الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: مساعٍ أميركيّة نشطة لتحييد نتنياهو من ‏حكومة الاحتلال… وبايدن يستقبل غانتس ‏تفادياً لحرب إقليميّة مبادرة برّي تصطدم ‏بجدار الحسابات الطائفيّة… ودعوات ‏لحكومة انتخابات من غير المرشحين / ‏‏ “القوميّ” يقاضي القوات طالباً حلّ ‏حزبها: فيديوات تحريضيّة … والتذرّع ‏بهتافات القوميّين ساقط‎
flag-big

البناء: مساعٍ أميركيّة نشطة لتحييد نتنياهو من ‏حكومة الاحتلال… وبايدن يستقبل غانتس ‏تفادياً لحرب إقليميّة مبادرة برّي تصطدم ‏بجدار الحسابات الطائفيّة… ودعوات ‏لحكومة انتخابات من غير المرشحين / ‏‏ “القوميّ” يقاضي القوات طالباً حلّ ‏حزبها: فيديوات تحريضيّة … والتذرّع ‏بهتافات القوميّين ساقط‎

كتبت صحيفة ” البناء ” تقول : تبدو الأولويّة الأميركيّة الراهنة بعكس ما كان يسعى إليه الرئيس الأميركي جو بايدن، ‏فالتخفف من مشاكل الشرق الأوسط للتفرّغ لمواجهة روسيا والصين أصيب بفشل ذريع، ‏سواء بسبب تماسك الثلاثيّ الآسيوي الروسي الصيني الإيراني برفض عروض التسويات ‏المنفردة، وتمسّكه بالحلف الذي يجمع بين أطراف هذا الثلاثي والذي أضعف الحضور ‏الأميركي وأجبر واشنطن على البحث عن التسويات، أو بسبب المستجد الذي حملته ‏التطورات الفلسطينية التي فاجأت واشنطن، وحملت معها مخاطر نشوب حرب إقليميّة مع ‏ما أظهرته قوى المقاومة في غزة من قدرة على شلّ الكيان وتثبيت توازن ردع مع جيش ‏الاحتلال، سواء بالقدرة على تهديد مدن الكيان بالصواريخ وفشل القبة الحديديّة بصدّها ‏وسلاح الجو بتدمير مستودعاتها ومنصات إطلاقها، أو بفرض تخلّي جيش الاحتلال عن فرضيّة ‏الحرب البرية، وصولاً لتهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بنشوب حرب إقليميّة ‏إذا مُسّت القدس مجدداً بعدما كانت الشرارة التي أطلقت الحرب الأخيرة، وتبدو واشنطن ‏منصرفة لدرء خطر نشوب هذه الحرب التي لا يبدو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ‏مكترثاً بوقوعها طالما يفترض أنها الطريق الوحيد لاستدراج واشنطن وتوريطها في هذه ‏الحرب، إلى الحد الذي فرض انخراطاً أميركياً في تفاصيل اللعبة الحكومية لكيان الإحتلال ‏ورسم أولوية عنوانها تحييد نتنياهو عن رئاسة الحكومة، لضمان حكومة تضبط إيقاع المشهد ‏في القدس على قاعدة التهدئة، وبينما لا تخفي الأوساط الأميركية دعمها لحكومة يئير ليبيد ‏ونفتالي بينيت وبني غانتس، وتشجع على ضمّ الكتل العربية في الكنيست لضمان الأغلبيّة، ‏تستدعي غانتس كوزير للدفاع للقاء الرئيس بايدن، لضمان عدم تمكين نتنياهو من الإقدام ‏على أي مغامرة يمكن أن تعزّز فرص نشوب حرب إقليميّة، ولتشجيع غانتس على دعم ‏مشاريع حكومة تقصي نتنياهو‎.‎

تبدو المفارقة بقدر من التشابه بين حال لبنان وحال الكيان في مواجهة أزمة حكوميّة مستمرة ‏منذ سنتين، وفي الحديث عن الانتخابات المبكرة كمخرج مفترض، وربما في الرهان على ‏التصعيد لاستدراج تدخلات تحل أزمات الأطراف الذين يملكون قدرة الحل والربط في الملف ‏الحكومي، سواء في ما تعتبره مصادر تيار المستقبل من اولوية للتيار الوطني الحر برفع ‏العقوبات الأميركية عن رئيسه النائب جبران باسيل كثمن لتسهيل ولادة الحكومة، أو ما يعتبره ‏التيار من أولوية الرئيس المكلف سعد الحريري بترتيب علاقته المأزومة بولي العهد السعودي ‏كثمن لتسهيل المسار الحكومي، وما تراه مصادر مواكبة للمسار الحكومي بأن مثل هذه ‏الرهانات تحمل في طياتها المخاطرة بأخذ البلد إلى الانهيار حتى تتحقق التدخلات المنشودة، ‏وتقول المصادر المواكبة للملف الحكومي، إنه حتى لو تصح هذه القراءة في تفسير ‏المواقف المتباينة التي لا تزال تعقّد ولادة الحكومة، فإن الحسابات الطائفيّة لفريقي التأليف ‏لا تزال هي الجدار الذي اصطدمت به مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما صار ‏واضحاً أن اولوية الفريقين هي بالحفاظ على درجة التوتر الطائفي التي حققها كل فريق في ‏شارعه، ويخشى أن يفقدها مع أية تسوية حكوميّة، ويعتقد أن الحفاظ عليها حتى الانتخابات ‏النيابية يشكل فرصة لتحقيق أفضل النتائج في الانتخابات المقبلة، وفي مواجهة هذا ‏الاستعصاء الذي لا زال يحول دون تقدّم مبادرة آخر فرصة متاحة، كما وصف الرئيس بري ‏مبادرته، وطالما أن الفريقين المعنيين، تيار المستقبل والتيار الوطني الحر يضعان الانتخابات ‏النيابية المبكرة خياراً بديلاً، فإن الدعوات لتشكيل حكومة انتخابات من غير المرشحين رئيساً ‏وأعضاء تشكل المخرج المناسب الوحيد الممكن، بأن لا يكون اعتذار الرئيس المكلف هزيمة ‏أمام رئيس الجمهورية وفريقه، بل تسهيل لتسمية رئيس حكومة انتخابات توافقي، وسواء ‏جرت الانتخابات المبكرة أم بقيت الانتخابات في موعدها، فنحن دخلنا مرحلة الانتخابات التي ‏لا يفصلنا عنها سوى عشرة شهور فقط‎.‎

في الشأن الداخلي وفي ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي تواصلت المواقف المشيدة ‏بمناقبية الرئيس الشهيد المندّدة بجريمة اغتياله، وبعد موقف الحزب السوري القومي ‏الاجتماعي حول المناسبة، توجّه رئيس الحزب وائل الحسنية الى قصر العدل لرفع دعاوى ‏قضائيّة على حزب القوات اللبنانية، طلباً لحل الحزب لتورطه بعمليات تحريضيّة ‏واستعراضات مسلّحة، سعياً للفتنة، مشيراً الى أن تذرّع القوات بهتافات القوميين في شارع ‏الحمراء للمطالبة بحل الحزب السوري القومي الاجتماعي ساقط أمام ما قدّمه الحزب من ‏فيديوات قواتيّة مسلّحة تدعو للقتل وتحرّض على الفتنة‎.‎

وتقدّم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنيّة بثلاث شكاوى جزائيّة ضدّ حزب ‏القوات اللبنانيّة وأفراد تعمّدوا بث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد والتحريض على قتل ‏القوميين. وأشار الحسنية في تصريح من قصر العدل في بيروت أنّ “الحزب السوري القومي ‏الاجتماعي هو حزب قاتل العدو “الإسرائيلي” وليس حزباً قاتلاً. هذا الحزب قام بعمليات ‏بطولية دفاعاً عن لبنان ومن أجل وحدة لبنان ونذكر بأنّ شهيد الاستقلال الوحيد هو سوري ‏قومي اجتماعي، وعندما غزت “إسرائيل” لبنان كانت سناء محيدلي وكان وجدي الصايغ. نحن ‏قاتلنا المشروع التقسيميّ التفتيتيّ الانعزاليّ دفاعاً عن وحدة هذا البلد، في حين أنّ الآخرين ‏ارتكبوا المجازر من مجزرة الصفرا إلى مجزرة عينطورة إلى مجزرة صبرا وشاتيلا وحرّضوا ‏اللبنانيين على بعضهم البعض‎”.‎

وقال: “قاتلنا العدو الصهيونيّ دفاعاً عن كلّ لبنان، وقاتلنا الإرهاب في الشام دفاعاً عن كلّ ‏الشام، نعم نحن حزب انتصار الشعب وحزب التضحية والفداء”. ولفت الحسنيّة إلى أنّ حزب ‏القوات اللبنانية استغلّ هتافاً أطلق في شارع الحمرا من قبل رفقائنا، للمطالبة بحلّ الحزب ‏القوميّ. لذلك، نضع اليوم برسم القضاء فيديوات كاملة بأماكن تدريب واضحة للعلن عن ‏إطلاق رصاص وتحريض على قتل القوميين”. وتابع: “لقد تقدّمنا الآن بدعوى لحلّ حزب ‏القوات اللبنانيّة لأنّ حزب القوات يحرّض على الفتنة والمسّ بالسلم الأهلي ويدعو إلى ‏التفتيت والتقسيم. كما تقدّمنا بدعاوى ضدّ بعض الأفراد الذين تناولوا الزعيم أنطون سعاده ‏وعقيدة الحزب وقياداته وشهدائه‎”.‎

وتلقى رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي سيلاً من الاتصالات بمناسبة ذكرى استشهاد ‏الرئيس رشيد كرامي استذكر فيها المتصلون حكمة ووطنية الشهيد الكبير وافتقاد لبنان له ‏في هذه الظروف العصيبة التي يشهدها الوطن‎.‎

وأبرز الاتصالات من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال ‏الدكتور حسان دياب والرئيس سليم الحص وحزب الله‎.‎

وأوضح حزب الله في بيان أنه “تطل علينا ذكرى استشهاد الزعيم الوطني الكبير الرئيس رشيد ‏كرامي هذا العام ولبنان ‏يفتقد دوره الكبير بالحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ‏والتصدّي للفتن ‏الداخلية والمؤامرات الخارجية‎”.‎

في غضون ذلك، انخفض منسوب التفاؤل بقرب التوصل إلى حل للأزمة الحكومية بعد موجة ‏تفاؤل أعقبت اللقاء الذي جمع الرئيس بري بالرئيس حريري في عين التينة، لكن ما تبعه من ‏اجتماعات ومشاورات أوحت بأننا لا زلنا في أول الطريق ومبادرة بري تحتاج إلى المزيد من ‏الدفع والجهد حتى تصل إلى خواتيم إيجابية بالتزامن مع بدء الحديث عن سيناريوات قاتمة ‏سياسية واجتماعية ومالية واقتصادية برزت مؤشراتها مع تسجل سعر صرف الدولار في ‏السوق السوداء ارتفاعاً خلال اليومين الماضيين تجاوز حد الـ13 ألف ليرة للدولار الواحد‎.‎

وأفادت مصادر “البناء” إلى أن “الأجواء مالت نحو السلبية أمس، لا سيما أن المستقبل عاد ‏ليتحدث بمنطق أن عدم تلقيه ضمانة من التيار الوطني الحر بمنح الثقة لحكومته يعني منح ‏رئيس الجمهورية 4 وزراء مسيحيين فقط فيما التيار لن يمنح هذه الضمانة الأمر الذي يعقد ‏التأليف أكثر‎”.‎

وأوردت قناة أو تي في أن اجتماعات اليومين الماضيين “لم تأت بأي جديد والأوضاع ‏الحكومية لا تزال على ما هي عليه”، مؤكدة أن “بعبدا لم تتبلّغ أي شيء رسمي حول ‏اجتماعات الإثنين ولا موعد لزيارة الرئيس بري الى بعبدا”. وكشفت معلومات القناة أن ‏‏”الحريري قد يلتقي النائب علي حسن خليل في بيت الوسط، ومن الطبيعي أن يتشاور خليل ‏مع الحريري بالخيارات المتاحة”. وأكدت المعلومات أن “اجتماع المستقبل الذي ترأسه ‏الحريري تمّت فيه مناقشة كل الخيارات حيث أكد أنه لن يسجل سابقة دستورية وسيحتفظ ‏بحقه بتسمية الوزراء المسيحيين والمسلمين”. فيما أكدت مصادر ثنائي أمل وحزب الله أن ‏‏”بري لن يزور بعبدا دون جديد بالملف الحكومي، ونحن أمام مراوحة بالملف الحكومي‎”.‎

وبعد قوة الدفع الذي تزود بها الحريري من نادي رؤساء الحكومات السابقين الذين أكدوا ‏دعمهم لاستمراره بالتأليف وعدم التنازل، رأس أمس في “بيت الوسط” اجتماعاً لكتلة ‏المستقبل النيابية ووضعها في أجواء الاتصالات الجارية بشأن تشكيل الحكومة، كما عرض ‏أمامهم بالتفاصيل كافة التسهيلات التي قدّمها طوال هذه الفترة من أجل تشكيل حكومة ‏إنقاذ، ضمن إطار الدستور وشروط المبادرة الفرنسيّة. وبحسب ما علمت “البناء” فقد وضع ‏الحريري الكتلة بأجواء لقائه مع الرئيس بري وآخر التطورات المشاورات والإيجابيّة التي أبداها ‏خلال لقاء عين التينة والتي كانت موضع تقدير لدى بري لجهة استعداد الرئيس المكلف ‏للتسهيل في حجم الحكومة والحقائب والأسماء‎”.‎

وفيما هدّد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش في تصريح أن الاعتذار أصبح مطروحاً ‏عند الحريري، وكذلك على صعيد الإستقالة من البرلمان إذا وجد مؤشّرات تؤدي إلى طريق ‏مسدود مع فريق العهد. أكدت مصادر مطلعة في المستقبل لـ”البناء” أن “قرار الحريري ‏حتى الساعة هو العمل بكل الوسائل الممكنة لتأليف حكومة اختصاصيين مستقلين وفق ‏المبادرة الفرنسية تستطيع العمل والإنتاج لوقف الاستنزاف والانهيار الاقتصادي من خلال ‏إقرار الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي لإنقاذ لبنان”. أما في حال وصول ‏المساعي إلى حائط مسدود فسيجري بحسب المصادر حينها “البحث بخيارات بديلة قد يكون ‏منها الاعتذار وتتبعه استقالات من المجلس النيابي‎”.‎

وأشار عضو كتلة المستقبل النائب الدكتور محمد الحجار إلى أن “فريق العهد وكالعادة يبدي ‏الإيجابية في الإعلام وفي الواقع يعرقل تأليف الحكومة إذا لم تتحقق شروطه لا سيما الثلث ‏المعطل الذي يحاول اقتناصه مباشرة أو مواربة عبر تمسكه بتسمية أحد الوزيرين المسيحيين. ‏وهذا ما لمسه الخليلان خلال لقائهما باسيل أمس الأول”. ولفت الحجار لـ “البناء” إلى أن ‏‏”الرئيس عون متمسّك بحصة لوحده من دون التيار الوطني الحر تشمل ثمانية وزراء 6 ‏مسيحيين وواحد درزي للحزب الديموقراطي وآخر أرمني للطاشناق إضافة إلى مشاركته ‏بتسمية أحد الوزيرين المسيحيين ويمنع على الحريري تسمية وزير مسيحي وهذا طرح ‏طائفيّ مقيت، وبالتالي عون يتصرف على أنه رئيس للمسيحيين وليس للبنانيين وعلى أن ‏المجلس النيابي كلف الحريري تسمية الوزراء السنة وليس اللبنانيين؟‎”.‎

وعن قبول الحريري بأن يسمّي عون وزيراً سنياً مقابل تسمية الحريري وزيراً مسيحياً أوضح ‏الحجار أن “النقاش مفتوح على كل الأفكار والنقاش بالأسماء والطوائف، لكن رئيس ‏الجمهورية ليس الجهة الدستورية التي تسمّي، بل الرئيس المكلف يطرح التشكيلة ويناقشها ‏مع رئيس الجمهورية”. واتهم الحجار باسيل بـ”السعي للحصول على أغلب الحصة المسيحية، ‏وهذا ما ظهر خلال مسودة التشكيلة التي أرسلها إلى الرئيس بري والبطريرك الراعي‎”.‎

وفيما يتمّ التداول بخيار الذهاب إلى حكومة حيادية مؤقتة مهمتها الحدّ من الانهيار وإجراء ‏انتخابات نيابية فقط برئاسة الرئيس تمام سلام بالتوافق مع الحريري نفت مصادر سلام ‏لـ”البناء” أن يكون هذا الخيار قد طرح خلال الاجتماعات مع الحريري أو باجتماع نادي رؤساء ‏الحكومات، مشددة على أن قرار رؤساء الحكومات السابقين أكد دعمه للحريري لتأليف ‏حكومة اختصاصيين وعدم التنازل لشروط الآخرين والتمسك بصلاحيات رئاسة الحكومة ‏وكذلك رفض خيار الاعتذار‎”.‎

وتلقى الرئيس بري دفعاً إضافياً لمبادرته من الحزب التقدمي الاشتراكي على لسان النائب ‏وائل أبو فاعور الذي تمنى أن “تلقى الأفكار التي ينضجها الرئيس بري موافقة الجميع وإذا ‏كانت هناك تعديلات أن يفتح المجال لها لأننا كلنا نعلم أننا أصبحنا في وقت قاتل وبات ‏السياسيّ اليوم يُحرج من نفسه عندما يرى المواطن اللبناني بأزماته المعيشية وفقدانه للأمل ‏لذلك يجب تشكيل حكومة في وقت سريع على قاعدة المسوؤلية الوطنية‎”.‎

في المقابل توضح أوساط الرئيس عون والنائب باسيل لـ”البناء” أن “الحريري استنزف المهلة ‏الممنوحة له من قبل الجميع لتأليف الحكومة، وأثبت بأنه غير مؤهل لتأليف الحكومة وهو ‏متمسك بشروطه التي طرحها منذ الأسبوع الأول لتكليفه ولم يتقدّم متراً واحداً بطروحاته ‏التفاوضيّة، وأي تنازل يقدّمه يبقى في الإطار الوهميّ والمناورة لإبعاد تهمة التعطيل عنه”. ‏وتساءلت الأوساط عن أسباب تشبث الحريري بموقفه؟ فإذا كانت للتماهي مع سياسات ‏خارجية واسترضاء لقوى إقليميّة وعلى رأسها السعودية، فعليه أن يقرأ ما يجري في المنطقة ‏من تحوّلات وانفتاح أميركي إيراني – سعودي سوري… فكيف يرضي السعودية في لبنان فيما ‏هي “تكوّع” باتجاه سورية وإيران؟”. ونفت الأوساط أن يكون هدف عون وباسيل “تطفيش” ‏الحريري. وأكدت بأن “باسيل قدم التسهيلات إلى حد عدم مشاركة التيار بالحكومة ومنح الثقة ‏لها في البرلمان”. وذكرت بأن “طرح باسيل لمشروع البطاقة التمويليّة يهدف إلى إزالة ‏القنبلة الاجتماعية من طريق الرئيس المكلف أو أي رئيس مكلف آخر يخشى هذا الأمر، لذلك ‏المطلوب إقرار مشروع ترشيد الدعم والبطاقة التمويلية بمشاركة الجميع، لكن يبدو أن ‏الحريري لم يتخذ القرار بالتأليف ولا يريد الاعتذار خوفاً بألا يكون له موقع في المعادلة ‏الجديدة‎”.‎

وأكد باسيل خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الدوري لتكتل لبنان القوي أننا “سنطفئ أي ‏ذريعة جديدة لعدم تشكيل الحكومة وواضح أن هناك “فبركة” للحجج لعدم التأليف”. وشدد ‏على أننا “لن نترك مجالاً لأي أمر يمكن ان نقوم به الا ونفعل للتسهيل لأننا نريد حكومة ‏وبرئاسة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري”. وقال: “طرحت عدة أفكار من قبلنا تؤدي ‏بالنهاية الى عدم احتساب الوزراء على أي جهة واذا كان هناك من يُصرّ على رفضنا سندعم ‏تأليف الحكومة ونعمل كي يوافق عليها رئيس الجمهورية وتنال الثقة ولن نشكك بميثاقيتها‎”.‎

وأضاف: “اذا حصلت مماطلة أكثر فنحن مجدداً ندعو رئيس الجمهورية لدعوتنا الى طاولة ‏حوار، لأن المكاشفة حول الطاولة حكماً ستؤدي الى تسريع وتسهيل التأليف فعندما تطرح ‏الأمور امام الجميع بشكل واضح يتوقف “القيل والقال” وتحلّ المشاكل مباشرة، وإذا حصل ‏امتناع عن حضور الحوار الذي لا يمس أبداً بالأصول الدستورية التي ستبقى محترمة، فمن ‏الطبيعي ان نفكر عندها بمبادرة جديدة وخطوات ضاغطة أكثر وملزمة لعملية التأليف‎”.‎

وردّ تيار المستقبل على باسيل ببيان ناري يثبت الأجواء السلبية وقد يعجل بنعي المبادرات ‏القائمة وأشار المستقبل إلى أن “المشكلة أن جبران باسيل لا يقيم أي وزن لمعاناة اللبنانيين ‏بفعل فشل العهد وحكومته، وجل ما يعنيه اليوم استدراج العروض السياسيّة من أجل ‏استعادة اعتباره السياسي الذي مُني بانتكاسة العقوبات الأميركية، وهو لهذه الغاية، لم يكتفِ ‏بإفشال عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، بل يُمعن في استخدامه أداةً لإعادة تعويم ‏نفسه، من عراضات الدلع التي سبقت التكليف، إلى سياسات التعطيل التي ترافق التأليف، ‏وصولاً إلى دعوته لعقد حوار وطني في قصر بعبدا، وقد فاته أن غالبية اللبنانيين، وبفضله، ‏ينظرون إلى القصر في عهد عون على أنه مؤسسة حزبية تابعة لباسيل، وليس موقعاً ‏للرئاسة الأولى‎”.‎

من جهته أكد نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن “وضع البلد لا يتحمل إعطاء ‏الأولوية لتكريس أعراف ومكتسبات طائفية وممارسة ضغوطات على حساب جوع الناس ‏ووجعهم والطريق الحصري لبداية الإنقاذ هو بتشكيل الحكومة ولا يمكن تشكيلها من دون ‏تنازلات متبادلة نعتقد أنها ممكنة بل واجبة على الأفرقاء المعنيين بمصلحة الوطن”، مؤكداً ‏بأن “مشكلة التأليف للحكومة مشكلة داخلية بالكامل وما يعيق تشكيلها حسابات خاصة ‏تتستر بالعباءة الطائفية على حساب الوطن والمواطنين‎”.‎

في غضون ذلك، أصدر قاضي الأمور المستعجلة في النبطية أحمد مزهر 3 قرارات قضائية ‏منفصلة قضت بإلزام بنك “فرنسبنك” وبنك “لبنان والمهجر” في النبطية تحويل مبالغ ‏بالدولار هي لودائع مدعين عليهم ويحتاجونها كي يتابع أبناؤهم تحصيلهم العلمي في دول ‏ألمانيا وجورجيا وأوكرانيا، تحت طائلة غرامة إكراهية قدرها عشرة ملايين ليرة لبنانية عن كل ‏يوم تأخير”. واعتبرت القرارات الثلاثة معجّلة التنفيذ ونافذة على أصلها من تاريخ صدورها‎.‎

وأيضاً أصدر مجلس شورى الدولة قراراً يلزم فيه المصارف وقف التسديد البدلي بالليرة ‏اللبنانية على سعر 3900 ليرة للحساب المفتوح بالدولار الأميركي، ويلزمها التسديد بالعملة ‏الأجنبية. وأوضح خبير مصرفي لـ”البناء” أن “قرار شورى الدولة لا يعني إبطال أو إلغاء تعميم ‏مصرف لبنان بل فقط وقف تنفيذه، وبالتالي لا قرار نهائياً لشورى الدولة في هذا الصدد‎”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *