الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : حرب البحار والمحيطات والمضائق: ‏إصابة ناقلة “إسرائيلية” وواشنطن وتل ‏أبيب تهدّدان لبنان أمام تحدي مثلث خلدة: ‏حسم الجيش والقضاء أو خروج الأمور ‏عن السيطرة / لقاء بعبدا اليوم لن يحسم ‏الخلافات… والإيجابية قائمة والنقاش ‏الجدي يبدأ بعد 4 آب‎ /‎
flag-big

البناء : حرب البحار والمحيطات والمضائق: ‏إصابة ناقلة “إسرائيلية” وواشنطن وتل ‏أبيب تهدّدان لبنان أمام تحدي مثلث خلدة: ‏حسم الجيش والقضاء أو خروج الأمور ‏عن السيطرة / لقاء بعبدا اليوم لن يحسم ‏الخلافات… والإيجابية قائمة والنقاش ‏الجدي يبدأ بعد 4 آب‎ /‎

غدا الثلاثاء سيتسلم الرئيس الإيراني المنتخب السيد ابراهيم رئيسي مقاليد السلطة الدستورية ‏بإعلانه فائزاً بصورة رسمية من قبل الإمام علي الخامنئي، ويفترض أن يلقي خطاب القسم ‏يوم الخميس أمام البرلمان الإيراني، ويبدأ بممارسة مسؤولياته الدستورية، ومع السيد رئيسي ‏تدخل إيران مرحلة جديدة كلياً، سواء لجهة نظرتها للمفاوضات حول الملف النووي، وإسقاط ‏التفاوض من سلم الأولويات دون الخروج منه، أو لجهة تركيزها على البناء الإنتاجي للاقتصاد ‏الوطني خارج نسق النظام الريعي للعقارات والمضاربات ولعبة أسواق العملات والأسهم، أو ‏لجهة المضي بسرعة في بناء تفاهمات استراتيجية اقتصادية وعسكرية مع الحلفاء وفي ‏مقدمتهم الصين وروسيا، وبنظر عدد من المتابعين للأوضاع الإقليمية والدولية، تشكل عملية ‏استهداف ناقلة النفط التابعة لكيان الاحتلال أول مؤشرات المرحلة الجديدة، علماً أنّ إيران ل ‏تعلن مسؤوليتها عن قصفها بواسطة طائرة مسيّرة كما تقول المعلومات الأميركية التي ‏أكدت اتهام ايران بالتزامن مع الإتهام “الإسرائيلي”، ولوحتا معاً بالردّ، التحليلات الغربية ‏تتحدث عن قرار إيراني بتحريم البحار الممتدة من البحر المتوسط إلى الخليج على البحرية ‏‏”الإسرائيلية”، وفرض الهيبة الإيرانية عليها، والردّ على كلّ عملية استهداف “إسرائيلية” في ‏سورية وكلّ عملية استخبارية داخل إيران خصوصاً ضدّ مكونات ومؤسّسات ملفها النووي، ‏بعملية استهداف لباخرة او ناقلة “إسرائيلية”، وبانتظار رؤية كيفية الردّ الأميركي ‏و”الإسرائيلي”، يبدأ رئيسي ولايته الدستورية تحت عنوان فرض الحضور الإيراني القوي مهما ‏كانت التبعات‎.‎

لبنانياً أظهر حزب الله قدرته على التحكم بتصرف بيئته ومنع ردود الأفعال التي تستدرجه الى ‏مواجهات لا يريدها، بعدما سقط من عناصره ومناصريه أربعة شهداء أول أمس وأمس بدم ‏بارد في منطقة خلدة، وكان ردّه دعوة الدولة لإنهاء هذا الوضع الشاذ في مثلث طرق شديد ‏الحساسية، منعاً لخروج الأمور عن السيطرة، وجال النائب حسن فضل الله على القنوات ‏التلفزيونية ليل أمس شارحاً لموقف الحزب، رافضاً توصيف خطر الفتنة ودعوات التهدئة، ‏قائلاً إنّ المسألة ليست حزبية ولا سياسية ولا طائفية ولا عشائرية، فهي ببساطة مسألة ‏عصابة تمسك بالطريق الدولي وتمارس القتل والإجرام، يجب أن يًعتقل كلّ أفرادها وفقاً ‏للوائح الإسمية الموجودة لدى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، وفي ساعة متقدمة من ‏الليل كان الجيش قد بدأ عملية مداهمات في المنطقة لإلقاء القبض على المطلوبين في ‏استهداف موكب تشييع صاحب مجمع شبلي التجاري الذي قتل أول أمس خلال مشاركته في ‏إحدى المناسبات العائلية تحت شعار الثأر، بعدما كانت وحدات الجيش قد انتشرت بكثافة في ‏المنطقة، وقامت بتأمين فتح الطريق الساحلي بين بيروت والجنوب‎.‎

سياسياً ينعقد اليوم اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس ‏المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، بعدما كان لقاء الخميس الماضي قد توقف عند ‏عقدة توزيع الحقائب على الطوائف والمرجعيات، لجهة موقع وزارات الداخلية والعدل ‏والطاقة، التي ينحصر حولها الخلاف، وقالت مصادر مواكبة لمسار التأليف، أنه رغم كلّ ما ‏يُشاع عن قضايا خلافية أخرى، ورغم الاتهامات الموجهة لمطالبة رئيس الجمهورية بالثلث ‏المعطل، فأوساط الرئيس ميقاتي تؤكد أن النقاش يدور بإيجابية تحت سقف ثوابت مبادرة ‏رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث لا ثلث معطل لأيّ فريق، مشيرة الى انّ الخلاف حول ‏وزارتي الداخلية والعدل يبقى هو الأساس، وتقول المصادر المتابعة انّ لقاء اليوم لن يكون ‏حاسماً حيث الأنظار مشدودة نحو تمرير استحقاق الرابع من آب دون أحداث أمنية تهز ‏الاستقرار، وهناك عدم رغبة لتوتير الأجواء الطائفية بتصعيد الخلاف الرئاسي في حال عدم ‏الاتفاق، خصوصاً بعد احداث خلدة الدموية امس، ما سيجعل لقاء اليوم تداولياً وغير حاسم ‏بانتظار مرور ذكرى الرابع من آب والانتقال الى جلسة طويلة وحاسمة يرجح عقدها يوم ‏الجمعة المقبل يمكن أن يتقرّر خلالها مصير التفاؤل والتشاؤم بتأليف الحكومة‎.‎

يزور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا بعد ظهر اليوم في لقاء هو الرابع مع رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون لإنهاء مرحلة توزيع الحقائب على الطوائف والمذاهب وحسم ‏عقدتي حقيبتي الداخلية والعدل، علماً انّ الرئيس عون وفق معلومات “البناء” من مصادر 8 ‏آذار يطرح إعادة توزيع الحقائب السيادية، في حين أنّ هذا الأمر لن يقبل به ثنائي حزب الله ‏وحركة أمل الذي يتمسك بالمالية ويتفهّم أيضاً إصرار الطائفة السنية على وزارة الداخلية ‏التي يدفع ميقاتي لكي تتولاها شخصية مستقلة من الطائفة السنية‎.‎

وأفادت مصادر مطلعة أنّ العمل جار لإسقاط الحقائب مشيرة الى انّ الأجواء الى حدّ ما ‏إيجابية بين الرئيس عون والرئيس ميقاتي الذي يسعى الى اختيار أسماء الوزراء من أصحاب ‏الاختصاص والأكفاء والقادرين على تنفيذ الإصلاحات، من أجل تأليف فريق عمل متجانس ‏يوحي بالثقة للداخل والخارج، معتبرة انّ الأيام الماضية شهدت محاولات واتصالات للبحث ‏عن حلول لعقدتي الداخلية والعدل، علماً أنّ المصادر نفسها تشير إلى أنّ رئيس الجمهورية ‏يريد تسمية 9 وزراء مسيحيّين في حصته وهذا يعني أنه يريد الحصول على الثلث المعطل ‏إذا أضيف إلى الوزراء التسعة، الوزير الدرزي الذي سيكون من حصة النائب طلال أرسلان‎.‎

وليس بعيداً، تقول أوساط سياسية أنّ فرنسا تدير حراكاً لتذليل العقد بين القوى السياسية ‏وهي تعمل على دعم لبنان وتواصل اتصالاتها مع المجتمع الدولي من أجل دعم لبنان، ‏معتبرة أنّ المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان الذي يترأسه الرئيس إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء، ‏سيشارك فيه الرئيس الأميركي جو بايدن ومع احتمال مشاركة السعودية أيضاً التي تجهد ‏فرنسا في إقناعها بذلك‎.‎

إلى ذلك رحّبت الولايات المتحدة بقرار الاتحاد الأوروبي بإقرار الإطار القانوني لفرض عقوبات ‏على قادة لبنانيين مسؤولين عن التعطيل السياسي في لبنان، لافتة الى أهمية “استخدام ‏هذه الأداة المهمّة لمحاسبة المسؤولين حول العالم”. وقال وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن ‏والخزانة جانيت يلين في بيان مشترك “أنّ العقوبات تهدف، من بين أمور أخرى، إلى فرض ‏تغييرات في السلوك ومحاسبة القادة الفاسدين”، مبديين استعدادهما للتعاون مع الاتّحاد ‏الأوروبي بشأن الملفّ اللبناني. وعلمت “البناء” من مصادر مطلعة على الأجواء الدبلوماسية ‏أنّ هناك أكثر من 50 اسماً من سياسيين أبرزها من التيار الوطني وضعوا على لائحة ‏العقوبات التي بات الإعلان عنها رهن التأليف الحكومي من عدمه‎.‎

أمنيا شهدت منطقة خلدة إطلاق نار كثيفاً بعد وصول موكب تشييع الشاب علي شبلي إلى ‏أمام منزله. وساد التوتر في المنطقة، كما قطع اوتوستراد خلدة في الاتجاهين بسبب كثافة ‏إطلاق النار، كما استخدمت قذائف “آر. بي. جي”، ما تسبّب بحالة رعب وهلع بين السكان في ‏المحلة. وحاول عدد من العائلات الفرار من منطقة خلدة، حيث كانت عالقة داخل منازلها، ‏وسط وجود عمليات قنص في المنطقة. ووُجّه نداء إلى جميع الموطنين بعدم سلوك ‏أوتوستراد خلدة، بسبب وجود عمليات قنص وإطلاق نار في المنطقة‎.‎
ولاحقاً وصلت تعزيزات للجيش اللبناني إلى خلدة تزامناً مع إطلاق رشقات نارية في ‏المنطقة. وانتشرت وحدات الجيش في المنطقة. وحذر الجيش من أنه سوف يقوم بإطلاق ‏النار باتجاه أيّ مسلح يتواجد على الطرقات، وباتجاه أيّ شخص يقدِم على إطلاق النار من أيّ ‏مكان آخر‎.‎

وبحسب بيان قيادة الجيش فإنّ “مسلحين أقدموا أثناء تشييع المواطن علي شبلي في ‏منطقة خلدة على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدّى الى حصول اشتباكات أسفرت ‏عن سقوط ضحايا وجرح عدد من المواطنين وأحد العسكريين، وقد سارعت وحدات الجيش ‏إلى الإنتشار في المنطقة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة‎”.‎

وأصدر حزب الله بدوره بياناً حول أحداث خلدة، أشار فيه إلى أنه “أثناء تشييع الشهيد ‏المظلوم علي شبلي إلى مثواه الأخير في بلدة كونين الجنوبية، وعند وصول موكب الجنازة ‏إلى منزل العائلة في منطقة خلدة، تعرّض المشيّعون إلى كمين مدبَّر، وإلى إطلاق نار كثيف ‏من قبل المسلحين في المنطقة، مما أدّى إلى استشهاد اثنين من المشيّعين وسقوط عدد ‏من الجرحى‎”.‎

وأكد حزب الله، “أنّ قيادته تتابع الموضوع باهتمام كبير ودقة عالية، وتطالب الجيش والقوى ‏الأمنية بالتدخل الحاسم لفرض الأمن، والعمل السريع لإيقاف القتلة المجرمين واعتقالهم، ‏تمهيداً لتقديمهم إلى المحاكمة‎”.‎

ودعا تيار المستقبل بتوجيه مباشر من الرئيس سعد الحريري، “جميع اللبنانيين إلى الوعي ‏والابتعاد عن كلّ ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أيّ ردود فعل من شأنها تأزيم ‏الأمور في أيّ منطقة، وتجنّب نشر أيّ أخبار أو تعليقات غير مبرّرة على وسائل التواصل ‏الاجتماعي‎”.‎

ودعا اتحاد أبناء العشائر العربية إلى اجتماع طارئ في البقاع حوش الحريمة في دارة الشيخ ‏جاسم العسكر لمتابعة ما يجري من أحداث في منطقة خلدة. وطلب من أبناء العشائر ضبط ‏النفس قبل خروج الأمور عن السيطرة في المناطق اللبنانية كافة التي يعيش فيها العرب من ‏الجنوب والبقاع والشمال‎.‎

وأكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه “لا بدّ من توقيف الذين أطلقوا النار ‏اليوم قبل الغد وأن تأخذ العدالة مجراها. ولاحقاً، مع العقلاء من الطائفة الواحدة المسلمة، ‏الطائفتين الشيعية والسنية، لا بدّ من صلح عام عشائري، لأنّ طريق صيدا هي طريق الجميع ‏من كلّ الفئات والمذاهب‎”.‎

وقال جنبلاط في حديث تلفزيوني تعليقاً على أحداث خلدة: “مستعدّ لإقامة الصلح إلى جانب ‏الرئيس نبيه برّي والشيخ سعد الحريري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتي ‏عبد الأمير قبلان، ولكن بداية لا بدّ للجيش أن يوقف مطلقي النار، ثم إحالتهم إلى المحاكمة، ‏فعلى الدولة أن تتحرك أولاً‎”.‎

وتابع رئيس الجمهورية، ميشال عون، الأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها خلدة وطلب ‏الرئيس عون من قيادة الجيش اتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى المنطقة، وتوقيف ‏مطلقي النار، وسحب المسلحين وتأمين تنقل المواطنين بأمان على الطريق الدولية‎.‎

واعتبر الرئيس عون، أن الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة ‏المطلوب وأدها في المهد، ولا بد من تعاون جميع الأطراف تحقيقاً لهذا الهدف‎”.‎

وأجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لهذه الغاية اتصالاً بقائد الجيش العماد ‏جوزاف عون، الذي أكد أنّ “الجيش سيعزز تواجده في المنطقة لضبط الوضع”. ودعا الرئيس ‏ميقاتي أبناء المنطقة الى “الوعي وضبط النفس حقنا للدماء وعدم الانجرار الى الفتنة ‏والاقتتال الذي لا طائل منه‎”.‎

كما أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب سلسلة اتصالات في سياق متابعة ‏الحوادث الأمنية في منطقة خلدة،

وشملت كلاً من الرئيس سعد الحريري ووزيرة الدفاع زينة عكر ووزير الداخلية محمد فهمي ‏وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وحزب الله، مؤكداً على اتخاذ كلّ التدابير والإجراءات من ‏أجل قطع الطريق على الفتنة وفرض الأمن‎.‎

وفي الأول من آب، نشر الجيش “تغريدة” لقائده العماد جوزاف عون متوجهاً فيه الى ‏العسكريين جاء فيها: “عهدتكم أبطالاً، لا تنال من عزيمتكم التحديات، ولا من معنوياتكم ‏المحن. أنتم أمل شعبنا في هذه الظروف الصعبة، وأنتم خلاص هذا الوطن”. وقال رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري الذي اتصل بقائد الجيش جوزيف عون مهنئاً، “اليوم في ظل قساوة ‏الظروف والمخاطر والتحديات التي تُحدِق بلبنان واللبنانيين على مختلف المستويات، ‏مدعوّون في عيد هذه المؤسسة الوطنية الجامعة كقوى سياسية وجماعات وأفراد الى ‏الإقتداء بمناقبية الجيش قيادة وضباطاً وأفراداً وإلى البذل والتضحية من أجل الوطن وليس ‏التضحية بالوطن من أجل مصالح شخصية وفردية ضيقة”. وأضاف “دائماً نعيد ونكرّر من لا ‏يفهم لغة جيشه لن يفهم لغة وطنه. فليقرأ الجميع في كتاب الجيش دروس التضحية ‏والوحدة والانتماء من أجل إنقاذ لبنان كي يبقى وطناً نهائياً لجميع أبنائه”. وكان رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون هنأ الجيش في عيده ولفت إلى أن التزام المجتمع الدولي، ‏وخصوصاً في الفترة الأخيرة، بدعم مؤسسة الجيش، يشكل علامة ثابتة على ثقته بدور ‏الجيش في حماية الكيان اللبناني ومؤسساته الدستورية‎”.‎

وعشية الرابع من آب، فإنّ التيّار الوطني الحر يدعو مختلف الكتل النيابية الى الإنضمام الى ‏الرسالة التي سيودعها تكتل لبنان القوي مجلس النواب اليوم، وفيها دعوة صريحة ومباشرة ‏للإستجابة الى طلب المحقق العدلي والتصويت الفوري على رفع الحصانات معتبراً أنّ أيّ ‏إجراءات كإحالة المسألة الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وأيّ إقتراحات تتطلب ‏تعديلاً للدستور، تؤخر عمل المحقق العدلي، وتُعتبر إرجاءً ممنهجاً ومشبوهاً للعدالة. كما ‏سيتقدّم التيّار بإقتراح قانون تنظيمي للمرفأ بغية البدء بمرحلة إعادة إعماره، يعلن عنه اليوم ‏في مقره العام في سنتر ميرنا الشالوحي‎.‎
ع
لى صعيد التحقيقات في جريمة المرفأ، وبعد إرجاءين متتالين لجلستي الاستماع الى مدير ‏المخابرات السابق العميد كميل ضاهر أمام المحقق العدلي طارق البيطار بسبب التزام وكيله ‏المحامي مارك حبقة بإضراب المحامين، وافق نقيب المحامين ملحم خلف على طلب حبقة ‏لحضور الجلسة المخصصة للاستماع الى موكله الاثنين المقبل. وقد استند خلف في موافقته ‏الى اعتبار انفجار المرفأ “جريمة العصر‎”.‎

وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه لا يجوز لمسار التحقيق أن يقف عند حاجز السياسة ‏والحصانات. إنّ عرقلة سير التحقيق اليوم يكشف لماذا رفض من بيدهم القرار التحقيق ‏الدولي بالأمس، ذلك أنّ التحقيق الدولي لا يعترف بالعوائق والحجج المحلية. فكما نريد ‏الحقيقة نريد أيضاً حكومة تتمّ بالإتفاق بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وفقاً لنص ‏الدستور وروحه، ولميثاق الشراكة المتساوية والمتوازنة. ونترقب أن تتم ترجمة الأجواء ‏الإيجابية المنبعثة من المشاورات بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية بإعلان ‏حكومة جديدة ولا يجوز أن يبقى منصب رئاسة مجلس الوزراء شاغراً. ولا يجب أن يبقى العهد ‏في مرحلته النهائية بدون حكومة. لم يعد الوضع يحتمل انتظار أشهر أو أسابيع ولا حتى أيام. ‏لسنا في سباق مع الوقت، بل مع الانهيار والعقوبات الدولية. إذا وجدت النية والإرادة، تؤلف ‏الحكومة بأربع وعشرين ساعة‎.‎

وتابع: “يبدو أنّ التأليف لا يزال يصطدم بنوع آخر من الحصانات هي حصانات الهيمنة ونفوذ ‏السياسيين، وحصانات الأحزاب والكتل والمصالح والمحاصصة والولاءات الخارجية، كما ‏يصطدم بحسابات تتعدى تأليف حكومة إنقاذ. والمضحك المبكي أنّ الجميع أعلنوا بالأمس ‏أنهم لا يريدون شيئا، وها هم اليوم يريدون كلّ شيء. كيف يعلنون أنهم يريدون حكومة تقنيين ‏واختصاصيين ومستقلين وغير حزبيين، ويريدون، في المقابل، أن يختاروا هم الحقائب ‏ويسموا الوزراء؟ البلاد لا تحتمل المراوغة والمناورة. بل تحتاج حكومة إنقاذ فلا تتأخروا‎.‎

وبينما حذرت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان من الدخول في مرحلة الخطر وصولاً إلى ‏الانقطاع العام في إنتاج الطاقة الكهربائية، إذا ما استمرّت الأمور على حالها، لا سيما لناحية ‏عدم تأمين أي تسهيلات للجهات المعنية لتوفير العملة الصعبة”، طالب النائب حسن فضل ‏الله، وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر “تزويد النواب والقضاء بجداول ‏الكميات المستوردة من المازوت من قبل الوزارة لمصلحة منشآت النفط في الزهراني ‏وطرابلس، وكذلك الكميات التي تستوردها الشركات الخاصة وجداول التوزيع على الموزعين ‏والمحطات، لمعرفة أسباب التسرّب الكبير لهذه المادة إلى السوق السوداء لحساب مافيات ‏العتمة التي تستغلّ تحلُّل مؤسسات الدولة للمتاجرة بآلام الناس، وممارسة جرائم السرقة ‏الموصوفة، مستفيدة من غياب المحاسبة وتخلي السلطات المعنية، وفي طليعتها القضاء، ‏عن واجباتها‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *