الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: الدولة على بعد «امتار» من الانحلال والفوضى فهل يتحرك المسؤولون قبل فوات الاوان؟ الاستحقاق الرئاسي في الثلاجة… واوروبا تقلص المساعدات للبنان والنازحين واللاجئين؟ قرار نقدي لسلامة يهدئ من جنون الدولار… حراك المتعاقدين: ١٠٠ مليون دولار ضائعة في التربية
الديار لوغو0

الديار: الدولة على بعد «امتار» من الانحلال والفوضى فهل يتحرك المسؤولون قبل فوات الاوان؟ الاستحقاق الرئاسي في الثلاجة… واوروبا تقلص المساعدات للبنان والنازحين واللاجئين؟ قرار نقدي لسلامة يهدئ من جنون الدولار… حراك المتعاقدين: ١٠٠ مليون دولار ضائعة في التربية

لبنان ليس في حسابات احد، والازمة طويلة ومفتوحة، حتى التسويات في المنطقة تنتظر غرف العمليات العسكرية الروسية الاوكرانية على ابواب الربيع وامكان تدحرج الاوضاع الى حرب عالمية ثالثة، هذا الكلام قاله نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف الى مرجعية سياسية لبنانية خلال الاتصال الاخير بينهما منذ ايام، راسما صورة قاتمة للاشهر المقبلة، ولم يتطرق بوغدانوف خلال الاتصال الى لبنان والاستحقاق الرئاسي، موحيا بانه في ضوء نتائج العمليات العسكرية ستحدد مسارات عديدة في العالم ومنطقة الشرق الاوسط.

وحسب مصادر سياسية وحزبية لبنانية، زارت موسكو مؤخرا وعادت باجواء سوداوية عن ربيع ساخن جدا على العالم مع التحضيرات للحسم واخراج الاوكرانيين من اقليم دونسيك مقابل استعدادات اوكرانية بدعم اميركي واوروبي لاستعادة الاراضي التي احتلتها روسيا.

هذا السيناريو المخيف يتقدم اذا فشلت الوساطة الصينية، وهو المرجح حتى الان، ودخول العالم في فوضى وانقسامات ومحاور الى سنوات طوال.

هذا على الصعيد الروسي الاوكراني، اما في المنطقة، فالحرب والتسوية يسيران بشكل متواز، وفيما تتقدم الصورة الايجابية من خلال الاتصالات العربية السورية، والرغبة الايرانية السعودية باستئناف الحوار، والرسالة الايجابية التي نقلها وزير خارجية العراق من واشنطن الى القيادة الايرانية، تبدو الصورة سلبية في المقلب الاخر حسب زوار العاصمة السورية، جراء سياسات الحكومة الاسرائيلية ومحاولاتها الهروب الى الامام للتخلص من ازماتها الداخلية عبر جر المنطقة الى توترات كبرى، اولى بوادرها المنحى الذي اتخذته الغارة الاسرائيلية الاخيرة على اطراف دمشق وقصف المدنيين، هذا التطور سيدفع محور المقاومة الى الرد، واولى الخطوات ترجمت بتزويد ايران لدمشق منظومة دفاع جوي متطورة من طراز خرداد _ ١٥، تم تسليمها لقوات الدفاع الجوي السوري للتصدي للغارات الاسرائيلية، لكن الاوامر باستخدامها ستكون من قبل الرئيس الاسد شخصيا انطلاقا من الحسابات السياسية والعسكرية، وانهى الجيش السوري تدريباته على تشغيل هذه المنظومة، وتم التوصل الى هذه الاتفاقية خلال زيارة وزير الدفاع السوري علي محمود عباس الاخيرة الى طهران، والسؤال كيف ستتعامل اسرائيل مع هذا التطور الميداني واحتمال نشوب مواجهة ايرانية سورية اسرائيلية ستصيب لبنان بشظاياها، وهذا احتمال متقدم جدا.

وفي ظل التعقيدات الدولية والاقليمية، سيبقى الملف اللبناني في الثلاجة الى فترة طويلة حسب المطلعين، جراء استحالة التوافق على تسوية رئاسية دون تدخلات عربية ودوحة جديدة مستبعدة حاليا. وفي معلومات مؤكدة، ان الملف اللبناني لم يبحث مطلقا في اجتماعات مسقط الاخيرة ولا في اجتماع البرلمانات العربية ولم يفاتح وزراء خارجية الاردن والامارات ومصر والعراق والجزائر القيادة السورية بالملف الرئاسي اللبناني حتى عن طريق طلب التدخل لدى حزب الله، كما ان التواصل السعودي السوري تركز في مسقط على الملف اليمني والدور الذي يمكن ان يؤديه الرئيس السوري مع الحوثيين والايرانيين لتسريع الحوار مع السعوديين في الشان اليمني. ومن هنا، ينتظر اللبنانيون اشهرا صعبة جدا ومفتوحة على كل السيناريوات الجهنمية، فيما المعالجات لا تخرج عن «طق الحنك والمزايدات» و»البهورات» والتمترس وراء حقوق الطوائف وطرح شعارات فارغة تخفي ورائها «شهوات سلطوية» رئاسية مفضوحة مهما غلفت بمواقف اصلاحية وحقوق اللبنانيين.

الازمة المالية مفتوحة

ويؤكد خبير اقتصادي تابع الاوضاع النقدية منذ التسعينات، ضرورة اتخاذ اجراءات جذرية واستثنائية لمواجهة الازمة المالية المفتوحة التي لم تعد تنفع معها المسكنات وابر المورفين قبل سقوط لبنان في «الفوضى الحمراء»، ولا بد سريعا من تطبيق الضريبة التصاعدية على الشركات ورجال الاعمال ورؤوس الاموال بدلا من رفع الدولار الجمركي الى ٤٥ الفا وشل القدرة الشرائية وتطيير كل التقديمات، وقد لجأت فرنسا مؤخرا الى رفع نسبة الضريبة التصاعدية من ٣٧٪الى ٤٥٪ لتحسين الاوضاع الاقتصادية، اما في لبنان فيدفع اصحاب المليارات مثل المواطنين العاديين، هذا الاجراء في حال تطبيقه يدخل على خزينة الدولة مليارات الدولارات، وعلى الحكومة ايضا فرض ضرائب على كميات الاموال المهربة الى الخارج بدلا من المطالبة المستحيلة باعادتها، وعلى الاغنياء والميسورين ان يفكروا جديا في انقاذ بلدهم والمساهمة في استقراره، وهم الذين جنوا مليارات الدولارات ايام البحبوحة وجاء الوقت حاليا للمساهمة في جزء من ارباحهم لانقاذه، اذا كانوا حريصين على ثرواتهم قبل السقوط الكبير لكل مقومات الدولة، وهذا الخيار يغني عن الصناديق الدولية «والشحادة « التي باتت مستحيلة.

وابلغ سفير دولة اوروبية وزراء في الحكومة ان الامم المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ستلجأ الى تخفيض مساعداتها للنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين ووقف تمويل الكثير من المشاريع في لبنان، وكذلك عشرات الجمعيات بسبب تحويل الاموال الى تركيا وسوريا بعد الزلزال ورفع نسبة المساعدات للنازحين الاوكرانيين، وهذا ما سيحرم عشرات الشبان اللبنانيين من فرص العمل والدولار، وشرح السفير المعني الاوضاع الاقتصادية الصعبة في الدول الاوروبية بسبب الحرب الروسية الاوكرانية على كل وسائل العيش.

المباني الوزارية

وفي المعلومات المؤكدة، ورغم الازمة الخانقة و القاسية، جرى التمديد لعقود ايجار العديد من المباني الفخمة التي تشغلها وزارات وسط العاصمة بزيادة ٣٠٪ على عقود الايجار بالدولار، والدفع عن السنوات الماضية «فريش دولار» وتجاوزت عمليات الدفع ملايين الدولارات، فيما خطة نقل المباني الوزارية الى المدينة الرياضية مطروحة منذ سنوات ولم تنفذ.

ومن الاسئلة ايضا للحكومة، لماذا لا تتم الاستفادة من اراضي الدولة، وهل يعقل ان يبقى ايجار ملعب الغولف على مساحة ملايين الامتار بالاف الليرات فقط، وهناك مئات الحالات المشابهة؟ ولماذا لا يتم فرض ضريبة على ملايين الامتار من مشاعات الدولة المنهوبة من كبار القوم؟ واين الضرائب على الاملاك النهرية؟ واين واين واين؟

اللواء عباس ابراهيم

الدولة على مسافة امتار من الانهيار الكبير، فهل يتم الانقاذ قبل فوات الاوان؟ ام تتحول الدولة الى دويلات مع عودة حكم الميلشيات وتجار الامر الواقع وامراء الزواريب والاحياء؟ فالدولة اليوم في اسوأ صورة سياسية واقتصادية ومالية وغذائية وصحية وكل مقومات الحياة، تديرها اسوأ طبقة سياسية تحتضن المافيات واصحاب السوابق والفكر الطائفي الذين يتآمرون على الاوادم وانجازاتهم وتفانيهم في خدمة بلدهم كاللواء عباس ابراهيم، النموذج الارقى والانقى للمسؤول اللبناني، الذي اعطى دروسا في الكفاءة والنظافة في عمل المرفق العام، فتم التعامل معه من منظار طائفي، لانه ازعجهم اجماع اللبنانيين على شخصه، و دفع عباس ابراهيم ثمن ادميته واخلاصه لمشروع الدولة، والانكى ان الذين تامروا عليه باسم الدستور، هم انفسهم حولوا الدستور الى اداة طيعة لمصالحهم وغاياتهم، وشرف لعباس ابراهيم ان يغادر اليوم الى التقاعد مرفوع الرأس متسلحا بمحبة كل اللبنانيين واحترامهم، ونادرا ما نال مسؤول لبناني هذا الاجماع حول شخصه وادائه. وقبيل مغادرته مقر الامن العام قال ابراهيم «غدا سنكمل المشوار في ميادين متعددة» مؤكدا انه لم يطلب التمديد من احد، لا من الرئيس بري ولا من جبران باسيل، ولا اقبل ان يغطيني احد بشكل غير قانوني، واشار الى انه يفضل وزارة الخارجية، وهناك ٣ سنوات ونصف للانتخابات النيابية. وعندما سئل عن توليه رئاسة المجلس النيابي، رد «الله يطول بعمر الرئيس بري»، مؤكدا على العلاقة الجيدة معه. اما المدير الجديد للامن العام بالوكالة العميد الياس البيسري فاشاد بعمل ابراهيم واكمال المسيرة على نهجه.

رئاسة الجمهورية

لا جديد رئاسيا سوى اطلاق المواقف اليومية عن المواصفات، وبعد ٤ اشهر على دخول البلاد الفراغ الرئاسي، ما زالت المراوحة تحكم هذا الملف بالشكل والمضمون بانتظار حركة خارجية مستبعدة كليا، وجميع الافرقاء باتوا يتعايشون مع الفراغ ويتعاملون معه كامر واقع، اما المواقف الداخلية فتبقى لتحسين الشروط فقط.

وفي المعلومات، ان الفرنسيين طرحوا في الاجتماع الخماسي الاخير فرض عقوبات على السياسيين اللبنانيين، فرد القطريون بالمطالبة برفع العقوبات عن جبران باسيل، وانتهى الاجتماع دون نتأئج، وباتت الصورة محسومة بين العماد جوزف عون وسليمان فرنجية او الذهاب الى الخيار الثالث عبر ناجي البستاني او عميد المجلس الماروني الشيخ وديع الخازن او جهاد ازعور وبيار الضاهر او زياد بارود، لكن الانتخابات الرئاسية بعيدة جدا وخيار الفوضى الاجتماعية يتقدم مع فشل كل الحلول للازمات الاقتصادية وامكان وصول الدولار الى مستويات قياسية وتجاوز عصر امس عتبة الـ٩٣ الفا، فيما بدأت المحلات الكبرى تسعير البضائع بالدولار.

قرار لسلامة يهدئ من جنون الدولار

سلامة: مصرف لبنان سيشتري الدولار

على منصة صيرفة بسعر 70 ألف ليرة

هذا وصدر مساء أمس عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة البيان الآتي: «بناءً على المادتين ٧٥ و٨٣ من قانون النقد والتسليف :

١- سيتدخل مصرف لبنان بائعا الدولار الاميركي النقدي وشاريا الليرة اللبنانية النقدية على سعر ٧٠،٠٠٠ ل.ل. للدولار ابتداء من اليوم الواقع في ٢ آذار ٢٠٢٣.

٢- سيلبي مصرف لبنان كامل الطلب الناتج من بيع الليرة اللبنانية من قبل الشركات والافراد.

٣- تقدم الطلبات عبر المصارف وتسجل عبر منصة Sayrafa وتسدد بغضون ٣ ايام عمل.

٤- تحدد السقوف للافراد بمبلغ مليار ليرة لبنانية شهريًا عن كل حساب في كل مصرف.

٥- تحدد السقوف بـ١٠ مليارات لكل شركة في كل مصرف.

٦- لا يطبق هذا الإجراء على مستوردي المحروقات.

٧- يحدد سعر منصة Sayrafa على ٧٠،٠٠٠ل. ل للدولار.

٨- تدفع معاشات وتعويضات القطاع العام لشهر شباط على سعر sayrafa في ١ آذار ٢٠٢٣

٤٥،٤٠٠ للدولار.

٩-  يعمل بهذا القرار ابتداءً من اليوم ويستمر العمل به حتى اشعار آخر.

١٠- تتوقف المصارف عن شراء دولارات لزبائنها بسقف ٣٠٠ دولار بالشهر لاشعار آخر.

١١- يستمر العمل بالتعميم ١٦١ لمعاشات القطاع العام.

١٢- يستمر مصرف لبنان في تسديد الدولارات النقدية التي باعها قبل هذا البيان والتي لم تسدد لحينه».

وبعد نشر هذا القرار، تداول الصرافون على مجموعات الواتساب وبعض التطبيقات الدولار الأميركي بـ 80 الف ليرة للدولار الواحد.

اضراب المدارس مستمر

هل انتهى العام الدراسي مع توجه روابط المعلمين الى استمرار الاضراب المفتوح المستمر منذ ٥٠ يوما، بعد فشل الاجتماع بين وزير التربية عباس الحلبي والروابط الذي دعت الى جمعيات عمومية للتصويت على استمرار الاضراب، واسباب الفشل تعود الى رفض الحلبي اصدار الية للدفع بتواريخ محددة للحوافز والمتاخرات وبدلات النقل والاصرار على الاكتفاء بما اعلنته الحكومة، وتم الاتفاق على اجتماعات لاحقة، فيما حراك المتعاقدين طالب وزير التربية بدفع ال ١٠٠ مليون دولار الضائعة منذ عهود في وزارة التربية كحوافز للمعلمين والمتعاقدين والطلاب، كما طالب الحراك الحلبي بدفع بدلات النقل وحوافز العام الماضي، هذا مع العلم، ان ممثلي منظمات الامم المتحدة وسفراء الدول الاوروبية طالبوا في الاجتماع الاخير مع الحكومة وزارة التربية بتقديم الجداول المالية عن كيفية صرف المساعدات بعد المعلومات عن هدر في الاموال المتعلقة بالنازحين السوريين وعلقوا تقديم الحوافز الاضافية قبل الحصول على الجدوال والمعلومات المالية. من جهتهم، قرر موظفو القطاع العام مواصلة الاضراب نتيجة الغبن الذي لحق بهم جراء الاجراءات الحكومية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *