الرئيسية / صحف ومقالات / النهار: بري “يجزم” بعدم الاعتذار… ومحاولة جديدة
النهار

النهار: بري “يجزم” بعدم الاعتذار… ومحاولة جديدة

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : ‎إذا صحّ ان هذا الأسبوع قد يشهد اتجاهات حاسمة للأزمة الحكومية إما عبر تحريك محاولات جديدة للتأليف على ‏الصعوبة الكبيرة الماثلة امام هذا الاحتمال، وإما عبر التريث لمرة أخيرة في خيار اعتذار الرئيس المكلف #سعد ‏الحريري، فان الهامش المتبقي للمفاجآت يبقى محدوداً للغاية. ولكن العامل البارز الذي بات يتعين التركيز عليه ‏يتمثل في تسارع المؤشرات الدولية التي تواكب تصاعد الازمات السياسية والمالية والخدماتية والاجتماعية في ‏لبنان بما يكتسب دلالات بالغة الأهمية انطلاقاً من المعطيات التي أوردتها “النهار” امس عن بدء الاعداد جدياً ‏لاحتمال انشاء إدارة تمويل طارئ للخدمات الأساسية والإنسانية في لبنان في حال تدهور الأوضاع دراماتيكيا ‏نحو انهيارات خطيرة‎.‎
‎ ‎
من آخر هذه المعطيات ان الأمم المتحدة إعلنت أنّ نصف اللبنانيين يعيشون اليوم في حالة من #الفقر ومستوى الفقر ‏الحاد ارتفع من 8% عام 2019 إلى 23% عام 2020. وجاء في تقرير للأمم المتحدة يكشف الحالة المأسوية التي ‏وصل إليها اللبنانيون بسبب الأزمة الاقتصادية، أنّ مؤشر الاستهلاك ارتفع بين العامين 2019 و2021 بنسبة ‏‏280% وأسعار المواد الغذائية ارتفعت 670%. وذكر التقرير أنّ “مليون و88 ألف لبناني بحاجة لدعم مستمر ‏لتأمين حاجاتهم الأساسية بما فيها الغذاء‎”.‎
‎ ‎
وفي سياق متصل، أشارت معلومات الى ان البنك الدولي ابلغ امس لجنة المال والموازنة النيابية في اجتماعها في ‏حضور ممثلين عن البنك استعداده لاعادة تخصيص 959 مليون دولار من القروض غير المنفذة لشبكة الامان ‏الاجتماعي بمسار تنفيذي مدته من 3 الى 6 اشهر إستنادا الى تجاوب الحكومة اللبنانية. كما أبلغ البنك الدولي لجنة ‏المال والموازنة في المقابل شكوى من التأخير الحاصل في تنفيذ المشاريع المقرّة قروضها وقد تقررّت دعوة ‏الانماء والاعمار ووزارة الاشغال الى اجتماعٍ لهذه الغاية الاسبوع المقبل‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
الملف الحكومي
اما على الصعيد الحكومي فان ابرز ما سجل خارجياً تمثل في ما نقلته مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ‏عن مسوؤل فرنسي رفيع من أن “ما تردّد في شأن تأييد #فرنسا تسلّم فيصل كرامي رئاسة الحكومة عار من ‏الصحّة، وأن فرنسا ما زالت مستمرّة في تأييد الرئيس المكلّف سعد الحريري لتشكيل حكومة تخرج لبنان من ‏الأزمة، وتطابق خريطة طريق الرئيس الفرنسي ماكرون‎”.‎
‎ ‎
وكشف المسوؤل الفرنسي لـ”النهار” إن “ال#عقوبات الفرنسية على بعض المسؤولين تمّ وضعها، ولكنه لن ‏يكشف عن الأسماء؛ لافتا الى انه جرى ابلاغ الذين منعوا من الدخول إلى الأراض الفرنسية والحصول على ‏تأشيرة شنغن. واكد ان باريس لن تعلن الأسماء، ولكنّها نفّذت العقوبات التي في الإمكان إلغاؤها، إذا انتهى تعطيل ‏تشكيل حكومة‎.‎
‎ ‎
اما على الصعيد الداخلي، فاشارت مصادر مطّلعة الى ان الرئيس سعد الحريري سيزور رئيس مجلس النواب ‏‏#نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة لعقد اجتماع وصف بانه يكتسب أهمية. فيما لفتت معلومات الى ان ‏الحريري لن يعتذر مفسحاً في المجال امام إيجاد حل أو مخرج، ترددت معلومات انه من الممكن أن يقدّم الحريري ‏تشكيلة حكومية جديدة على قاعدة الـ 24 وزيراً ، وفي ضوء موقف الرئيس ميشال عون منها، سيحدد ما اذا كان ‏سيعتذر ام سيستمر في التكليف. ورجحت المعلومات انه في حال قرر الرئيس الحريري تقديم تشكيلة جديدة، فان ‏ذلك سيكون محور لقاء عين التينة اليوم بين بري والحريري، علماً ان بري يمضي في التشاور مع خلية الازمة ‏في قصر الاليزيه وسيستقبل اليوم أيضا السفيرة الفرنسية ان غريو‎.‎
‎ ‎
وبدا بري امس جازماً بقوله تكراراً ان الرئيس الحريري لن يقدم على الاعتذار وهو يرفض التوجه الى هذا ‏الخيار. وردا على سؤال هل طوى الرئيس المكلف صفحة الاعتذار؟ اجاب بري : “اسألوه”. ولم ‏يشأ رئيس المجلس الاستماع الى اي من الاسماء السنية المطروحة في الاعلام لتولي رئاسة الحكومة سواء ‏كانت من داخل البرلمان او خارجه‎.‎
‎ ‎
وردا على سؤال لـ”النهار” يقول بري ” لم يفاتحني أحد في الداخل ولا في الخارج بغير اسم سعد الحريري. ‏واذا كانت هناك من اسماء بديلة فليخبروني وهل هي قادرة على حمل هذه المسؤولية. باختصار ان دعوتي للجميع ‏هي تطبيق الدستور والمطلوب الاسراع في #تشكيل الحكومة . وانا مستمر بمبادرتي. وما اقوم به واعمل عليه ‏ليس من أجل شخص الحريري بل من أجل مصلحة البلد وانقاذه ولا سيما وسط كل هذه التحديات والعواصف التي ‏تواجهه‎”.‎
‎ ‎
هجوم جعجع
في المقابل شن رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع هجوما عنيفا على الأكثرية النيابية ولم يوفر فيه ‏رئيس الجمهورية وذلك عقب ترؤسه اجتماع كتلة “الجمهورية القوية”في معراب . وقال جعجع ان “من يتحمل ‏مسؤولية الملف الحكومي هي الأكثرية النيابية، وجوهرها حزب الله والتيار الوطني الحر، وكأنه لم يعد هناك أي ‏مركز للسلطة في هذا البلد، في حين أن البرلمان هو مركز السلطة، إن كان ‏رئيس الجمهورية ميشال عون أو ‏رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعرقل، فلنرى ما يجب فعله تجاه هذا الأمر”، وقال: “ما يحصل في الملف ‏الحكومي ملهاة‎”.‎
‎ ‎
وعن الطوابير امام محطات المحروقات، قال: “هذا الأمر غير مقبول، ومن المسؤول؟ رئيس ‏الجمهورية مسؤول ‏كما رئيس حكومة تصريف الأعمال، إن لم تكن هذه الأمور من ضمن تصريف الاعمال، ‏فما الذي يدخل ضمن ‏تصريف الاعمال؟”. ولفت الى ان “الدولة لم تعد تمتلك المال للاستمرار بسياسة الدعم، وكل من ينتظر ساعة أو ‏ساعتين أمام المحطات ‏ذلك لأن رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال لا يريدان تحمل مسؤولية رفع ‏الدعم، هل مقبول أن يقلق المواطن بسبب غياب المستلزمات الطبية وعدم تمكنه من إجراء عمليات جراحية أو ‏غسيل كلى؟‎”.‎
‎ ‎
وقال” تبين أن هناك رئيس جمهورية في قصر بعبدا لكنه غير موجود ، وهناك رئيس حكومة تصريف ‏أعمال في ‏السرايا وليس موجوداً ، كما هي الحال بالنسبة للأكثرية النيابية، “لو بدها تشتي كانت غيمت‎” .‎
‎ ‎
وعن ملف النازحين السوريين، لفت الى ان “الرئيس عون اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد مهنئا، إذا ما دامت ‏خطوط الاتصال مفتوحة، أيمكنني ‏أن اسأل لماذا لم تبدأ حتى اللحظة عملية عودة النازحين؟”، وقال: “عشرات ‏الآلاف من السوريين صوتوا للأسد في السفارة السورية في لبنان، وبالإمكان الإتيان بلوائح ‏الذين اقترعوا، ولنبدأ ‏بإعادة هؤلاء النازحين إلى بلدهم‎”.‎
‎ ‎
‎ ‎
ملف الترسيم
على صعيد آخر، تحرّك فجأة ملف #ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وتل ابيب امس بالتزامن مع تسلم الحكومة ‏الإسرائيلية الجديدة مهماتها. وتحرك الوسيط الأميركي لعملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البرية ‏الجنوبية السفير جون دوروشيه، في بيروت. وخلال زيارته قصر بعبدا ، ابلغه رئيس الجمهورية ميشال عون ‏رغبة لبنان في استمرار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بوساطة أميركية واستضافة دولية، وذلك بهدف ‏الوصول الى تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية، على نحو يحفظ حقوق الأطراف المعنيين بالاستناد الى القوانين ‏الدولية. وطلب الرئيس عون من الوسيط الأميركي ان يمارس دوره للدفع نحو مفاوضات عادلة ونزيهة، ومن دون ‏شروط مسبقة لان ذلك يضمن قيام مفاوضات حقيقية مستندة الى الحق الذي يسعى لبنان الى استرجاعه. كما التقى ‏السفير دوروشيه الوفد العسكري اللبناني المفاوض‎.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *