الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : واشنطن تهيّئ أوراقها للتفاوض من بوابة ‏تظاهرات موسك و وتصعيد “قسد” في ‏سورية تجدُّد المواجهات في طرابلس.. و”القومي”: لمعالجة الفقر وتأييد الجيش وكشف ‏العابثين / ماكرون لاتصالات محليّة بدأت مع عون.. وإقليميّة بدأت بابن سلمان.. ‏لتعديل المبادرة
flag-big

البناء : واشنطن تهيّئ أوراقها للتفاوض من بوابة ‏تظاهرات موسك و وتصعيد “قسد” في ‏سورية تجدُّد المواجهات في طرابلس.. و”القومي”: لمعالجة الفقر وتأييد الجيش وكشف ‏العابثين / ماكرون لاتصالات محليّة بدأت مع عون.. وإقليميّة بدأت بابن سلمان.. ‏لتعديل المبادرة

كتبت صحيفة ” البناء ” تقول : كشفت‎ ‎المواقف‎ ‎المعلنة‎ ‎لعدد‎ ‎من‎ ‎مسؤولي‎ ‎إدارة‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎وخصوصاً،‎ ‎مواقف‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎توني‎ ‎بلينكين‎ ‎ومستشار‎ ‎الأمن‎ ‎القومي‎ ‎جيك‎ ‎سوليفان‎ ‎ورئيسة‎ ‎لجنة‎ ‎الاستخبارات‎ ‎أفريل‎ ‎هاينز‎ ‎ومدير‎ ‎السي‎ ‎آي‎ ‎أي‎ ‎وليم‎ ‎بيرنز،‎ ‎حول‎ ‎السير‎ ‎بالتوازي‎ ‎في‎ ‎خطي‎ ‎الانخراط‎ ‎التفاوضي‎ ‎والتمسك‎ ‎بعناوين‎ ‎وصفت‎ ‎بالثوابت‎ ‎الأميركية،‎ ‎وأبرزها‎ ‎كما‎ ‎تشارك‎ ‎المسؤولون‎ ‎الأميركيون‎ ‎بالقول،‎ ‎ملف‎ ‎الحريات‎ ‎في‎ ‎روسيا‎ ‎وملف‎ ‎الأكراد‎ ‎في‎ ‎سورية‎. ‎وسجلت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎صلة‎ ‎غير‎ ‎قابلة‎ ‎للإنكار‎ ‎بين‎ ‎ما‎ ‎تشهده‎ ‎روسيا‎ ‎من‎ ‎تظاهرات‎ ‎احتجاجية‎ ‎تنظمها‎ ‎المعارضة‎ ‎في‎ ‎موسكو‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎المدن‎ ‎الروسية،‎ ‎قالت‎ ‎السلطات‎ ‎الروسية‎ ‎إنها‎ ‎فوجئت‎ ‎بحجم‎ ‎الدعم‎ ‎الذي‎ ‎تلقاه‎ ‎من‎ ‎إدارات‎ ‎وسائل‎ ‎التواصل‎ ‎الاجتماعي،‎ ‎وهو‎ ‎أمر‎ ‎يستحيل‎ ‎حدوثه‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تورّط‎ ‎سياسي‎ ‎ومخابراتي‎ ‎أميركي،‎ ‎بينما‎ ‎تزامن‎ ‎تسلم‎ ‎الإدارة‎ ‎الأميركية‎ ‎الجديدة‎ ‎مع‎ ‎تصعيد‎ ‎لافت‎ ‎في‎ ‎شرق‎ ‎سورية‎ ‎من‎ ‎طرف‎ ‎ميليشيا‎ ‎قسد‎ ‎الكردية‎ ‎بمحاصرة‎ ‎المواقع‎ ‎الحكوميّة‎ ‎في‎ ‎مدينة‎ ‎الحسكة‎ ‎ومدينة‎ ‎القامشلي،‎ ‎ضمن‎ ‎سياق‎ ‎استكمال‎ ‎معالم‎ ‎الدولة‎ ‎التي‎ ‎تسعى‎ ‎لإقامتها،‎ ‎والتي‎ ‎كشفت‎ ‎التصريحات‎ ‎الأميركية‎ ‎أنها‎ ‎تشكل‎ ‎إحدى‎ ‎نقاط‎ ‎ارتكاز‎ ‎السياسة‎ ‎الأميركية‎ ‎الجديدة،‎ ‎في‎ ‎التفاوض‎ ‎مع‎ ‎الدولة‎ ‎السورية‎.‎
ليس‎ ‎بعيداً‎ ‎عن‎ ‎المناخ‎ ‎المرتبط‎ ‎بتولي‎ ‎الإدارة‎ ‎الأميركية‎ ‎الجديدة‎ ‎تقرأ‎ ‎المصادر‎ ‎المشهد‎ ‎اللبناني‎ ‎المتفجّر‎ ‎في‎ ‎طرابلس،‎ ‎خصوصاً‎ ‎لجهة‎ ‎قيام‎ ‎حلفاء‎ ‎واشنطن‎ ‎باستحضار‎ ‎أوراق‎ ‎اعتمادهم‎ ‎لديها‎ ‎ومحاولة‎ ‎التأثير‎ ‎على‎ ‎خياراتها،‎ ‎أو‎ ‎لجهة‎ ‎محاولة‎ ‎فرض‎ ‎مشروع‎ ‎الفوضى‎ ‎كتتويج‎ ‎لعملية‎ ‎الضغط‎ ‎نحو‎ ‎الانهيار‎ ‎الشامل‎ ‎تمهيداً‎ ‎لأي‎ ‎تفاوض‎ ‎يتصل‎ ‎بلبنان‎. ‎ومع‎ ‎عودة‎ ‎المواجهات‎ ‎الى‎ ‎طرابلس‎ ‎أصدر‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎وائل‎ ‎الحسنية‎ ‎بياناً‎ ‎رفض‎ ‎فيه‎ ‎المواقف‎ ‎التي‎ ‎حاولت‎ ‎رمي‎ ‎المسؤولية‎ ‎على‎ ‎الجيش‎ ‎واضعاً‎ ‎ذلك‎ ‎ضمن‎ ‎استهداف‎ ‎غير‎ ‎مشروع،‎ ‎ودعا‎ ‎فيه‎ ‎الى‎ ‎معالجات‎ ‎تقوم‎ ‎على‎ ‎مواجهة‎ ‎الأساس‎ ‎المتمثل‎ ‎بحال‎ ‎الفقر‎ ‎والبطالة‎ ‎والانهيار‎ ‎المالي،‎ ‎ببرامج‎ ‎دعم‎ ‎للطبقات‎ ‎الأشد‎ ‎فقراً،‎ ‎وعلى‎ ‎كشف‎ ‎العابثين‎ ‎الذين‎ ‎ليسوا‎ ‎مجرد‎ ‎مندسّين‎ ‎بل‎ ‎جزء‎ ‎من‎ ‎مشروع‎ ‎تخريبي‎ ‎له‎ ‎أبعاده‎ ‎الخارجية‎.‎
سياسياً،‎ ‎كشفت‎ ‎مصادر‎ ‎إعلامية‎ ‎فرنسية‎ ‎عن‎ ‎عملية‎ ‎تقييم‎ ‎سيقوم‎ ‎بها‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎أمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎مع‎ ‎فريقه‎ ‎للوضع‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎ومسار‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎المتعثر،‎ ‎بعد‎ ‎إنهاء‎ ‎جولة‎ ‎الاتصالات‎ ‎المحليّة‎ ‎التي‎ ‎بدأت‎ ‎مع‎ ‎اتصاله‎ ‎برئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون،‎ ‎والإقليمية‎ ‎التي‎ ‎بدأها‎ ‎مع‎ ‎ولي‎ ‎العهد‎ ‎السعودي‎ ‎محمد‎ ‎بن‎ ‎سلمان،‎ ‎والتي‎ ‎يفترض‎ ‎أن‎ ‎تشهد‎ ‎هذا‎ ‎الأسبوع‎ ‎اتصالاً‎ ‎بالرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎محلياً،‎ ‎وبالرئيس‎ ‎الإيراني‎ ‎الشيخ‎ ‎حسن‎ ‎روحاني‎ ‎إقليمياً،‎ ‎وفي‎ ‎التقييم‎ ‎يدور‎ ‎البحث‎ ‎وفقاً‎ ‎للمصادر‎ ‎بين‎ ‎خيارين،‎ ‎الأول‎ ‎الذهاب‎ ‎فوراً‎ ‎إلى‎ ‎التسليم‎ ‎بربط‎ ‎الحكومة‎ ‎بمشروع‎ ‎تفاهم‎ ‎سياسيّ‎ ‎وطنيّ‎ ‎يطال‎ ‎قضايا‎ ‎الخلاف،‎ ‎أو‎ ‎ما‎ ‎يُسمّى‎ ‎بالعقد‎ ‎السياسي‎ ‎الجديد،‎ ‎وعندها‎ ‎يكون‎ ‎الحاصل‎ ‎حكومة‎ ‎سياسيّة‎ ‎تتولى‎ ‎تنفيذ‎ ‎نقاط‎ ‎التفاهم،‎ ‎التي‎ ‎ستتضمن‎ ‎على‎ ‎الأقل‎ ‎قانوناً‎ ‎جديداً‎ ‎للانتخابات،‎ ‎والخيار‎ ‎الثاني‎ ‎هو‎ ‎تعديل‎ ‎النظرة‎ ‎لمواصفات‎ ‎الحكومة‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎تعقيد‎ ‎ولادة‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎يترأسها‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري،‎ ‎بحيث‎ ‎تجمع‎ ‎بين‎ ‎التمثيل‎ ‎السياسي‎ ‎والاختصاصيين،‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎قصده‎ ‎الرئيس‎ ‎ماكرون‎ ‎بمصطلح‎ ‎حكومة‎ ‎غير‎ ‎كاملة‎ ‎المواصفات‎.‎
تتجه‎ ‎الأنظار‎ ‎الى‎ ‎إعلان‎ ‎فرنسا‎ ‎إعادة‎ ‎تحريك‎ ‎مبادرتها‎ ‎تجاه‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الإسراع‎ ‎في‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎وإخراج‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎أزمته،‎ ‎فبعد‎ ‎اتصال‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎بالرئيس‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎حيث‎ ‎جدّد‎ ‎ماكرون‎ ‎للرئيس‎ ‎عون‎ ‎التأكيد‎ ‎على‎ ‎وقوف‎ ‎بلاده‎ ‎الى‎ ‎جانب‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎الظروف‎ ‎الراهنة‎ ‎التي‎ ‎يمر‎ ‎بها‎ ‎ومساعدته‎ ‎في‎ ‎مختلف‎ ‎المجالات،‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎يتعلّق‎ ‎بالملف‎ ‎الحكومي،‎ ‎أفادت‎ ‎معلومات‎ “‎البناء‎” ‎ان‎ ‎ماكرون‎ ‎سوف‎ ‎يواصل‎ ‎اتصالاته‎ ‎مع‎ ‎القيادات‎ ‎السياسيّة‎ ‎الأخرى‎ ‎من‎ ‎بينهم‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلّف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎لأجل‎ ‎الدفع‎ ‎أيضاً‎ ‎للإسراع‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎.‎
ولفتت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎فرنسا‎ ‎تواصلت‎ ‎مع‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎الدول‎ ‎العربية‎ ‎من‎ ‎اجل‎ ‎المساعدة‎ ‎في‎ ‎حل‎ ‎الملف‎ ‎اللبناني،‎ ‎وهذا‎ ‎يعني‎ ‎ان‎ ‎حراكاً‎ ‎عربياً‎ ‎ودولياً‎ ‎سوف‎ ‎يتظهّر‎ ‎قريباً،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يعني‎ ‎ذلك‎ ‎ان‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎بات‎ ‎على‎ ‎الابواب‎. ‎وأوضحت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎زيارة‎ ‎ماكرون‎ ‎للبنان‎ ‎ليست‎ ‎قريبة،‎ ‎لكن‎ ‎الأكيد‎ ‎أنه‎ ‎سيعمل‎ ‎وفق‎ ‎مقاربة‎ ‎وآلية‎ ‎جديدة،‎ ‎بمعنى‎ ‎أن‎ ‎العمل‎ ‎سيكون‎ ‎متناغماً‎ ‎ومتكاملاً‎ ‎مع‎ ‎السياسة‎ ‎الأميركية‎ ‎الجديدة‎ ‎تجاه‎ ‎لبنان‎.‎
واعتبرت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎الخلافات‎ ‎بين‎ ‎بعبدا‎ ‎وبيت‎ ‎الوسط‎ ‎عميقة،‎ ‎والأمر‎ ‎يستدعي‎ ‎وساطة‎ ‎خارجية‎ ‎لإيجاد‎ ‎تسوية‎ ‎معينة‎ ‎بين‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎والرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الإسراع‎ ‎في‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎في‎ ‎أسرع‎ ‎وقت‎ ‎لإنقاذ‎ ‎الاوضاع‎ ‎في‎ ‎لبنان‎.‎
وفيما‎ ‎فشلت‎ ‎كل‎ ‎الوساطات‎ ‎والجهود‎ ‎المحلية‎ ‎التي‎ ‎قام‎ ‎بها‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم‎ ‎ومن‎ ‎بكركي،‎ ‎لجمع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎أكد‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎الكاردينال‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي،‎ ‎أنه‎ ‎إذا‎ ‎لم‎ ‎تَصطَلِح‎ ‎العلاقةُ‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎لن‎ ‎تكون‎ ‎لنا‎ ‎حكومة،‎ ‎فهما‎ ‎محكومان‎ ‎بالاتفاقِ‎ ‎على‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ “‎مهمّة‎ ‎وطنيّة‎” ‎تَضُمُّ‎ ‎النُخبَ‎ ‎الأخصّائيّةً‎ ‎الاستثنائيّةَ‎ ‎وليست‎ ‎العاديّةَ‎ ‎المنتميةَ‎ ‎إلى‎ ‎الزعماءِ‎ ‎والأحزاب‎. ‎وإنّ‎ ‎الإمعان‎ ‎في‎ ‎التعطيل‎ ‎يتسبّب‎ ‎بثورة‎ ‎الجياع‎ ‎وحرمانهم‎ ‎من‎ ‎أبسط‎ ‎حقوقهم‎ ‎ويدفع‎ ‎بالبلاد‎ ‎إلى‎ ‎الانهيار‎. ‎وهذا‎ ‎منطق‎ ‎تآمريّ‎ ‎وهدّام‎ ‎يستلزم‎ ‎وضع‎ ‎حدّ‎ ‎له‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎إنقاذ‎ ‎لبنان‎.‎
واعتبرت‎ ‎مصادر‎ ‎نيابية‎ ‎في‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎أن‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلّف‎ ‎عدم‎ ‎التلهّي‎ ‎بالخارج‎ ‎والإسراع‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎تقوم‎ ‎على‎ ‎الميثاقية‎ ‎والتوازن‎ ‎والشراكة‎ ‎الوطنيّة،‎ ‎قائلة‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎يفترض‎ ‎بالرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎ان‎ ‎يزور‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎التوصل‎ ‎الى‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎تحظى‎ ‎بثقة‎ ‎الجميع‎ ‎في‎ ‎الداخل‎ ‎والخارج،‎ ‎فلا‎ ‎يمكنه‎ ‎أن‎ ‎يؤلف‎ ‎حكومة‎ ‎بمفرده‎ ‎أو‎ ‎عدم‎ ‎التعاون‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎عون،‎ ‎وبالتالي‎ ‎يجب‎ ‎على‎ ‎الحريري‎ ‎ان‎ ‎يحمل‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎صيغة‎ ‎حكومية‎ ‎جديدة‎ ‎والا‎ ‎الامور‎ ‎سوف‎ ‎تبقى‎ ‎على‎ ‎حالها،‎ ‎معتبرة‎ ‎أن‎ ‎وحدة‎ ‎المعايير‎ ‎يجب‎ ‎ان‎ ‎تكون‎ ‎السائدة‎ ‎في‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء‎ ‎وهذا‎ ‎يعني‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎يسمّي‎ ‎الوزراء‎ ‎المسيحيين،‎ ‎من‎ ‎منطلق‎ ‎ان‎ ‎الثنائي‎ ‎الشيعي‎ ‎يسمّي‎ ‎الوزراء‎ ‎الشيعة‎ ‎والرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎يسمّي‎ ‎الوزراء‎ ‎السنة‎.‎
أمنياً،‎ ‎تجدّدت‎ ‎حدة‎ ‎الاحتجاجات‎ ‎في‎ ‎محيط‎ ‎سرايا‎ ‎طرابلس‎ ‎مساء‎ ‎أمس،‎ ‎وردّت‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎بإلقاء‎ ‎القنابل‎ ‎المسيلة‎ ‎للدموع‎ ‎على‎ ‎جموع‎ ‎المتظاهرين‎. ‎وكان‎ ‎المحتجون‎ ‎قد‎ ‎رشقوا‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎بالحجارة‎ ‎وأضرموا‎ ‎النيران‎ ‎في‎ ‎غرفة‎ ‎الحرس‎.‎
وتمكّنت‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎من‎ ‎إبعاد‎ ‎المتظاهرين‎ ‎كلياً‎ ‎من‎ ‎محيط‎ ‎السرايا‎ ‎وإعادتهم‎ ‎الى‎ ‎ساحة‎ ‎النور‎ ‎جراء‎ ‎كثافة‎ ‎الغاز‎ ‎المسيل‎. ‎كما‎ ‎اتخذ‎ ‎الجيش‎ ‎اللبنانيّ‎ ‎تدابير‎ ‎أمنية‎ ‎مشددة‎ ‎في‎ ‎المدينة،‎ ‎لمنع‎ ‎المحتجين‎ ‎من‎ ‎دخول‎ ‎السرايا‎ ‎مجدداً‎.‎
وأوقفت‎ ‎دورية‎ ‎من‎ ‎مديرية‎ ‎المخابرات‎ 17 ‎شخصاً‎ ‎لقيامهم‎ ‎بأعمال‎ ‎شغب‎ ‎وتخريب‎ ‎وتعدٍّ‎ ‎على‎ ‎الممتلكات‎ ‎العامة‎ ‎والخاصة،‎ ‎ورمي‎ ‎قنابل‎ ‎مولوتوف‎ ‎باتجاه‎ ‎القوى‎ ‎الأمنيّة،‎ ‎والاشتباه‎ ‎بمشاركة‎ ‎عدد‎ ‎منهم‎ ‎في‎ ‎إحراق‎ ‎مبنى‎ ‎البلدية‎ ‎ورمي‎ ‎قنابل‎ ‎يدوية‎ ‎باتجاه‎ ‎سراي‎ ‎طرابلس‎. ‎بوشر‎ ‎التحقيق‎ ‎بإشراف‎ ‎القضاء‎ ‎المختص،‎ ‎وتتمّ‎ ‎المتابعة‎ ‎لتوقيف‎ ‎باقي‎ ‎المتورطين‎.‎
وفي‎ ‎المناطق‎ ‎الأخرى،‎ ‎واحتجاجاً‎ ‎على‎ ‎توقيف‎ ‎المهندس‎ ‎ربيع‎ ‎لبكي،‎ ‎نفّذت‎ ‎وقفات‎ ‎عدة‎. ‎وقطع‎ ‎محتجون‎ ‎تقاطع‎ ‎الصيفي‎ ‎في‎ ‎بيروت‎ ‎تضامناً‎ ‎مع‎ ‎الناشط‎ ‎لبكي‎ ‎فيما‎ ‎قطع‎ ‎آخرون‎ ‎جسر‎ ‎الرينغ‎. ‎على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎قطع‎ ‎محتجون‎ ‎اوتوستراد‎ ‎رياق‎ ‎مقابل‎ ‎تعاونية‎ ‎البرازيلي‎ ‎بالإطارات‎ ‎المشتعلة‎ ‎بسبب‎ ‎الغلاء‎ ‎المعيشي‎. ‎كما‎ ‎تمّ‎ ‎قطع‎ ‎طريق‎ ‎قصقص‎ ‎بالاتجاهين‎.‎
واذ‎ ‎أكد‎ ‎وزير‎ ‎الداخلية‎ ‎والبلديات‎ ‎العميد‎ ‎محمد‎ ‎فهمي‎ ‎خلال‎ ‎تفقده‎ ‎مبنى‎ ‎بلدية‎ ‎طرابلس‎ ‎أن‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎لن‎ ‎تتهاون‎ ‎في‎ ‎الدفاع‎ ‎عن‎ ‎طرابلس‎ ‎وكل‎ ‎المناطق‎ ‎اللبنانية،‎ ‎شدّد‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎القوى‎ ‎العسكرية‎ ‎كافة‎ ‎ستعمل‎ ‎بكل‎ ‎ما‎ ‎أوتيها‎ ‎من‎ ‎قوة‎ ‎لمنع‎ ‎المسّ‎ ‎بهيبة‎ ‎الدولة‎ ‎والتعرّض‎ ‎للأملاك‎ ‎العامة‎ ‎والخاصة‎.‎
تعليقاً‎ ‎على‎ ‎الأحداث‎ ‎التي‎ ‎شهدتها‎ ‎مدينة‎ ‎طرابلس،‎ ‎قال‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎وائل‎ ‎الحسنية‎: ‎إنّ‎ ‎أعمال‎ ‎العنف‎ ‎التي‎ ‎شهدتها‎ ‎مدينة‎ ‎طرابلس،‎ ‎وإحراق‎ ‎مبنى‎ ‎البلدية‎ ‎وغير‎ ‎مؤسسة‎ ‎خاصة‎ ‎وعامة،‎ ‎والاعتداء‎ ‎على‎ ‎مقار‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎والعسكرية،‎ ‎هي‎ ‎أحداث‎ ‎مؤسفة‎ ‎ومقلقة،‎ ‎لا‎ ‎تعبّر‎ ‎عن‎ ‎مطالب‎ ‎الناس‎ ‎المحقة،‎ ‎ولا‎ ‎عن‎ ‎أهل‎ ‎طرابلس،‎ ‎الذين‎ ‎يتحمّلون‎ ‎ضيم‎ ‎الفقر‎ ‎والمعاناة،‎ ‎وعبء‎ ‎غياب‎ ‎الإنماء‎ ‎المتوازن‎.‎
أضاف‎: ‎إنّ‎ ‎ما‎ ‎حصل،‎ ‎يطرح‎ ‎أسئلة‎ ‎عديدة،‎ ‎والدولة‎ ‎بكلّ‎ ‎مؤسساتها‎ ‎وأجهزتها،‎ ‎والمسؤولين‎ ‎قاطبة‎ ‎والقوى‎ ‎السياسية،‎ ‎كلّ‎ ‎هؤلاء‎ ‎مطالبون‎ ‎بتقديم‎ ‎الأجوبة،‎ ‎حول‎ ‎مَن‎ ‎يدفع‎ ‎لتحويل‎ ‎طرابلس‎ ‎إلى‎ ‎بؤرة‎ ‎تعمّها‎ ‎الفوضى‎ ‎والانفلات‎ ‎الأمني،‎ ‎ومَن‎ ‎هي‎ ‎الجهات‎ ‎المستفيدة‎ ‎من‎ ‎الفوضى‎ ‎والانفلات؟
وقال‎ ‎الحسنية‎: ‎العنف‎ ‎الذي‎ ‎رأيناه،‎ ‎لا‎ ‎يُصرَف‎ ‎في‎ ‎السياسة‎ ‎اللبنانية،‎ ‎ولا‎ ‎يُمكن‎ ‎إدراجُه‎ ‎في‎ ‎خانة‎ ‎التجاذبات‎ ‎الحاصلة‎ ‎حول‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎بل‎ ‎هو‎ ‎نتيجة‎ ‎مشاريع‎ ‎تستهدف‎ ‎أمن‎ ‎لبنان‎ ‎واستقراره،‎ ‎ولذلك،‎ ‎يجب‎ ‎أنّ‎ ‎تنصَبّ‎ ‎الجهود‎ ‎لكشف‎ ‎حقيقة‎ ‎ما‎ ‎حصل،‎ ‎وبأسرع‎ ‎وقت‎ ‎ممكن،‎ ‎وتوفير‎ ‎مظلة‎ ‎أمان‎ ‎لطرابلس،‎ ‎بما‎ ‎يحمي‎ ‎أمنها‎ ‎وأهلها‎ ‎ويحمي‎ ‎لبنان‎ ‎واللبنانيين‎.‎
وتابع‎ ‎الحسنية‎: ‎وإذ‎ ‎ندين‎ ‎بشدّة‎ ‎الاعتداء‎ ‎على‎ ‎المؤسّسات‎ ‎العامة‎ ‎والخاصة‎ ‎والقوى‎ ‎العسكرية‎ ‎والأمنيّة،‎ ‎ندعو‎ ‎إلى‎ ‎التشدّد‎ ‎في‎ ‎تطبيق‎ ‎القانون‎ ‎وحماية‎ ‎المواطنين،‎ ‎بالتوازي‎ ‎مع‎ ‎خطوات‎ ‎سريعة‎ ‎لمساعدة‎ ‎الفقراء‎ ‎وذوي‎ ‎الدخل‎ ‎المحدود،‎ ‎بما‎ ‎يكفل‎ ‎فصل‎ ‎حاملي‎ ‎المطالب‎ ‎المحقة‎ ‎عن‎ ‎حاملي‎ ‎الأجندات‎ ‎المشبوهة‎.‎
ونبّه‎ ‎الحسنية‎ ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎هناك‎ ‎مَن‎ ‎يلقي‎ ‎بلائمة‎ ‎التقصير‎ ‎على‎ ‎المؤسّسات‎ ‎العسكرية‎ ‎والأمنية،‎ ‎ويتّهم‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎بغضّ‎ ‎الطرف‎ ‎لحسابات‎ ‎سياسيّة،‎ ‎وهذا‎ ‎غير‎ ‎مبرّر‎ ‎على‎ ‎الإطلاق،‎ ‎لا‎ ‎بل‎ ‎هو‎ ‎محاولة‎ ‎هدفها‎ ‎تجهيل‎ ‎هوية‎ ‎مرتكبي‎ ‎أعمال‎ ‎الشغب‎ ‎ومنفذي‎ ‎الاعتداءات،‎ ‎والتعمية‎ ‎على‎ ‎الجهات‎ ‎التي‎ ‎تقف‎ ‎خلفهم‎.‎
إنّ‎ ‎المؤسسات‎ ‎العسكرية‎ ‎والأمنية‎ ‎وفي‎ ‎مقدّمها‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني،‎ ‎هي‎ ‎صمّام‎ ‎الأمان‎ ‎لاستقرار‎ ‎لبنان،‎ ‎والافتئات‎ ‎على‎ ‎هذه‎ ‎المؤسسات‎ ‎وتصنيفها‎ ‎سياسياً،‎ ‎هو‎ ‎محاولة‎ ‎يائسة‎ ‎لاستهدافها‎ ‎وإضعاف‎ ‎دورها،‎ ‎لذلك‎ ‎ندعو‎ ‎اللبنانيين‎ ‎الى‎ ‎الالتفاف‎ ‎حول‎ ‎جيشهم‎ ‎والمؤسّسات‎ ‎المعنية‎ ‎بحفظ‎ ‎الأمن‎ ‎والاستقرار،‎ ‎لتفويت‎ ‎الفرصة‎ ‎على‎ ‎كلّ‎ ‎مَن‎ ‎يدفع‎ ‎بلبنان‎ ‎إلى‎ ‎حافة‎ ‎الفوضى‎.‎
وختم‎ ‎الحسنية‎ ‎مشدّداً‎ ‎على‎ ‎أنّ‎ ‎الأوضاع‎ ‎الاقتصادية‎ ‎والمعيشية‎ ‎والصحية‎ ‎ضاغطة‎ ‎على‎ ‎اللبنانيين،‎ ‎والمطلوب‎ ‎من‎ ‎الدولة‎ ‎أن‎ ‎تقف‎ ‎على‎ ‎حاجات‎ ‎الفقراء‎ ‎وتقوم‎ ‎بمعالجات‎ ‎فورية‎ ‎وسريعة‎. ‎أما‎ ‎التحدّي‎ ‎الذي‎ ‎يمسّ‎ ‎بأمن‎ ‎لبنان‎ ‎واستقراره،‎ ‎فعلى‎ ‎القضاء‎ ‎أن‎ ‎يشرع‎ ‎في‎ ‎التحقيقات‎ ‎لكشف‎ ‎حقيقة‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎في‎ ‎طرابلس،‎ ‎وأيضاً‎ ‎التحقيق‎ ‎مع‎ ‎أصحاب‎ ‎السوابق‎ ‎الذين‎ ‎ينشرون‎ ‎مقالات‎ ‎ضدّ‎ ‎أحزاب‎ ‎المقاومة،‎ ‎ما‎ ‎يُعَدّ‎ ‎إمعاناً‎ ‎في‎ ‎التحريض‎ ‎الغرائزيّ‎ ‎لاستكمال‎ ‎مخطط‎ ‎إشعال‎ ‎الحرائق‎ ‎ونشر‎ ‎الفوضى‎ ‎تماهياً‎ ‎مع‎ ‎تصاعد‎ ‎وتيرة‎ ‎الأعمال‎ ‎الإرهابية‎ ‎في‎ ‎سورية‎ ‎والعراق‎.‎
الى‎ ‎ذلك،‎ ‎يواصل‎ “‎كورونا‎” ‎حصد‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎الوفيات‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎مع‎ ‎تسجيله‎ ‎انخفاضاً‎ ‎طفيفاً‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات،‎ ‎وفي‎ ‎جديد‎ ‎أرقامه‎ ‎امس،‎ ‎أعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎تسجيل‎ 2139 ‎إصابة‎ ‎جديدة‎ ‎رفعت‎ ‎العدد‎ ‎التراكمي‎ ‎للحالات‎ ‎المثبتة‎ ‎الـ‎ 301052. ‎كما‎ ‎تم‎ ‎تسجيل‎ 51 ‎حالة‎ ‎وفاة‎.‎
وأعلن‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حمد‎ ‎حسن‎ ‎أن‎ “‎المؤشرات‎ ‎والمعطيات‎ ‎العلمية‎ ‎والميدانية‎ ‎تبشر‎ ‎خيراً‎ ‎بأن‎ ‎تكون‎ ‎النتائج‎ ‎جيدة‎ ‎وواعدة،‎ ‎بأن‎ ‎تخفّ‎ ‎نسبة‎ ‎التفشي‎ ‎عند‎ ‎انتهاء‎ ‎فترة‎ ‎الإقفال‎ ‎العام،‎ ‎ولكن‎ ‎هذا‎ ‎يبقى‎ ‎رهن‎ ‎تدني‎ ‎نسبة‎ ‎الإيجابية‎ ‎بالفحوص‎ ‎وبعدد‎ ‎الوفيات،‎ ‎ونحن‎ ‎نأمل‎ ‎ونراهن‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎هذا‎ ‎الإقفال،‎ ‎حيث‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يؤدي‎ ‎الى‎ ‎النتائج‎ ‎المرجوة،‎ ‎خصوصاً‎ ‎مع‎ ‎اقتراب‎ ‎فترة‎ ‎وصول‎ ‎اللقاح،‎ ‎على‎ ‎أمل‎ ‎أن‎ ‎نصل‎ ‎إن‎ ‎شاء‎ ‎الله‎ ‎إلى‎ ‎بر‎ ‎الأمان‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *