الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : مشهد الصواريخ يتكرر جنوباً.. والمشهد الحكومي حاضر كلامياً غائب واقعياً
الانباء

الأنباء : مشهد الصواريخ يتكرر جنوباً.. والمشهد الحكومي حاضر كلامياً غائب واقعياً

مع استفحال الكباش بين بعبدا وبيت الوسط بما يخص تشكيل الحكومة التي أضحت طيّ النسيان بعد صدّ كل ‏الوساطات والتسويات التي كان من شأنها أن تفتح كوّة في جدار الأزمة القائمة، تأتي التطورات من الجنوب مجدداً ‏حيث شهد ليل أمس إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي المحتلة ردّت عليها قوات العدو الاسرائيلي ‏بقصف مدفعي، ليستعيد الجنوب بذلك حالة التوتر الحذر من تصعيدٍ ما على وقع المواجهة المشتعلة داخل فلسطين‎.‎

وسط ذلك يستمر تأكيد مختلف الموفدين الدوليين والسفراء المعتمدين على ضرورة قيام حكومة بأسرع وقت وتنفيذ ‏برنامج إصلاحي يساعد اللبنانيين لكي تتوفر المساعدات الخارجية لهم، فيما يُسقط المعنيون من حساباتهم كل ذلك رغم ‏تكرارهم الكلام عينه عن حرصهم على تشكيل حكومة دون أي ترجمة لهذه المواقف على أرض الواقع‎.‎

مصادر مواكبة رأت في ما يحصل “مزيدا من الهروب الى الأمام بما لا يتوافق مع الوقت الذي لم يعد متاحاً”، ورأت ‏أنه “من الصعوبة في المدة القصيرة المتبقية من العهد لأية حكومة مهما علا شأنها ان تجترح الحلول في ظل الأزمة ‏القائمة وتناتش الحصص والخلاف على الصلاحيات‎”.‎

ولفتت المصادر السياسية عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى ان “تعويل المسؤولين عن العرقلة على عامل الوقت ‏يدفع باتجاه اختناق الناس وبالتالي الفوضى التي تتفلت في أكثر من مكان ما يعني وقوع الانهيار الكامل‎”.‎

وفي السياق الحكومي المتعثر، تمنى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ماريو عون في حديث لجريدة “الأنباء” ‏الإلكترونية ان “تذهب الأمور باتجاه تغيّر ما، لأن عناصر الحلحلة موجودة، لا سيما تلك التي تحصل في المنطقة، إنْ ‏بالنسبة إلى المفاوضات الأميركية الإيرانية او اللقاءات التي حصلت بين السعودية وإيران والسعودية وسوريا، فإذا ما ‏توصلت هذه الأطراف الى حلحلة اقليمية سيكون بالطبع لها ارتدادات ايجابية قد تنعكس ايجابا على لبنان‎”.‎

وانتقد عون اتهام تكتل “لبنان القوي” بالعرقلة وتصوير الأمر على انه استهداف للطائفة السنّية، سائلا عن “الموانع ‏التي دفعت بالحريري الى عدم الاتصال برئيس الجمهورية، فإذا الموضوع يتعلق بالتشكيلة التي سلّمه اياها فلماذا لا ‏يلتقيه ويستفسر عن الموضوع، أما إذا كان هناك أسباب اخرى فلماذا لم يُعلن عنها؟”، واصفا الأمور بأنها “مكربجة‎”.‎

توازيا، كانت لافتة الاتصالات واللقاءات التي يجريها السفير السعودي وليد البخاري مع القيادات اللبنانية، وتعليقا قال ‏النائب عون إن “التطورات الاقليمية وما يجري في فلسطين قد يكونا السبب المباشر للقيام بهذه النشاطات، فالسعودية ‏دولة محورية كبرى وما يسعى اليه البخاري يصب في اطار وضع المسؤولين والقيادات الذين يلتقيهم في صورة ‏الوضع القائم وبالأخص ما يحصل في فلسطين‎”.‎

من جهته، رأى النائب هنري شديد ان “لا جديد على الصعيد المحلي في ظل ما يجري في فلسطين”. وعما إذا كان ‏يلمس حلحلة في الملف الحكومي، سأل: “من أين سنأتي بالحلحلة والرئيس المكلف مدد إقامته في دولة الإمارات؟‎”.‎

وقال شديد في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية: “فكرة الاعتذار كانت واردة الأسبوع الماضي، لكنها جُمدت بعد ‏رفض القاعدة السنية لها باعتبارها ضعفا وتنازلا وليست انتصارا كما يظن البعض، خاصة وأن البلد على أبواب ‏انتخابات نيابية، فموضوع الاعتذار والاستقالة يخسّر انتخابيا‎”.‎

شديد أعرب عن أسفه “لعدم تشكيل حكومة في ظل الأجواء الضاغطة والحديث عن رفع الدعم عن المواد الأساسية ‏والعمل بالبطاقة التموينية من دون التأكد من مصدر هذا الدعم”، ملمحا الى “عودة التداول باسم السفير نواف سلام في ‏حال اعتذار الحريري عن التكليف، لكن حزب الله غير موافق عليه بعد”، عازيا السبب بتأخير التأليف الى “التدخلات ‏الخارجية فكل فريق يريد سحب البساط نحوه‎”. ‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *