الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق الأوسط : دياب يحشر عون… ويعطي الأولوية لتشكيل الحكومة لرفضه طلب الرئيس اللبناني دعوة مجلس الوزراء للانعقاد
الشرق الاوسط

الشرق الأوسط : دياب يحشر عون… ويعطي الأولوية لتشكيل الحكومة لرفضه طلب الرئيس اللبناني دعوة مجلس الوزراء للانعقاد

تدور أزمة صامتة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف ‏الأعمال حسان دياب على خلفية رفض الأخير الاستجابة لإصرار عون على ‏دعوة مجلس الوزراء للانعقاد في محاولة لاستغلال انعقاده لتعويم الحكومة، ‏وهذا ما أفصح عنه لدى استقباله رابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة اللبنانية، ‏وأقرنه بعدم الطلب من الوزراء دراسة مشروع قانون الموازنة للعام الحالي إلا ‏في حال أجاز له المجلس النيابي في تفسيره للدستور توجيه الدعوة لعقد جلسات ‏للحكومة لمناقشتها وإقرارها بصيغتها المعدّلة‎.

وعلمت “الشرق الأوسط” من مصادر وزارية أن الرئيس دياب الذي يحضر ‏بصورة متقطّعة إلى مكتبه في السراي، بعد أن انتقل فور استقالته إلى منزله في ‏منطقة تلة الخياط في بيروت، لا يزال يصر على موقفه المبدئي بعدم دعوة ‏مجلس الوزراء للانعقاد والاكتفاء بترؤسه لاجتماعات اللجان الوزارية بغية ‏تصريف الأعمال في حدود ضيقة للغاية‎.

وكشفت المصادر أن دياب يحرص لدى انتقاله من حين لآخر إلى مكتبه في ‏السراي على اتخاذ تدابير أمنية مشدّدة غير مسبوقة ويحيط ذلك بسرية تامة، وهذا ‏ما أكده لعدد من الوزراء المقرّبين منه بقوله إن هناك ضرورة لرفع منسوب ‏التحسُّب والحذر، وعزا هؤلاء “تمرّده” على إلحاح عون بدعوة مجلس الوزراء ‏للانعقاد إلى مجموعة من الاعتبارات أبرزها‎:

‎- ‎إن الرئيس دياب بعد الادعاء عليه في ملف تفجير مرفأ بيروت غير دياب الذي ‏كان يراعي رئيس الجمهورية بعد أن ثبت له بالملموس بأنه “لم يحلب معه ‏صافياً” في ضوء الادعاء الذي استهدفه بلا أي أدلة تستدعي مثوله بصفة المتهم ‏في ملف التفجير‎.

‎- ‎إن دياب اضطر لتقديم استقالته بعد أن أقال عون الحكومة استجابة لرغبة ‏وريثه السياسي رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي تمكّن من ‏الضغط على مجلس الوزراء للتراجع عن قراره بعدم وجود جدوى اقتصادية ‏لإنشاء معمل لتوليد الكهرباء في بلدة سلعاتا البترونية بناء للدراسة التي أعدتها ‏في هذا الخصوص شركة كهرباء فرنسا، إضافة إلى اضطراره للتراجع عن ‏إخضاع التعيينات لنظام المحاصصة، وهذا ما أحرجه محلياً ودولياً‎.

‎- ‎إن الادعاء على دياب في ملف تفجير المرفأ أتاح له الدخول في مهادنة مع ‏الشارع السنّي من جهة والتواصل مع نادي رؤساء الحكومات السابقين بإعلانهم ‏تضامنهم معه، وبالتالي لن يفرّط بورقة التصالح مع شارعه بدعوة مجلس ‏الوزراء للانعقاد‎.

‎- ‎كما أن دياب يتطلع إلى تشكيل الحكومة الجديدة اليوم قبل الغد وبات يتهيّب ‏التداعيات السلبية المترتبة على إعاقة تشكيلها في ضوء الحديث عن أن تصريف ‏الأعمال سيستمر حتى انتهاء ولاية عون‎.

‎- ‎إن مجرد انصياعه لرغبة عون بدعوة مجلس الوزراء للانعقاد سيدفع باتجاه ‏دخوله في صدام سياسي مع شارعه الذي سيتعامل مع موافقته على أنه يشارك ‏رئيس الجمهورية في تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة وصولاً إلى الاستغناء ‏عنها‎.

‎- ‎ناهيك أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ليس على استعداد للدخول في ‏‏”الكمين” المنصوب للبرلمان بتفسير الدستور كذريعة لانعقاد مجلس الوزراء، ‏ويعود السبب إلى أن موافقته تتعارض مع إصراره على تسريع ولادة الحكومة، ‏وبالتالي الاستغناء عنها لمصلحة تعويم الحالية‎.

‎- ‎كما أن دياب لن يغامر بما تبقى لديه من رصيد ويأخذ على عاتقه توفير الغطاء ‏السياسي لموازنة منفوخة يراد منها حجب الأنظار عن ارتفاع حجم العجز فيها ‏في مقابل انخفاض الواردات لغياب الخطة الإصلاحية‎.

لذلك فإن دياب بموقفه يحشر عون لافتقاده إلى البدائل لتعويم ما تبقى من ولايته ‏في ظل إصراره على تعطيل تشكيل الحكومة ما لم يحصل على الثلث المعطل ‏فيها، وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول السر الذي يكمن وراء صمت ‏‏”حزب الله” الذي ينأى بنفسه عن تحديد موقفه، رغم أن خصومه يتهمونه ‏بالتناغم مع موقف عون لئلا يضطر للتصويت إلى جانبه في مجلس الوزراء ‏تجنّباً لإحراجه في الشارع السني من جهة ولقطع الطريق على ما يترتب عليه ‏من احتقان مذهبي وطائفي‎.

وفي هذا السياق، تحاول مصادر سياسية الاستقصاء عن البدائل التي قد يلجأ إليها ‏عون لملء الفراغ على طريقته وإن كانت تتوقف أمام ما توافر لديها من ‏معلومات تتعلق بتبرُّع الفريق السياسي المحسوب عليه بإعداد دراسة تجيز له ‏الاستمرار في سدة الرئاسة في حال تقرّر التمديد للبرلمان وتعذّر انتخاب من ‏يخلفه‎.

كما أن عون يمكن أن يستعيض عن حكومة تصريف الأعمال بحكومة بديلة ‏تتمثل في المجلس الأعلى للدفاع برئاسة عون شرط الاستعانة بالحكومة ‏المستقيلة لتوفير غطاء سياسي لاجتماعات المجلس، رغم أن قراراته غير نافذة ‏وتبقى في إطار رفع توصياته إلى مجلس الوزراء، إضافة إلى انعدام المردود ‏العملي لاجتماعاته التي تبقى دون المستوى المطلوب وتغيب عنها المداولات ‏ويحل مكانها تبادل تسجيل المواقف بين عون ودياب وتفتقد أحياناً الاقتداء ‏بالمعايير القانونية في توجيه الدعوات، وهذا ما برز في الاجتماع الأخير ‏للمجلس باستبعاد عون رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء أمين العرم ليحل ‏مكان غياب قائد الجيش العماد جوزيف عون عن الاجتماع ما شكل مخالفة ‏لقانون الدفاع الوطني‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *