الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: البنزين ب 129 ألفاً والمازوت ب 101 ألف.. فهل تحل المشكلة؟
الشرق

الشرق: البنزين ب 129 ألفاً والمازوت ب 101 ألف.. فهل تحل المشكلة؟

عضّ اللبنانيون على جرحهم العميق وارتضوا تجرّع أمَرّ كأس سيزيد الى جحيم حياتهم جحيماً، لكنّ المنظومة الفاشلة التي رسمت خريطة طريق تخديرهم تدريجيا وقمع احتجاجاتهم من خلال الهائهم بالوقوف في طوابير البنزين والمازوت والخبز والدواء لم ترضَ. فبعدما “مصّت دماءهم” وصادرت اموالهم وجنى عمرهم ورفعت بحلولها الترقيعية اسعار المحروقات من عشرين الف ليرة الى 30 فـ40 ف60 و70 وصولا الى الـ122 الفاً، ابقت، ومن ضمن منهجيتها الجهنمية على ورقة التقنين لضمان الذل، وهي فيما تتفرج على معاناة الشعب من دون ان تحرك ساكنا لتشكيل حكومة تفتح درب الانقاذ والمساعدات، اقحمت البلاد في اتون الصراع الاقليمي ولم تنبس ببنت شفة حول نفط ايران القادم الذي سيضع البلاد المنهارة تحت نير العقوبات.
فعلى رغم اجتماع السبت “النفطي” في بعبدا، والذي خرج بتسوية وسطية ترقيعية ينتهي مفعولها نهاية ايلول، ترضي العهد ومصرف لبنان في ملف المحروقات، لم يسجّل اي انفراج على هذا الصعيد على الارض، بل بقي المواطنون في الطوابير التي تمتد لكيلومترات، مع عدم تسليم الشركات اي محروقات الى المحطات اليوم.

لا تسليم
وبينما قطع مواطنون محتجون على ارتفاع اسعار البنزين وانقطاع التيار الكهربائي وتردي الاوضاع المعيشية الطرقات امس على طول الاوتوستراد الساحلي من الشمال الى الجنوب، تأكد أن هناك قراراً رسمياً بعدم الاستيراد على اساس التسعيرة الجديدة قبل نفاد المخزون الموجود في السوق الذي تم استيراده على اساس 3900 ليرة للدولار. علما أن هناك 4 بواخر راسية في المياه اللبنانية بحمولة 100 ألف طن تقريباً غالبيتها من البنزين، ولكن شركات استيراد النفط كانت مقفلة امس، في انتظار أن يوضح مصرف لبنان آلية الدفع..”.

الغاز
بدوره، اعلن رئيس نقابة موزّعي الغاز فريد زينون ان بعض الشركات التي لا يزال لديها مخزون تعمل على البيع وفق سعر الـ3900 وهناك باخرة ستقوم بإفراغ حمولتها البالغة 5 آلاف طن على أساس الـ8000 بالإضافة إلى مخزون آخر متوفّر ما يؤدّي إلى انفراج لمدّة 10 أيام.

ساعات للمستشفيات
من جهتها، تقبع المستشفيات على حافة الهاوية ولا من يستمع الى نداءات استغاثتها . فقد اوضح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أن “لا أمل بأي حل، لا بل على العكس الأمور تزداد تعقيداً، سواء المحروقات، أو رواتب وأجور الموظفين الموطنة في المصارف والتي لا يمكن الحصول عليها، البنزين المقطوع يعرقل أيضاً وصول الطواقم الطبية إلى مراكز عملها، كذلك الأدوية لا تزال مفقودة واسعار المستلزمات الطبية تزداد ارتفاعاً…”. ولفت إلى أن “مصفاة طرابلس والشركات الخاصة التي كانت تلبي المستشفيات أبلغتنا عدم قدرتها على تسليم المازوت، في حين أن المستشفيات تستغيث، منها ما يكفيه المخزون من المادة لبضع ساعات ومنها ما نفد مخزونه فاضطر الى وقف عمله.

تحرير السوق
تعليقا على هذا المشهد الكارثي في الميدان، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في بيان “ان رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الطاقة يتحملون سوية مسؤولية استمرار الأزمة، لاسيما ان الحل موجود ومتوافر ويعطي نتائج فورية ألا وهو تحرير السوق فورا”.

لا جديد حكوميا
سياسيا، لا جديد على الخط الحكومي. وبينما تردد ان السفير السعودي وليد البخاري سيعود في الساعات المقبلة الى بيروت، افيد ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم يزر قصر بعبدا امس وان مصادره تُفضّل عدم الذهاب بالإيجابية بعيداً في ما خصّ عملية ولادة الحكومة. من جهتها، رمت مصادر الرئيس عون كرة المسؤولية في ملعب الرئيس المكلّف، في حيث ان ميقاتي يقول إنّ هناك من يعرقل ومطالبه تعجيزية.
غير ان مصادر معنية بملف التشكيل افادت ان ميقاتي سيزور بعبدا اليوم متحدثة عن اجواء ايجابية.

عون يأمل
الى ذلك، اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الدور الذي تلعبه المؤسسات الخيرية والإنسانية، عامل مساعد لما تقوم به الدولة برغم ضآلة إمكاناتها المادية التي تراجعت بشكل ملحوظ، معربا عن امله في ان تحمل الأيام المقبلة تطورات إيجابية على صعيد تشكيل الحكومة لاطلاق ورشة التعافي على مختلف المستويات.

التأخير جريمة
في المواقف ايضا، رأى المكتب السياسي لحركة أمل إن كل تأخير ومماطلة وفرض شروط قديمة متجددة على طريق تشكيل الحكومة هو جريمة بحق كل اللبنانيين الذين يعانون من تراكم الازمات المعيشية والحياتية وهو فعل بحال استمراره يهدد ما تبقى من فرص للخروج من المأزق”.

العام الدراسي
على صعيد آخر، ووسط سبحة ازمات لا تنتهي ترخي بأثقالها على العائلات التي لا تجد سبيلا لملء خزانات سياراتها بالوقود لانجاز الضروري من الاعمال الحياتية، اوضح وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب في مؤتمر صحافي ان العام الدراسي المقبل سيكون حضوريا من دون ان يوضح من اين يؤمن البنزين لنقل الطلاب الى المدارس . وقال “الاقفال العام أثر سلباً على كلّ القطاعات خصوصا القطاع التربوي”. وتابع: “الطلاب لا يتحملون سنة دراسية استثنائية ثالثة”. وكشف ان “النظام السياسي في لبنان لم يعط يوماً الاولوية للقطاع التربوي”. وقال: “في حال اردتم ان تقفلوا بعض القطاعات فأقفلوا قطاع النقل العام وسكك الحديد وممنوع ان تقفل المدارس”.
واعلن المجذوب ان “التعليم في المدارس الرسمية يبدأ في 27 أيلول المقبل والمدارس الخاصة بين أيلول ومطلع تشرين الأول المقبل”. وتابع: “تم تأمين لقاحات مجانية للأساتذة وقرطاسية لصفوف الحلقة الأولى والثانية والواح الطاقة الشمسية في 128 مدرسة موزعة على المناطق”.

شقير: بدل النقل للعاملين في القطاع الخاص 24 ألفا
غرد رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير عبر “تويتر” امس: “تحسسا بالأوضاع الحياتية والمعيشية، عقدت الهيئات الاقتصادية اجتماعا استثنائيا اليوم (امس)، قررت فيه بالإجماع زيادة بدل النقل للعاملين في القطاع الخاص إلى 24 ألف ليرة عن كل يوم عمل”.
ولفت إلى أنه سيبلغ “هذا القرار غدا إلى وزيرة العمل”، متمنيا “الإسراع في إصدار المرسوم المطلوب وتطبيقه فورا”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *