الرئيسية / صحف ومقالات / نداء الوطن : عون تخسر “الشورى”… وإحالتها إلى “التأديب” نهاية الأسبوع ‎”‎لعب بالنار” على جبهة الجنوب‎!‎
نداء الوطن

نداء الوطن : عون تخسر “الشورى”… وإحالتها إلى “التأديب” نهاية الأسبوع ‎”‎لعب بالنار” على جبهة الجنوب‎!‎

لم يكن تفصيلاً بسيطاً ما أعلنه الصحافي المقرّب من “حزب الله” الزميل قاسم قصير عبر قناة ‏‏”الجديد” أمس لجهة تأكيده أنّ “الحزب يدير معركة غزة عسكرياً من لبنان بالتنسيق مع ‏حركتي حماس والجهاد”، وليس من باب التفصيل أيضاً ما تتناقله التقارير الدولية عن مخاوف ‏متزايدة من خطر اتساع رقعة الحرب في فلسطين لتشمل الجبهة اللبنانية الجنوبية بغية تخفيف ‏الضغط عن جبهة غزة وتشتيت القدرات النارية الإسرائيلية عبر معارك نارية متعددة ‏الجبهات‎.

فإذا كانت تظاهرة الضاحية الجنوبية لبيروت التي نظمها “حزب الله” أمس لم تخرج عن سياق ‏إعلان الحزب تخندقه، معنوياً وعسكرياً، في خندق واحد مع “حماس” و”الجهاد” في الحرب ‏الدائرة في قطاع غزة، غير أنّ ما جرى عبر جبهة الجنوب ليلاً من تكرار لاستباحة الحدود ‏اللبنانية واستخدامها منصة إطلاق “رسائل صاروخية”، بدأ بنظر المراقبين يرقى إلى مستوى ‏‏”اللعب بالنار” الذي يُنذر باحتمال توريط لبنان في منزلقات ومغامرات عسكرية غير محسوبة ‏العواقب والتداعيات على اللبنانيين تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي الذي ‏يثقل كاهلهم‎.

وفي تفاصيل الحادث الأمني جنوباً أمس، أنّ الجيش الإسرائيلي أعلن ليلاً رصده إطلاق 6 ‏قذائق صاروخية من جنوب لبنان سقطت جميعها داخل الأراضي اللبنانية، وعلى الأثر ردت ‏المدفعية الإسرائيلية بقصف أماكن إطلاق الصواريخ في منطقة كفرشوبا في العرقوب قرب ‏الهبارية وكفرحمام، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق ميس الجبل، وتفعيل صفارات ‏الإنذار في المستوطنات المحاذية للشريط الحدودي‎.

أما قضائياً، فيسير المركب بما لا تشتهي الرياح العونية بعدما أمعن “العهد القوي” في ‏الاستقواء على السلطة القضائية وتهشيم صورتها وشرذمة صفوفها، عبر مسلسل طويل من ‏الضغوط والتدخلات الرئاسية والسياسية الساعية إلى تطويق الجسم القضائي وتطويعه، بدايةً ‏مع حجز “التشكيلات” في أدراج القصر الجمهوري، وصولاً إلى إغراقه في رمال متحرّكة ‏من الشغور في المواقع سواءً في مجلس القضاء الأعلى الذي تنتهي ولاية أعضائه غير ‏الحكميين نهاية الشهر الجاري، أو في المجلس الدستوري الذي أعطى “علماً وخبراً” أمس ‏بالنقص الحاصل في نصابه، لكنّ مجلس شورى الدولة نجح أمس في كسر قيد الضغط ‏والتهويل عليه لدفعه إلى الانحياز للقاضية غادة عون في مواجهة مدعي التمييز القاضي غسان ‏عويدات، فرفض طلبها وقف تنفيذ قرار عويدات الذي قضى بكف يدها عن الملفات المالية ‏المهمة ضمن إطار إعادة توزيع أعمال النيابة العامة الاستئنافية‎.

وخلص مجلس القضايا في “شورى الدولة”، إلى التأكيد على مرجعية مجلس القضاء الأعلى ‏بوصفه “المرجع الأعلى في سلطة القضاء العدلي المستقلة في تسيير أمورها”، فقرر بالإجماع ‏‏”ضمّ طلب وقف تنفيذ” قرار عويدات إلى الأساس وإبلاغ مجلس القضاء بكافة المستندات ‏العائدة لملف المراجعة المثارة من قبل القاضية عون، ما يعني عملياً، وفق ما أوضحت ‏مصادر قضائية، الركون إلى رأي مجلس القضاء الأعلى في النزاع الدائر بين عون والنائب ‏العام الاستئنافي، علماً أنّ المجلس كان واضحاً في إبداء تبنيه لقرارات عويدات، كاشفةً في ‏الوقت عينه أنه من المتوقع أن تصدر هيئة التفتيش القضائية قرارها بإحالة عون إلى ‏‏”التأديب” نهاية الأسبوع‎.

وأوضحت المصادر، أنّ هيئة التفتيش تتجه في جلستها التي ستعقد بعد غد الخميس على ‏الأرجح إلى اتخاذ قرار نهائي بملف إحالة عون أمام الهيئة من قبل مجلس القضاء الأعلى ‏ربطاً بقضية التجاوزات المشهودة والشكاوى المسجلة بحقها في العديد من الملفات المسلكية ‏وآخرها عصيان تعليمات رئيسها مدعي عام التمييز ومخالفة قرارات مجلس القضاء، مشيرةً ‏إلى أنّ المعطيات المتوافرة تشي بأنّ قرار التفتيش سيعمد إلى الاكتفاء بإحالة عون إلى مجلس ‏التأديب، أو ربما يرفق قرار إحالتها إلى “التأديب” مع قرار وقفها عن العمل‎.

أما في مستجدات المواقف الدولية تجاه لبنان، فبرزت أمس الرسالة الإيطالية التي حملتها نائبة ‏وزير الخارجية والتعاون الدولي مارينا سيريني وتمحورت بشكل أساس حول التأكيد أمام ‏رئيس الجمهورية ميشال عون على “ضرورة العمل وفقاً للروزنامة الانتخابية المرتقبة في ‏العام 2022″، وهو ما رأت فيه أوساط ديبلوماسية “رسالة حازمة تعبّر عن رفض الاتحاد ‏الأوروبي والمجتمع الدولي عموماً لأي محاولة من قبل السلطة اللبنانية لتمييع الاستحقاقات ‏الدستورية، لا سيما وسط تعاظم الهواجس الداخلية والخارجية من محاولة الطبقة السياسية ‏الحاكمة تعطيل الاستحقاق الانتخابي العام المقبل وعدم إجرائه في موعده منعاً لإحداث أي ‏تغيير في موازين القوى النيابية لا يصب في صالح أحزاب الأكثرية الحاكمة راهناً‎”.

وفي الغضون، تفاعلت قضية اتهام وزير الخارحية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه ‏لدول الخليج العربي بأنها تقف خلف تمويل وإرسال تنظيم “داعش” الإرهابي إلى لبنان، على ‏وقع معلومات إعلامية متقاطعة تؤكد أنّ تصريح وهبه يهدد بافتعال أزمة ديبلوماسية عميقة ‏بين لبنان ودول الخليج بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص‎.

وإزاء ذلك، لفت موقف لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قبيل منتصف الليل رأى فيه أنّ ‏‏”وهبه أضاف مأثرة جديدة الى مآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية العربية”، وشدد على ‏أنّ الكلام الذي أطلقه “لا يمت للعمل الدبلوماسي ويشكل جولة من جولات العبث والتهور ‏بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد وتسببت بأوخم العواقب على لبنان ومصالح ‏أبنائه في البلدان العربية”، لافتاً الانتباه إلى أنّ كلام وزير الخارجية “يمثل محوراً معيناً في ‏السلطة، ولا يعني معظم اللبنانيين الذين يتطلعون لتصحيح العلاقات مع الخليج العربي‎”.

ولاحقاً، أصدر وهبه بياناً تنصّل فيه مما قاله عبر قناة “الحرة” مؤكداً أنه “لم يتناول فيه دول ‏الخليج العربي”، متهماً “المصطادين بالمياه العكرة” بمحاولة تقديم “تفسيرات وتأويلات غير ‏صحيحة” لكلامه‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *