الرئيسية / نشاطات / الإندبندنت: تدخل كاميرون في ليبيا ادى إلى نشر الحروب والإرهاب في العالم
900x450_uploads20160916fc76040e77

الإندبندنت: تدخل كاميرون في ليبيا ادى إلى نشر الحروب والإرهاب في العالم

 

نشرت صحيفة الإندبندنت  مقالا مطولا كتبته ليزي ديدن يقول إن تدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون في ليبيا أدى إلى انتشار الحروب والإرهاب حول العالم.
ونقلت الكاتبة عن الخبراء قولهم إن التدخل البريطاني في ليبيا وما تبعه من فوضى وإراقة للدماء، أدى إلى رد فعل عنيف وغذى الصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط، وأدى إلى دعم تنظيم “داعش”.
قالت الكاتبة إن النظام في ليبيا سقط في أيدي مسلحين من حول العالم، وأدت ضربات الناتو إلى مزيد من العنف ورفض الإسلاميون وغيرهم من المعارضين التخلي عن أسلحتهم أو القبول بوجود قوات أمنية جديدة.
وتدهورت الأوضاع لتصل إلى حرب أهلية في دولة بلا قانون، تمكن فيها المهربون من نقل المسلحين والمهاجرين واللاجئين عبر البحر المتوسط.
وقال المحللون إن فراغ السلطة في ليبيا بعد تدخل قوات حلف الناتو أدى إلى نتائج تجاوزت حدود ليبيا. فقد عُثر على الأسلحة الليبية في أكثر من 20 دولة، كما أدي الصراع فيها إلى إشعال الحروب والتمرد والإرهاب في 10 دول على الأقل.
كانت أولى النتائج واوضحها امتداد الصراع إلى شمال مالي حيث تقوم الأمم المتحدة بعملية حفظ سلام هي الأخطر والأكثر دموية في العالم.
ونقلت الكاتبة عن بول ملي، وهو باحث في القسم الأفريقي من مركز تشاتهام للدراسات في لندن، القول إن مجموعات الطوارق التي كانت تعمل مع القذافي غادرت ليبيا بعد سقوطه محملة بكميات هائلة من الأسلحة استخدمتها للبدء في حركة انفصاليه في مالي.
وسيطر المتمردون على شمال البلاد لكن تنظيم القاعدة تمكن – بدعم من مجموعات أخرى – من هزيمتهم هناك وسيطروا على المنطقة.
وتراجعت تلك المجموعات بفعل الضربات الفرنسية عام 2013 لكنها لا تزال تشن هجمات إرهابية.
ونقلت الكاتبة عن مارتي ريردون، نائب رئيس مجموعة سوفان الأمريكية للاستشارات الأمنية، القول إن انهيار ليبيا ساهم في نشأة “الجماعات الإجرامية عالية التسليح والمليشيات المسلحة” في تونس، والجزائر، والنيجر، وتشاد، والسودان، ومصر.
ففي ليبيا تم التخطيط والاعداد لبعض العمليات الإرهابية التي طالت تونس.
كما أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وهو اكبر التنظيمات في المنطقة يمارس أنشطته ويمول شبكة من المجموعات التي تشن عمليات إرهابية في عدد من البلدان في المنطقة منها مالي، والجزائر، وموريتانيا، والنيجر، وتونس، والمغرب.
ونقلت الكاتبة عن كاثرين تزمرمان، وهي باحثة في معهد إنتربرايز الأمريكي، القول إن تنظيم القاعدة “استفاد بشكل كبير” من زعزعة الاستقرار في ليبيا. وأن التنظيم يتخذ من جنوب غرب ليبيا مكانا لمعسكرات التدريب لدعم مجموعات في دول المغرب الغربي ودول الساحل.
ومن المعتقد أن بعض تلك المعسكرات توفر مقاتلين أجانب لحلفاء التنظيم في سوريا بما في ذلك تنظيم جبهة النصرة الذي غير أسمه مؤخرا إلى جبهة فتح الشام.
كما استفاد تنظيم “داعش” أيضا من الفوضى في ليبيا.
وسمحت مواقع التنظيم على البحر المتوسط بوصوله إلى الموانئ ومخازن ضخمة للأسلحة، كما تمكن التنظيم من خلق طريق للتهريب ووفر أرض خصبة لتجنيد المقاتلين الأجانب.
كما تمارس المجموعة الخاصة بتونس، في تنظيم “داعش”، عملها من داخل ليبيا. وهي المجموعة التي شنت الهجوم على متحف باردو وعلى سوسة حيث قتل 38 شخصا العام الماضي.
كما أدى الصراع في ليبيا إلى أن وسع تنظيم الدولة من طموحه متجاوزا الشرق الأوسط إلى أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك نحو 150 ميليشيا تمارس أنشطتها في طرابلس فقط.
وقالت الصحيفة إنه منذ بدء الإطاحة بالقذافي قُتل الآلاف، وتشرد 425 الف شخص بينما فر أكثر من مليون شخص إلى خارج البلاد، ويبدو الموقف مستمر في التدهور، بحسب الصحيفة.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *