الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ماكنزي يتحدّث عن فرص جيّدة مع ‏إيران… واليمن يخرج إلى الساحات باريس ستشغل محرّكاتها بضوء أخضر أميركيّ… وملف سلامة فرصة ‏الإقفال يواجه احتجاجات شماليّة… والتراجع بعدد الإصابات يتواصل
flag-big

البناء : ماكنزي يتحدّث عن فرص جيّدة مع ‏إيران… واليمن يخرج إلى الساحات باريس ستشغل محرّكاتها بضوء أخضر أميركيّ… وملف سلامة فرصة ‏الإقفال يواجه احتجاجات شماليّة… والتراجع بعدد الإصابات يتواصل

بينما‎ ‎كان‎ ‎اليمن‎ ‎يحيي‎ ‎يومه‎ ‎العالمي‎ ‎وينتفض‎ ‎في‎ ‎الساحات‎ ‎على‎ ‎القرار‎ ‎الأميركي‎ ‎بضم‎ ‎أنصار‎ ‎الله‎ ‎الى‎ ‎لوائح‎ ‎الإرهاب،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎تصريحات‎ ‎لمستشار‎ ‎الأمن‎ ‎القومي‎ ‎للرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎جو‎ ‎بايدن،‎ ‎جيك‎ ‎سوليفان،‎ ‎عن‎ ‎نية‎ ‎التراجع‎ ‎عن‎ ‎هذا‎ ‎القرار‎ ‎الذي‎ ‎أصدره‎ ‎الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب‎ ‎قبل‎ ‎رحيله،‎ ‎كشف‎ ‎قائد‎ ‎القوات‎ ‎الأميركية‎ ‎في‎ ‎المنطقة‎ ‎الوسطى،‎ ‎كيت‎ ‎ماكنزي،‎ ‎عشية‎ ‎توجهه‎ ‎إلى‎ ‎المنطقة‎ ‎ولقائه‎ ‎بالقيادة‎ ‎الإسرائيلية،‎ ‎عن‎ ‎وجود‎ ‎فرص‎ ‎جيدة‎ ‎مع‎ ‎إيران،‎ ‎فيما‎ ‎كشفت‎ ‎مصادر‎ ‎فرنسية‎ ‎عن‎ ‎بعض‎ ‎ما‎ ‎تضمنته‎ ‎المحادثة‎ ‎التي‎ ‎جمعت‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎إمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎والرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎جو‎ ‎بايدن،‎ ‎خصوصاً‎ ‎لجهة‎ ‎عزم‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎على‎ ‎العودة‎ ‎إلى‎ ‎الاتفاق‎ ‎النووي‎ ‎مع‎ ‎إيران‎ ‎باعتباره‎ ‎المنصة‎ ‎التي‎ ‎تتيح‎ ‎مناقشة‎ ‎القضايا‎ ‎الخلافية‎ ‎الأخرى،‎ ‎ومنها‎ ‎ملف‎ ‎الصواريخ‎ ‎الإيرانية‎ ‎البالستية،‎ ‎وما‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تلعبه‎ ‎باريس‎ ‎في‎ ‎مجال‎ ‎ترتيب‎ ‎الأولويات‎ ‎الأوروبية‎ ‎بما‎ ‎يحاكي‎ ‎السرعة‎ ‎الأميركية‎ ‎في‎ ‎السعي‎ ‎لإنهاء‎ ‎هذا‎ ‎الملف‎ ‎قبل‎ ‎نهاية‎ ‎شهر‎ ‎آذار‎ ‎الذي‎ ‎حدّدته‎ ‎طهران‎ ‎موعداً‎ ‎لتنفيذ‎ ‎خطواتها‎ ‎التصعيدية،‎ ‎والذي‎ ‎يحلّ‎ ‎فيه‎ ‎موعد‎ ‎اجتماع‎ ‎اللجنة‎ ‎الخاصة‎ ‎بالملف‎ ‎النوويّ‎ ‎ضمن‎ ‎إطار‎ ‎مجموعة‎ ‎الخمسة‎ ‎زائداً‎ ‎واحداً
‎وتقول‎ ‎المصادر‎ ‎الفرنسية‎ ‎إن‎ ‎الرئيس‎ ‎ماكرون‎ ‎حصل‎ ‎على‎ ‎دعم‎ ‎الرئيس‎ ‎بايدن‎ ‎لمضمون‎ ‎مبادرته‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎تحت‎ ‎عنوانين،‎ ‎الأول‎ ‎إشراك‎ ‎جميع‎ ‎الأطراف‎ ‎اللبنانية‎ ‎في‎ ‎خطة‎ ‎النهوض‎ ‎التي‎ ‎تتبنّاها‎ ‎فرنسا‎ ‎لمعالجة‎ ‎الوضع‎ ‎الاقتصادي،‎ ‎والثاني‎ ‎عدم‎ ‎استثمار‎ ‎الأزمة‎ ‎اللبنانية‎ ‎كورقة‎ ‎في‎ ‎رسم‎ ‎التوازنات‎ ‎الإقليميّة‎. ‎وتضيف‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎ماكرون‎ ‎واثق‎ ‎بحجم‎ ‎التفويض‎ ‎الذي‎ ‎بات‎ ‎يتيح‎ ‎له‎ ‎تشغيل‎ ‎محركاته‎ ‎بحثاً‎ ‎عن‎ ‎صيغة‎ ‎تحيي‎ ‎مبادرته‎ ‎نحو‎ ‎لبنان‎ ‎وربّما‎ ‎تتضمّن‎ ‎تعديلاً‎ ‎عن‎ ‎النسخة‎ ‎الأولى‎ ‎للمبادرة،‎ ‎مرجّحة‎ ‎قيام‎ ‎ماكرون‎ ‎بدعوة‎ ‎ممثلي‎ ‎الأطراف‎ ‎اللبنانية‎ ‎التي‎ ‎اجتمعت‎ ‎في‎ ‎قصر‎ ‎الصنوبر‎ ‎الى‎ ‎حوار‎ ‎في‎ ‎باريس‎ ‎حول‎ ‎قضايا‎ ‎الخلاف‎ ‎التي‎ ‎حالت‎ ‎وتحول‎ ‎دون‎ ‎ولادة‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة،‎ ‎تمهيداً‎ ‎لطرح‎ ‎مبادرة‎ ‎لحلها،‎ ‎حتى‎ ‎لو‎ ‎كان‎ ‎الحل‎ ‎إعادة‎ ‎تسمية‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ ‎التكنوقراط‎ ‎لحكومة‎ ‎المهمة‎ ‎المتفق‎ ‎عليها،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يترأس‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلّف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎حكومة‎ ‎سياسيّة‎ ‎تتشكل‎ ‎بنهاية‎ ‎الحوار‎ ‎السياسي‎ ‎الذي‎ ‎تنتج‎ ‎عنه‎ ‎توافقات‎ ‎أوسع‎ ‎وأكبر،‎ ‎ربما‎ ‎تطال‎ ‎قضايا‎ ‎بحجم‎ ‎قانون‎ ‎الانتخابات،‎ ‎وتستثمر‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎يكون‎ ‎قد‎ ‎جرى‎ ‎على‎ ‎المشهد‎ ‎الإقليمي،‎ ‎خصوصاً‎ ‎الملف‎ ‎النووي‎ ‎الإيراني‎ ‎والعلاقات‎ ‎الأميركية‎ ‎الإيرانية‎. ‎وتعتقد‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎ما‎ ‎يجري‎ ‎على‎ ‎مستوى‎ ‎القضاء‎ ‎السويسري‎ ‎من‎ ‎ملاحقة‎ ‎لحسابات‎ ‎تخص‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان،‎ ‎الذي‎ ‎جرى‎ ‎بحسابات‎ ‎قضائية‎ ‎مصرفية‎ ‎سويسرية،‎ ‎قد‎ ‎يفتح‎ ‎الباب‎ ‎لتغييرات‎ ‎كانت‎ ‎تتطلع‎ ‎نحوها‎ ‎فرنسا‎ ‎واصطدمت‎ ‎بعقبات‎ ‎أميركية‎ ‎وداخلية،‎ ‎حول‎ ‎وضع‎ ‎المصرف‎ ‎المركزي،‎ ‎ربما‎ ‎بات‎ ‎ممكن‎ ‎تخطيها‎ ‎الآن‎.‎
في‎ ‎ملف‎ ‎كورونا‎ ‎الذي‎ ‎يتوقع‎ ‎أن‎ ‎تنطلق‎ ‎منصة‎ ‎اللقاحات‎ ‎الخاصة‎ ‎به‎ ‎اليوم،‎ ‎سجل‎ ‎انخفاض‎ ‎ملحوظ‎ ‎في‎ ‎عدد‎ ‎الإصابات،‎ ‎وبقيت‎ ‎الوفيات‎ ‎مرتفعة‎ ‎تعبيراً‎ ‎عن‎ ‎إصابات‎ ‎وقعت‎ ‎قبل‎ ‎شهر،‎ ‎ما‎ ‎يؤكد‎ ‎ضرورة‎ ‎نجاح‎ ‎مرحلة‎ ‎الإقفال‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎مواجهات‎ ‎شهدتها‎ ‎العديد‎ ‎من‎ ‎المناطق‎ ‎اللبنانية‎ ‎بنتيجة‎ ‎احتجاجات‎ ‎على‎ ‎الإقفال،‎ ‎بحيث‎ ‎رسمت‎ ‎جغرافية‎ ‎المناطق‎ ‎التي‎ ‎شهدت‎ ‎الإحتجاجات‎ ‎تساؤلات‎ ‎سياسيّة‎ ‎عن‎ ‎علاقتها‎ ‎بالملف‎ ‎الحكومي‎ ‎وتجاذباته‎.‎
وفيما‎ ‎بقيت‎ ‎أبواب‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎موصدة‎ ‎مع‎ ‎استمرار‎ ‎التوتر‎ ‎على‎ ‎محور‎ ‎بعبدا‎ -‎‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎. ‎اشتعل‎ ‎الشارع‎ ‎أمس،‎ ‎بعد‎ ‎خروج‎ ‎تظاهرات‎ ‎احتجاجية‎ ‎في‎ ‎مناطق‎ ‎عدة‎ ‎أبرزها‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎ ‎التي‎ ‎شهدت‎ ‎اشتباكات‎ ‎بين‎ ‎المتظاهرين‎ ‎والقوى‎ ‎الأمنية‎. ‎ما‎ ‎أعاد‎ ‎الشارع‎ ‎إلى‎ ‎الواجهة‎ ‎بعدما‎ ‎سجل‎ ‎هدوءاً‎ ‎منذ‎ ‎تكليف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎لتأليف‎ ‎الحكومة‎.‎
وفيما‎ ‎ندّد‎ ‎المتظاهرون‎ ‎بقرار‎ ‎إقفال‎ ‎البلد‎ ‎الذي‎ ‎أدى‎ ‎إلى‎ ‎توقف‎ ‎أعمالهم‎ ‎وتردي‎ ‎أوضاعهم‎ ‎الاجتماعية‎ ‎والمعيشية،‎ ‎توقفت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎أمام‎ ‎توقيت‎ ‎هذه‎ ‎التحركات‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎وجود‎ ‎قرار‎ ‎من‎ ‎الدولة‎ ‎اللبنانية‎ ‎بالإقفال‎ ‎وحظر‎ ‎التجول‎ ‎بسبب‎ ‎خطر‎ ‎انتشار‎ ‎وباء‎ ‎الكورونا‎. ‎مشيرة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎هذه‎ ‎التحركات‎ ‎قد‎ ‎تكون‎ ‎محقة‎ ‎في‎ ‎مكان‎ ‎ما،‎ ‎وقد‎ ‎يكون‎ ‎أغلب‎ ‎هؤلاء‎ ‎المتظاهرين‎ ‎يعانون‎ ‎من‎ ‎ضائقة‎ ‎معيشية‎ ‎صعبة،‎ ‎لكن‎ ‎أيادي‎ ‎خفية‎ ‎حركت‎ ‎هؤلاء‎ ‎بخلفيات‎ ‎سياسية‎ ‎لها‎ ‎علاقة‎ ‎باستنفاذ‎ ‎الأوراق‎ ‎التي‎ ‎يلعبها‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎. ‎فلم‎ ‎يعد‎ ‎يملك‎ ‎إلا‎ ‎ورقة‎ ‎الشارع‎ ‎للضغط‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎للرضوخ‎ ‎لمطالبه‎ ‎الحكومية‎”. ‎وأضافت‎ ‎المصادر‎ ‎أنه‎ ‎عندما‎ ‎استشعر‎ ‎الحريري‎ ‎وفريقه‎ ‎الداخلي‎ ‎والخارجي‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎مجال‎ ‎لتراجع‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎أمام‎ ‎الضغوط‎ ‎فلجأوا‎ ‎إلى‎ ‎الشارع‎ ‎علّ‎ ‎ذلك‎ ‎يحشر‎ ‎عون‎ ‎في‎ ‎الزاوية‎”.‎‎ ‎وتخوفت‎ ‎المصادر‎ ‎من‎ “‎استغلال‎ ‎هذه‎ ‎التحركات‎ ‎الشعبية‎ ‎للعودة‎ ‎إلى‎ ‎سلاح‎ ‎قطع‎ ‎الطرقات‎ ‎لاستدراج‎ ‎الفتنة‎ ‎المذهبية‎”.‎
ولفتت‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎رغم‎ ‎ذكر‎ ‎لبنان‎ ‎خلال‎ ‎الاتصال‎ ‎الهاتفي‎ ‎بين‎ ‎الرئيسين‎ ‎الأميركي‎ ‎والفرنسي‎ ‎إلا‎ ‎أن‎ ‎الملف‎ ‎اللبناني‎ ‎لن‎ ‎يوضع‎ ‎على‎ ‎لائحة‎ ‎الأولويات‎ ‎الأميركية‎ ‎قبل‎ ‎شهر‎ ‎نيسان‎ ‎المقبل‎ ‎بسبب‎ ‎انهماك‎ ‎الإدارة‎ ‎الجديدة‎ ‎بملفات‎ ‎أكثر‎ ‎أولوية‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎الانشقاق‎ ‎الداخلي‎ ‎الأميركي‎ ‎وسط‎ ‎معلومات‎ ‎عن‎ ‎تعزيز‎ ‎الحراسة‎ ‎بآلاف‎ ‎من‎ ‎القوى‎ ‎العسكرية‎ ‎أمام‎ ‎المراكز‎ ‎الرسمية‎ ‎الأميركية‎ ‎وتهديد‎ ‎أربعة‎ ‎أعضاء‎ ‎في‎ ‎مجلس‎ ‎الشيوخ‎ ‎الأميركي‎ ‎بالقتل‎”. ‎ولفتت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الحكومة‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎مرتبطة‎ ‎بالمفاوضات‎ ‎الإيرانية‎ ‎الأميركية‎ ‎إلا‎ ‎إذا‎ ‎توقف‎ ‎الحريري‎ ‎وفريقه‎ ‎السياسي‎ ‎عن‎ ‎الرهانات‎ ‎على‎ ‎تطورات‎ ‎داخلية‎ ‎وخارجية‎ ‎واستغل‎ ‎المؤلفون‎ ‎فرصة‎ ‎الانشغال‎ ‎الأميركي‎ ‎عن‎ ‎ملفات‎ ‎بلادهم‎ ‎وتأليف‎ ‎حكومة‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ ‎التوافق‎ ‎الوطني‎ ‎والتنازلات‎ ‎المتبادلة‎ ‎واحترام‎ ‎المعايير‎ ‎الموحدة‎ ‎والأصول‎ ‎الدستورية‎”.‎
واتهمت‎ ‎المصادر‎ ‎الحريري‎ ‎ونادي‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎بـ‎ “‎محاولة‎ ‎إقصاء‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎وفريقه‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎عن‎ ‎الحكومة‎ ‎لأسباب‎ ‎داخلية‎ ‎وخارجية‎”. ‎وأكدت‎ ‎أن‎ ‎هذا‎ ‎الأمر‎ ‎لن‎ ‎يحصل‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎ثبات‎ ‎موقف‎ ‎عون‎ ‎ومؤازرة‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎لموقف‎ ‎بعبدا‎.‎
في‎ ‎المقابل،‎ ‎أشار‎ ‎نائب‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎مصطفى‎ ‎علوش‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎أي‎ ‎حكومة‎ ‎هدفها‎ ‎إعادة‎ ‎تعويم‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎لن‎ ‎تحصل‎”. ‎مؤكداً‎ ‎أن‎ “‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يتحمّل‎ ‎فشلاً‎ ‎جديداً‎ ‎وسيصارح‎ ‎اللبنانيين‎ ‎بحلول‎ ‎ذكرى‎ 14 ‎شباط‎”.‎
وبدأت‎ ‎الاحتجاجات‎ ‎أمس،‎ ‎بوقفة‎ ‎أمام‎ ‎القصر‎ ‎البلدي‎ ‎في‎ ‎طرابلس،‎ ‎اعتراضًا‎ ‎على‎ ‎تردي‎ ‎الاوضاع‎ ‎المعيشية‎ ‎واستمرار‎ ‎الإغلاق‎ ‎وفقاً‎ ‎لقرار‎ ‎التعبئة‎ ‎العامة‎ ‎وإنشاء‎ ‎المستشفى‎ ‎الميداني‎ ‎في‎ ‎المدينة‎. ‎والتقى‎ ‎وفد‎ ‎من‎ ‎المحتجين‎ ‎رئيس‎ ‎البلدية‎ ‎الدكتور‎ ‎رياض‎ ‎يمق‎.‎
وقام‎ ‎محتجّون‎ ‎بقطع‎ ‎مسارب‎ ‎ساحة‎ ‎عبد‎ ‎الحميد‎ ‎كرامة‎ ‎بالإطارات‎ ‎والعوائق‎ ‎في‎ ‎حين‎ ‎نفذ‎ ‎آخرون‎ ‎مسيرة‎ ‎في‎ ‎منطقة‎ ‎القبة‎ ‎ورددوا‎ ‎هتافات‎ ‎أكدوا‎ ‎فيها‎ ‎الاستمرار‎ ‎في‎ ‎تحركاتهم‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎لم‎ ‎يتم‎ ‎التراجع‎ ‎عن‎ ‎قرار‎ ‎الإقفال‎. ‎وما‎ ‎لبث‎ ‎أن‎ ‎تدهور‎ ‎الوضع‎ ‎أمام‎ ‎سرايا‎ ‎طرابلس،‎ ‎التي‎ ‎شهدت‎ ‎اشتباكات‎ ‎بين‎ ‎المحتجين‎ ‎والقوى‎ ‎الأمنية‎. ‎وأقدمت‎ ‎مجموعة‎ ‎من‎ ‎الشبان‎ ‎على‎ ‎رشق‎ ‎سرايا‎ ‎طرابلس‎ ‎بالحجارة‎ ‎بشكل‎ ‎كثيف،‎ ‎احتجاجاً‎ ‎على‎ ‎الإقفال‎ ‎العام‎ ‎ومحاضر‎ ‎الضبط‎ ‎التي‎ ‎تسطر‎ ‎بحق‎ ‎المخالفين،‎ ‎والأزمة‎ ‎الاقتصادية‎ ‎الخانقة،‎ ‎مما‎ ‎ادى‎ ‎الى‎ ‎تضرر‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎السيارات‎ ‎المركونة‎ ‎في‎ ‎الباحة‎. ‎وعلى‎ ‎الفور،‎ ‎عملت‎ ‎القوى‎ ‎الأمنية‎ ‎على‎ ‎التصدي‎ ‎لهم‎ ‎وإبعادهم‎ ‎عن‎ ‎مدخل‎ ‎السرايا‎ ‎الى‎ ‎ساحة‎ ‎عبد‎ ‎الحميد‎ ‎كرامي‎.‎
كما‎ ‎نفذت‎ ‎مجموعة‎ ‎من‎ ‎حراك‎ ‎صيدا‎ ‎اعتصاماً‎ ‎عند‎ ‎دوار‎ ‎ايليا‎ ‎في‎ ‎المدينة‎ ‎ورفع‎ ‎المعتصمون‎ ‎لافتات‎ ‎دعت‎ ‎المسؤولين‎ ‎لدعم‎ ‎الاسر‎ ‎المنكوبة‎ ‎والفقيرة‎ ‎وتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎مستقلين‎. ‎كما‎ ‎رددوا‎ ‎هتافات‎ ‎ضد‎ ‎الطبقة‎ ‎السياسية‎ ‎الحاكمة‎ ‎التي‎ ‎أفقرت‎ ‎العباد‎ ‎ونهبت‎ ‎البلاد‎.‎‎ ‎بعد‎ ‎ذلك‎ ‎توجّه‎ ‎المعتصمون‎ ‎بمسيرات‎ ‎جابت‎ ‎شوارع‎ ‎مدينة‎ ‎صيدا‎ ‎وصولاً‎ ‎الى‎ ‎السوق‎ ‎التجاري‎. ‎أما‎ ‎في‎ ‎بيروت،‎ ‎فقد‎ ‎قطع‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎المحتجين‎ ‎جسر‎ ‎الرينغ‎ ‎احتجاجاً‎ ‎على‎ ‎الأوضاع‎ ‎المعيشية‎ ‎المتردية‎.‎
وعادت‎ ‎الأمور‎ ‎إلى‎ ‎طبيعتها‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎ ‎بعد‎ ‎تدخل‎ ‎قوى‎ ‎إضافية‎ ‎من‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎الذي‎ ‎سير‎ ‎دوريات‎ ‎في‎ ‎مكان‎ ‎الاشتباكات‎ ‎وعمل‎ ‎على‎ ‎تفريق‎ ‎المحتجين‎.‎
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎تطلق‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎اليوم‎ ‎المنصة‎ ‎الالكترونية‎ ‎لتوزيع‎ ‎اللقاحات‎. ‎وقد‎ ‎رجحت‎ ‎مصادر‎ ‎طبية‎ “‎تمديّد‎ ‎فترة‎ ‎الإقفال‎ ‎العام‎ ‎بعد‎ 8 ‎شباط‎ ‎بالتوازي‎ ‎مع‎ ‎بدء‎ ‎التلقيح،‎ ‎مع‎ ‎إعادة‎ ‎فتح‎ ‎بعض‎ ‎القطاعات‎ ‎الغذائية‎ ‎الضرورية‎ ‎مثل‎ ‎السوبرماركت‎ ‎فقط‎”. ‎ومن‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎تصل‎ ‎الدفعة‎ ‎الأولى‎ ‎من‎ ‎اللقاحات‎ ‎بين‎ ‎السابع‎ ‎والخامس‎ ‎عشر‎ ‎من‎ ‎شباط‎ ‎بمعدل‎ 45 ‎ألف‎ ‎لقاح‎ ‎أسبوعياً‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يعتمد‎ 30 ‎مستشفى‎ ‎حكومياً‎ ‎وخاصاً‎ ‎لإتمام‎ ‎عمليات‎ ‎التلقيح‎. ‎وكان‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎الدكتور‎ ‎حمد‎ ‎حسن‎ ‎عقد‎ ‎أمس،‎ ‎اجتماعاً‎ ‎موسعاً‎ ‎تحضيراً‎ ‎لمرحلة‎ ‎اللقاح،‎ ‎مع‎ ‎ممثلي‎ ‎مجمل‎ ‎النقابات‎ ‎المعنية‎ ‎بالقطاعين‎ ‎الصحي‎ ‎والطبي،‎ ‎المدنية‎ ‎والعسكرية،‎ ‎بحضور‎ ‎رئيس‎ ‎اللجنة‎ ‎الوطنية‎ ‎لإدارة‎ ‎اللقاح‎ ‎الدكتور‎ ‎عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎البزري‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎رؤساء‎ ‎المصالح‎ ‎والمديريّات‎ ‎المعنية‎ ‎في‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎.‎
وأكد‎ ‎وزير‎ ‎الصحة‎ ‎العامة‎ ‎ثلاثة‎ ‎أمور‎ ‎أساسية‎: ‎أولاً‎: ‎‎”‎إن‎ ‎كل‎ ‎المراكز‎ ‎التي‎ ‎سرّب‎ ‎أنها‎ ‎ستكون‎ ‎مرجعية‎ ‎للقاحات‎ ‎لم‎ ‎تحسم‎ ‎بعد،‎ ‎بل‎ ‎سيتم‎ ‎تحديد‎ ‎هذه‎ ‎المراكز‎ ‎من‎ ‎ضمن‎ ‎خطة‎ ‎واضحة‎ ‎المعالم‎ ‎لضمان‎ ‎عدالة‎ ‎توزيع‎ ‎اللقاح‎ ‎في‎ ‎العاصمة،‎ ‎كما‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎المحافظات‎ ‎اللبنانية‎. ‎ثانياً،‎ ‎إن‎ ‎المنصة‎ ‎التي‎ ‎سيتم‎ ‎إطلاقها‎ ‎ستعتمد‎ ‎اللوائح‎ ‎التي‎ ‎ستقدمها‎ ‎النقابات‎ ‎والمجموعات‎ ‎والإدارات،‎ ‎بحيث‎ ‎يكون‎ ‎العاملون‎ ‎فيها‎ ‎والنقابيون‎ ‎من‎ ‎ضمن‎ ‎تسجيل‎ ‎قطاعي‎ ‎موحّد‎ ‎مما‎ ‎يخفف‎ ‎الضغط‎. ‎ثالثاً‎: ‎تم‎ ‎اعتماد‎ ‎المعايير‎ ‎العلمية‎ ‎والعالمية‎ ‎في‎ ‎تحديد‎ ‎الفئات‎ ‎التي‎ ‎سيشملها‎ ‎التلقيح‎ ‎في‎ ‎مراحله‎ ‎الأولى،‎ ‎ومن‎ ‎ضمنها‎ ‎القطاع‎ ‎الصحي،‎ ‎إنما‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎تحد‎ ‎من‎ ‎نوع‎ ‎آخر‎ ‎سيستند‎ ‎إلى‎ ‎ما‎ ‎تظهره‎ ‎الإحصاءات‎ ‎حول‎ ‎نسب‎ ‎مرتفعة‎ ‎في‎ ‎وفيات‎ ‎أشخاص‎ ‎من‎ ‎أعمار‎ ‎معرّضة‎ ‎للخطر،‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎مصابين‎ ‎بأمراض‎ ‎مستعصية‎ ‎ومزمنة،‎ ‎حيث‎ ‎لن‎ ‎يتم‎ ‎إغفال‎ ‎كل‎ ‎مَن‎ ‎يتهدّده‎ ‎الوباء‎ ‎ويشكل‎ ‎خطراً‎ ‎فعلياً‎ ‎على‎ ‎حياته‎”. ‎وأعلنت‎ ‎وزارة‎ ‎الصحة‎ ‎عن‎ ‎تسجيل‎ 2652 ‎إصابة‎ ‎جديدة‎ ‎بفيروس‎ ‎كورونا‎ ‎ليرتفع‎ ‎العدد‎ ‎التراكمي‎ ‎للإصابات‎ ‎منذ‎ ‎بدء‎ ‎انتشار‎ ‎الوباء‎ ‎في‎ ‎شباط‎ ‎الفائت‎ ‎إلى‎ 282249. ‎كما‎ ‎وسجل‎ ‎لبنان‎ 54 ‎حالة‎ ‎وفاة‎ ‎ليرتفع‎ ‎العدد‎ ‎التراكمي‎ ‎للوفيات‎ ‎إلى‎ 2404.‎
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎تفاعل‎ ‎ملف‎ ‎طلب‎ ‎السلطات‎ ‎القضائية‎ ‎السويسرية‎ ‎معلومات‎ ‎عن‎ ‎شبهات‎ ‎فساد‎ ‎تطال‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎.‎
وأشارت‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎تحريك‎ ‎ملف‎ ‎سلامة‎ ‎له‎ ‎علاقة‎ ‎بأمرين‎: ‎الأول‎ ‎الاتجاه‎ ‎الأميركي‎ ‎لمحاربة‎ ‎الفساد‎ ‎الذي‎ ‎عبّر‎ ‎عنّه‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎مسؤول‎ ‎مقرب‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎ويعتبرون‎ ‎أن‎ ‎سلامة‎ ‎هو‎ ‎مفتاح‎ ‎لعبة‎ ‎الفساد‎ ‎ويملك‎ ‎أسرار‎ ‎الطبقة‎ ‎السياسية‎. ‎فاختاروا‎ ‎البدء‎ ‎بفتح‎ ‎ملفات‎ ‎سلامة‎ ‎لاستدراجه‎ ‎لفضح‎ ‎ملفات‎ ‎لسياسيين‎ ‎آخرين،‎ ‎وبالتالي‎ ‎تكر‎ ‎سبّحة‎ ‎فضائح‎ ‎منظومة‎ ‎الفساد‎”. ‎وبحسب‎ ‎المصادر‎ ‎فإن‎ “‎القلق‎ ‎يراود‎ 40 ‎شخصية‎ ‎سياسية‎ ‎ومالية‎ ‎ودينية‎ ‎متورطة‎ ‎بالفساد‎ ‎خوفاً‎ ‎من‎ ‎أن‎ ‎يبوح‎ ‎سلامة‎ ‎بما‎ ‎يملكه‎ ‎من‎ ‎أسرار‎ ‎عنها‎ ‎خلال‎ ‎التحقيق‎ ‎معه‎ ‎في‎ ‎سويسرا‎”.‎
التفسير‎ ‎الثاني،‎ ‎بحسب‎ ‎المصادر،‎ ‎قد‎ ‎تكون‎ “‎عملية‎ ‎هز‎ ‎عصا‎ ‎لسلامة‎ ‎تمهيداً‎ ‎لإقالته‎ ‎بتسوية‎ ‎خارجية‎ (‎أميركية‎ -‎‎ ‎فرنسية‎) ‎وداخلية‎ ‎تدخل‎ ‎حيز‎ ‎التنفيذ‎ ‎مع‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة‎. ‎لكن‎ ‎الاستقالة‎ ‎أو‎ ‎الإقالة‎ ‎غير‎ ‎واردة‎ ‎حالياً‎ ‎لأسباب‎ ‎عدة‎ ‎أولها‎ ‎عدم‎ ‎وجود‎ ‎حكومة‎ ‎أصيلة‎ ‎لتعيين‎ ‎حاكم‎ ‎آخر‎. ‎كما‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎إجماعاً‎ ‎مسيحياً‎ ‎على‎ ‎عدم‎ ‎إقالة‎ ‎سلامة‎ ‎الآن‎ ‎لكي‎ ‎لا‎ ‎يؤول‎ ‎المنصب‎ ‎الماروني‎ ‎إلى‎ ‎الشيعة‎ ‎أي‎ ‎للنائب‎ ‎الأول‎ ‎للحاكم‎ ‎وسيم‎ ‎منصوريّ‎. ‎ما‎ ‎لن‎ ‎تقبل‎ ‎به‎ ‎الأطراف‎ ‎المسيحية‎ ‎ولا‎ ‎المرجعية‎ ‎الدينية‎”‎‎. ‎ولفتت‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎اتجاه‎ ‎هذا‎ ‎الملف‎ ‎سيظهر‎ ‎عند‎ ‎عودة‎ ‎سلامة‎ ‎إلى‎ ‎لبنان‎”.‎
في‎ ‎المقابل‎ ‎اعتبرت‎ ‎أوساط‎ ‎متابعة‎ ‎للملف‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ “‎طلب‎ ‎التحقيق‎ ‎مع‎ ‎سلامة‎ ‎لا‎ ‎علاقة‎ ‎له‎ ‎بالخلفيات‎ ‎السياسية‎ ‎وربما‎ ‎ناتج‎ ‎عن‎ ‎الضغط‎ ‎الإعلامي‎ ‎والسياسي‎ ‎حول‎ ‎وجود‎ ‎أموال‎ ‎غير‎ ‎شرعية‎ ‎تم‎ ‎تحويلها‎ ‎من‎ ‎لبنان‎ ‎اهتمت‎ ‎فيها‎ ‎منظمات‎ ‎مكافحة‎ ‎الفساد‎ ‎في‎ ‎سويسرا‎ ‎ضمن‎ ‎معركتها‎ ‎مع‎ ‎النظام‎ ‎المصرفي‎ ‎المتهم‎ ‎بتبييض‎ ‎أموال،‎ ‎وبالتالي‎ ‎بدأ‎ ‎التحقيق‎ ‎تحت‎ ‎هذا‎ ‎الضغط‎ ‎ورمي‎ ‎الكرة‎ ‎عند‎ ‎القضاء‎ ‎اللبناني‎ ‎ومن‎ ‎المنطقي‎ ‎أن‎ ‎يبدأ‎ ‎التحقيق‎ ‎بالحاكم‎”. ‎وتوقعت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎تؤدي‎ ‎التحقيقات‎ ‎إلى‎ ‎مخرجٍ‎ ‎لتبرئة‎ ‎سلامة‎ ‎كأن‎ ‎يقال‎ ‎إن‎ ‎التحويلات‎ ‎المصرفية‎ ‎إلى‎ ‎الخارج‎ ‎هي‎ ‎أموال‎ ‎شرعيّة‎ ‎ولا‎ ‎علاقة‎ ‎لها‎ ‎بالمال‎ ‎العام‎ ‎وأن‎ ‎تاريخها‎ ‎سابق‎ ‎للأزمة‎ ‎التي‎ ‎ضربت‎ ‎لبنان‎ ‎بعد‎ ‎‎17 ‎تشرين‎ 2019.‎
من‎ ‎جهته،‎ ‎أوضح‎ ‎رئيس‎ ‎منظمة‎ ‎جوستيسيا‎ ‎الحقوقية‎ ‎المحامي‎ ‎الدكتور‎ ‎بول‎ ‎مرقص‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أنه‎ “‎لم‎ ‎يعرف‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎التحرك‎ ‎السويسري‎ ‎جاء‎ ‎بناءً‎ ‎على‎ ‎شكوى‎ ‎أو‎ ‎إجراءات‎ ‎عناية‎ ‎واجبة‎ ‎ذاتية‎ ‎في‎ ‎سويسرا،‎ ‎بحسب‎ ‎المادة‎ 2 ‎من‎ ‎القانون‎ ‎السويسري‎ ‎لمكافحة‎ ‎تبييض‎ ‎الأموال‎ ‎نتيجة‎ ‎الأزمة‎ ‎اللبنانية‎ ‎ذائعة‎ ‎الصيت‎ ‎وطالما‎ ‎جرى‎ ‎تصنيف‎ ‎المسؤولين‎ ‎اللبنانيين‎ ‎على‎ ‎أنهم‎ ‎متنفّذون‎ PEPs. ‎وتالياً‎ ‎المصرف‎ ‎الذي‎ ‎يأوي‎ ‎أي‎ ‎حساب‎ ‎لهم‎ ‎يدقق‎ ‎بمصدره‎ ‎وحركته‎ ‎وإذا‎ ‎تبين‎ ‎هناك‎ ‎شبه‎ ‎فالمصرف‎ ‎ملزم‎ ‎بإبلاغ‎ ‎الهيئة‎ ‎السويسرية‎ ‎الوسيطة‎ ‎بين‎ ‎المصارف‎ ‎والقضاء‎ ‎وتسمّى‎ MROS”. ‎وأضاف‎ ‎مرقص‎: ‎‎”‎إذا‎ ‎ظهر‎ ‎وجود‎ ‎شبهات‎ ‎مسندة‎ ‎على‎ ‎الحساب‎ ‎ساعتئذ‎ ‎يحال‎ ‎صاحب‎ ‎الحساب‎ ‎الى‎ ‎المدعي‎ ‎العام‎ ‎الفدرالي‎ ‎ويجمد‎ ‎الحساب‎ ‎بشكل‎ ‎فوري‎ ‎واحترازي‎ ‎لوقف‎ ‎تحريك‎ ‎الأموال‎”.‎
وعن‎ ‎رصد‎ ‎تحويلات‎ ‎من‎ ‎حساب‎ ‎سلامة‎ ‎ومقربين‎ ‎منه‎ ‎من‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎أوضح‎ ‎مرقص‎ “‎أن‎ ‎المادة‎ 110 ‎من‎ ‎قانون‎ ‎النقد‎ ‎والتسليف‎ ‎تلزم‎ ‎الحاكم‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎حسابه‎ ‎في‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎وليس‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎مصرف‎ ‎تجاري‎ ‎إذ‎ ‎يمنع‎ ‎على‎ ‎الحاكم‎ ‎فتح‎ ‎حساب‎ ‎في‎ ‎المصارف‎ ‎التجارية‎ ‎التي‎ ‎تخضع‎ ‎لإشرافه‎”.‎
لكن‎ ‎السؤال‎ ‎هل‎ ‎يحق‎ ‎لسلامة‎ ‎تحويل‎ ‎أموال‎ ‎من‎ ‎حسابه‎ ‎إلى‎ ‎الخارج؟‎ ‎وألا‎ ‎يعتبر‎ ‎ذلك‎ ‎تهريباً‎ ‎للأموال‎ ‎وبالتالي‎ ‎تهديد‎ ‎النقد‎ ‎الوطني‎ ‎في‎ ‎زمن‎ ‎الانهيار‎ ‎المالي‎ ‎واحتجاز‎ ‎ودائع‎ ‎اللبنانيين؟‎ ‎وألا‎ ‎يدل‎ ‎ذلك‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎سلامة‎ ‎لا‎ ‎يثق‎ ‎بالنظام‎ ‎المصرفي‎ ‎اللبناني؟‎ ‎فعلى‎ ‎ماذا‎ ‎كان‎ ‎يستند‎ ‎في‎ ‎بث‎ ‎التطمينات‎ ‎على‎ ‎النظام‎ ‎المصرفي‎ ‎اللبناني‎ ‎وعلى‎ ‎ثبات‎ ‎الليرة‎ ‎طيلة‎ ‎العقود‎ ‎الماضية؟
يجيب‎ ‎مرقص‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎السياق،‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎الفيصل‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الأمر‎ ‎هو‎ ‎تحديد‎ ‎مصدر‎ ‎المال‎. ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎ناتجاً‎ ‎مثلاً‎ ‎عن‎ ‎ميراث‎ ‎عائلي‎ ‎أو‎ ‎مبيعات‎ ‎عقارية‎ ‎أو‎ ‎نشاط‎ ‎تراكمي‎ ‎فهذا‎ ‎يثبته‎ ‎التحقيق‎. ‎والأمر‎ ‎الثاني‎ ‎تحديد‎ ‎تاريخ‎ ‎فتح‎ ‎الحساب‎ ‎فربما‎ ‎يعود‎ ‎إلى‎ ‎سنوات‎ ‎وليس‎ ‎حديثاً؟‎ ‎وهل‎ ‎يستعمل‎ ‎الرصيد‎ ‎في‎ ‎استثمارات‎ ‎تدرّ‎ ‎أرباحاً‎ ‎وفوائد‎ ‎وعائدات‎ ‎أو‎ ‎مجرد‎ ‎تهريب‎ ‎للمال؟‎”.‎

‎بدوره،‎ ‎اعتبر‎ ‎سلامة‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أن‎ “‎كل‎ ‎الأخبار‎ ‎والأرقام‎ ‎المتداولة‎ ‎في‎ ‎بعض‎ ‎الإعلام‎ ‎وعلى‎ ‎مواقع‎ ‎التواصل‎ ‎الاجتماعي‎ ‎مضخمة‎ ‎جداً‎ ‎ولا‎ ‎تمت‎ ‎إلى‎ ‎الواقع‎ ‎بصلة،‎ ‎وتهدف‎ ‎بشكل‎ ‎ممنهج‎ ‎إلى‎ ‎ضرب‎ ‎صورة‎ ‎المصرف‎ ‎المركزي‎ ‎وحاكمه‎. ‎وإذ‎ ‎امتنع‎ ‎عن‎ ‎الخوض‎ ‎علناً‎ ‎في‎ ‎الأرقام‎ ‎والحقائق‎ ‎لدحض‎ ‎كل‎ ‎الأكاذيب‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎بات‎ ‎في‎ ‎عهدة‎ ‎القضاء‎ ‎اللبناني‎ ‎والسويسري‎”‎،‎ ‎أكد‎ ‎أن‎ “‎منطق‎ ‎‎”‎أكذب‎.. ‎أكذب‎.. ‎فلا‎ ‎بد‎ ‎أن‎ ‎يعلق‎ ‎شيئاً‎ ‎في‎ ‎ذهن‎ ‎الناس‎” ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎ينجح‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎القضية‎ ‎وفي‎ ‎كل‎ ‎الملفات‎ ‎المالية‎ ‎لأن‎ ‎كل‎ ‎الحقائق‎ ‎موثقة‎”.‎
وكان‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎والمغتربين‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎شربل‎ ‎وهبة‎ ‎التقى‎ ‎سفيرة‎ ‎سويسرا‎ ‎لدى‎ ‎لبنان‎ ‎مونيكا‎ ‎شموتز‎ ‎كيرغوتسكد‎.‎
ولفت‎ ‎الوزير‎ ‎وهبة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎السفيرة‎ ‎السويسرية‎ ‎لم‎ ‎تسلم‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎رسالة‎ ‎من‎ ‎بلادها‎ ‎للدولة‎ ‎اللبنانية‎ ‎بل‎ ‎نقلت‎ ‎مراسلة‎ ‎من‎ ‎سلطات‎ ‎بلادها‎ ‎القضائية‎ ‎إلى‎ ‎السلطة‎ ‎القضائية‎ ‎اللبنانية‎ ‎مباشرة‎ ‎بهدف‎ ‎الاستعجال‎ ‎بالتحقيق‎ ‎في‎ ‎الملف‎ ‎والحصول‎ ‎على‎ ‎المعلومات‎ ‎اللازمة‎”. ‎ولفت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎عدم‎ ‎حصول‎ ‎المراسلات‎ ‎عبر‎ ‎وزارة‎ ‎الخارجية‎ ‎لا‎ ‎يُعدّ‎ ‎مخالفة‎ ‎لأصول‎ ‎المخاطبة‎ ‎بين‎ ‎الدولتين‎ ‎اللبنانية‎ ‎والسويسرية‎. ‎فيمكن‎ ‎لوزارتي‎ ‎العدل‎ ‎في‎ ‎البلدين‎ ‎التواصل‎ ‎المباشر‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *