الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية: توقيع الترسيم في أيامه الأخيرة.. وبايدن: إختراق تاريخي
الجمهورية

الجمهورية: توقيع الترسيم في أيامه الأخيرة.. وبايدن: إختراق تاريخي

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: دخل ملف ترسيم الحدود ساعاته الحاسمة وسط اجواء ايجابية أوحت بأنه بات على مسافة ايام من توقيع الاتفاق حوله بين لبنان واسرائيل، خصوصاً ان الرئيس الاميركي جو بايدن اتصل بكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد «مهنئاً» بالاتفاق كما لو انه تم توقيعه فعلياً، ووصفه بأنه «اختراق تاريخي». وفيما سيعلن عون موقف لبنان النهائي منه اليوم، فإنّ مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغّر سيعلن في الوقت موقف اسرائيل النهائي ايضا وقد استبقه لابيد واصفاً الاتفاق بأنه «تاريخي».

‏إنصَبّت كل الاتصالات والاهتمامات امس على ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في ضوء تسلّم لبنان الصيغة النهائية لمشروع الاتفاق بينه وبين اسرائيل من الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، وتلاحقت اللقاءات والاتصالات بين المقار الرئاسية وأفضَت الى موافقة على الصيغة الانكليزية للمشروع فيما عكفت رئاسة الجمهورية على مراجعة الصيغة العربية، واعلنت ان الصيغة «مرضية للبنان لا سيما انها تلبّي المطالب اللبنانية»، كما انها «حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين». آملة في «أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن».

وعلمت «الجمهورية» ان البحث بدأ جدياً في سبل تطبيق الآلية المقترحة للمرحلة المقبلة، خصوصا لجهة الترتيبات التي يمكن ان تتخذ لترجمة الإتفاق الذي تم التوصّل اليه وسط وجود أكثر من صيغة مقترحة.

وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ان الاتصالات التي جرت أمس، وشارك فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، دخلت في كثير من التفاصيل حول ما يمكن القيام به في هذه المرحلة بعدما تبين ان هناك اكثر من سيناريو للمرحلة المقبلة.

بايدن

وفي هذه الاجواء تلقى عون اتصالاً من بايدن هنّأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، مؤكدا «وقوف الولايات المتحدة بجانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية».

وأشاد بايدن في بيان لاحق أمس بالاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، ووصفه بأنه «اختراق تاريخي». وشدّد على «ضرورة وفاء كل الأطراف بتعهّداتهم وعملهم على تطبيق الاتفاق».

وذكر البيت الأبيض في بيان أن بايدن «أكد أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لا يحافظ على مصالح إسرائيل فحسب، بل يخلق فرصا لتكامل إسرائيل الإقليمي».

ولفت البيت الابيض إلى أنّ «بايدن شدّد لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، على التزامه الراسخ بأمن إسرائيل». واضاف أن «بايدن أكد لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أن واشنطن لا تزال ملتزمة تجاه الشعب اللبناني ودعم استقرار وسيادة البلاد، حيث أمل في اتصال مع عون أن يمثّل اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل فصلا جديدا للشعب اللبناني».

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن «اتفاق إسرائيل ولبنان على إنهاء النزاع على الحدود البحرية إنجاز ديبلوماسي رائع، ونحضّ على تنفيذ الاتفاق بسرعة لمصلحة المنطقة والعالم»، معتبرة أن «الاتفاق يدشن حقبة جديدة من التعاون الإقليمي ويعزز الرخاء والأمن والاستقرار». ولافتة إلى أن «اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان لا يُعد تطبيعاً للعلاقات بين البلدين، وبالتالي سيؤدي إلى منطقة أكثر ازدهارا وتكاملا».

شيا

الى ذلك هنّأت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، الشعب اللبناني بإنجاز «الترسيم البحري مع اسرائيل، وكل من لعب دوراً بنّاء في المفاوضات»، وأكدت أن «هذه الاتفاقية ستعزز الاستثمار الخارجي في لبنان وهذا أساسي إزاء الوضع المأساوي في البلد».

ولفتت في كلمة لها من السفارة إلى أنه «يمكن للبنان التعويل على التطور في مجال الطاقة والموارد الطبيعية ستكون مفتوحة للاستيراد والتصدير، ومن المهم التزام الجميع بتعهداتهم»، وأضافت: «حقول الغاز ستُؤمّن موارد طاقة للأسواق والمهم الآن التزام الافرقاء بالتزاماتهم بموجب هذا الاتفاق».

ما رتّبته واشنطن

وقالت مصادر مطللعة لـ»الجمهورية» إن اتصال بايدن بعون ترافَق مع اتصال آخر أجراه الرئيس الاميركي برئيس الحكومة الاسرائيلية للغاية نفسها، ودلّ هذان الاتصالان الى «اهمية ما رتبته الإدارة الأميركية نتيجة هذا الاتفاق وما انجزه مسؤول أمن الطاقة العالمية عاموس هوكشتاين، والذي سيشكل دفعا كبيرا لخطط إدارته في المرحلة المقبلة خصوصا في المواجهة التي خلّفتها العقوبات على روسيا وتقليص حجم توريد الغاز الروسي في أكثر من اتجاه».

وكان عون قد التقى ميقاتي الذي اعلن انّ رئيس الجمهورية «يجري وفريق العمل قراءة نهائية لمذكّرة التفاهم وعلى ضوئها اعتقد انّ فخامة الرئيس سيتوجّه بكلمة الى اللبنانيين في هذا الصدد إيذاناً بمرحلة ستكون بإذن الله مرحلة خير». وشكر «الادارة الاميركية التي بذلت جهدا كبيرا للوصول الى هذا الاتفاق»، كذلك شكر «الحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسي بالذات لما قاموا به في الساعات الاخيرة، بالنسبة الى ما يتعلق بشركة «توتال» وإنجاح هذه الاتفاقية». واشار الى اجتماعه صباحاً بشركة «توتال» وقال: «اتفقنا على ان تبدأ بعملية التنقيب فور الانتهاء من مذكرة التفاهم».

نصرالله

ولفت الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله إلى أننا «أمام ساعات حاسمة في مسألة ترسيم الحدود واستخراج النفط والغاز». وقال في خطاب خلال الاحتفال بعيد المولد النبوي مساء امس: «ننتظر إعلان الموقف الرسمي من رئيس الجمهورية اللبناني وننتظر الموقف الرسمي من قبل حكومة العدو». وأضاف: «في اللحظة التي تذهب فيها الوفود للتوقيع في الناقورة بالآلية المتّفق عليها نستطيع القول إن هناك اتفاقاً أو تفاهماً». واشار الى أنّه «إلى حين التوقيع علينا أن نَحتاط في ظل المواقف الإسرائيلية المتناقضة، والمفاوضات في الأيام الماضية كانت صعبة». وقال: «بالنسبة إلينا كمقاومة يحقّق هذا التفاهم المطالب الرسمية للدولة اللبنانيّة، «بَدنا ناكل عنب»، مضيفًا «حين يعلن الرئيس اللبناني الموقف المؤيد للاتفاق تكون الأمور بالنسبة للمقاومة قد أنجزت». واكد انه «بعد نشر النص كل شخص يستطيع مقاربة التفاهم ونتائجه بروح المسؤولية المطلوبة ليحكم عليه إيجاباً أو سلباً»، مشيرًا إلى أنّ «مقاربة الاتفاق بعد نشر نصّه يجب أن تتم بروح وطنية والفَرِحون بالاتفاق عليهم مقاربة الإنجاز بروح موضوعية».

من جهته، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر» فكتبّ: «‏اما وقد تم الترسيم من دون مشكلات ومن دون حرب والفضل يعود الى اهمية الديبلوماسية التي اوصيت بها، والتي تستند الى القوة الناعمة للمسيرات، لكن يبقى الأهم لبنانياً ان تشكّل الشركة الوطنية للحفاظ على الثروة الوطنية، بعيدا عن اي وصاية محلية وشركات النفط الوهمية التي شكلت».

الموقف الاسرائيلي

وفي اسرائيل اعلن مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر أنه سيجتمع اليوم لتحديد الموقف النهائي من الاتفاق، فيما أعلن رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي أدلشتين عن «جلسة استثنائية غدا (اليوم) للاطلاع على المسودة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود مع ⁧‫لبنان».

واعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أن «لبنان وإسرائيل توصّلا لاتفاق تاريخي بخصوص ترسيم الحدود البحرية»، لافتاً الى أن «المجلس الوزاري المصغر سيجتمع غداً الأربعاء (اليوم) للتصديق على اتفاق ترسيم الحدود المائية مع لبنان».

وذكر لابيد أن «هذا الإنجاز سيعزز أمن إسرائيل، وسيدخل المليارات إلى الاقتصاد الإسرائيلي، وسيضمن الاستقرار على الحدود الشمالية».

الى ذلك أُعلن في اسرائيل ايضا ان بايدن ولابيد اكدا خلال اتصال هاتفي بينهما ان «اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان سيضمن أمن إسرائيل». وقال لابيد: الاتفاق مع لبنان إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخّ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية، وسيتم عقد اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة وللحكومة الأربعاء للموافقة على الاتفاق».

وقال لابيد ان بايدن «هنّأه على التوصل إلى الاتفاق مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، الذي سيضمن أمن إسرائيل على حدودها الشمالي، وسيعزز الاقتصادين الإسرائيلي واللبناني»، كاشفًا أن «بايدن قال له: «صنعتَ التاريخ». كما أكّد «التزامه بأمن إسرائيل وبالاستقرار الاقليمي».

ونقلت وكالة «رويترز» عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تأكيده أن «اسرائيل في طريقها إلى اتفاق تاريخي في شأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان». ونسبت الى مسؤول اسرائيلي قوله انّ «جميع مطالب إسرائيل في شأن مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية تمّت تلبيتها».

من جانبه، قال وزير دفاع إسرائيل بيني غانتس: «لم نتنازل قيد أنملة في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان». اضاف: «سنعرض اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان على الجمهور بشفافية». فيما قال رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا في بيان باللغة العربية في شأن سير المفاوضات: «تمّت تلبية جميع مطالبنا والتعديلات التي طلبناها قُبِلت. حافظنا على مصالح إسرائيل الأمنية».

وفي السياق، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو، في تصريح على مواقع التواصل الإجتماعي، أن «رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد استسلم لـ»حزب الله»، ولا يمكن أن يكون رئيسا للوزراء».

وكان نتنياهو قد أشار في رسالة وجهها إلى الإسرائيليين إلى أنه «لديّ رسالة مقلقة للغاية لكم»، موضحًا أنّ أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لاببيد. في إشارة إلى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية. واعتبر، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ «لابيد ينوي تسليم لبنان من دون أي رقابة أو سيطرة من إسرائيل، احتياطيّاتنا من الغاز» في كاريش، «التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، سيستخدمها «حزب الله» لشراء آلاف الصواريخ والصواريخ التي تستهدف المدن الإسرائيلية». واضاف: «سنتعامل مع اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان كما تعاملنا مع الاتفاقات السيئة سابقا».

بدورها، اعلنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أيليت شاكيد، أنها ستصوّت ضد اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان إذا لم يُعرض على الكنيست.

الامارات ترحّب

في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجيّة والتّعاون الدّولي الإماراتيّة، في بيان، أنّ «الإمارات ترحّب بتوصّل الجمهورية اللبنانية ودولة إسرائيل لاتّفاق حول ترسيم الحدود البحرية، وتُثمّن جهود الوساطة الحثيثة التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية بين البلدين»، مُعربةً عن الأمل في أن «تساهم هذه الخطوة في تعزيز استقرار المنطقة». وأثنت على «هذا الاتّفاق والجهود التي مكّنت تحقيقه»، مؤكدّةً أنّه «خطوة إيجابيّة وعمليّة لدفع مسارات الازدهار والتّنمية، وتحقيق المصالح الاقتصاديّة لكلا البلدين». وشدّدت على «أهميّة تعاون البلدين، لِما من شأنه تعزيز المصالح الاقتصاديّة وتوطيد السّلم والأمن الإقليميَّين».

 وإيطاليا أيضاً

وبدورها، قالت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان، انّ «اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سيكون له انعكاسات مهمة على الاستقرار والازدهار الإقليميين».

وأشارت الى ان «إيطاليا ترحّب بجهود الأطراف المعنيين ووساطة الولايات المتحدة، وتأمل انجاز الاتفاق الذي تم الإعلان عنه لِلتوّ في أقرب وقت».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *