الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: الإنهيارات تتوالى عبر جنون الدولار والأسعار والإضرابات… ولا مُعالجات جنبلاط مُستمر بمبادرته الرئاسيّة… والسفراء الخمسة: لا مُساعدات قبل انتخاب الرئيس والإصلاحات رسالة الحريري وصلت «أنا الأقوى سنياً وغيابي لن يطول»… ماذا سيقول نصرالله اليوم؟
الديار لوغو0

الديار: الإنهيارات تتوالى عبر جنون الدولار والأسعار والإضرابات… ولا مُعالجات جنبلاط مُستمر بمبادرته الرئاسيّة… والسفراء الخمسة: لا مُساعدات قبل انتخاب الرئيس والإصلاحات رسالة الحريري وصلت «أنا الأقوى سنياً وغيابي لن يطول»… ماذا سيقول نصرالله اليوم؟

” بيكار” الانهيارات يتمدد ليشمل كل القطاعات  الغذائية والصحية والتربوية والمحروقات، ووحده المواطن  يدفع الثمن، ومتروك  لقدره يواجه الارتفاع الجنوني اليومي للدولار  والمحروقات “ودولرة” اســعار المواد الغذائية وفقدان الادوية وكل مقومات الحيــاة، وسط غياب كلي للمجلس النيابي والحكومة وجميع القوى الســياســية الذين استقالوا من مهامهم، يواجهــون الازمات   بسيل من “موشحات”  “التكاذب المشــترك” مصحوبة ببيانات  تحمل كل بذور الفتنة الطائفية وتغذية العصبــيات ونشــر المـتاريس المذهبية بين المناطق كونها الطريق الوحــيد للحفاظ على الامتيازات والكــراســي، فالسلم الاهلي هو العدو الاول لهذه الطــبقة السياسية، لكن المسؤولية الاولى تبقى على الناس وسكوتهم “وخنعوهم” وتسليم قدرهم لمسؤولين وقوى  سياسية  دمروا البلد وافلسوه وحولوه الى مزرعة لحساباتهم باسم الطوائف ومصالحها، وكانت نتائجها الويلات على  هذه الطوائف وكل اللبنانيين وتهجيرهم الى بلاد الله الواسعة.

التلاعب  بالدولار سياسي
يجمع معظم خبراء المال والاقتصاد على ان ارتفاع الدولار الاخير غير مرتبط بالعوامل  المالية والاقتصادية والسوق السوداء، بل بعوامل سياسية وانتهاج  البعض لسياسات تعجل في الانهيار لحسابات رئاسية  ضيقة جدا، مستغلين  اضراب المصارف واعاقة  البحث في ايجاد  الحلول وترك الساحة للفوضى المالية، حيث من المتوقع ان يواصل الدولار ارتفاعه مع تمديد اضراب المصارف بحجة الاجراءات القضائية للقاضية  غادة عون ضد مصرفي عودة وفرنسبنك والعجز عن ايجاد المخارج، لكن التحذيرات التي ارسلت حسب المتابعين للاوضاع المالية  الى جمعية المصارف جعلها تجمد قرارها بالاقفال العام  نظرا لتداعياته الخطرة على الاستقرار والسلم الاهلي وانهيار كل مؤسسات الدولة.
في ظل هذا الواقع، نفذت القطاعات الصحية والتربوية سلسلة من الاعتصامات والتحركات  في كل المناطق اللبنانية، فيما رفعت معظم المحطات خراطيمها واقفلت امام المواطنين بسبب ملامسة الدولار سقف الـ 77  الف ليرة، كما قطع المحتجون عددا من الطرقات في بيروت وصيدا وطرابلس، ووجه نقيب الصيادلة نداء استغاثة للمسؤولين محذرا من  الارتفاع الجنوني لاسعار الادوية الوطنية وفشل كل المعالجات لحل  ملف ادوية السرطان وحليب الاطفال، فيما صوت اكثر من 95 % من المعلمين لمصلحة الاستمرار في الاضراب على الاستفتاء التي اجرته رابطة التعليم الرسمي وتم وصف وعود القيمين على التربية بالكاذبة، وبالتالي فان رابطة المعلمين بصدد تمديد الاضراب للاسبوع السادس مما يهدد بضياع العام الدراسي.

فلتان امني وارتفاع معدلات السرقات
سجلت التقاربر الامنية، ارتفاعا ملحوظا في عمليات  الفلتان الامني وزيادة السرقات، وتحديدا للاسلاك الكهربائية، مما يعيق تغذية المناطق ب4 ساعات كهرباء يوميا وعجز شركة كهرباء لبنان عن تأمين الكميات المطلوبة، كما سجل ارتفاع في محاولات  الاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم في كل المناطق، مما دفع القوى الامنية الى اصدار سلسلة بيانات ارشادية في كيفية التعامل مع هذه الاعتداءات.

عودة الحريري
خرقت عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري “الرتابة ” السياسية  الداخلية وشكلت رسالة واضحة الى جميع القوى من خلال الحشود الشعبية التي امت  ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري  وبيت الوسط،  وعنوانها “استحالة شطب سعد الحريري من المعادلة اللبنانية والسنية مهما طال غيابه”. وحسب الذين شاركوا في لقاءات  الحريري مع مسؤولي  تيار المستقبل، فقد  ظهر مرتاحا  للاجواء الشعبية التي رافقت زيارته، رغم تاكيده  ان “عودته لن تغير شيئا في الوقت الحاضر، والعمل الاجتماعي سيبقى  الاساس  “ملمحا الى تاخر انجاز الاستحقاق الرئاسي رافضا الغوص في هذا الملف، منتقدا الحلفاء والخصوم،  كاشفا ان غيابه  لن يطول،  وليس من الاشخاص الذين يقولون “مش قادر وما بدي” جازما ان كل المحاولات لانهاء الحالة الحريرية فشلت، والحريرية  لا تموت، مبتعدا عن الغوص في الملفات الداخلية  مكتفيا بالعموميات، وعندما ساله احد الصحافيين “من الاقوى، سعد الحريري في السلطة ام سعد الحريري خارجها وخارج لبنان ؟ صمت لفترة  واجاب “الناس تحكم والاعلام كذلك، والجواب احيله اليكم”،  “وهذا البيت سيكمل المشوار”.
واللافت ان الاجهزة الامنية اللبنانية والسفارات الخليجية  تحديدا والاوروبية  وواشنطن تابعت  تحركات الحريري في بيروت، ورصدت بدقة حجم  الحضور الشعبي  امام الضريح وبيت الوسط، وحجم  المشاركة من خارج العاصمة وتحديدا من صيدا والبقاع والشمال، وبالتالي فان زيارة الحريري الى بيروت حققت اهدافها لزعيم التيار واعطته دفعا معنويا كان بامس الحاجة له، وظهر امس زار الحريري الرئيس بري في عين التينة واستبقاه الى مائدة  الغداء، كما التقى الحريري وليد جنبلاط ووفدا من نواب القوات اللبنانية.

الملف الرئاسي
لا جديد رئاسيا، والملف في الثلاجة الى أمد طويل، ولا بصيص امل بانجازه هذا العام. وحسب المقربين من الاشتراكي وامل، فان زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط الى الرئيس نبيه بري لم تسقط التباينات في الملف الرئاسي مع استمرار تيمور جنبلاط على موقفه الرافض لسليمان فرنجية ودعم قائد الجيش العماد جوزيف عون، مع التوافق على الملفات الاخرى لجهة حضور الجلسات التشريعية. وكان التباين قد ظهر بين بري وجنبلاط الاب خلال لقائهما الاخير، وابلغ رئيس الاشتراكي رئيس المجلس قرار  نجله تيمور واعضاء اللقاء بدعم قائد الجيش. وقد عاد  تيمور جنبلاط واكد على دعم قائد الجيش خلال زيارته لعين التينة منذ ايام، وبالتالي فان التباعد يكاد يكون من المرات النادرة بين بري وجنبلاط. ولم تنجح اللقاءات في تليين مواقفهما الرئاسية، مع الحرص على متانة العلاقة بين عين التينة والمختارة والابقاء على خطوط التواصل المفتوحة بين علي حسن خليل وغازي العريضي.
بالمقابل، حذر سفراء دول اجتماع باريس من ان التاخير في انتخاب رئيس الجمهورية سيرتب تداعيات على لبنان وعلاقاته مع الدول الخمس، وصولا الى امكان فرض عقوبات في حال التاخير في انتخاب رئيس للجمهورية، وبان لا مساعدات دولية وعربية قبل انجاز الاستحقاق الرئاسي وتنفيذ الاصلاحات، كما ان انتخاب الرئيس مهمة اللبنانيين ولا فيتو على اي اسم. ورغم هذه التحذيرات، فان الجمود بقي مخيما كليا  على هذا الملف مع تراجع الاهتمام، باستثناء حركة وليد جنبلاط ومبادراته وتاكيده على صعوبة المهمة، لكنه لن يوقف محركاته الرئاسية باتجاه جميع الاطراف، وتحديدا حزب الله والقوى المسيحية وبكركي حتى الوصول الى التسوية.

ماذا سيقول نصرالله اليوم ؟
تتجه الانظار الى الضاحية الجنوبية اليوم وماذا سيقول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى القادة الشهداء، عن المناسبة، والاوضاع الداخلية بعد تفاقم الازمات الاقتصادية والملف الرئاسي، وسيكون  للاوضاع في سوريا حيز واسع بعد الزلزال المدمر وما قدمه حزب الله في هذا المجال؟

السعودية والنشاط الحوثي في لبنان
وفي ظل حراك السفراء الخمسة رئاسيا يبقى الهم السعودي في لبنان في مكان اخر، وما طلبته  الرياض من المسؤولين، وتحديدا رئيس الحكومة والوزراء  وقف النشاط السياسي والاعلامي للحوثيين في لبنان واقفال قناة المسيرة التي تبث من الضاحية الجنوبية. هذا المطلب رفعه السفير السعودي  الى جميع المسؤولين اللبنانيين ولم يحصل على الجواب الشافي. وقد جدد البخاري طرحه خلال اللقاء الطويل الذي جمعه مع المعاون السياسي للرئيس بري علي حسن خليل. هذا الملف حسب المتابعين يشكل ازعاجا للمسؤولين السعوديين  الذين سحبوا ايديهم كليا من الملف اللبناني ولم يتجاوبوا مع التمنيات الفرنسية بتقديم المساعدات، حتى ان البخاري غادر بيروت كيلا يشارك شخصيا في الزيارات مع سفراء اميركا وفرنسا وقطر ومصر الى المسؤولين وكلف مستشاره تاكيدا على عدم الاهتمام بالملف اللبناني  ما  دامت الدولة اللبنانية عاجزة عن الوقوف ضد حزب الله.

الجلسة التشريعية
حسب مصادر نيابية، فان مكتب مجلس النواب خلال اجتماعه نهار الاثنين قد يحدد موعدا لجلسة تشريعية جديدة قبل 3 اذار  لاقرار بند الكابيتال كونترول المطلوب من صندوق النقد الدولي وجمعية المصارف كشرط للتراجع عن الاضراب، كما سيتم التمديد للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ونصاب الجلسة مؤمن. لكن السؤال المطروح: لماذا تراجع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن قراره في حضور الجلسة التشريعية التي كانت مقررة اليوم والتمديد للواء ابراهيم؟ وهذا الامر بقي غامضا ولم يتم توضيحه من رئيس التيار حتى الان؟ فيما سال ميقاتي اين السنة؟ “وحسب المتابعين لهذا الملف، فانه من  المعيب ان يتم التعامل مع ملف التمديد للواء ابراهيم من منظار طائفي، وانه من حصة الطائفة الشيعية؟ وهو الذي مثل في ممارساته نموذجا في الولاء لمشروع الدولة ووحدة الوطن ومعالجة الملفات الشائكة بكل حكمة ولم يميز بين فريق وفريق وطائفة واخرى، وتعامل مع كل الملفات  بمقياس واحد  نال اعجاب المجتمعين العربي والدولي. والسؤال: ما المصلحة  بافراغ لبنان من قياداته  الامنية  في هذا الظرف الخطر الذي يحتاج الى قيادات مجربة وذات خبرة عالية  للحفاظ على البلد واستقراره كاللواء عباس ابراهيم؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *