الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : نصرالله: ‏ أفرجوا عن تحقيق المرفأ ‏ ‏لحكومة توازن الأرباح عدداً وحقائب ‏ ‏التدويل حرب ‎‏ المنطقة تتغيّر والعالم ‏يتغيّر ‎‏ صفقة القرن ماتت }‏ زمن محور ‏المقاومة ‏ الكيان سيدفع الثمن لقاء خلدة لحكومة 20… و”القوميّ” لدولة مدنيّة… وسجال نيابيّ حول قرض ‏البنك الدوليّ
flag-big

البناء : نصرالله: ‏ أفرجوا عن تحقيق المرفأ ‏ ‏لحكومة توازن الأرباح عدداً وحقائب ‏ ‏التدويل حرب ‎‏ المنطقة تتغيّر والعالم ‏يتغيّر ‎‏ صفقة القرن ماتت }‏ زمن محور ‏المقاومة ‏ الكيان سيدفع الثمن لقاء خلدة لحكومة 20… و”القوميّ” لدولة مدنيّة… وسجال نيابيّ حول قرض ‏البنك الدوليّ

 تصدّرت‎ ‎كلمة‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎في‎ ‎إحياء‎ ‎يوم‎ ‎القادة‎ ‎الشهداء‎ ‎المشهد‎ ‎السياسيّ‎ ‎والإعلاميّ،‎ ‎بما‎ ‎تضمنته‎ ‎من‎ ‎مواقف‎ ‎في‎ ‎ملفات‎ ‎عديدة‎ ‎أبرزها‎ ‎ملف‎ ‎الحكومة‎ ‎ومعادلات‎ ‎الردع‎ ‎مع‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال،‎ ‎حيث‎ ‎تناول‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎الشأن‎ ‎الداخلي‎ ‎والشأن‎ ‎الإقليمي‎ ‎بالتوازي‎ ‎مقدماً‎ ‎قراءة‎ ‎تقوم‎ ‎على‎ ‎اعتبار‎ ‎أن‎ ‎صمود‎ ‎محور‎ ‎المقاومة‎ ‎وتضحياته‎ ‎أوصلت‎ ‎المشروع‎ ‎الأميركيّ‎ ‎للهيمنة‎ ‎الى‎ ‎الفشل،‎ ‎ومن‎ ‎خلاله‎ ‎التحالف‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎السعودي‎ ‎إلى‎ ‎المأزق،‎ ‎بحيث‎ ‎وجدت‎ ‎الإدارة‎ ‎الأميركية‎ ‎الجديدة‎ ‎أمامها‎ ‎تهديدات‎ ‎استراتيجية‎ ‎زادت‎ ‎حدة‎ ‎في‎ ‎زمن‎ ‎اشتغال‎ ‎الإدارة‎ ‎السابقة‎ ‎بملفات‎ ‎المنطقة‎ ‎لترجيح‎ ‎كفة‎ ‎خيارات‎ ‎الثنائي‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎السعودي،‎ ‎وهي‎ ‎تجد‎ ‎أمامها‎ ‎اليوم‎ ‎أولويات‎ ‎بحجم‎ ‎تحدي‎ ‎النمو‎ ‎الصيني‎ ‎والتقدم‎ ‎الروسي،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎تخديم‎ ‎هذه‎ ‎الملفات‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎شرق‎ ‎أوسط‎ ‎مشتعل‎ ‎ومتجه‎ ‎نحو‎ ‎الانفجار،‎ ‎وما‎ ‎عادت‎ ‎ممكنة‎ ‎مواجهة‎ ‎التحديات‎ ‎الجديدة‎ ‎والوجودية‎ ‎بالنسبة‎ ‎لواشنطن‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تبريد‎ ‎ملفات‎ ‎المنطقة‎ ‎ولو‎ ‎على‎ ‎حساب‎ ‎المكانة‎ ‎التي‎ ‎منحتها‎ ‎إدارة‎ ‎ترامب‎ ‎للثنائي‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎السعودي،‎ ‎الذي‎ ‎يعيش‎ ‎ارتباكاً‎ ‎في‎ ‎التأقلم‎ ‎مع‎ ‎السياسات‎ ‎الجديدة‎ ‎وبما‎ ‎يخص‎ ‎التفاهم‎ ‎النووي‎ ‎مع‎ ‎إيران‎ ‎او‎ ‎مستقبل‎ ‎حرب‎ ‎اليمن،‎ ‎أو‎ ‎كيفية‎ ‎ترتيب‎ ‎الأولويّات‎ ‎في‎ ‎سورية‎ ‎والعراق‎ ‎وفلسطين،‎ ‎ليخلص‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎صفقة‎ ‎القرن‎ ‎قد‎ ‎ماتت،‎ ‎وأن‎ ‎الزمن‎ ‎هو‎ ‎زمن‎ ‎محور‎ ‎المقاومة،‎ ‎وبفعل‎ ‎تضحيات‎ ‎وصمود‎ ‎وإنجازات‎ ‎هذا‎ ‎المحور‎ ‎سيكون‎ ‎بمستطاعه‎ ‎التأسيس‎ ‎للمرحلة‎ ‎الجديدة‎ ‎بمزيد‎ ‎من‎ ‎الإنجازات،‎ ‎وفرض‎ ‎إرادته‎ ‎على‎ ‎حساب‎ ‎مشروع‎ ‎الهيمنة‎ ‎الأميركية‎ ‎المتراجع،‎ ‎وبصورة‎ ‎أخص‎ ‎على‎ ‎حساب‎ ‎الثنائي‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎الأشد‎ ‎تأثراً‎ ‎بهذه‎ ‎المتغيرات‎ ‎وبالفشل‎ ‎المتراكم‎ ‎في‎ ‎حروب‎ ‎المنطقة‎. ‎وفي‎ ‎هذا‎ ‎السياق‎ ‎رسم‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎معادلات‎ ‎المواجهة‎ ‎مع‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎بتذكير‎ ‎كيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎بأن‎ ‎جبهته‎ ‎الداخلية‎ ‎ستشهد‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎حرب‎ ‎مقبلة‎ ‎ما‎ ‎لم‎ ‎تعرفه‎ ‎منذ‎ ‎نشأة‎ ‎الكيان،‎ ‎وفقاً‎ ‎لمعادلة‎ ‎قرية‎ ‎بمستعمرة‎ ‎ومدينة‎ ‎بمدينة،‎ ‎وصولاً‎ ‎لتفكيك‎ ‎تهديد‎ ‎رئيس‎ ‎أركان‎ ‎جيش‎ ‎الاحتلال‎ ‎أفيف‎ ‎كوخافي‎ ‎حول‎ ‎الأيام‎ ‎القتالية‎ ‎وفقاً‎ ‎لمعادلة،‎ ‎هذا‎ ‎التهوّر‎ ‎سيتدحرج‎ ‎الى‎ ‎حرب‎ ‎تذوقون‎ ‎مرارتها‎ ‎وتدفعون‎ ‎ثمن‎ ‎الانزلاق‎ ‎إليها‎.‎

أما‎ ‎في‎ ‎الشأن‎ ‎الداخلي‎ ‎فقد‎ ‎فصل‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎في‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎الملفات،‎ ‎نال‎ ‎منها‎ ‎التحالف‎ ‎مع‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎نصيباً‎ ‎لجهة‎ ‎تأكيد‎ ‎إنجازاته‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎إغفال‎ ‎الحاجة‎ ‎إلى‎ ‎تطويره،‎ ‎مذكراً‎ ‎بالمكاسب‎ ‎التي‎ ‎حققها‎ ‎طرفاه‎ ‎والظلم‎ ‎اللاحق‎ ‎بالتفاهم‎ ‎باختصاره‎ ‎بالحديث‎ ‎عن‎ ‎الفشل‎ ‎في‎ ‎موضوع‎ ‎بناء‎ ‎الدولة،‎ ‎مؤكداً‎ ‎الحاجة‎ ‎للتقييم‎ ‎المشترك،‎ ‎ولكن‎ ‎ليس‎ ‎في‎ ‎العلن،‎ ‎وما‎ ‎يترتب‎ ‎عليه‎ ‎من‎ ‎نتائج‎ ‎تباعد‎ ‎نفسيّ‎ ‎وفتح‎ ‎الفرص‎ ‎للمتربصين‎ ‎بالفريقين‎ ‎وبتحالفهما‎.‎
الحملات‎ ‎الإعلامية‎ ‎ومشروع‎ ‎شيطنة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎ومضبطة‎ ‎الاتهام‎ ‎الجاهزة‎ ‎بوجهه‎ ‎أمام‎ ‎أي‎ ‎حادث‎ ‎او‎ ‎واقعة،‎ ‎كانت‎ ‎في‎ ‎كلمة‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎تحية‎ ‎لجمهورها‎ ‎الوفي‎ ‎ودعوة‎ ‎للابتعاد‎ ‎عن‎ ‎رد‎ ‎الشتيمة‎ ‎بمثلها،‎ ‎واعتبار‎ ‎لغة‎ ‎الشتائم‎ ‎علامة‎ ‎ضعف،‎ ‎وتأكيد‎ ‎أن‎ ‎هذه‎ ‎الحملات‎ ‎تزيد‎ ‎المقاومة‎ ‎ثقة‎ ‎بقوتها‎ ‎وحضورها‎ ‎وأحقية‎ ‎قضيتها‎ ‎ولا‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تفتّ‎ ‎في‎ ‎عضدها‎ ‎أو‎ ‎تضعف‎ ‎من‎ ‎عزيمتها‎.‎

قضيتان‎ ‎محليتان‎ ‎بارزتان‎ ‎نالتا‎ ‎من‎ ‎كلمة‎ ‎السيد‎ ‎مكانة‎ ‎خاصة،‎ ‎الأولى‎ ‎قضية‎ ‎التحقيق‎ ‎في‎ ‎انفجار‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت‎ ‎وتساؤل‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎عن‎ ‎مبرر‎ ‎حجز‎ ‎التحقيق‎ ‎التقني‎ ‎الذي‎ ‎يحدد‎ ‎اسباب‎ ‎الانفجار‎ ‎لدى‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي،‎ ‎وإشارته‎ ‎الى‎ ‎تأثير‎ ‎التحقيق‎ ‎على‎ ‎مصير‎ ‎تعويضات‎ ‎شركات‎ ‎التأمين‎ ‎على‎ ‎المتضررين‎ ‎وتساؤله‎ ‎عما‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎هناك‎ ‎مَن‎ ‎يستفيد‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎الاحتجاز‎ ‎للتحقيق،‎ ‎خاتماً‎ ‎بدعوة‎ ‎لإفراج‎ ‎فوري‎ ‎عن‎ ‎التحقيق‎.‎

في‎ ‎الشأن‎ ‎الحكومي‎ ‎تضمنت‎ ‎مقاربة‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ ‎محاولة‎ ‎ربط‎ ‎مع‎ ‎الفريقين‎ ‎الرئاسيين‎ ‎المعنيين‎ ‎بالملف‎ ‎الحكومي‎ ‎والتجسير‎ ‎بينهما،‎ ‎مقدّماً‎ ‎دعوة‎ ‎لصيغة‎ ‎تبدو‎ ‎قائمة‎ ‎على‎ ‎توازن‎ ‎الأرباح‎ ‎في‎ ‎الصيغة‎ ‎الحكومية،‎ ‎تصلح‎ ‎لتشكيل‎ ‎تطوير‎ ‎لمبادرة‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎بإضافة‎ ‎زيادة‎ ‎عدد‎ ‎الوزراء‎ ‎الى‎ 20 ‎او‎ 22 ‎وزيراً‎ ‎بما‎ ‎يتيح‎ ‎إراحة‎ ‎فريق‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون،‎ ‎ويتيح‎ ‎إعادة‎ ‎البحث‎ ‎بالتركيبة‎ ‎التي‎ ‎قدمها‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري،‎ ‎وبالمقابل‎ ‎تفهم‎ ‎تمسك‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎بوزارة‎ ‎الداخلية‎.‎
في‎ ‎الرابط‎ ‎بين‎ ‎الإقليمي‎ ‎والداخلي‎ ‎ضرب‎ ‎السيد‎ ‎بيده‎ ‎على‎ ‎الطاولة‎ ‎محذراً‎ ‎من‎ ‎دعوات‎ ‎التدويل‎ ‎والحديث‎ ‎عن‎ ‎الفصل‎ ‎السابع،‎ ‎معتبراً‎ ‎ان‎ ‎هذه‎ ‎المشاريع‎ ‎هي‎ ‎إعلان‎ ‎حرب،‎ ‎عدا‎ ‎عن‎ ‎عدم‎ ‎واقعيتها‎ ‎ومخاطرها‎ ‎على‎ ‎السيادة‎ ‎والمصلحة‎ ‎الوطنية‎.‎

في‎ ‎الشأن‎ ‎السياسي‎ ‎اللبناني‎ ‎كان‎ ‎لقاء‎ ‎خلدة‎ ‎الذي‎ ‎ضمّ‎ ‎القيادات‎ ‎الدرزية‎ ‎في‎ ‎دارة‎ ‎النائب‎ ‎طلال‎ ‎إرسلان،‎ ‎لتأكيد‎ ‎أحقية‎ ‎المشاركة‎ ‎في‎ ‎الحكومة،‎ ‎والدعوة‎ ‎لحكومة‎ ‎من‎ 20 ‎وزيراً،‎ ‎بينما‎ ‎جدّد‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎دعوته‎ ‎إلى‎ ‎الدولة‎ ‎المدنية‎ ‎كحل‎ ‎لأزمات‎ ‎البلد،‎ ‎فيما‎ ‎كان‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎يشهد‎ ‎سجالاً‎ ‎حول‎ ‎قرض‎ ‎البنك‎ ‎الدولي‎ ‎الخاص‎ ‎بدعم‎ ‎العائلات‎ ‎الأكثر‎ ‎فقراً،‎ ‎انتهى‎ ‎بإرحاء‎ ‎البحث‎ ‎للأسبوع‎ ‎المقبل‎.‎

وأكد‎ ‎السيد‎ ‎نصرالله‎ “‎أن‎ ‎الحديث‎ ‎عن‎ ‎تدويل‎ ‎الملف‎ ‎اللبناني،‎ ‎يعني‎ ‎أننا‎ ‎نجلب‎ ‎كل‎ ‎دول‎ ‎العالم‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎لتحقيق‎ ‎مصالحها‎ ‎وهذا‎ ‎يخالف‎ ‎مصلحة‎ ‎لبنان‎ ‎ويتعارض‎ ‎مع‎ ‎مبدأ‎ ‎السيادة‎”. ‎وتابع‎ “‎أقول‎ ‎للبعض‎ ‎غنه‎ ‎بالذهاب‎ ‎الى‎ ‎التدويل‎ ‎قد‎ ‎تكون‎ ‎البداية‎ ‎عندكم‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎النهاية‎ ‎بالتأكيد‎ ‎لن‎ ‎تكون‎ ‎عندكم‎ ‎خاصة‎ ‎عندما‎ ‎تدخل‎ ‎الدول‎ ‎الكبرى‎ ‎وبعضها‎ ‎يريد‎ ‎مصلحة‎ “‎إسرائيل‎” ‎وقد‎ ‎يؤدي‎ ‎ذلك‎ ‎الى‎ ‎الحديث‎ ‎عن‎ ‎ملفات‎ ‎تتعلّق‎ ‎بالتوطين‎ ‎وتضييع‎ ‎حقوق‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎البحر‎ ‎والنفط‎”.‎

وحول‎ ‎ملف‎ ‎التحقيق‎ ‎بانفجار‎ ‎المرفأ،‎ ‎قال‎: ‎‎”‎معلوماتنا‎ ‎تقول‎ ‎إن‎ ‎التحقيق‎ ‎الفني‎ ‎لدى‎ ‎الجيش‎ ‎انتهى‎ ‎وأرسل‎ ‎الى‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي،‎ ‎أي‎ ‎أن‎ ‎التحقيق‎ ‎انتهى‎ ‎والإعلان‎ ‎عنه‎ ‎مهم‎ ‎للبلد‎ ‎على‎ ‎مختلف‎ ‎المستويات‎ ‎ولكل‎ ‎الناس‎ ‎خاصة‎ ‎أهالي‎ ‎الشهداء‎ ‎والمتضررين‎”‎،‎ ‎وتابع‎ “‎الاخوة‎ ‎في‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎تابعوا‎ ‎الملف‎ ‎مع‎ ‎الجهات‎ ‎المعنية‎ ‎وقالوا‎ ‎إن‎ ‎الموضوع‎ ‎عند‎ ‎القضاء‎ ‎وبالعادة‎ ‎لا‎ ‎يعلن‎ ‎الجيش‎ ‎عن‎ ‎التحقيقات،‎ ‎المسألة‎ ‎اليوم‎ ‎عند‎ ‎القضاء‎ ‎والجهة‎ ‎المعنية‎ ‎القضائيّة‎ ‎من‎ ‎واجبها‎ ‎أن‎ ‎تعلن‎ ‎الجانب‎ ‎الفني‎ ‎بتحقيق‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت‎ ‎ومن‎ ‎حق‎ ‎الشعب‎ ‎اللبناني‎ ‎أن‎ ‎يعرف‎ ‎الحقيقة‎ ‎وبعد‎ ‎ذلك‎ ‎نذهب‎ ‎الى‎ ‎تحميل‎ ‎المسؤوليات‎ ‎وهناك‎ ‎عائلات‎ ‎شهداء‎ ‎ومتضررين،‎ ‎ومن‎ ‎هؤلاء‎ ‎مَن‎ ‎لديه‎ ‎عقد‎ ‎تأمين‎ ‎وشركات‎ ‎التأمين‎ ‎تنتظر‎ ‎نتائج‎ ‎التحقيق‎ ‎كي‎ ‎تدفع‎ ‎أو‎ ‎لا‎. ‎وهذا‎ ‎الأمر‎ ‎قد‎ ‎يُحسّن‎ ‎وضع‎ ‎العائلات‎ ‎والمنطقة‎ ‎التي‎ ‎تضررت‎ ‎وهو‎ ‎أمر‎ ‎حيوي‎ ‎لمدينة‎ ‎بيروت‎ ‎وحق‎ ‎للأهالي‎”.‎

وعن‎ ‎ملف‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎قال‎ ‎السيد‎ ‎نصر‎ ‎الله‎ “‎لا‎ ‎أعتقد‎ ‎أن‎ ‎أحداً‎ ‎لا‎ ‎يريد‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎نعتقد‎ ‎ان‎ ‎الكل‎ ‎يريد‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎وهذا‎ ‎مصلحة‎ ‎الجميع‎”. ‎وقال‎: ‎‎”‎نتفهم‎ ‎مواقع‎ ‎البعض‎ ‎مثل‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بأنه‎ ‎لا‎ ‎يريد‎ ‎ان‎ ‎يكون‎ ‎لفريق‎ ‎واحد‎ ‎الثلث‎ ‎الضامن،‎ ‎لكن‎ ‎ما‎ ‎لا‎ ‎نتفهمه‎ ‎هو‎ ‎الإصرار‎ ‎على‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎لأن‎ ‎البعض‎ ‎يعتبر‎ ‎أن‎ ‎هدف‎ ‎هذا‎ ‎الأمر‎ ‎هو‎ ‎الإقصاء‎ ‎والإلغاء‎”‎،‎ ‎وتابع‎ “‎إذا‎ ‎سرنا‎ ‎بهذا‎ ‎الأمر‎ ‎نطمئن‎ ‎الجميع،‎ ‎ولذلك‎ ‎إذا‎ ‎هذه‎ ‎النقطة‎ ‎يُعاد‎ ‎النظر‎ ‎فيها‎ ‎هذا‎ ‎قد‎ ‎يشكل‎ ‎مدخلاً‎ ‎لمعالجات‎ ‎معقولة‎ ‎تُخرجنا‎ ‎من‎ ‎الطريق‎ ‎المسدود‎ ‎بالملف‎ ‎الحكومي‎”.‎

وعن‎ ‎التفاهم‎ ‎بين‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎وحزب‎ ‎الله،‎ ‎أكد‎ ‎السيد‎ ‎نصر‎ ‎الله‎ ‎على‎ “‎متانة‎ ‎هذه‎ ‎العلاقة‎ ‎بما‎ ‎يخدم‎ ‎المصلحة‎ ‎الوطنية‎”‎،‎ ‎ولفت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎الكلام‎ ‎بالإعلام‎ ‎وتناول‎ ‎هذا‎ ‎التفاهم‎ ‎يضرّ‎ ‎ولا‎ ‎يفيد‎ ‎بل‎ ‎يفيد‎ ‎الشامتين‎ ‎لأنه‎ ‎يمكن‎ ‎حل‎ ‎الأمور‎ ‎بين‎ ‎الطرفين‎ (‎الحزب‎ ‎والتيار‎) ‎عبر‎ ‎النقاشات‎ ‎في‎ ‎الغرف‎ ‎المغلقة‎”.‎
وعن‎ ‎سورية‎ ‎لفت‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎حديث‎ ‎الأميركيين‎ ‎أنّ‎ ‎مهمّتهم‎ ‎لم‎ ‎تعُد‎ ‎تشمل‎ ‎حماية‎ ‎النفط‎ ‎هناك‎ ‎ترافق‎ ‎مع‎ ‎إعادة‎ ‎إحياء‎ ‎تنظيم‎ “‎داعش‎” ‎الإرهابي،‎ ‎مؤكّداً‎ ‎أنّ‎ ‎مَن‎ ‎هزم‎ “‎داعش‎” ‎سابقاً‎ ‎سيُلحق‎ ‎الهزيمة‎ ‎به‎ ‎مجدّداً‎. ‎

أمّا‎ ‎عن‎ ‎الإدارة‎ ‎الأميركية‎ ‎الجديدة،‎ ‎رأى‎ ‎أنّ‎ ‎أولوياتها‎ ‎هي‎ ‎الصين‎ ‎التي‎ ‎تشكّل‎ ‎تهديداً‎ ‎كبيراً‎ ‎لها‎ ‎على‎ ‎المستوى‎ ‎الاقتصادي،‎ ‎بينما‎ ‎لا‎ ‎أحد‎ ‎يتحدث‎ ‎اليوم‎ ‎عن‎ ‎صفقة‎ ‎القرن‎ ‎التي‎ ‎يبدو‎ ‎أنها‎ ‎انتهت‎ ‎أو‎ ‎باتت‎ ‎في‎ ‎حالة‎ ‎تراجع‎ ‎نتيجة‎ ‎صمود‎ ‎الشعب‎ ‎الفلسطيني‎ ‎والقيادات‎ ‎الفلسطينية‎ ‎ومحور‎ ‎المقاومة‎.‎

وتوجّه‎ ‎السيد‎ ‎نصر‎ ‎الله‎ ‎إلى‎ ‎رئيس‎ ‎أركان‎ ‎العدو‎ ‎الإسرائيلي‎ ‎بالقول‎ “‎إنّنا‎ ‎لا‎ ‎نبحث‎ ‎عن‎ ‎مواجهة‎ ‎ولا‎ ‎عن‎ ‎حرب،‎ ‎ولكن‎ ‎إن‎ ‎فرضتم‎ ‎حرباً‎ ‎فسنخوضها‎”‎،‎ ‎مهدّداً‎ “‎إن‎ ‎قصفتم‎ ‎مدينة‎ ‎سنقصف‎ ‎مدينة‎ ‎وإن‎ ‎قصفتم‎ ‎قرى‎ ‎سنقصف‎ ‎المستوطنات‎”.‎

في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك‎ ‎وفيما‎ ‎أٌفيد‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎يغادر‎ ‎بيروت‎ ‎اليوم‎ ‎في‎ ‎جولة‎ ‎خارجية‎ ‎جديدة‎ ‎تبدأ‎ ‎من‎ ‎الدوحة‎ ‎وعددٍ‎ ‎من‎ ‎الدول‎ ‎الأوروبيّة،‎ ‎يبدو‎ ‎أن‎ ‎الاشتباك‎ ‎السياسي‎ ‎على‎ ‎خط‎ ‎بعبدا‎ -‎‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎مرشح‎ ‎إلى‎ ‎مزيد‎ ‎من‎ ‎التصعيد‎ ‎والأزمة‎ ‎الحكومية‎ ‎إلى‎ ‎مزيدٍ‎ ‎من‎ ‎التأزم‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎مع‎ ‎ظهور‎ ‎جبهة‎ ‎تصعيد‎ ‎سياسية‎ ‎تضُم‎ ‎عدداً‎ ‎من‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎والأحزاب‎ ‎والقوى‎ ‎رافضة‎ ‎للصيغة‎ ‎الحكومية‎ ‎المطروحة‎ ‎والتي‎ ‎يشوبها‎ ‎خلل‎ ‎دستوريّ‎ ‎وميثاقيّ‎ ‎وسياسيّ،‎ ‎بحسب‎ ‎ما‎ ‎تقول‎ ‎أوساط‎ ‎فريق‎ 8 ‎آذار‎ ‎لـ‎”‎البناء‎”.‎

وأمس‎ ‎عُقِد‎ ‎في‎ ‎دارة‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎الديمقراطي‎ ‎اللبناني‎ ‎النائب‎ ‎طلال‎ ‎أرسلان‎ ‎في‎ ‎خلدة‎ ‎اجتماع‎ ‎موسّع‎ ‎بحضور‎ ‎رئيس‎ “‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎” ‎وائل‎ ‎الحسنية‎ ‎ورئيس‎ ‎حزب‎ ‎التوحيد‎ ‎العربي‎ ‎الوزير‎ ‎السابق‎ ‎وئام‎ ‎وهاب‎ ‎والشيخ‎ ‎نصرالدين‎ ‎الغريب،‎ ‎وكبير‎ ‎مشايخ‎ ‎البياضة‎ ‎الشيخ‎ ‎أبو‎ ‎سهيل‎ ‎غالب‎ ‎قيس‎ ‎وقاضي‎ ‎المذهب‎ ‎الشيخ‎ ‎نزيه‎ ‎أبو‎ ‎ابراهيم،‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎الفاعليات‎ ‎الروحيّة‎ ‎والسياسية‎ ‎والحزبية‎.‎
وأكد‎ ‎الوزير‎ ‎السابق‎ ‎صالح‎ ‎الغريب‎ ‎بعد‎ ‎الاجتماع‎ ‎أنّ‎ “‎التعدّي‎ ‎الحاصل،‎ ‎وبصورة‎ ‎علنية،‎ ‎على‎ ‎حقّ‎ ‎طائفة‎ ‎مؤسسة‎ ‎للكيان‎ ‎اللبناني،‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎الإجحاف‎ ‎في‎ ‎تمثيلها‎ ‎داخل‎ ‎الحكومة،‎ ‎حيث‎ ‎يتمّ‎ ‎خفض‎ ‎هذه‎ ‎النسبة‎ ‎إلى‎ ‎النصف‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎والتي‎ ‎يُصرّ‎ ‎بعض‎ ‎المعنيين‎ ‎عليها،‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎التحجّج‎ ‎بحكومة‎ ‎اختصاصيين،‎ ‎هي‎ ‎فعلياً‎ ‎لا‎ ‎تمتّ‎ ‎إلى‎ ‎مبدأ‎ ‎الاختصاص‎ ‎ولا‎ ‎إلى‎ ‎الميثاقية‎ ‎بصلة،‎ ‎بل‎ ‎نراها‎ ‎حكومة‎ ‎كيدية‎ ‎بامتياز‎ ‎تهدف‎ ‎إلى‎ ‎تحجيم‎ ‎الدروز‎ ‎عبر‎ ‎إلغاء‎ ‎التنوع‎ ‎السياسي‎ ‎الذي‎ ‎يفوق‎ ‎عمره‎ ‎عمر‎ ‎لبنان‎ ‎بمئات‎ ‎السنين،‎ ‎وهذا‎ ‎تعدٍّ‎ ‎مرفوض‎ ‎شكلاً‎ ‎ومضموناً،‎ ‎وموقفنا‎ ‎منه‎ ‎لن‎ ‎يتغيّر‎ ‎مهما‎ ‎تغيّرت‎ ‎الظروف‎ ‎أو‎ ‎تبدّلت،‎ ‎والتاريخ‎ ‎شاهد‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎نقول‎”. ‎وإذ‎ ‎ثمّن‎ ‎لقاء‎ ‎خلدة‎ ‎عالياً‎ “‎موقف‎ ‎فخامة‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎ووقوفه‎ ‎إلى‎ ‎جانب‎ ‎هذا‎ ‎الحق‎ ‎مطالباً‎ ‎إياه‎ ‎بالاستمرار‎ ‎فيه‎ ‎والتشبّث‎ ‎بتطبيق‎ ‎الدستور،‎ ‎طالب‎ “‎الرئيس‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎والسيد‎ ‎حسن‎ ‎نصرالله‎ ‎بعدم‎ ‎السماح‎ ‎بالخلل‎ ‎بالتوازنات‎ ‎السياسية‎ ‎الدقيقة‎ ‎في‎ ‎الجبل،‎ ‎وفي‎ ‎قلب‎ ‎الطائفة‎ ‎الواحدة،‎ ‎طائفة‎ ‎أبناء‎ ‎التوحيد‎ ‎العروبيين‎ ‎المقاومين،‎ ‎لما‎ ‎يشكل‎ ‎ذلك‎ ‎من‎ ‎تهديد‎ ‎على‎ ‎السلم‎ ‎الأهلي‎ ‎والعيش‎ ‎الواحد‎”. ‎فيما‎ ‎اتهم‎ ‎وهاب‎ ‎الحريري‎ ‎بالاعتداء‎ ‎على‎ ‎حقوق‎ ‎الطائفة‎ ‎الدرزية‎. ‎أكدت‎ ‎مصادر‎ ‎مشاركة‎ ‎في‎ ‎اجتماع‎ ‎خلدة‎ ‎لـ‎ “‎البناء‎” ‎أنّ‎ ‎اسلوب‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎التأليف‎ ‎يعني‎ ‎أن‎ ‎الأزمة‎ ‎الحكوميّة‎ ‎طويلة‎ ‎جداً‎ ‎ولا‎ ‎حلّ‎ ‎الا‎ ‎بتوسيع‎ ‎عدد‎ ‎الحكومة‎ ‎الى‎ 20 ‎وزيراً‎ ‎لتحقيق‎ ‎الميثاقية‎ ‎وتصحيح‎ ‎الخلل‎ ‎الطائفي‎. ‎ولفتت‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎قوى‎ ‎سياسية‎ ‎عدة‎ ‎مغيّبة‎ ‎عن‎ ‎التشكيلة‎ ‎كاللقاء‎ ‎التشاوري‎ ‎والحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎.‎

‎وأكد‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎وائل‎ ‎الحسنية‎ ‎أنه‎ “‎في‎ ‎ظلّ‎ ‎الأزمات‎ ‎والمشكلات‎ ‎والتعقيدات‎ ‎الاقتصادية‎ ‎والاجتماعية‎ ‎التي‎ ‎يعاني‎ ‎منها‎ ‎لبنان‎ ‎واللبنانيون،‎ ‎فإنّ‎ ‎على‎ ‎الجميع‎ ‎أن‎ ‎يتحمّلوا‎ ‎مسؤولياتهم‎ ‎الوطنية،‎ ‎وأن‎ ‎يدفعوا‎ ‎باتجاه‎ ‎تحصين‎ ‎البلد‎ ‎وصون‎ ‎استقراره‎ ‎وحماية‎ ‎أمنه‎ ‎الاجتماعي‎”.‎

وقال‎ ‎في‎ ‎تصريح‎ ‎لـ‎ “‎وكالة‎ ‎أنباء‎ ‎آسيا‎”‎
عن‎ ‎لقاء‎ ‎خلدة‎: ‎‎”‎لبّينا‎ ‎دعوة‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎الديمقراطي‎ ‎اللبناني‎ ‎النائب‎ ‎طلال‎ ‎أرسلان‎ ‎إلى‎ ‎دارة‎ ‎خلدة،‎ ‎وكانت‎ ‎مناسبة‎ ‎عبّرنا‎ ‎فيها‎ ‎بوضوح‎ ‎عن‎ ‎موقفنا‎ ‎الثابت،‎ ‎بضرورة‎ ‎قيام‎ ‎دولة‎ ‎مدنية‎ ‎ديمقراطية‎ ‎ترسّخ‎ ‎مبدأ‎ ‎المواطنة،‎ ‎وتكون‎ ‎ضامنة‎ ‎لحقوق‎ ‎المواطنين‎ ‎الواحدة‎ ‎على‎ ‎اختلاف‎ ‎مذاهبهم‎ ‎وطوائفهم‎ ‎وأحزابهم‎ ‎وقواهم‎”.‎

وأكد‎ ‎الحسنية‎ ‎أنّ‎ “‎الموقف‎ ‎الذي‎ ‎عبّرنا‎ ‎عنه‎ ‎واضح،‎ ‎ونحن‎ ‎نحرص‎ ‎على‎ ‎حقوق‎ ‎الشعب‎ ‎الواحدة‎ ‎ونشدّد‎ ‎على‎ ‎الوحدة‎ ‎الوطنية،‎ ‎ومطلبنا‎ ‎الدائم‎ ‎والذي‎ ‎نعمل‎ ‎على‎ ‎تحقيقه‎ ‎هو‎ ‎تقويض‎ ‎النظام‎ ‎الطائفي‎ ‎الذي‎ ‎هو‎ ‎ولّادة‎ ‎كلّ‎ ‎الأزمات‎ ‎والمشاكل‎”.‎

وعلى‎ ‎خط‎ ‎موازٍ‎ ‎انتقد‎ “‎اللقاء‎ ‎التشاوري‎” ‎الأسلوب‎ ‎المتبع‎ ‎بتأليف‎ ‎الحكومة‎. ‎ودعا‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎إثر‎ ‎اجتماعه‎ ‎الدوريّ،‎ ‎في‎ ‎دارة‎ ‎النائب‎ ‎عبد‎ ‎الرحيم‎ ‎مراد‎ ‎إلى‎ ‎تشكيل‎ “‎حكومة‎ ‎أقطاب‎ ‎مصغرة‎ ‎مدعومة‎ ‎بأكبر‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎المستشارين‎ ‎التقنيين‎ ‎والاختصاصيين‎ ‎والتكنوقراط‎ ‎بحيث‎ ‎تكون‎ ‎حكومة‎ ‎إنقاذ‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎اتخاذ‎ ‎التدابير‎ ‎والإجراءات‎ ‎السريعة‎ ‎لوقف‎ ‎الانهيار‎ ‎والشروع‎ ‎في‎ ‎انتشال‎ ‎البلاد‎ ‎من‎ ‎الهاوية‎ ‎والعمل‎ ‎على‎ ‎بناء‎ ‎الدولة‎”.‎

من‎ ‎جهته‎ ‎رفض‎ ‎رئيس‎ ‎كتلة‎ “‎النواب‎ ‎الأرمن‎” ‎النائب‎ ‎هاغوب‎ ‎بقرادونيان‎ ‎كلام‎ ‎الحريري‎ ‎الذي‎ ‎ضمّ‎ ‎حصة‎ ‎كتلته‎ ‎إلى‎ ‎حصة‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي،‎ ‎مؤكداً‎ ‎بأن‎ ‎كتلة‎ ‎الأرمن‎ ‎تتمتع‎ ‎باستقلالية‎ ‎تامة‎ ‎وإن‎ ‎عقدت‎ ‎تحالفات‎ ‎سياسية‎ ‎مع‎ ‎قوى‎ ‎أخرى،‎ ‎وبالتالي‎ ‎لها‎ ‎حق‎ ‎التمثيل‎ ‎بوزير‎ ‎مستقل‎ ‎اختصاصي‎ ‎يتم‎ ‎اختياره‎ ‎بالتنسيق‎ ‎معنا‎ ‎ولا‎ ‎يُحتسب‎ ‎من‎ ‎حصة‎ ‎أحد‎.‎

في‎ ‎المقابل‎ ‎رأى‎ ‎المكتب‎ ‎السياسي‎ ‎لتيار‎ “‎المستقبل‎” ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أن‎ “‎ردود‎ ‎الفعل‎ ‎على‎ ‎خطاب‎ ‎الحريري‎ ‎خلت‎ ‎من‎ ‎أي‎ ‎مضامين‎ ‎سياسية‎ ‎وضجت‎ ‎بنعرات‎ ‎طائفية‎ ‎لا‎ ‎قيمة‎ ‎لها‎”. ‎وعكست‎ ‎تغريدة‎ ‎حسين‎ ‎الوجه،‎ ‎المستشار‎ ‎الإعلامي‎ ‎للحريري‎ ‎على‎ “‎تويتر‎” ‎اتجاهاً‎ ‎لتهدئة‎ ‎السجال‎ ‎الإعلامي‎ ‎مع‎ ‎بعبدا‎ ‎بقوله‎ ‎إن‎ ‎الحريري‎ “‎تمنى‎ ‎على‎ ‎الزملاء‎ ‎النواب‎ ‎في‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎والأخوة‎ ‎والأخوات‎ ‎في‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل،‎ ‎عدم‎ ‎الانجرار‎ ‎للسجال‎ ‎الكلامي‎ ‎رداً‎ ‎على‎ ‎الحملات‎ ‎التي‎ ‎تستهدفه‎”. ‎وأضاف‎: ‎‎”‎انهم‎ ‎يلهثون‎ ‎وراء‎ ‎اشتباك‎ ‎اسلامي‎ -‎‎ ‎مسيحي،‎ ‎ولن‎ ‎يحصلوا‎ ‎على‎ ‎هذه‎ ‎الفرصة‎ ‎مهما‎ ‎اشتدت‎ ‎حملات‎ ‎التحريض‎ ‎وإثارة‎ ‎الضغينة‎ ‎بين‎ ‎ابناء‎ ‎الوطن‎ ‎الواحد‎”.‎

أما‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎فقد‎ ‎اعتبر‎ ‎أن‎ “‎ما‎ ‎صدر‎ ‎عن‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلّف‎ ‎من‎ ‎مواقف‎ ‎يشكّل‎ ‎انتكاسة‎ ‎للميثاق‎ ‎الوطني‎ ‎وللشراكة‎ ‎السياسية‎ ‎المتوازنة‎”.‎

وبعد‎ ‎اجتماعه‎ ‎الدوري‎ ‎إلكترونياً‎ ‎برئاسة‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎أكد‎ ‎التكتل‎ ‎أنه‎ “‎قدّم‎ ‎كل‎ ‎ما‎ ‎يمكن‎ ‎لتسهيل‎ ‎عملية‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎الى‎ ‎حدّ‎ ‎عدم‎ ‎المشاركة،‎ ‎وكل‎ ‎اتهام‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎بأنّه‎ ‎يريد‎ ‎الثلث‎ ‎المعطّل،‎ ‎هو‎ ‎اتهام‎ ‎باطل‎ ‎يتلطى‎ ‎وراءه‎ ‎من‎ ‎يريد‎ ‎ممارسة‎ ‎سياسة‎ ‎الإقصاء‎ ‎والعودة‎ ‎الى‎ ‎زمن‎ ‎كان‎ ‎فيه‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الشريك‎ ‎المغبون‎ ‎والضعيف‎ ‎في‎ ‎سلّم‎ ‎السلطة‎. ‎ان‎ ‎هذا‎ ‎الزمن‎ ‎ولّى‎ ‎الى‎ ‎غير‎ ‎رجعة،‎ ‎فاذا‎ ‎كانت‎ ‎نية‎ ‎الشراكة‎ ‎موجودة‎ ‎فالحلّ‎ ‎متوفر‎ ‎فوراً،‎ ‎اما‎ ‎اذا‎ ‎استمرت‎ ‎عملية‎ ‎الإقصاء‎ ‎مسيطرة‎ ‎فهذا‎ ‎يعني‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎مَن‎ ‎يريد‎ ‎استمرار‎ ‎الأزمة‎ ‎لغايات‎ ‎غير‎ ‎معلومة‎”.‎

وفيما‎ ‎تشتد‎ ‎المنازلة‎ ‎بين‎ ‎بعبدا‎ ‎وبيت‎ ‎الوسط‎ ‎أجرى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎جولة‎ ‎أفق‎ ‎ومشاورات‎ ‎مع‎ ‎مستشاريه‎ ‎للاطلاع‎ ‎على‎ ‎الأجواء‎ ‎الدولية‎ ‎ولتقييم‎ ‎الموقف‎ ‎الداخلي‎ ‎حيث‎ ‎استقبل‎ ‎مستشاره‎ ‎للشؤون‎ ‎الروسية‎ ‎النائب‎ ‎السابق‎ ‎أمل‎ ‎أبو‎ ‎زيد‎ ‎الذي‎ ‎أطلعه‎ ‎على‎ ‎نتائج‎ ‎زيارته‎ ‎إلى‎ ‎موسكو‎ ‎مشيراً‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎الجانب‎ ‎الروسي‎ ‎أبدى‎ ‎استعداده‎ ‎لتقديم‎ ‎هبة‎ ‎من‎ ‎اللقاح‎ ‎الروسي‎ ‎إلى‎ ‎لبنان‎”. ‎وأوضح‎ ‎أبو‎ ‎زيد‎ ‎أن‎ ‎البحث‎ ‎مع‎ ‎نائب‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الروسي‎ ‎تناول‎ ‎أيضاً‎ ‎الوضع‎ ‎السياسي‎ ‎الداخلي‎ ‎عموماً،‎ ‎والوضع‎ ‎الحكوميّ‎ “‎خصوصاً‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎ما‎ ‎نسب‎ ‎الى‎ ‎القيادة‎ ‎الروسية‎ ‎من‎ ‎معلومات‎ ‎غير‎ ‎دقيقة‎”. ‎كما‎ ‎استقبل‎ ‎عون‎ ‎النائب‎ ‎الياس‎ ‎بوصعب‎ ‎الذي‎ ‎قال‎ ‎بعد‎ ‎اللقاء‎ “‎سمعت‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎يقول‎ ‎إنه‎ ‎على‎ ‎استعداد‎ ‎لأن‎ ‎يقترح‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ثلاثة‎ ‎او‎ ‎أربعة‎ ‎أسماء‎ ‎ليسمّي‎ ‎منهم‎ ‎الرئيس‎ ‎وزيراً‎ ‎للداخلية،‎ ‎وذلك‎ ‎خلافاً‎ ‎للأعراف‎ ‎والتقاليد‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎معتمدة‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بعد‎ “‎الطائف‎”. ‎فالرئيس‎ ‎الهراوي‎ ‎رحمه‎ ‎الله‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎سمّى‎ ‎وزير‎ ‎الداخلية‎ ‎وكذلك‎ ‎الرئيس‎ ‎اميل‎ ‎لحود‎ ‎والرئيس‎ ‎ميشال‎ ‎سليمان‎ ‎ولم‎ ‎يقترح‎ ‎عليهم‎ ‎أحد‎ ‎هذه‎ ‎الأسماء‎. ‎ما‎ ‎يدل‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎ينوي‎ ‎اعتماد‎ ‎نمط‎ ‎جديد‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومات،‎ ‎وهذا‎ ‎ما‎ ‎لا‎ ‎يقبل‎ ‎به‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎مطلقاً‎”. ‎وأوضح‎ ‎بوصعب‎ ‎أنه‎ ‎تمنى‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎العمل‎ ‎خلال‎ ‎ما‎ ‎تبقى‎ ‎من‎ ‎العهد‎ ‎على‎ ‎تحقيق‎ ‎أمرين‎ ‎أساسيين،‎ ‎الأول‎ ‎المضي‎ ‎حتى‎ ‎النهاية‎ ‎في‎ ‎موضوع‎ ‎التدقيق‎ ‎المالي‎ ‎الجنائي،‎ ‎والثاني‎ ‎تنظيم‎ ‎طاولة‎ ‎حوار‎ ‎للبحث‎ ‎في‎ ‎تطبيق‎ ‎ما‎ ‎تبقى‎ ‎من‎ ‎اتفاق‎ ‎الطائف‎ ‎ليصبح‎ ‎لبنان‎ ‎دولة‎ ‎مدنية‎ ‎فعلية‎ ‎تؤكد‎ ‎هويته‎ ‎العربية‎ ‎من‎ ‎جهة،‎ ‎وتطبق‎ ‎اللامركزية‎ ‎الإدارية‎ ‎الموسّعة‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎أخرى،‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎تحييد‎ ‎لبنان‎ ‎عن‎ ‎الصراعات‎ ‎الإقليمية‎”.‎

وعلمت‎ “‎البناء‎” ‎أن‎ ‎بعض‎ ‎الوسطاء‎ ‎عرضوا‎ ‎حلاً‎ ‎وسطياً‎ ‎لعقدة‎ ‎وزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎كلام‎ ‎الحريري‎ ‎الأخير‎ ‎بأن‎ ‎يقدّم‎ ‎عون‎ ‎لائحة‎ ‎من‎ 3 ‎أسماء‎ ‎يختار‎ ‎أحدهم‎ ‎الحريري،‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎بعبدا‎ ‎رفضت‎ ‎هذا‎ ‎الاقتراح‎ ‎واعتبرته‎ ‎خرقاً‎ ‎للأعراف‎ ‎في‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومات‎.‎

إلى‎ ‎ذلك‎ ‎برزت‎ ‎الحركة‎ ‎الديبلوماسية‎ ‎اللافتة‎ ‎للسفيرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎آن‎ ‎غريو‎ ‎التي‎ ‎زارت‎ ‎بكركي‎ ‎غداة‎ ‎زيارتها‎ ‎السفير‎ ‎السعودي‎ ‎وليد‎ ‎البخاري‎. ‎أما‎ ‎السفيرة‎ ‎الأميركية‎ ‎دوروثي‎ ‎شيا‎ ‎فزارت‎ ‎رئيس‎ ‎الكتائب‎ ‎سامي‎ ‎الجميّل‎ ‎في‎ ‎بكفيا‎. ‎ما‎ ‎يدلّ‎ ‎على‎ ‎حجم‎ ‎التدخل‎ ‎الأميركي‎ ‎الفرنسي‎ ‎في‎ ‎الشؤون‎ ‎الداخلية‎ ‎اللبنانية‎. ‎وفي‎ ‎موقف‎ ‎سعودي‎ ‎مستغرب‎ ‎قال‎ ‎نائب‎ ‎وزير‎ ‎الدفاع‎ ‎السعودي،‎ ‎خالد‎ ‎بن‎ ‎سلمان‎: ‎‎”‎الرئيس‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري‎ ‎اغتالته‎ ‎ميليشيات‎ ‎الغدر‎ ‎الإيرانيّة‎ ‎التي‎ ‎ضاقت‎ ‎ذرعاً‎ ‎به‎ ‎وبمشروع‎ ‎النهضة‎ ‎الوطنيّ‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎يدافع‎ ‎عنه‎”.‎

على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎تحوّل‎ ‎قرض‎ ‎البنك‎ ‎الدولي‎ ‎لدعم‎ ‎الأسر‎ ‎الأكثر‎ ‎فقراً‎ ‎إلى‎ ‎قضية‎ ‎خلاف‎ ‎بين‎ ‎النواب‎ ‎خلال‎ ‎جلسة‎ ‎للجان‎ ‎المشتركة‎ ‎لدرس‎ ‎مشروع‎ ‎قانون‎ ‎القرض‎. ‎وتمّ‎ ‎تسجيل‎ ‎ملاحظات‎ ‎من‎ ‎بعض‎ ‎الكتل‎ ‎النيابية‎ ‎حول‎ ‎طريقة‎ ‎تحويل‎ ‎هذا‎ ‎المشروع‎ ‎الى‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎عبر‎ ‎موافقة‎ ‎استثنائية‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ورئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎المرور‎ ‎بمجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎مجتمعاً‎ ‎واعتبروا‎ ‎هذا‎ ‎الأمر‎ ‎مخالفة‎ ‎دستورية‎. ‎وأشارت‎ ‎المعلومات‎ ‎عن‎ ‎وقوع‎ ‎سجال‎ ‎كبير‎ ‎خلال‎ ‎الجلسة‎ ‎حيث‎ ‎اعترض‎ ‎على‎ ‎الاتفاقية‎ ‎بعض‎ ‎النواب‎ ‎معتبرين‎ ‎أنّ‎ ‎الإذعان‎ ‎لشروط‎ ‎البنك‎ ‎يعدّ‎ ‎تخلياً‎ ‎عن‎ ‎السيادة‎.‎

وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية لـ”البناء” أن ‏‏”قرض البنك الدولي سيُغطي شريحة واسعة من العائلات اللبنانية المحتاجة فعلاً على أن ‏يستحصل لبنان على قرض ثانٍ في حال لم يشمل القرض الأول كافة العائلات الفقيرة”، ‏ولفت إلى أننا “لم نحسم بعد توزيع القرض بالدولار أو بالليرة اللبنانية على أن تحسم ‏الحكومة هذا الأمر قريباً”. وأشار المشرفية إلى أن “القرض يشمل حوالي 145 ألف عائلة ‏فقيرة وفي حال قررت رئاسة الحكومة ووزارة المال دفعه بالدولار سيرفع العدد إلى 200 ‏ألف عائلة”. وشدد على أن “عملية التوزيع ستتم وفق معايير واضحة وشفافة بعيداً عن ‏المحسوبيات والوساطات وبالتنسيق مع البنك الدولي‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *