الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : إشكال خلدة يُعاظِم القلق من الفوضى و10 أيام حاسمة حكومياً
الانباء

الأنباء : إشكال خلدة يُعاظِم القلق من الفوضى و10 أيام حاسمة حكومياً

وكأنه لا ينقص اللبنانيون أزمات حتى “زاد الطين بلّة” بانفجار الوضع الأمني الذي كاد أن يوقظ الفتنة أمس في خلده، ‏ولولا تسارع نداءات العقل والتهدئة لكانت الأمور ذهبت الى الفوضى التي لا يضبطها أحد، وقد تصدى رئيس الحزب ‏التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى جانب مساعي الأطراف المعنية مباشرة لمنع انقلاب الحادث الى اقتتال جديد، ‏وفتح الباب في المقابل الى الركون للدولة وأجهزتها، التي باتت مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالتدخل وحسم ‏الأمور‎.‎

وقد اعلن جنبلاط القلق دائما على السلم الأهلي، استعداده للتوسط وعقد مصالحة بين بالتعاون مع رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري والرئيس سعد الحريري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، مؤكدا انه “لا بد من توقيف مطلقي ‏النار وأن تأخذ العدالة مجراها‎”.‎

وبالإنتظار تترقب الأوساط المختلفة ما سيحمله اللقاء الرابع اليوم بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف ‏نجيب ميقاتي، والمتوقع ان يحمل مفاجآت على صعيد ملف تشكيل الحكومة. فاللقاء مخصص من حيث المبدأ لإسقاط ‏الأسماء على الحقائب بحسب ما ذكرته لـ “الأنباء” الالكترونية مصادر سياسية مواكبة للإتصالات المتعلقة بعملية ‏التشكيل‎. ‎

لكن المصادر أعربت عن خشيتها ألا يسفر لقاء اليوم عن تطور إيجابي عقب الموقف التهديدي الذي اعلنه مستشار ‏رئيس الجمهورية بيار رفول من تلفزيون‎ otv ‎بالطلب الى الرئيس ميقاتي ان يشكل الحكومة كما يريدها الرئيس عون ‏أو يعتذر، مضيفا انه من غير المسموح له ان يستخدم نفس الاسلوب الذي استخدمه الرئيس سعد الحريري‎.‎

هذا الكلام ردت عليه مصادر بيت الوسط بعنف، متهمة الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي “بالإنقلاب على الطائف ‏وبانتزاع صلاحيات رئيس الحكومة وخلق أعراف جديدة لا علاقة لها بالدستور وبوثيقة الوفاق الوطني‎”.‎

المصادر دعت عبر “الأنباء” الالكترونية من أسمته “فريق المستشارين لدى عون وصهره النائب جبران باسيل” الى ‏‏”الكف عن تفسير الدستور على ذوقهم واستنباط أعراف جديدة لن تغير من الواقع بشيء”. وقالت: “اذا كان عون ‏وفريقه السياسي وجهابذة المستشارين لديه يشعرون بالغبن، فلماذا لا يتقدمون برسالة الى مجلس النواب للمطالبة ‏بتعديل الدستور بدل الإنقلاب على الطائف والإدعاء بأنهم يسترجعون حقوق المسيحيين؟‎”.‎

أوساط الرئيس المكلف إستبعدت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية حصول تقدم على خط التشكيل في اللقاء المرتقب ‏بين عون وميقاتي “لأن نوايا فريق العهد ليست سليمة، وإلا لكانت تشكلت الحكومة منذ اللقاء الأول بينهما”. وكشفت ‏المصادر ان “عون ما زال يتمسك بحقيبتي الداخلية والعدل وأن تشديده على المطالبة بالداخلية بالنسبة اليه مسألة حياة ‏او موت، لاعتقاده ان هذه الحكومة ستتولى الإشراف على الإنتخابات ويجب ان تكون الداخلية من حصته لضمان فوز ‏باسيل في الإنتخابات المقبلة مع مجموعة من معاونيه‎”.‎

وكشفت الاوساط ان “ميقاتي يسعى لإسناد الداخلية لشخصية محايدة وموثوقة منه، ولا فرق عنده أكانت سنية او ‏مسيحية، فالمهم ان تكون مستقلة”، لكن عون رفض ذلك بحسب أوساط ميقاتي التي نقلت عنه انه “يعطي لنفسه مهلة ‏عشرة أيام، فإما ان يشكل الحكومة او يعتذر”. الأوساط ربطت نجاح ميقاتي تشكيل الحكومة “بأجواء لقاء بعبدا ‏المرتقب. فإما ان تكون تفاؤلية وتذهب الأمور باتجاه التشكيل، او العكس”. كما نقلت عنه تمسكه بالثوابت وعدم التخلي ‏عنها قيد أنملة. لكن في الوقت نفسه لديه هامش من المرونة ما يجعله قادر على تدوير الزوايا قدر الإمكان‎. ‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *