الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية: مبادرة برّي: الخطوة التالية قريباً.. باريس والرياض: دعم لودريان.. واشنطن: الإستقرار
الجمهورية

الجمهورية: مبادرة برّي: الخطوة التالية قريباً.. باريس والرياض: دعم لودريان.. واشنطن: الإستقرار

كتبت صحيفة “الجمهورية”: أيام قليلة ويتبيّن الخيط الابيض من الخيط الاسود، من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويتحدد مسارها إنْ في اتجاه اكمالها وترجمتها بحوار السبعة ايام لعلّ هذا الحوار يتمكّن من اختراق جدار التعطيل الرئاسي، وبالتالي الاحتفال بانتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية الشهر الجاري، وإمّا في اتجاه تعليقها وإلحاقها بما سبقها من دعوات ومبادرات حواريّة فشلتها المزايدات والمكابرات.
واذا كان الرئيس بري قد وَقّت مبادرته في لحظة يعتبرها الأخطر على مصير لبنان ووجوده، لاطلاق حوار شامل ببند وحيد هو الملف الرئاسي، يجمع كلّ الأطراف السياسيّة من دون استثناء أيّ منها، للتشارك في انقاذ الهيكل اللبناني، والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، باعتباره المدخل لاعادة انتظام الحياة في لبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، إلا أنّ ما قابلها من اعتراضات صريحة من اطراف تسمّي نفسها سيادية، أو اعتراضات مقنّعة من اطراف اخرى، بمواقف ملتبسة مغلفة باشتراطات ترهن مشاركتها بحوار بالقبول بشروطها، يعكس بما لا يرقى اليه الشك، إرادة بإبقاء الوضع على ما هو عليه من تأزّم وتعطيل.

الخطوة التالية قريباً
ووفق معلومات “الجمهورية” فإنه على الرغم من المواقف الاعتراضية، وكذلك المواقف التي وصفت بأنّها غير مشجعة، فإنّ الخطوة التالية للرئيس بري، المرتبطة بمبادرته، سواء لجهة تحديد موعد الحوار وتوجيهات الدعوات الى الاطراف المعنية بهذا الحوار، قد يبادر اليها رئيس المجلس خلال فترة اقصاها الاسبوع المقبل”. وعلى ما يقول معنيون بالمبادرة لـ”الجمهورية”: ما طرحه رئيس المجلس قاله بصراحة وعلناً امام الجميع في الداخل والخارج، وقدم للاطراف السياسيين فرصة اخيرة للحل الرئاسي، وليتحمّل كل طرف مسؤوليته امام اللبنانيين وكل العالم، في سلوك واحد مِن سَبيلَين، امّا الذهاب الى حوار تعقبه جلسات انتخاب متتالية ومفتوحة حتى يتصاعد الدخان الابيض وننتخب رئيس الجمهورية، وامّا الامعان في الخطيئة التي ترتكب بحق لبنان واللبنانيين”.
وتلفت المصادر الى ان حوار السبعة ايام إن انعقد، نتائجه غير محسومة سلفاً، لا لناحية فشله او نجاحه في تحقيق خرق. وقالت ان المهم والمطلوب هو جلوس الاطراف الى طاولة الحوار، ومن بعدها نذهب الى جلسات انتخاب لا بد لها في نهاية المطاف من ان تستولِد رئيساً للجمهورية، لأن الفشل هذه المرة نتيجته الحتمية الدخول في المجهول.

موسى: لا بد من الحوار
وقال النائب ميشال موسى لـ”الجمهورية”: مبادرة الرئيس بري جاءت بشكل جد مدروسة، نلبّي طلبات كل الفرقاء من ناحية الحوار والجلسات المتتابعة والمفتوحة. المطلوب اليوم هو ان نصل الى انتخاب رئيس، وبالتالي لا بد من ان يكون هناك حوار بين الفرقاء، خصوصاً ان مهلة الحوار محدودة بالزمن وليست قاطعة ان نجحت او لم تنجح، خاصة انّ جلسات الانتخاب ستليها حُكماً. فانتخاب الرئيس هو الهدف الاساس في هذه المرحلة.
وحول الاعتراضات قال: حتى الآن، يجب ان ننتظر المواقف النهائية، هناك من سارعَ الى رفض المشاركة، وهناك من هو ليس ضد الحوار، وقد يكون هناك بعض الامور التي تحتاج الى توضيح، وبالتالي لننتظر ردود الفعل النهائية للفرقاء للبناء عليها.
اضاف: اليوم، وفي ظل التخبّط السياسي الذي يعيشه البلد، اؤكد ان على جميع الاطراف ان يضحّوا ويتقدموا خطوات الى الامام من اجل الوصول الى انتخاب رئيس، وهو الامر الذي يعدّ المفتاح الاساسي لاعادة تكوين السلطة. والحوار بالتأكيد يمكن ان يبدّد كل الهواجس لدى الفرقاء ويمكن ان يخلق تفاهمات تُفضي الى انتخاب رئيس.
ورداً على سؤال في حال استمر الفشل في انتخاب رئيس، قال: المبدأ العام من لا يتقدّم يتراجع، وإن لم يبادر الى حلول فعلية، اخشى ان نذهب الى مزيد من الانهيارات.

لودريان آت
الى ذلك، وفيما تابع السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفي ماغرو زياراته امس، حيث التقى قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، اكدت مصادر سياسية مسؤولة رداً على سؤال لـ”الجمهورية” انّ موعد وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قد اقترب، وربما الاسبوع المقبل، ولم نتبلّغ حتى الآن اي تغيير او تعديل في هذا الموعد”.
بدورها، أكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ”الجمهورية” ان لودريان سيزور بيروت في الايام القليلة المقبلة، ولا تبديل في برنامجه حتى الآن”.
وردا على سؤال عن مبادرة بري الحوارية، اكتفت المصادر بالقول: “انّ ما يعني باريس بالدرجة الاولى هو ان يتحاور القادة السياسيون ويتفقوا فيما بينهم على انتخاب رئيس للجمهورية”.
والبارز في هذا السياق ما أعلنه مصدر في قصر الايليزيه من أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيبحثان بضرورة تعزيز مهمّة جان ايف لودريان في لبنان، مع التأكيد على مواصلة فرنسا والسعودية العمل معاً بهذا الشأن.

موقف الخماسية مُلتبس
على ان اللافت للانتباه، ما كشفه مرجع سياسي لـ”الجمهورية” حول مهمة لودريان، فقال: من الاساس لودريان يعرف ان مهمته في بيروت صعبة ولا ضمانات مسبقة لنجاحه، وقد لمس ذلك لمس اليد في التناقضات التي قابلها. الا ان الصعوبة الاكبر التي يواجهها هي أنه وحيد في مهمته، حيث ان ثمة معلومات موثوقة تؤكد انّ سائر دول اللجنة الخماسية، لكل منها نظرة مختلفة الى الحل الرئاسي في لبنان. وتكرار لودريان لكلامه ان مهمته منسّقة مع اصدقاء لبنان وشركاء لبنان في اللجنة الخماسية، لم يكن موجهاً الى الداخل اللبناني بقدر ما كان موجها الى دول الخماسية للدفع بمهمته الى الامام، خصوصاً ان أيّاً من تلك الدول لم تقدم له ما يسهّل مهمته، بل على العكس صعّبتها اكثر بانكفائها عن ممارسة اي دور ضاغط او دافع جدي لحلفائها في لبنان للتفاعل الايجابي مع العملية الحوارية التي يسعى اليها الموفد الفرنسي. ومن هنا قد تبدو مبادرة الرئيس نبيه بري كفرصة حوارية اخيرة بديلة عن تعثّر المسعى الخارجي”.

واشنطن: إستقرار لبنان
واذا كان المرجع عينه مقتنعاً بصدقية الجهد الفرنسي لبلورة حل رئاسي سريع في لبنان، الا ان قناعته اكبر في المقابل بأن السعودية منكفئة عن التدخل في الملف الرئاسي اللبناني، ما خَلا المواقف العمومية التي تستعجل انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يتطور موقفها بعد في اتجاه التدخل المباشر والحاسم في هذا الملف، واكثر من ذلك ليس ما يؤشّر الى تبدّل في موقف المملكة في المدى المنظور. والامر نفسه بالنسبة الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث ان الاجواء التي يعود بها زوار واشنطن، تفيد بأنّ ملف الرئاسة في لبنان خارج دائرة اهتمامات واولويات الادارة الاميركية، والاولوية الوحيدة التي توليها واشنطن للبنان هي الحفاظ على الاستقرار في لبنان وابقاء الامن تحت السيطرة، ومنع انزلاقه، خصوصاً ان بعض المستويات الامنية الاميركية تخشى من ان انفلات الوضع الامني في لبنان، قد يدفع بـ”حزب الله” الى استغلاله واحكام سيطرته على لبنان”.

المطارنة للنواب: إنتخبوا
وفي سياق مرتبط بالملف الرئاسي، لفت امس بيان مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه الشهري في الديمان امس، برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، حيث خَلا من اي اشارة الى الحوار، بل تضمن دعوة الى النواب “إلى تحمُّل مسؤولياتهم وانتخابِ رئيس جديد للجمهورية، لإكتمال السلطات الدستوريّة إنقاذًا للبلاد مما تُعانيه من انهيار مالي واقتصادي، وتفكُّك للدولة، وتهديدات أمنية، ومحاولات مُتنوِّعة لوضع اليد على القرار الوطني، ونزيف شبابي إلى الخارج”. كما ابدى المجلس “الخشية من تفلّت السلاح غير الشرعي”، و”التحفظ البالغ حيال الحديث عن خطوات دوليّة تهدف إلى ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل على الرغم من أنّ هذه الحدود مرسّمة ومثبتة باتفاقات دوليّة، فيما موقع الرئاسة الأولى شاغر والسلطة الإجرائيّة اللبنانيّة غير مكتملة الصلاحيّات، وهما المرجعيّة الصالحة الوحيدة لإدارة هذه العمليّة والإشراف على ترجمتها”.
يُشار في سياق متصل، الى ان البطريرك الراعي سيقوم بزيارة الى منطقة الجبل، وسيعدّ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط استقبالا للبطريرك في المختارة ظهر غد الجمعة.

شهيّب: تأكيد المصالحة
وقال عضو اللقاء الديموقراطي النائب اكرم شهيب لـ”الجمهورية” ان زيارة البطريرك الراعي الى الجبل هي تكريس للمصالحة التاريخية التي رعاها صاحب الغبطة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير ووليد جنبلاط في المختارة، وهي استمرار لعلاقة الأهل فيما بينهم، والعيش الواحد في الجبل رغم كل ما يجري في البلد من تباينات بين معظم الاطراف اللبنانيين. وبالتالي الهدوء والاستقرار في الجبل هو استقرار للوطن بكل ما تعنيه الكلمة. فهذه الزيارة هي تأكيد لكل ذلك. وتشدد على البعد الوطني خاصة انّ الجميع يسعون الى رئاسة الجمهورية واحلال الامان في لبنان، وهذا لا يتم الا بالحوار بين كافة الاطراف. والبطريرك الراعي في عظته الاخيرة اكد على اهمية الحوار. في الخلاصة زيارة البطريرك الراعي هي مباركة للجبل.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *