الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : بدء العودة إلى الاتفاق النوويّ من لقاء ‏فيينا… وأحداث الأردن تكشف تصادم ‏المشاريع مبادرة برّي المعدّلة بدعم بكركي ‏وجنبلاط وحزب الله تقطع نصف ‏المسافة باريس وإبراهيم للقاء الحريري ‏وباسيل… و”القوميّ”: مع سورية ‏وفي قلب المقاومة
flag-big

البناء : بدء العودة إلى الاتفاق النوويّ من لقاء ‏فيينا… وأحداث الأردن تكشف تصادم ‏المشاريع مبادرة برّي المعدّلة بدعم بكركي ‏وجنبلاط وحزب الله تقطع نصف ‏المسافة باريس وإبراهيم للقاء الحريري ‏وباسيل… و”القوميّ”: مع سورية ‏وفي قلب المقاومة

‎تعتقد مصادر دبلوماسيّة متابعة للمشهد الإقليمي، أن لقاء فيينا الذي يجمع اليوم الأطراف ‏الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، بحضور المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت ‏مالي، من دون مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين طهران وواشنطن، سيشكل نقطة ‏الانطلاق في العد التنازلي نحو العودة إلى الاتفاق، بحيث توضع خريطة طريق للتراجع ‏الأميركي عن العقوبات، وخريطة مماثلة لعودة إيران إلى التزاماتها، وفيما تصرّ إيران على بدء ‏تطبيق خريطتها للعودة بعد اكتمال تنفيذ واشنطن لخريطتها ورفع كامل العقوبات، يسعى ‏الأميركيون والأوروبيون لصياغة تسوية تتيح بدء إيران بالعودة إلى التزاماتها عند نقطة معينة ‏من تقدم مسار العودة الأميركيّة‎.‎
المناخات الإيجابية التي تركها تثبيت موعد لقاء فيينا، قابلتها تساؤلات طرحتها أحداث الأردن ‏الأخيرة، التي تفاوت تقديرها بين محاولة انقلابية فاشلة وعملية وقائية استباقية استهدفت ‏امتداداً إقليمياً داخل الأردن، وسط إجماع على تشخيص الجهة المستهدفة بالعملية او ‏المتهمة بالمحاولة الانقلابية، كامتداد لثنائيّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس ‏حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، استثمر النظام الأمنيّ الأردنيّ معاهدة التعاون العسكري مع ‏واشنطن للحصول على ضوء أخضر لحسم الأمر وإنهاء هذا الامتداد، لتثبيت الأردن ككيان ‏سياسيّ له خصوصية تحت الرعاية الأميركيّة المباشرة، وليس كمنطقة نفوذ مشتركة سعودية ‏إسرائيليّة تضمن التواصل الجغرافي بين الخليج وكيان الاحتلال، وتتحوّل لاحقاً الى مشروع ‏وطن فلسطينيّ بديل مرفوض أردنياً وفلسطينياً‎.‎
بين هذين التطورين الكبيرين تتحرّك الأزمة الحكوميّة اللبنانيّة، حيث تضعف هوامش الرهان ‏على تطورات خليجية تساعد في تحريك الأزمة الحكوميّة، كان ينتظرها كل من الرئيس ‏الفرنسي أمانويل ماكرون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، وسط تراجع ‏الحضور الخليجيّ الإقليميّ إثر أحداث الأردن، وما أظهرته من تمايز أميركي في مقاربة ملفات ‏المنطقة الحساسة، وبالتوازي بدا الفرنسيون يعيدون النظر بآليّة تحرّكاتهم نحو منح الأولويّة ‏لسعي مباشر نحو ترميم صورة مبادرتهم التي تترنح تحت تأثير ظهورها كامتداد لتحرك الرئيس ‏المكلف. وفي هذا السياق يتحرّك الفرنسيون لترتيب العلاقة مع رئيس التيار الوطني الحر ‏النائب جبران باسيل، وسط سعي فرنسي يواكبه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ‏لتنظيم زيارة باسيل الى باريس يلتقي خلالها بالرئيس أمانويل ماكرون، والتحضير للقاء يضم ‏الحريري وباسيل، باعتبار هذا اللقاء عنصراً مهماً في ترتيب المناخات المساعدة لإنجاح ‏المبادرة التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري، التي تلقى دعم بكركي وحزب الله ‏والنائب السابق وليد جنبلاط، والتي قطعت نصف الطريق، كما تقول مصادر متابعة ‏للاتصالات، بعدما حسم أمر عدد الـ 24 وزيراً ولكل وزارة وزير، ومعه أمر لا ثلث معطل لأي ‏فريق حكومي، وبقي الباقي للبحث بتروٍّ وهدوء ضماناً للنجاح كما قالت المصادر المتابعة‎.‎
الحزب السوري القومي الإجتماعي على لسان رئيسه وائل الحسنية، أكد من محافظة ‏السويداء في سورية، وقوف الحزب مع سورية في حربها بمواجهة الإرهاب، وتموضع الحزب ‏في قلب المقاومة دوراً وخياراً وثقافة‎.‎
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنيّة التمسك أكثر من أيّ وقت مضى ‏بخيار المقاومة، الذي به سننتصر على عدونا الوجودي ونتغلّب على كل المحن والصعاب ‏والتحديات‎.‎
موقف الحسنية جاء خلال جولة له على رأس وفد مركزيّ، على المسؤولين الرسميين ‏والحزبيين والمرجعيّات الدينيّة والفاعليّات الاجتماعيّة في مدينة السويداء، وعقد اجتماعاً ‏لمسؤولي الوحدات الحزبيّة في منفذية السويداء‎.‎
وعقد رئيس الحزب وائل الحسنية اجتماعاً في مكتب منفذية السويداء لهيئة المنفذية ‏ومسؤولي الوحدات الحزبية، وضع خلاله المسؤولين في أجواء الخطوات التي تقوم بها ‏الإدارة الحزبية لعقد المؤتمر العام والمجلس القوميّ في شهر أيار المقبل‎.‎
ووجّه الحسنية المسؤولين بضرورة العمل الدؤوب لتحصين الوحدة الاجتماعية، ولإبقاء صورة ‏الحزب ناصعة، نصاعة مواقفه الصلبة وخياراته الحاسمة، ودوره البطوليّ في مواجهة ‏الإرهاب والتطرّف، وهو دور تطلب تضحيات وشهداء، وواجب كلّ سوري قومي اجتماعي أن ‏يصون تضحيات رفقائه وأن يكون أميناً لدمائهم الزكيّة التي بُذلت في معركة الدفاع عن ‏أرضنا وشعبنا‎.‎
وتابع الحسنيّة: نحن حزب صراع ومقاومة، وما من سبيل لتحرير أرضنا وتثبيت حقنا وصون ‏قضيتنا إلا من خلال الثبات على نهج الصراع والتمسك أكثر من أيّ وقت مضى بخيار المقاومة، ‏وهذا هو إيماننا الراسخ، الذي به وبما نفعل سننتصر على عدونا الوجوديّ ونتغلّب على كل ‏المحن والصعاب والتحديات‎.‎
وأفرد الحسنيّة حيّزاً للحديث عن الحصار الاقتصادي اللاإنساني الذي تتعرّض له الشام، وقال: ‏إنّ الحرب على الشام وكل أمتنا، لا تزال مستمرة، وسياستنا في الحرب هي القتال، ولا شيء ‏غير القتال، يصون حقنا ويحمي مصيرنا ومستقبلنا ووجودنا كله. لذلك علينا أن نقاتل على ‏الصعد كافة دفاعاً عن بلادنا. لافتاً إلى أن دول العدوان وبعدما فشلت في تحقيق أهدافها ‏عسكرياً، تصعّد حربها الاقتصاديّة على السوريين كلهم، وتعمل على ممارسة الضغوط ‏السياسية من خلال اتهام سورية بانتهاك حقوق الإنسان، وهي اتهامات ومزاعم أوردها التقرير ‏السنويّ لوزارة الخارجية الأميركية والذي يستند إلى تقارير المنظمات الإرهابية وداعميها ‏ومموّليها في المنطقة والعالم‎.‎
وختم الحسنية قائلاً: سورية تواجه الحرب الإرهابية الكونية دفاعاً عن فلسطين وعن لبنان ‏وكل الأمة، ولذلك وجب على كل كيانات الأمة وقواها أن تتجه إلى تأسيس إطار جامع في ‏النضال والسياسة والأمن والاقتصاد، ويشكل مشروع مجلس التعاون المشرقيّ الذي اقترح ‏حزبنا قيامه، مشروعاً ملائماً وضرورياً لتحقيق التآزر والتعاضد والتكامل بين كيانات أمتنا، ‏وعامل ازدهار اقتصاديّ، وعنصر قوة في المواجهة المستمرة ضد عدونا الوجودي وقوى ‏الهيمنة الاستعمارية‎.‎
في غضون ذلك تترقب الأوساط السياسية المحلية نتائج الاتصالات على الخطوط الحكومية ‏بأن تثمر تأليفاً للحكومة. وفي موازاة الأفكار التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ‏لتسهيل التأليف، وفي انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت، يدور الحديث ‏في الكواليس السياسية والإعلامية عن جهود فرنسية جديدة على خط التأليف ومن ضمنها ‏دعوة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لزيارة باريس للقاء المسؤولين الفرنسيين ‏المعنيين بالملف اللبناني تتوّج بلقاء بين باسيل والحريري يكون الباب الأساسي لتسهيل تأليف ‏الحكومة. إلا أن مصادر “البناء” أكدت بأن لا تأكيد للزيارة كما لم يُحدد موعدٌ رسميٌ حتى ‏الساعة. ولفتت مصادر باسيل لـ”البناء” الى أنه “ليس بحاجة إلى وسطاء لزيارة فرنسا وهو ‏على تواصل مع المسؤولين الفرنسيين بشكل دوري ودائم وهو لم يسع لدى أي طرف لطلب ‏اي موعد”. وتعتبر مصادره في الوقت نفسه انه لن يتردد في تلبية أي دعوة توجَّه إليه اذا ‏كان الهدف منها دعم لبنان‎.‎
وفي أعقاب الحديث حول لقاء الحريري وباسيل، أوحى تصريح نائبة رئيس “التيار الوطني ‏الحر” مي خريش، بأن المسافة لا تزال بعيدة جداً بين رئيس المستقبل ورئيس التيار الحر، ‏وقالت خريش في تصريح ناريّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوبت به على الحريري من ‏دون أن تسميَه: “نعرف أحدُهم يتسكع على أبواب القصور في العواصم مستجدياً موعداً لم ‏يأتِه منذ زمن، وينتظر أن يفكَ الملوك أسره، ويستنجد بأحد الأمراء ليعفيه من ديونه ‏المتراكمة، ويصوّر نفسه على أنه فاعلٌ في الحياة السياسية ويتوهم انه مقرر في تركيا ‏وروسيا، وهو بالكاد يمون على أهل بيته‎”.‎
وكشف عضو تكتل لبنان القوي النائب سيمون أبي رميا، أن “المعطيات تقول إن فرنسا على ‏أبواب مواقف قاسية وليس بالكلام فقط، بل اقتراحات وأفكار تناقش لاتخاذ قرار عملي”، ‏مؤكدًا أن “هذا الأسبوع حاسم بما يتعلق بالمقاربة الفرنسية للملف الحكومي”. وفي حديث ‏تلفزيوني، لفت أبي رميا الى انه “طبقاً للدستور، ما من إمكانية أن يخرج رئيس الحكومة ‏المكلف من هذه المهمة إلا إذا اختار طوعاً هذا الأمر ولذلك تقدّمنا باقتراح قانون لوضع مهلٍ ‏للاستشارات وتشكيل الحكومة‎”.‎
وأفيد أن الفاتيكان وجّه دعوة عاجلة الى الحريري لزيارة الفاتيكان والذي يُتوقَّع أن يلبّيها في ‏اليومين المقبلين‎.‎
أما على صعيد الأفكار التي طرحها الرئيس بري، لفتت أوساط عين التينة لـ”البناء” الى أن ‏‏”أن اقتراحات الرئيس برّي لا تزال أساس ومدخل أي نقاش في موضوع الحكومة”، ولفتت ‏الى أن “جهوداً فرنسية عالية المستوى تواكب جهود الرئيس بري للتوصل الى أرضية مشتركة ‏وصلبة لتأليف الحكومة‎”.‎
وأضافت الاوساط أن “تفاصيل الاقتراحات التي قدمها بري ناقشها مع مختلف الاطراف ‏السياسية الاساسية مباشرة وغير مباشرة من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والبطريرك ‏الماروني”. وحول الحديث عن مساعٍ للقاء بين الحريري وباسيل قالت الأوساط إن هذا ‏التفصيل ليس في صلب طرح بري‎.‎
وفي سياق ذلك، أفادت مصادر عين التينة لقناة “المنار” أن “جهد الرئيس برّي مستمر في ‏الإطار الذي لاقى تبنياً وتعاوناً من البطريركية المارونية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ‏وليد جنبلاط وحزب الله”. وأضافت المصادر أن هذا الأمر “أحرز تقدّماً لناحية توسيع الحكومة ‏الى 24 وزيراً بحيث يكون لكل وزارة وزير ومن دون ثلث معطّل لأحد”. وأردفت أنه وبالرغم ‏من التقدم الذي تحقق إلا أنه “ليس كافياً بعد لإنجاز التأليف الحكومي، وسيتمّ العمل ‏بالروحيّة نفسها من أجل إحراز المزيد من التقدّم‎”.‎
وكان رئيس الجمهورية ميشال عون زار البطريرك الماروني مار بشارة الراعي لتهنئته في عيد ‏الفصح المجيد‎.‎
‎ ‎ورداً على سؤال عن موعد الخروج من النفق الأسود كرّر عون مرتين جملة: “حتى يرجع ‏الرئيس المكلف من الخارج‎”.‎
وعن العقد التي تعترض تشكيل الحكومة، قال: “لا العقد تتوالد، حيث نقوم بحل عقدة، ‏فتخرج واحدة أخرى”. وحول ما إذا كان متشائماً، قال: “أنا دائماً متفائل‎”.‎
وكان عون كتب عبر تويتر: “احذّر الجانب اللبناني، وتحديدًا وزارة المال والمصرف المركزي، ‏المجتمعين غداً مع شركة التدقيق الجنائي الفاريز ومرسال من أي محاولة لتعطيل التدقيق ‏الجنائي، وأحمّلهما المسؤولية باسم الشعب اللبناني‎”.‎
ولا يبدو أن الدعوات الى تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال قابلة للتنفيذ على ارض الواقع ‏ليس بسبب رفض أقطاب سياسيين أساسيين لذلك فحسب، بل بسبب الخلاف بين أعضائها ‏الذي تظهّر أمس بالسجال الحاد بين وزيري الاقتصاد راوول نعمة والمالية غازي وزني. فقد ‏أتهم نعمة وزير المال بإسقاط قانون الكابيتال كونترول، وقال: “بعض القوى السياسيّة في ‏لبنان لا تريد الـ “كابيتال كونترول””، مشيراً الى ان “مجلس النواب يتحمل جزءاً من ‏المسؤولية، إضافة الى ان وزير المالية غازي وزني أسقطه من خلال تقديمه ومن ثم سحبه ‏من على طاولة الحكومة الحالية واعتقد ان هذا الأمر تم بتعليمات من رئيس مجلس النواب ‏نبيه برّي‎”.‎
ورد المكتب الإعلامي لوزني على وزير الاقتصاد، مؤكدًا أن “وزير المالية هو اول من قدم ‏مشروع الكابيتول كونترول في مجلس الوزراء والجميع يعلم أن المناقشات يومها شوهت ‏اقتراح القانون وجرّدته من مضمونه ما أدى الى إسقاطه في مجلس الوزراء وهو يتم درسه ‏في لجنة المال والموازنة في مجلس النواب ليصار الى إقراره‎”.‎
على صعيد أزمة الكهرباء التي تفاقمت الى حد كبير في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما ‏في بيروت حيث وصل التقنين الكهربائي الى ساعتين في اليوم، أفيد عن تحسّن تدريجي في ‏التغذية بالتيار الكهربائي خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث بدأت الباخرة المحملة بمادة الفيول ‏أويل مساء أمس بتفريغ حمولتها في معمل دير عمار الحراري حيث من المتوقع أن تتحسن ‏التغذية الكهربائية في مناطق طرابلس والشمال بعد إفراغ الحمولة وتشغيل المعمل في ‏الساعات المقبلة‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *