الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء: تغيير طفيف في الشكل والعقدة هي نفسها حكومياً.. طوابير الذل تتمدد والمحروقات تنضب
الانباء

الأنباء: تغيير طفيف في الشكل والعقدة هي نفسها حكومياً.. طوابير الذل تتمدد والمحروقات تنضب

مشاهد أرتال السيارات المتوقفة في صفوف منتظمة أمام محطات البنزين المنتشرة على مساحة لبنان، والتي أصبحت تزود هذه المادة بالقطارة نتيجة الخلل والاستنسابية في فتح الاعتمادات من وزارة الطاقة ومصرف لبنان، باتت تشكل استفزازا يوميا وإهانة لكرامة المواطنين، بالإضافة إلى زحمة السير التي سببتها في كل المناطق اللبنانية.
هذه المشاهد حجبت الأنظار عن الأجواء التي نقلت عن لقاء المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حسين الخليل ومسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفا مع النائب جبران باسيل. الاجتماع الذي استغرق ثلاث ساعات خرج بعدها المجتمعون بتسريب عن اتفاق جرى على آلية توزيع كل الحقائب الوزارية عدا واحدة منها، يرجّح ان تكون اما الداخلية او العدل وفق التسريبات. وقد اوحت بعض المعطيات ان التسريبات الإيجابية مقصودة بهدف رمي كرة المسؤولية في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي عادت أوساطه لتعمم مساء أمس أجواء تفيد بأن الكرة ليست في ملعبه.

وكان التقى النائب علي حسن خليل موفدا من الرئيس نبيه بري بالرئيس المكلف لوضعه في آخر المستجدات التي توصلوا اليها مع باسيل بانتظار استكمال المشاورات بين الأطراف في غضون هذا الأسبوع.
مصادر سياسية مواكبة تحدثت عن “تغيير طفيف في المزاج السياسي للاطراف المعنية بتشكيل الحكومة”، وأن “الامور تتجه الى المنحى الايجابي”، كاشفة عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية ان “نجاح فرص تشكيل الحكومة أصبح مرهونا بآخر التفاصيل المتبقية في المساعي، تحديدا لناحية العقدة الأبرز وهي موضوع تسمية الوزيرين المسيحيين، الذي ما زال باسيل يرفض تدخل الحريري باختيارهما، وهذا ما يعمل الخليلان على حله بطريقة ترضي كل الاطراف”.
ومن الاقتراحات التي وضعت على الطاولة بأن يطرح كل من عون والحريري مجموعة اسماء فيصار في نهاية المطاف الى اختيار الأنسب منهم، فإذا توافق الرئيسان عون والحريري يكون أرنب الحكومة خرج من القفص، وفي حال لم يحصل التوافق تكون الأمور ذاهبة الى الفراق، فالطلاق.

أوساط بيت الوسط تمنت عبر “الانباء” الالكترونية عدم الإفراط في التفاؤل “لأن الاتصالات الجدية ما زالت في بداياتها، ولأن الحريري لن يعلن موقفه الرسمي بعد من الآلية التي توصل اليها الخليلان وصفا مع باسيل”.
في هذا السياق دعا نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش الى التريث قبل الإعلان عن التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة، لافتا في اتصال مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية الى أنه “في كل مرة يلتقي الخليلان بباسيل تصدر عنهم في نهاية اللقاء تصريحات إيجابية، ولكن سرعان ما تتحول الى سلبية”، مضيفاُ: “ما تقول فول تا يصير بالمكيول”.
وفي موضوع اعتذار الرئيس الحريري، أوضح علوش ان هذا الأمر كان واردًا قبل إطلاق الرئيس بري مبادرته، وأن الحريري هو من أعطى فرصة الى ما بعد المبادرة، فإذا كانت الأمور متجهة نحو الحل يكون ذلك لمصلحة لبنان واللبنانيين، وإذا جاء العكس فيعني ذلك العودة الى المربع الاول.

بدوره عضو تكتل لبنان القوي النائب جورج عطالله كشف في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية عن معطيات تجسس الى حل مشكلة تشكيل الحكومة، واضعاً الأمر رهن الموقف الذي قد يتخذه الحريري، لافتا الى ان “الجديد في الموضوع الذي تم بين الأطراف المجتمعين هو الاتفاق على آلية وهي الوحيدة التي يمكن النفاذ منها الى تشكيل الحكومة التي يوجد فيها الحد الأدنى من التفاهم بين الاطراف كافة وقد تساعد على التأليف، فهذه الصيغة تصبح الأسهل اذا ما تم التوافق على الآلية الوحيدة التي تؤمن طلبات الجميع”، آملًا ان “يكون جواب الحريري من ضمن هذا التوجه وعندها نكون قد دخلنا في عملية إسقاط الأسماء وتكون هي العملية الأسهل لتشكيل الحكومة”.

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة علّق على إجتماع الخليلين والحاج صفا بباسيل بالقول إن “الأمور بدأت تصب في المنحى الإيجابي، والمجتمعون تمكنوا من تدوير الزوايا وبالأخص في موضوع الوزيرين”.
علامة أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية الى ان “لا بديل عن تشكيل الحكومة إلا الإنهيار أو مبادرة الرئيس بري بحيث لا يوجد طروحات غيرها في الوقت الحاضر، ورئيس المجلس ما زال يتصرف من ضمن فترة الأسبوعين التي حددها لنفسه، انقضى منها أسبوع لغاية الآن على أمل ان تكون أمور التشكيل حسمت في الأسبوع الثاني”.
وقال علامة: “يكفي ما نشهده من إذلال للناس على محطات البنزين التي تسببت بزحمة سير غير معتادة عسى ان يتحرك المسؤولون وتتشكل الحكومة وتمر هذه الصيفية على خير وسلام”.
من جهة ثانية، وفي الوقت الذي يعاود فيه سعر صرف الدولار الأميركي الارتفاع صعودًا ما تسبب بموجة هلع لدى المواطنين الذين باتوا يخشون من وصوله الى عتبة العشرين ألف ليرة، حذرت نقابة موزعي المحروقات من إقفال جميع المحطات في لبنان وذلك بسبب تأخر فتح الاعتمادات لتفريغ البواخر التي تنتظر في عرض البحر ليتم افراغ حمولتها.

المصادر أكدت لجريدة “الأنباء” الالكترونية ان البلد متجه نحو أزمة كبيرة لأن المسؤولين “كل ساعة برأي”، والمحطات عندما يفرغ مخزونها ستقفل حتمًا.
المصادر اتهمت المسؤولين بالخوف من بعضهم البعض وعدم الشجاعة باتخاذ القرار المناسب. وناشدت رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال العمل لإيجاد مخرج لحل عقدة فتح الاعتمادات قبل ان ينفذ أصحاب المحطات إنذارهم بالاقفال التام احتجاجًا على موضوع التلاعب في فتح الاعتمادات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *