لا يستطيع أن يبتلعها ولا يستطيع أن يلفظها وسيختنق بها إن شاء الله».

واضاف: «قتل المدنيين لا يحقق نصراً والآن لا يوجد مخرج سياسي لهذا العدو وهو مأزوم ولن يجدوا له مخرجا من الورطة التي أصابته وهذا مؤشر على قرب نهايته. كل ما يريد أن يفعله الأميركي حتى يهدئ من رَوع وجنون الإسرائيلي أنه يطلب مهلة خمس ساعات من أجل أن يطلق سراح بعض الرهائن الأميركيين المحتجزين عند حماس». واكد «اننا ذاهبون إلى نصر لكن المطلوب أن نحسن إدارة النصر»، واعتبر ان «كلمة السيد حسن نصرالله أجابت عن أسئلة الجميع إلا أسئلة العدو، لذلك لا يزال العدو حائرا مترددا لا يعرف في أي اتجاه يمضي ولا يعرف ما يخبّئ له حسن نصرالله».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *