الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: زيارة بكركي.. هل تفتح الأبواب ؟
الشرق

الشرق: زيارة بكركي.. هل تفتح الأبواب ؟

الحدث العالمي اميركي بامتياز. الكونغرس بغرفتيه، صادق على فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، بعد ليلة دامية من المواجهات حاول من خلالها الرئيس دونالد ترامب عرقلة المصادقة، وإعاقة الاجتماع لبقائه في سدة الحكم، وانتهت باقراره بانتقال منظم للسلطة في 20 كانون الثاني. اما الحدث اللبناني فموزع على جبهتي كورونا التي اقفلت البلاد اعتبارا من امس وحتى مطلع شباط في ضوء تحليق عداد اصاباتها المؤلِف وتشكيل الحكومة الذي انطفأت محركاته في فترة الاعياد لتعيد بكركي تشغيلها امس مع زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليها وترقب زيارة مماثلة للرئيس المكلف سعد الحريري اثر عودته الى بيروت صباحا.
وما بين الحدثين يقبع اللبنانيون مسلمين بقضاء عيشهم في بلد منهار وقدر حكمهم من سلطة فاسدة لا تقيم وزنا لبقاء الوطن انما لمصالحها ومحاصصاتها التي تحول دون تشكيل حكومة انقاذ بعد خمسة اشهر على ما اقترفت ايديهم من تدمير العاصمة بانفجار اهمالهم وتلهيهم عن الاولويات بالمناكفات وتراشق التهم والمسؤوليات.

الاقفال العام مجددا
فقد دخلت البلاد امس مرحلة اقفال جديدة لمحاولة حصر التفشي المخيف لفيروس كورونا، غير ان نسب التقيد بهذا الاقفال تفاوتت بين منطقة واخرى مع تسجيل خروق لافتة في اكثر من حي وبلدة.

الوضع خطير
وليس بعيدا، لفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أن “الوضع الصحي خطير، والعمل الذي تقوم به الوزارة هو رفع جهوزية المستشفيات الحكومية، لكن حتى الآن لا جهوزية لوجستية ونحاول ايجاد حل بين المستشفيات الخاصة والحكومية”. وقال في تصريح أن “الهدف الأساسي إرجاء الموجة على الأقلّ لأسبوعين وزيادة عدد الأسرّة في العناية الفائقة”، مضيفاً “بالنسبة إلى الإجراءات قرار الإقفال يكون بسبب الارتفاع الهائل بعدد الاصابات، وفي دول أخرى الإقفال أسهل من لبنان بسبب توفّر الموارد”. وتابع “علينا أن نتحمّل هذه المرحلة الخطيرة وتخطّيها لحين وصول اللقاح، وإذا أردنا حلّا فليقدّم الجميع حلولاً من جانبهم من دون تضخيم المشكل، ورغم النقص في الكوادر الطبية إلا أن الطاقم الطبي يقوم بعمل أكثر من جيّد، ولدينا الآلاف من الممرضين ذوي الخبرة والمؤهلين للقيام بالواجب”.

عون في الصرح
سياسيا، كسرت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بكركي للمعايدة بالاعياد، الجمود المسيطر، وسط تساؤلات عن مدى قدرتها على فتح الباب امام الوساطة التي ينوي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اعادة احيائها بين بعبدا وبيت الوسط الذي عاد سيده الى بيروت من سفره، علما ان تصريح عون المقتضب من الصرح لم يحمل ما يساعد في تحديد اجابة عن هذا السؤال.

كلٌ يكتب على هواه
رئيس الجمهورية هنّأ البطريرك بالاعياد، متمنياً ان تعود على اللبنانيين في ظروف افضل. وعقدت خلوة في الجناح البطريركي بين الرئيس عون والبطريرك استمرت 45 دقيقة، تحدث بعدها عون الى الصحافيين فقال: “جئنا اليوم نعايد غبطته، لأن الظروف منعتنا من ان نكون هنا يوم عيد الميلاد. وتكلمنا في الأوضاع العامة التي لاتزال مكتومة، لأن كل الذي يحصل معنا لا يحكى في الاعلام، بسبب ان كل واحد يكتب في الاعلام مع الأسف على هواه. وان شاء الله يكون هذا اللقاء مثمرا في هذا الموضوع”. سئل انه حكي ان هذا اللقاء كان يمكن ان يجمعكم فيه البطريرك مع الرئيس الحريري، على ان يكون لقاء مصارحة واتفاق على حكومة من دون محاصصة، فأجاب: “هذا احتمال”.

الرئاسة توضح
ليس بعيدا، أوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، ان “لا صحة للمعلومات التي نشرت عن ان اجتماعاً كان سيعقد صباح اليوم (امس) في بكركي، بين الرئيس عون والرئيس سعد الحريري، برعاية من البطريرك الماروني. والصحيح ان مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما اليوم (امس)، ولم يكن الرئيس عون على علم مسبق به. فاقتضى التوضيح”.

لقاء مصالحة؟
وكانت معلومات صحافية صادرة اشارت الى ان “البطريرك الراعي اقترح جمع الرئيسين عون والحريري، وبعبدا لم تمانع وكذلك الحريري الا ان الاتفاق على موعد لهذا اللقاء امس لم يحصل”. وأفادت المصادر أنه “في لقائهما اقترح البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية ان يجمعه والحريري في لقاء مصارحة للاتفاق على تأليف حكومة من دون محاصصة، وتتابع بكركي عملها على ترتيب هذا اللقاء بمكانه وزمانه في الايام المقبلة”.

الامارات والتأليف
في الموازاة، اشار السفير الاماراتي في بيروت حمد سعيد الشامسي بعد زيارته بكركي الى ان “الإمارات تحترم غبطة البطريرك ونرى فيه الدور الوطني الإيجابي وان شاء الله زيارته الى الإمارات قريبة وإن شاء الله نكون على تواصل دائم مع لبنان واللبنانيين في ظروف أفضل من هذه. ومن دار الفتوى حيث إستقبله مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، أكد الشامسي أن “دولة الإمارات هي دائما الى جانب الشعب اللبناني وحريصة عليه كحرصها على الشعب الإماراتي. وثمن “الجهود التي تبذل لتشكيل حكومة جديدة تحقق طموح وآمال المواطن اللبناني”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *