الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: اتصالات فرنسية مفتوحة … وبعبدا تبرّر بري: الثلث المعطل يعرقل تشكيل الحكومة
الشرق

الشرق: اتصالات فرنسية مفتوحة … وبعبدا تبرّر بري: الثلث المعطل يعرقل تشكيل الحكومة

فيما السلطة السياسية تتخبط في صراع شديد لاتخاذ القرار بتمديد الاقفال العام الذي يؤتي نتائجه حتى الساعة، او عدمه وسط ارتفاع الصوت في الشارع رفضا لاستمرار حجر اللبنانيين من دون تأمين بديل مادي يبعد عنهم شبح العوز والجوع وارتفاع منسوب القلق من امكان تفلت الوضع الامني جراء تفشي رقعة المواجهات الشعبية مع القوى الامنية، تلوح في الافق السياسي ملامح حراك مزدوج بين الداخل والخارج ضغطا على القوى المعنية للافراج عن الحكومة. اكثر من اشارة صدرت في الساعات الاخيرة اوحت بهذا الحراك جاء ابرزها من عين التينة، بما تعني على مستوى «الثنائي الشيعي»، التي صوّبت على قصر بعبدا بتهمة الثلث المعطل نافضة يدها من مطلب الحكومة السياسية والاصرار على حكومة الاختصاصيين من طبيعة «لا ضدك ولا معك»، بعدما كرّست حقها منذ زمن بحقيبة المال.

لكن رئاسة الجمهورية التي دأبت على الرد على اي اتهام سارعت الى رد الكرة الى الملعب الشيعي بالتأكيد «ان الرئيس عون الذي لم يطالب مطلقاً بالثلث المعطل، حريص في المقابل على ممارسة حقه في تسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة». فهل باتت القوى السياسية كلها في مقلب وبعبدا في مقلب آخر، ام ان بيان عين التينة مجرد عامل ضغط لتليين الشروط الرئاسية بعدما دخل حزب الله وفرنسا على الخط مباشرة.

 

تحرك محلي وفرنسي؟

في الظاهر، لايزال الجمود يسيطر حكوميا، لكن خلف الكواليس يبدو ان الاتصالات والوساطات تحركت مجددا للتقريب بين بعبدا وبيت الوسط، منها خارجي وفرنسي في شكل خاص غداة اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الرئيس ميشال عون، اذ يتردد ان خط اتصال اضافيا فتح بين فرنسا وحزب الله للمساعدة في حل العقدة الحكومية، ومنها داخلي قيل ان حزب الله يضطلع به حيث تردد ان امينه العام السيد حسن نصرالله اتصل منذ ساعات برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل طالبا خفض سقف شروطه ومطمئنا اياه الى الثلث المعطل الذي يمكن ان يساهم وزير شيعي في تأمينه للفريق الرئاسي.. غير ان مصادر موثوق بها اكدت للـLBCI  انه لم يُعقد اي اجتماع ولم يجر اي اتصال بين نصرالله وباسيل في الايام الاخيرة في موضوع الحكومة.

 

التعطيل داخل

في الغضون، وفي موقف يعكس توجهات الثنائي الشيعي، سجل كلام لافت لرئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان نفى فيه ان يكون مصدر التعطيل الحكومي خارجيا، بل داخلي، رافضا ذهاب الثلث المعطل لاي فريق.

في الاعقاب، اكد الرئيس عون انه لم يطالب بالثلث المعطل لكنه يحرص على ممارسة حقه  في تسمية وزراء في الحكومة من ذوي الاختصاص والكفاءة، يكونون موضع ثقة في الداخل والخارج، وذلك حفاظاً على الشراكة الوطنية من جهة، وعلى مصلحة لبنان العليا من جهة ثانية».

 

الحزب والتيار

في الاثناء، لفت عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار إلى أنه جرى اتصال بين الرئيس عون والرئيس ماكرون لكن لا اتصال بين الرئيس الفرنسي والرئيس المكلّف الحريري، مشيراً إلى أن ماكرون يريد المساهمة في حلّ الأزمة اللبنانية. وتابع «نسمع في الإعلام أن اللواء عباس ابراهيم يتحرك تجاه الملف الحكومي لكن لا معلومات لدي أمّا المشكلة فتكمن في تعطيل رئيس الجمهورية إحالة التشكيلة الحكومية إلى مجلس النواب للتصويت على الثقة». وأضاف «اذا كانت هناك ملاحظات لدى رئيس الجمهورية فالرئيس المكلّف جاهز لسماعها لكن ذلك لم يحصل».

 

اسقاط مسيرة

على صعيد آخر، تطور امني اتى من الحدود الجنوبية هذه المرة. فقد صدر عن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، البيان الآتي: أقدمت محلّقة تابعة للعدو الإسرائيلي من نوع «ماتريس – 100» معدلة اسرائيلياً، عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الاثنين 1-2-2021، على خرق الأجواء اللبنانية داخل الخط الأزرق لمسافة 400 متر، حيث تصدى لها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة وأسقطوها في محلة خربة شعيب في بلدة بليدا الحدودية جنوب لبنان. بدوره، اعلن الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة مسيرة داخل الأراضي اللبنانية، مؤكدا ان لا خشية من تسرب للمعلومات.

 

دعم بريطاني

وسط هذه الاجواء، الدعم الخارجي للجيش مستمر. بعد التقدير الفرنسي له على لسان رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرانسوا لوكوانتر، السبت، تسلم الجيش اللبناني 100 آلية نقل خفيفة مصفحة مقدمة هبة من السلطات البريطانية في مرفأ بيروت  أفاد مصدر معني  أن هبة المملكة المتحدة تعدّ نقلة نوعية في هذا الاتجاه، إذ ان تجهيز الجيش بمركبات توصله إلى أماكن لم يكن بمقدور أفواج الحدود الوصول إليها، نظراً لطبيعتها الجغرافية الوعرة، يؤدي عملياً الى توقيف عمليات التهريب الكبيرة وفرملة حركة النقل غير الشرعية للأفراد والبضائع.

 

الاسر الاكثر حاجة

معيشيا، فيما الاوضاع الضاغطة حركت الشارع من جديد، أعلن عضوا تكتل «الجمهورية القوية» النائبان بيار بو عاصي وجورج عقيص، تقديم اقتراح قانون معجل مكرر بشأن «الدعم الموجه الى العائلات الأكثر حاجة بواسطة البطاقة التمويلية الالكترونية».

 

انفجار المرفأ

قضائيا، نفذ أهالي شهداء تفجير مرفأ بيروت وقفة احتجاجية قرب منزل القاضي فادي صوان وألقى المتحدث بإسم اللجنة كلمة أكد فيها على إصرار الأهالي معرفة حقيقة ما حصل والأسباب التي دفعته إلى الإعتكاف عند أول مطبّ سياسيّ.

 

بري التقى غريو: ندعم المبادرة الفرنسية

العائق ليس خارجياً بل من «عندياتنا»

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، ان « بعد الذي حصل في طرابلس الفيحاء، وبعد بيان المرجعيات الروحيه ورفعهم الصوت مطالبين بإنقاذ البلد واللبنانيين، بدءا بتأليف حكومة اختصاصيين. وبعد ان كثر التساؤل لماذا يلوذ الرئيس بري بالصمت؟ ولا يقوم بأي تحرك كعادته؟ يهمنا ان نتوجه الى الرأي العام ليكون على بينة من العائق بادئ ذي بدء».

واوضح بري  في بيان: «ان العائق ليس من الخارج بل من «عندياتنا»، وطالما الإتفاق ان تكون الحكومة من إختصاصيين، وان لا ينتموا الى أحزاب أو حركات أو تيارات أو لإشخاص،  بمعنى يكتفى بتسمية من هو «لا ضدك» و»لا معك»، فإن كتلة التنمية والتحرير، على سبيل المثال لا الحصر، إلتزمت بهذا المعيار فأقدمت على تسمية أسماء ليست لها وليست ضدها، هذا المبدأ يسري على الجميع من دون استثناء، مثله مثل اختيار ذوي الاختصاص والكفاءة، كل هذا حتى لا تكون الحكومة تابعة لغير مصلحة لبنان العامة.
فحري أن لا يجوز لأحد على الإطلاق الحصول على الثلث المعطل، وإلا لا قيمة للإختصاص ولا لوجود  شركاء ولا لوجود حكومة يثق بها الداخل والخارج ، والحقيقة إنطلاقا من هذا الفهم تقدمت للفرقاء بمثل هذا الإقتراح كحل ينصف الجميع وأولهم لبنان وتعطل للأسف عند مقاربة الثلث المعطل».

وسأل بري في بيان: «فهل نعقل ونتعظ؟  أو نبحث عن وطننا في مقابر التاريخ؟ ولن أيأس وسأتابع!»

وكان الرئيس بري جدد  «دعمه وتأييده للمبادرة الفرنسية وضرورة تشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الإنقاذ والنهوض بلبنان»،  وذلك خلال لقائه في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفيرة الفرنسية آن غريو، وعرض معها الاوضاع العامة.

وفي خلال اللقاء، أكدت السفيرة غريو «إصرار بلادها وتمسكها بمبادرة الرئيس ماكرون تجاه لبنان». وحثت على ضرورة تكثيف الجهود من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة كي يستطيع لبنان تجاوز الازمات التي يعاني منها لاسيما الإقتصادية والمالية والصحية».

وأثار الرئيس بري مع قائد قوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو ديل كول، التصعيد الاسرائيلي والخروق للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا في انتهاك صارخ لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *