الرئيسية / صحف ومقالات / الديار: الامم المتحدة تهدد بوقف المساعدات اذا أصرَّ لبنان على «مقاربته» لملف النازحين.. الدولة «تتحلل» والدبلوماسيون سينضمون للاضراب مع القضاة والمعلمين والقطاع العام.. «التأليف الحكومي طوي» والتوافق رئاسيا مستحيل وبري يحدد خارطة الطريق غداً
الديار لوغو0

الديار: الامم المتحدة تهدد بوقف المساعدات اذا أصرَّ لبنان على «مقاربته» لملف النازحين.. الدولة «تتحلل» والدبلوماسيون سينضمون للاضراب مع القضاة والمعلمين والقطاع العام.. «التأليف الحكومي طوي» والتوافق رئاسيا مستحيل وبري يحدد خارطة الطريق غداً

كتبت صحيفة “الديار” تقول: دولة لا تشبه أي دولة في العالم حتى في مجاهل افريقيا، دولة النور والعلم تحولت الى دولة الجهل والظلام، الساحة فيها  لتجار السياسة والبيانات التحريضية على الفتنة والحقد، ذبحوا الوطن باسم حقوق الطوائف والصلاحيات فيما ابناء كل الطوائف اللبنانية تجمعهم مصيبة واحدة مع هذه الطبقة التي لم تجلب لهم سوى الدماء والدموع، فمشكلة ابن طريق الجديدة وصيدا وطرابلس وشتورا هي نفسها مشكلة ابناء الجنوب والضاحية وعاليه وبعقلين وراشيا وكسروان وجبيل وجونية وزغرتا والحدت، والمعاناة  واحدة مع تجار الدين والجوع والحرمان والموت على ابواب المستشفيات والاذلال امام محطات البنزين والتفتيش ليل نهار عن حبة دواء،  فمشكلة الشعب اللبناني هي جراء سياسات دمرت كل شيء  وسرقت منهم كل امل في حياة كريمة وشريفة،  وما على اللبنانيين الا انتظار الحرب الروسية الاوكرانية ومحادثات فيينا والسياسات الاميركية الفرنسية الروسية تجاه الشرق الاوسط والاتصالات الايرانية السعودية والحرب اليمنية والتطورات الداخلية في العراق والسياسات التركية ومسار الاحداث في سوريا وحرب غزة كي ينجزوا استحقاقهم الرئاسي ويؤمنوا الفيول والغاز والكهرباء وأمور حياتهم، وبالتالي من يفكر في لبننة الحلول مع هذه الطبقة هو واهم وساذج لأبسط قواعد اللعبة السياسية في لبنان.

الملف الرئاسي

الملف الرئاسي الى الواجهة  والملفات الاخرى بما فيها تشكيل الحكومة الى الخطوط الخلفية والنسيان، الاتصالات محورها « كرسي بعبدا» فقط، وفي معلومات مؤكدة ان كتلة القوات اللبنانية ستناقش في اجتماعها المقبل ترشيح الدكتور سمير جعجع رسميا الى رئاسة الجمهورية،  وسيبادر النائب ملحم رياشي الى فتح النقاش وتبني الترشيح واعلانه رسميا، على ان يتولى  بعد ذلك الحكيم سلسلة اتصالاته الداخلية والخارجية، فيما النواب التغييريون الـ ١٣ يواصلون اجتماعاتهم الاسبوعية بعيدا عن وسائل الاعلام ومناقشة الاستحقاق الرئاسي بعمق ويتجهون لتبني ترشيح ميشال معوض. وفي المعلومات ايضا ان سامي الجميل يدرس قرار ترشحه،   والثنائي الشيعي  حسم أمره لجهة تأييد سليمان فرنجية، ويبقى على فرنجية اقناع باسيل بخطوته الرئاسية والاتصالات ليست مقطوعة بين الطرفين، والقرار النهائي يحتاج الى مزيد من الوقت كون باسيل ما زال مرشحا رئاسيا ولم يغادر الساحة بعد، اما  تيار المستقبل فما زال مصرا على دور المراقب  للمشهد السياسي، وسعد الحريري لن يعود قريبا على عكس ما أشيع خلال الاسبوعين الماضيين وقرار تجميد العمل السياسي ما زال ساريا ولن يرشح سعد الحريري اي شخصية  وسيبقى متفرجا في المرحلة الحالية، ويبقى موقف وليد جنبلاط المصر على رئيس وسطي يمثل الجميع ولا يشكل استفزازا لأحد ويحاول اقناع القوى السياسية وحزب الله بالرئيس الوسطي، ولذلك سيشهد الملف الرئاسي معارك كسر عظم حتى انقشاع الصورة،  وخارطة الطريق لانجاز الاستحقاق دستوريا سيعلنه الرئيس بري غدا في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه.

ملف استخراج الغاز

بات ملف الغاز على شواطئ المتوسط ولبنان الشغل الشاغل للعالم، لكن تأجيله  الى اواخر ايلول اصبح  شبه محسوم حسب القناة  ١٢ في التلفزيون الاسرائيلي التي اعلنت عن تأجيل استخراج الغاز من كاريش الى اواخر ايلول، رغم انه لم يصدر أي موقف رسمي من العدو حول التأجيل، والمعلومات معظمها من توزيع اعلام العدو الذي تحدث عن عودة المبعوث الاميركي هوكشتاين خلال الاسبوع المقبل، وعن محادثات جرت في واشنطن الاسبوع الماضي، توصلت الى ورقة اميركية اسرائيلية مشتركة، مضمونها، حصول اسرائيل على تعويضات مالية مقابل التنازل عن مناطق متنازع عليها، وبناء منصة لبنانية تبعد ٦ كيلومترات عن منصة كاريش، وتدير المنصة الشركة اليونانية التي تدير منصة كاريش « منصة مقابل منصة» ويبقى البارز ما اعلنته حكومة اسرائيل انها حكومة انتقالية لا تخولها صلاحياتها  التنازل للبنان، وهذا ما يفرض  تأجيل المفاوضات الى ما  بعد الانتخابات الاسرائيلية،  وكان  هوكشتاين قد تطرق الى هذه النقطة في زيارته الاخيرة الى بيروت، هذه التطورات تشير الى احتمال  تراجع  المواجهة العسكرية في ايلول، مع تمسك المقاومة بثوابتها ومعادلاتها  الواضحة « الغاز لاسرائيل مقابل الغاز للبنان» مع  احتمال استمرار المقاومة بتوجيه الرسائل الحاسمة للعدو الى ما بعد بعد كاريش، حيث حققت سياسة الردع التي انتهجتها  المقاومة شروط لبنان لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو وجعلت قياداته يتراجعون ويتنازلون  امام المطالب اللبنانية، لكن مسار هذا الملف ينتظر هوكشتاين ليبنى على الشيء مقتضاه.

ملف النازحين السوريين

النقاشات  الحكومية المتعلقة بملف النازحين السوريين، والخلافات داخل الحكومة بين رئيسها نجيب ميقاتي والوزير عصام شرف الدين جعلت ممثلي المنظمات الدولية في لبنان  يتابعون بقلق كل  التفاصيل، وأبلغوا المسؤولين اللبنانيين بكل شرائحهم ومستوياتهم، رفضهم مقاربة الدولة اللبنانية لهذا الملف ورفض عودة أي لاجئ سوري الى بلاده  قبل الاستقرار الشامل فوق الاراضي السورية، مع تأكيد ممثلي الامم المتحدة  الامتناع عن تقديم المساعدات للدولة اللبنانية وتمويل  الحوافز المالية للمعلمين ووزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الاهلية والغاء  كل النشاطات الاممية اذا لم تقارب الحكومة الملف بطريقة مختلفة، فالامم المتحدة والدول الاوروبية مصرة على دمج  النازحين السوريين في المجتمع اللبناني والغاء كل الاجراءات العنصرية بحقهم، على ان يتمتعوا بنفس حقوق المواطن اللبناني في العمل، كما تصر الامم المتحدة على دمج الطلاب اللبنانيين والسوريين في دوام موحد، والغاء الدوام المستقل للطلاب السوريين بعد الظهر وفصلهم عن اللبنانيين، والا فان منظمات الامم المتحدة مضطرة لالغاء  اجراءات الدعم، بالاضافة الى ضرورة الغاء وزارة التربية تعاميمها السابقة المتعلقة بالطلاب السوريين، وهذا ما رفضته وزارة التربية وأكدت الالتزام بدوام بعد الظهر للطلاب السوريين ورفض دمجهم مع الطلاب اللبنانيين وسيؤدي ذلك الى مشكلة حقيقية بين وزارة التربية والمنظمات الداعمة مما يهدد بعرقلة انطلاقة العام الدراسي الذي تم تأجيله  الى ١٥ ايلول، فالاجراء الاممي في حال تطبيقه سيضيف مشكلة كبيرة للبنانيين الذين يعانون صعوبات الحياة،  لكن الامم المتحدة وسفراء الدول الاوروبية مصرون على دمج  السوريين بالمجتمع اللبناني كليا مقابل  استمرار الدعم لمئات الجمعيات  الناشطة في مجال النازحين وحقوق الانسان، وضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية من الحكومة لتعزيز التلاقي بين النازحين والمجتمع اللبناني عبر المناسبات الاجتماعية، فاوروبا لا تستطيع استقبال أي لاجئ سوري والاولوية  للنازحين الاوكرانيين فيما  مئات السوريين يحاولون يوميا الدخول الى أوروبا بشتى الوسائل والطرق، وهذا ما يشكل اعباء اضافية على الدول الاوروبية لا تستطيع تحملها.

تأليف الحكومة

هذا وتجري اتصالات في ملف تشكيل الحكومة  قبل دخول لبنان في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الخميس، ويتم التعديل الوزاري عبر الاطاحة بالوزيرين امين سلام وعصام شرف الدين كما يريد ميقاتي المصر على هذا الشرط واعتباره المدخل لقيام الدولة والبدء بالاصلاحات، فيما الاصرار لا يعكس الا حقدا « وتشفيا» تجاه وزيرين لم يرتكبا الا  «رفع الصوت» في وجه سياسات ميقاتي الذي قدم التنازلات بالجملة في الساعات الاخيرة لتأليف حكومة جديدة وقصد عين التينة لكنه خرج» خالي الوفاض»، رغم قبوله أن يسمي عون البديل عن امين سلام، والثنائي الشيعي البديل عن عصام شرف الدين، ولم يعط الرئيس عون الجواب النهائي على هذا الاقتراح، كما درس اقتراح تجديد الثقة بالحكومة الحالية واصدار مراسيمها اليوم في ظل ضغط الثنائي الشيعي لتشكيل الحكومة،  ويقوم الخليلان  بمروحة اتصالات واسعة لم تصل الى خواتيمها السعيدة، مما يجعل  بقاء حكومة تصريف الاعمال لادارة  مرحلة الفراغ هو المتقدم والمحسوم حتى الان، وطي ملف التشكيل نهائيا.

الدبلوماسيون يدرسون الانضمام الى الاضرابات

هدد السفراء اللبنانيون في الخارج باللجوء  الى الاضراب بعد سلسلة اتصالات قاموا بها، ووضعوا وزير الخارجية في هذه الخطوة اذا لم يحصلوا على رواتبهم المتوقفة منذ ٤ اشهر بسبب رفض مصرف لبنان صرف مستحقاتهم بحجة العجز المالي، فالسفراء يتقاضون نصف رواتبهم  من عائدات السفارات والقنصليات في الخارج  والنصف الاخر من مصرف لبنان،  وتبلغ اجور ٧٥ سفيرا مع البعثات اللبنانية في المحافل الدولية والموظفين الكبار ٤٢ مليون دولار  شهريا، واذا  لم تتم معالجة الرواتب خلال الايام المقبلة فان السفراء سينضمون الى القضاة وموظفي القطاع العام والمعلمين بأعلان  الاضراب خلال الايام المقبلة وتعطيل معاملات ملايين  المغتربين، في المقابل يستمر القضاة في اضرابهم ومئات الموقوفين ينتظرون اخلاءات السبيل، اما القطاع العام فقد حسم أمره بالعودة الى الاضراب بعد تنصل الدولة من كل وعودها السابقة باعطاء الحوافز المالية الذي توقفت بعد الاعتراضات على رفع الدولار الجمركي،  وبالتالي دخلت الدولة مرحلة»  التحلل» واستقالت من كل مهامها وتركت الابواب  مشرعة امام الانفجار الاجتماعي الذي بات مسالة وقت فقط.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *