الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: توقيع الترسيم في الناقورة .. يوم تاريخي في لبنان
الشرق

الشرق: توقيع الترسيم في الناقورة .. يوم تاريخي في لبنان

مع هبوط طائرة مُنجِز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين في بيروت، وقبل اربعة ايام بالتمام على مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قصر بعبدا الاحد المقبل من دون ان يسلم الرئاسة الى خلف، كما لم يتسلمها هو من سلف، ستتجه انظار اللبنانيين كلهم الى الناقورة اليوم موقع توقيع الاتفاق التاريخي برعاية اممية. الحدث الذي تبقى تفاصيله مبهمة وتتكتم عليه الجهات اللبنانية كما الاممية سيشكل محور الرصد المحلي والاقليمي والدولي اليوم، مع ابقاء العين على الملف الحكومي الذي كاد يبلغ خواتيمه السعيدة اول امس لولا  مسلسل السجال الذي استعاد فصوله بين ميرنا الشالوحي والسراي فاعاد الوساطات الى نقطة البداية، الا ان الامل يبقى قائما بحسب ما تقول مصادر معنية بملف التشكيل  حتى ربع الساعة الاخير قبل عودة الرئيس عون الى منزله الجديد في الرابية.

زيارة هوكشتاين

وأمس، اعلن مكتب هوكشتاين في بيان انه يزور لبنان لـ”وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية التاريخية لوضع حدود بحرية دائمة بين لبنان وإسرائيل”، بحسب بيان لمكتبه.

ولفت الى أن “هوكشتين سوف يجتمع في بيروت بالرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي ظهرت خلال المفاوضات، والتي تم وضع أسسها في اتفاق الاطار سنة 2020 بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري. بعد ذلك سوف يزور هوكشتاين الناقورة لاتخاذ الخطوات النهائية لدخول اتفاق إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ. وبعد ذلك سيقدم الطرفان إحداثيات بحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة. وسيتوجه هوكشتاين بعد ذلك إلى إسرائيل حيث سيلتقي برئيس الوزراء يائير لبيد ويشكره وفريقه على ديبلوماسيتهم المثابرة والمبنية على المبادئ من أجل التوصل إلى حل بشأن هذا الملف الحساس”.

من توتال الى داجا

وفي السياق، أفادت وكالة “رويترز” امس ان “حكومة تصريف الأعمال وافقت على التنازل عن 40% من حصة “توتال إنرجيز” في كونسورتيوم لاستشكاف الرقعة 9 في المياه البحرية اللبنانية إلى شركة “داجا 215”. وفي انتظار حسم هوية الوفد اللبناني الى التوقيع اليوم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري امس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات والعلاقات الثنائية.

تعويل على الڤاتيكان

على خط الاستحقاقات الدستورية، بدا ان مساعي تأليف الحكومة باتت في مرحلة حرجة جدا خصوصا غداة تبادل المواقف التصعيدية بين ميرنا الشالوحي والسراي. ووسط هذه الاجواء، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي  أنه يعول على جهود الفاتيكان، بما له من سلطة معنوية وعلاقات مع الاطراف كافة، للدفع باتجاه التوافق بين اللبنانيين واجراء الانتخابات الرئاسية”، وذلك خلال لقائه في السراي السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور باولو بورجيا، في زيارة تعارف لمناسبة تسلمه مهامه حديثا. وتمت مراجعة العلاقات ببن لبنان والفاتيكان وتجديد تأكيد اهتمام الكرسي الرسولي بلبنان وأبنائه.

وفد أميركي

الى ذلك، بحث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب مع وفد من الكونغرس الاميركي وتاسك فورس فور ليبانون في المواضيع السياسية والاقتصادية متمنين الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة للعمل على تحسين الاوضاع .كما طالب الوفد بتسريع التحقيقات في انفجار المرفأ  وتأمين التيار الكهربائي وأمور حياتية اخرى.

التعاون مهم بعد الترسيم

اقتصاديا، وفي وقت عاود الدولار ارتفاعه امس فحلّقت اسعار المحروقات من جديد، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا السيد فريد بلحاج والمدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، وعرض معهما للتعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والبنك الدولي. ولفت بلحاج في خلال الاجتماع الى “انه كان في لبنان في بداية عهد الرئيس عون، وهو اليوم في لبنان أيضا في نهاية العهد”، شارحا ما قدمه البنك الدولي من قروض ميسرة للبنان لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا، حيث كان لبنان اول بلد ينال مساعدات من البنك لتأمين اللقاح ضد الجائحة. كما شملت تقديمات البنك الدولي تمويل مساعدات غذائية وفي مجالي التنمية المستدامة والتغذية. وأشار الى ان التعاون الدولي مهم لخدمة التطورات التي ستحصل بعد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وبدء التنقيب عن الغاز والنفط في الحقول اللبنانية البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة الجنوبية.

عودة النازحين

من جهة ثانية، انطلقت امس قافلتان في عودة طوعية للنازحين السوريين في لبنان، من بلدة عرسال والنبطية، باتجاه الحدود السورية. وضمت المجموعة حوالي 100 عائلة سورية سارت باتجاه الأراضي السورية، بإشراف وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار وضباط الأمن العام اللبناني والجيش اللبناني ومديرية المخابرات. وفي كلمة له، أكد حجار أن “العملية تسير من دون أي عوائق”، داعيا النازحين إلى “التسجيل لدى الأمن العام للعودة الطوعية إلى قراهم ومنازلهم”. وأضاف “الأسبوع المقبل يوجد قافلة أخرى، ومستمرون بعملية عودة كل النازحين”. من جانبه، أعلن وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، أن ثلاث قوافل للاجئين ستتوجه إلى سوريا الأربعاء. واعلن ان عدد النازحين العائدين إلى سوريا سيبلغ ستة آلاف شخص، مشيرا إلى أنهم سيتوزعون على دفعتين.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *