الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ماكرون لن يلتقي بأحد خلال زيارته… ‏ولودريان: لبنان تايتنك تغرق لكن دون ‏موسيقى دياب والوزراء لن يمثلوا للتحقيق… وصوان يتفرّغ لإنجاز التقرير الاتهاميّ ‏القطيعة السياسيّة والتسريبات القضائيّة تنقل المشهد الحكوميّ إلى العام المقبل
flag-big

البناء : ماكرون لن يلتقي بأحد خلال زيارته… ‏ولودريان: لبنان تايتنك تغرق لكن دون ‏موسيقى دياب والوزراء لن يمثلوا للتحقيق… وصوان يتفرّغ لإنجاز التقرير الاتهاميّ ‏القطيعة السياسيّة والتسريبات القضائيّة تنقل المشهد الحكوميّ إلى العام المقبل

بعد‎ ‎يومين‎ ‎من‎ ‎التضامن‎ ‎الشعبي‎ ‎والسياسي‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎قطف‎ ‎الأضواء‎ ‎خلاله‎ ‎ظهور‎ ‎الخط‎ ‎الأحمر‎ ‎الطائفي‎ ‎حول‎ ‎رئاسة‎ ‎الحكومة،‎ ‎بوجه‎ ‎مبدأ‎ ‎المثول‎ ‎أمام‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي‎ ‎القاضي‎ ‎فادي‎ ‎صوان،‎ ‎بدا‎ ‎أن‎ ‎التحقيق‎ ‎في‎ ‎جريمة‎ ‎المرفأ‎ ‎مهدّد‎ ‎بالتوقف‎ ‎إذا‎ ‎تم‎ ‎ربط‎ ‎مصير‎ ‎التحقيق‎ ‎بالإصرار‎ ‎على‎ ‎مثول‎ ‎المدعى‎ ‎عليهم‎ ‎من‎ ‎رؤساء‎ ‎ووزراء‎ ‎أمام‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎التقاء‎ ‎الحصانة‎ ‎الشعبيّة‎ ‎للرئيس‎ ‎دياب‎ ‎رفضاً‎ ‎لتحويله‎ ‎كبش‎ ‎فداء‎ ‎ومكسر‎ ‎عصا‎ ‎مع‎ ‎الخط‎ ‎الأحمر‎ ‎الطائفي‎ ‎حول‎ ‎رئاسة‎ ‎الحكومة،‎ ‎وتنازع‎ ‎الصلاحيات‎ ‎الدستورية‎ ‎بين‎ ‎القضاء‎ ‎العدلي‎ ‎ومجلس‎ ‎النواب‎ ‎حول‎ ‎الجهة‎ ‎الصالحة‎ ‎للادعاء‎ ‎على‎ ‎الرؤساء‎ ‎والوزراء،‎ ‎وبالتالي‎ ‎تحول‎ ‎عملية‎ ‎الإصرار‎ ‎على‎ ‎مثول‎ ‎الرؤساء‎ ‎والوزراء‎ ‎الى‎ ‎استحالة‎ ‎كفيلة‎ ‎بإطاحة‎ ‎التحقيق‎ ‎وتجميده،‎ ‎بينما‎ ‎توقعت‎ ‎مصادر‎ ‎حقوقية‎ ‎أن‎ ‎يتجاوز‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي‎ ‎العقدة‎ ‎التي‎ ‎ظهرت‎ ‎أمام‎ ‎استدعاءاته‎ ‎ويتفرّغ‎ ‎لإعداد‎ ‎التقرير‎ ‎الإتهامي‎ ‎الذي‎ ‎يشكل‎ ‎خلاصة‎ ‎تحقيقاته‎ ‎ويتضمن‎ ‎الاتهامات‎ ‎التي‎ ‎سيوجّهها،‎ ‎وتصبح‎ ‎مهمة‎ ‎توزيع‎ ‎صلاحيات‎ ‎المحاكمة‎ ‎بين‎ ‎المجلس‎ ‎العدلي‎ ‎ومجلس‎ ‎النواب‎ ‎مهمة‎ ‎مجلس‎ ‎القضاء‎ ‎الأعلى‎ ‎وليست‎ ‎مهمته‎ ‎وحده‎.‎
مع‎ ‎حسم‎ ‎مسألة‎ ‎عدم‎ ‎مثول‎ ‎دياب‎ ‎والوزراء‎ ‎علي‎ ‎حسن‎ ‎خليل‎ ‎وغازي‎ ‎زعيتر‎ ‎ويوسف‎ ‎فنيانونس‎ ‎أمام‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي،‎ ‎امتلأت‎ ‎الصالونات‎ ‎السياسية‎ ‎بتسريبات‎ ‎وشائعات،‎ ‎تتصل‎ ‎بمناخات‎ ‎التجاذب‎ ‎التي‎ ‎تحكم‎ ‎العلاقات‎ ‎الرئاسية‎ ‎والسياسية،‎ ‎والتي‎ ‎يمكن‎ ‎اختصارها‎ ‎بالقطيعة‎ ‎والسلبية‎ ‎والتوتر،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎الاتهامات‎ ‎المتبادلة‎ ‎عن‎ ‎اللعب‎ ‎بالقضاء‎ ‎وعن‎ ‎المسؤولية‎ ‎عن‎ ‎الفساد،‎ ‎وعن‎ ‎تعطيل‎ ‎المسار‎ ‎الحكومي‎.‎
في‎ ‎مناخ‎ ‎الانسداد‎ ‎السياسيّ‎ ‎الذي‎ ‎يصل‎ ‎حد‎ ‎الاحتقان،‎ ‎يبدو‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎مؤجلاً‎ ‎حتى‎ ‎العام‎ ‎المقبل‎ ‎وفقاً‎ ‎لما‎ ‎تراه‎ ‎مصادر‎ ‎على‎ ‎صلة‎ ‎بمتابعة‎ ‎ما‎ ‎يدور‎ ‎في‎ ‎العلاقات‎ ‎الرئاسية،‎ ‎تقول‎ ‎إن‎ ‎كل‎ ‎شيء‎ ‎سيبقى‎ ‎قيد‎ ‎الانتظار‎ ‎حتى‎ ‎تسلم‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎المنتخب‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎الى‎ ‎البيت‎ ‎الأبيض،‎ ‎وحتى‎ ‎ذلك‎ ‎التاريخ‎ ‎مزيد‎ ‎من‎ ‎التدهور‎ ‎نحو‎ ‎الانهيار،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎سيناريوات‎ ‎قاتمة‎ ‎تنتظر‎ ‎الوضعين‎ ‎الاقتصادي‎ ‎والمالي،‎ ‎قد‎ ‎يخفف‎ ‎من‎ ‎وطأتها‎ ‎نجاح‎ ‎المساعي‎ ‎التي‎ ‎يتابعها‎ ‎مع‎ ‎الحكومة‎ ‎العراقية‎ ‎المدير‎ ‎العام‎ ‎للأمن‎ ‎العام‎ ‎اللواء‎ ‎عباس‎ ‎إبراهيم،‎ ‎لتأمين‎ ‎اتفاقية‎ ‎تؤمن‎ ‎احتياجات‎ ‎لبنان‎ ‎النفطية‎ ‎للعام‎ 2021‎،‎ ‎ومعلوم‎ ‎أن‎ ‎المستوردات‎ ‎النفطية‎ ‎تمثل‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎ثلثي‎ ‎المستوردات،‎ ‎وبالتالي‎ ‎مصدر‎ ‎الطلب‎ ‎على‎ ‎العملات‎ ‎الصعبة،‎ ‎ما‎ ‎سيخفف‎ ‎من‎ ‎مخاطر‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎والنتائج‎ ‎الخطيرة‎ ‎التي‎ ‎سيكون‎ ‎أبرزها‎ ‎انهيار‎ ‎سعر‎ ‎الصرف‎ ‎بصورة‎ ‎دراماتيكية‎.‎
الانهيار‎ ‎الدراماتيكي‎ ‎وصفه‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الفرنسية‎ ‎بقوله‎ ‎إن‎ ‎لبنان‎ ‎يشبه‎ ‎حال‎ ‎السفينة‎ ‎الأميركية‎ ‎الغارقة‎ ‎تايتانك‎ ‎مع‎ ‎فارق‎ ‎أن‎ ‎ليست‎ ‎هناك‎ ‎فرقة‎ ‎موسيقية‎ ‎تعزف‎ ‎لركاب‎ ‎الباخرة‎ ‎فتنسيهم‎ ‎المصير‎ ‎القاتم‎ ‎الذي‎ ‎ينتظرهم،‎ ‎ممهداً‎ ‎لامتناع‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎امانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎عن‎ ‎إجراء‎ ‎أي‎ ‎لقاء‎ ‎سياسي‎ ‎خلال‎ ‎زيارته‎ ‎المرتقبة‎ ‎الى‎ ‎لبنان،‎ ‎التي‎ ‎تقرّر‎ ‎حصرها‎ ‎بزيارة‎ ‎مقار‎ ‎القوات‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎المشاركة‎ ‎في‎ ‎قوات‎ ‎الطوارئ‎ ‎الدولية‎ ‎في‎ ‎الجنوب،‎ ‎بمناسبة‎ ‎عيد‎ ‎الميلاد‎.‎
لن‎ ‎يلتقي‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎أيّ‎ ‎جهة‎ ‎سياسية‎ ‎خلال‎ ‎زيارته‎ ‎المرتقبة‎ ‎للبنان‎ ‎في‎ ‎‎22 ‎الحالي‎ ‎وفي‎ ‎المعلومات‎ ‎أن‎ ‎ماكرون‎ ‎يربط‎ ‎لقاءاته‎ ‎بالمسؤولين‎ ‎السياسيين‎ ‎بمسار‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎وبالتالي‎ ‎فإن‎ ‎مقاطعته‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والمعنيين‎ ‎سوف‎ ‎تشكل‎ ‎رسالة‎ ‎انزعاج‎ ‎فرنسي‎ ‎من‎ ‎المعنيين‎ ‎على‎ ‎الخط‎ ‎الحكومي‎ ‎من‎ ‎عرقلة‎ ‎التشكيل‎.‎‎
‎وبحسب‎ ‎المعلومات‎ ‎فإن‎ ‎ماكرون‎ ‎سيزور‎ ‎في‎ ‎اليوم‎ ‎الأول‎ ‎من‎ ‎زيارته‎ ‎للبنان‎ ‎الناقورة،‎ ‎حيث‎ ‎سيلتقي‎ ‎قائد‎ ‎قوات‎ ‎الطوارئ‎ ‎الدوليّة‎ ‎ثمّ‎ ‎دير‎ ‎كيفا‎ ‎ليلتقي‎ ‎قائد‎ ‎القوات‎ ‎الفرنسيّة‎ ‎العاملة‎ ‎ضمن‎ ‎قوات‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎. ‎كما‎ ‎أنه‎ ‎قد‎ ‎يلتقي‎ ‎ممثّلين‎ ‎عن‎ ‎المجتمع‎ ‎المدني‎ ‎ومتضرّرين‎ ‎من‎ ‎انفجار‎ ‎المرفأ‎. ‎وستكون‎ ‎لماكرون‎ ‎مواقف‎ ‎يحمّل‎ ‎فيها‎ ‎المسؤولين‎ ‎مسؤولية‎ ‎ما‎ ‎يجري‎. ‎وأن‎ ‎لا‎ ‎أحد‎ ‎سيساعد‎ ‎لبنان‎ ‎إذا‎ ‎لم‎ ‎يساعد‎ ‎اللبنانيون‎ ‎أنفسهم‎. ‎واعتبرت‎ ‎مصادر‎ ‎سياسية‎ ‎أن‎ “‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎نجح‎ ‎في‎ ‎نقل‎ ‎الخلاف‎ ‎من‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎إلى‎ ‎قضية‎ ‎الاستدعاءات‎ ‎بشان‎ ‎انفجار‎ ‎المرفأ‎”‎،‎ ‎مضيفة‎: ‎لا‎ ‎مؤشرات‎ ‎توحي‎ ‎بزيارة‎ ‎قريبة‎ ‎للحريري‎ ‎إلى‎ ‎بعبدا‎ ‎في‎ ‎القريب‎ ‎المنشود‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎التشدد‎ ‎الذي‎ ‎يمارسه‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎التأليف،‎ ‎فهما‎ ‎يريدان‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎يحصلان‎ ‎خلالها‎ ‎على‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل،‎ ‎وهذا‎ ‎ما‎ ‎يعرقل‎ ‎مشاورات‎ ‎التأليف‎ ‎التي‎ ‎يقوم‎ ‎بها‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎والتي‎ ‎تجري‎ ‎بالتنسيق‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب،‎ ‎مع‎ ‎إشارة‎ ‎مصادر‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎لم‎ ‎يعارض‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكومية‎ ‎التي‎ ‎حملها‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎.‎

‎قضائياً،‎ ‎وفيما‎ ‎انشغلت‎ ‎البلاد‎ ‎بملف‎ ‎ادعاء‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي‎ ‎فادي‎ ‎صوان‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎والوزراء‎ ‎السابقين‎ ‎غازي‎ ‎زعيتر،‎ ‎علي‎ ‎حسن‎ ‎خليل‎ ‎ويوسف‎ ‎فنيانوس،‎ ‎أعلن‎ ‎الرئيس‎ ‎دياب‎ ‎أمس،‎ ‎أنه‎ ‎لن‎ ‎يستقبل‎ ‎القاضي‎ ‎صوان‎ ‎لرفضه‎ ‎المسَّ‎ ‎بموقعِ‎ ‎الرئاسة‎ ‎الثالثة‎. ‎وهو‎ ‎غادر‎ ‎الإقامة‎ ‎المنزلية‎ ‎داخل‎ ‎السرايا‎ ‎الحكومية‎ ‎منذ‎ ‎ثلاثة‎ ‎اشهر‎ ‎وانتقل‎ ‎إلى‎ ‎السكن‎ ‎في‎ ‎بيته‎ ‎منذ‎ ‎أشهر،‎ ‎ولا‎ ‎ينتقل‎ ‎منه‎ ‎إلى‎ ‎السرايا‎ ‎إلا‎ ‎في‎ ‎حالات‎ ‎الضرورةِ‎ ‎القصوى،‎ ‎علماً‎ ‎أنه‎ ‎لم‎ ‎ينقطع‎ ‎عن‎ ‎القيام‎ ‎بواجباته‎ ‎الدستورية‎ ‎كرئيس‎ ‎لحكومة‎ ‎تصريف‎ ‎أعمال‎ ‎ويحضر‎ ‎إلى‎ ‎السراي‎ ‎كلما‎ ‎استدعى‎ ‎الأمر‎ ‎ذلك،‎ ‎مع‎ ‎إشارة‎ ‎مصادر‎ ‎معنية‎ ‎إلى‎ ‎معلومات‎ ‎وصلت‎ ‎إلى‎ ‎دياب‎ ‎عن‎ ‎استهدافٍ‎ ‎أمني‎ ‎يحيط‎ ‎به‎. ‎وقد‎ ‎تبلغ‎ ‎دياب‎ ‎أسوة‎ ‎بعدد‎ ‎من‎ ‎المسؤولين‎ ‎تحذيرات‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الشأن‎.‎
هذا‎ ‎وعلم‎ ‎أن‎ ‎النائبين‎ ‎علي‎ ‎حسن‎ ‎خليل‎ ‎وغازي‎ ‎زعيتر‎ ‎لن‎ ‎يمثلا‎ ‎أمام‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي‎ ‎القاضي‎ ‎فاد‎ ‎صوان‎ ‎اليوم‎ ‎بانتظار‎ ‎اذن‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎ورفع‎ ‎الحصانة،‎ ‎أما‎ ‎بالنسبة‎ ‎للوزير‎ ‎السابق‎ ‎يوسف‎ ‎فنيانوس،‎ ‎فأشارت‎ “‎المركزية‎” ‎الى‎ ‎أنه‎ ‎سيمثل،‎ ‎الّا‎ ‎إذا‎ ‎اتخذ‎ ‎الوزراء‎ ‎الأربعة‎ ‎موقفاً‎ ‎موحداً‎.‎
إلى‎ ‎ذلك‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎قانونية‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إن‎ ‎ادعاء‎ ‎صوان‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎دياب‎ ‎والوزراء‎ ‎خليل‎ ‎وفنيانوس‎ ‎وزعيتر،‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎الاستماع‎ ‎الى‎ ‎إفاداتهم‎ ‎وليس‎ ‎الظن‎ ‎بهم‎ ‎الذي‎ ‎ينتظر‎ ‎القرار‎ ‎الظني‎ ‎الذي‎ ‎قد‎ ‎يبرئهم‎ ‎أو‎ ‎يدينهم،‎ ‎واعتبرت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎الدستور‎ ‎يمنع‎ ‎المحقق‎ ‎العدلي‎ ‎من‎ ‎الذهاب‎ ‎الى‎ ‎الاستماع‎ ‎الى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎انطلاقاً‎ ‎من‎ ‎المادتين‎ 17 ‎و‎60 ‎فالأولى‎ ‎تنص‎ ‎صراحة‎ ‎على‎ ‎أنه‎ ‎تناط‎ ‎السلطة‎ ‎الإجرائية‎ ‎حصراً‎ ‎بمجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎في‎ ‎حين‎ ‎أن‎ ‎الثانية‎ ‎تنص‎ ‎على‎ ‎أنه‎ ‎لا‎ ‎يتم‎ ‎التحقيق‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎إلا‎ ‎عند‎ ‎خرقه‎ ‎الدستور‎ ‎والخيانة‎ ‎العظمى‎.‎
وأمل‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎ألّا‎ ‎تعطّل‎ ‎ردود‎ ‎الفعل‎ ‎الأخيرة‎ ‎السياسيّة‎ ‎والطائفيّة‎ ‎والقانونيّة‎ ‎مسار‎ ‎التحقيق‎ ‎في‎ ‎انفجار‎ ‎المرفأ،‎ ‎وأمل،‎ ‎في‎ ‎عظته‎ ‎خلال‎ ‎ترؤسه‎ ‎قداس‎ ‎الأحد،‎ “‎ألّا‎ ‎تَخلق‎ ‎ردود‎ ‎الفعل‎ ‎انقسامًا‎ ‎وطنيًّا‎ ‎على‎ ‎أساسٍ‎ ‎طائفيٍّ‎ ‎لا‎ ‎نجد‎ ‎له‎ ‎مبرِّرًا،‎ ‎خصوصاً‎ ‎وأنّنا‎ ‎جميعًا‎ ‎حريصون‎ ‎على‎ ‎موقعِ‎ ‎رئاسةِ‎ ‎الحكومة‎ ‎وسائرِ‎ ‎المواقع‎ ‎الدستوريّةِ‎ ‎والوطنيّة‎ ‎والدينيّة‎”. ‎وقال‎: ‎لا‎ ‎يوجد‎ ‎أي‎ ‎تناقض‎ ‎بين‎ ‎احترامِ‎ ‎المقاماتِ‎ ‎الدستوريّةَ‎ ‎والميثاقيّة‎ ‎التي‎ ‎نَحرِصُ‎ ‎عليها‎ ‎وبين‎ ‎عملِ‎ ‎القضاءِ،‎ ‎خصوصًا‎ ‎أنَّ‎ ‎تحقيقَ‎ ‎العدالةِ‎ ‎هو‎ ‎ما‎ ‎يصونُ‎ ‎كل‎ ‎المقاماتِ‎ ‎والمرجعيّات‎.‎
وأكّد‎ ‎أن‎ “‎قضاء‎ ‎لبنان‎ ‎منارةُ‎ ‎العدالة،‎ ‎فارفعوا‎ ‎أياديَكم‎ ‎عنه‎ ‎أيّها‎ ‎السياسيّون‎ ‎والطائفيّون‎ ‎والمذهبيّون‎ ‎ليتمَكّنَ‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎تَشذيبِ‎ ‎نفسِه‎ ‎والاحتفاظِ‎ ‎بالقضاةِ‎ ‎الشرفاء‎ ‎والشُجعان‎ ‎فقط،‎ ‎الّذين‎ ‎يرفضون‎ ‎العدالةَ‎ ‎الكيديّةَ‎ ‎والمنتقاة‎ ‎والانتقاميّةَ‎ ‎أو‎ ‎العدالة‎ ‎ذات‎ ‎الغُرفِ‎ ‎السوداء‎ ‎المعنيّة‎ ‎بتدبيجِ‎ ‎مَلفّاتٍ‎ ‎وتمريرِها‎ ‎إلى‎ ‎هذا‎ ‎وهذه‎ ‎وذاك‎”. ‎وأكّد‎ “‎أننا‎ ‎لا‎ ‎نريد‎ ‎أن‎ ‎تُخلط‎ ‎الأمور‎ ‎فتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎إنقاذيّة‎ ‎تنهض‎ ‎بالبلاد‎ ‎من‎ ‎كلّ‎ ‎جانب‎ ‎يبقى‎ ‎واجبًا‎ ‎ملحًّا‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهوريّة‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلّف،‎ ‎والتحقيق‎ ‎العدليّ‎ ‎بشأن‎ ‎انفجار‎ ‎المرفأ‎ ‎يبقى‎ ‎أيضًا‎ ‎ملحًّا‎ ‎على‎ ‎القاضي‎ ‎المكلّف‎. ‎فالمواطنون‎ ‎المخلصون‎ ‎ينتظرون‎ ‎هذين‎ ‎الأمرين‎ ‎الملحّين‎. ‎فلا‎ ‎يحقّ‎ ‎لأحد‎ ‎التمادي‎ ‎بمضيعة‎ ‎الوقت‎ ‎وقهر‎ ‎المواطنين‎. ‎لقد‎ ‎حان‎ ‎وقت‎ ‎الحساب‎”.‎
ورأت‎ ‎كتلة‎ ‎المستقبل‎ ‎أنه‎ “‎تنادى‎ ‎المنادون‎ ‎من‎ ‎كل‎ ‎هب‎ ‎وصوبٍ‎ ‎سياسي‎ ‎وطائفي‎ ‎دفاعاً‎ ‎عن‎ ‎العدالة‎ ‎والقضاء،‎ ‎لمجرد‎ ‎أن‎ ‎لجأت‎ ‎قيادات‎ ‎وطنية‎ ‎ومرجعية‎ ‎وطنية‎ ‎دينية‎ ‎الى‎ ‎التحذير‎ ‎من‎ ‎التطاول‎ ‎على‎ ‎موقع‎ ‎رئاسة‎ ‎الحكومة،‎ ‎والادعاء‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎الحالي‎ ‎في‎ ‎قضية‎ ‎التفجير‎ ‎الاجرامي‎ ‎لمرفأ‎ ‎بيروت‎ ‎ومحيطه‎ ‎السكاني‎”‎،‎ ‎لافتةً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎بعض‎ ‎الغيارى‎ ‎على‎ ‎حقوق‎ ‎الضحايا‎ ‎والمنكوبين،‎ ‎فاتهم‎ ‎ان‎ ‎بيروت‎ ‎هي‎ ‎الضحية‎ ‎بكافة‎ ‎مكوناتها‎ ‎الطائفية‎ ‎والمذهبية،‎ ‎فاعتمدوا‎ ‎تطييف‎ ‎النكبة‎ ‎كما‎ ‎لو‎ ‎كانت‎ ‎حقاً‎ ‎حصرياً‎ ‎لجهة‎ ‎او‎ ‎فئة،‎ ‎وراحوا‎ ‎يتلاعبون‎ ‎على‎ ‎أوتار‎ ‎التحريض‎ ‎ويشيرون‎ ‎بالبنان‎ ‎الى‎ ‎الطائفة‎ ‎السنية‎ ‎ومرجعياتها‎ ‎كما‎ ‎لو‎ ‎أنها‎ ‎او‎ ‎انفردت‎ ‎بالخروج‎ ‎على‎ ‎العدالة‎ ‎والقانون‎”.‎
وأشارت‎ ‎الكتلة‎ ‎في‎ ‎بيانها‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎هذه‎ ‎المرجعيات‎ ‎انتفضت‎ ‎على‎ ‎مسار‎ ‎مشبوه،‎ ‎من‎ ‎الصعوبة‎ ‎في‎ ‎مكان‎ ‎عزله‎ ‎عن‎ ‎الكيديات‎ ‎السياسية‎ ‎والمحاولات‎ ‎الجارية‎ ‎للانقلاب‎ ‎على‎ ‎صيغة‎ ‎الوفاق‎ ‎الوطني‎ ‎والدعوات‎ ‎المتلاحقة‎ ‎لفرض‎ ‎معايير‎ ‎طائفية‎ ‎على‎ ‎الادارة‎ ‎السياسية‎ ‎للبلاد‎. ‎وقالت‎ ‎الكتلة‎: ‎نعم،‎ ‎هناك‎ ‎خطة‎ ‎لن‎ ‎نسمح‎ ‎بتمريرها،‎ ‎لا‎ ‎عبر‎ ‎القضاء‎ ‎ولا‎ ‎عبر‎ ‎سواه،‎ ‎لاستهداف‎ ‎موقع‎ ‎رئاسة‎ ‎الحكومة‎. ‎خطة‎ ‎انتقامية‎ ‎من‎ ‎اتفاق‎ ‎الطائف‎ ‎الذي‎ ‎حقق‎ ‎المشاركة‎ ‎الفعلية‎ ‎في‎ ‎السلطة،‎ ‎وانهى‎ ‎زمناً‎ ‎من‎ ‎الاستئثار‎ ‎بها‎ ‎والتفرد‎ ‎في‎ ‎إدارة‎ ‎مؤسساتها‎. ‎خطة‎ ‎تستحضر‎ ‎الأدبيات‎ ‎الانقلابية‎ ‎في‎ ‎آخر‎ ‎الثمانينيات،‎ ‎لفرضها‎ ‎على‎ ‎الحياة‎ ‎السياسية‎ ‎والوطنية‎ ‎بعد‎ ‎اكثر‎ ‎من‎ ‎ثلاثين‎ ‎سنة‎ ‎على‎ ‎سقوطها‎.‎
واعتبرت‎ ‎أن‎ ‎هناك‎ ‎مخططاً‎ ‎لاحتواء‎ ‎وعزل‎ ‎الموقع‎ ‎الأول‎ ‎للطائفة‎ ‎السنية‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎سواء‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎التهويل‎ ‎على‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎والادعاء‎ ‎عليه‎ ‎في‎ ‎قضية‎ ‎المرفأ،‎ ‎او‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎التهويل‎ ‎على‎ ‎المرجعيات‎ ‎السياسية‎ ‎التي‎ ‎تولت‎ ‎رئاسة‎ ‎الحكومة‎ ‎خلال‎ ‎السنوات‎ ‎العشر‎ ‎الماضية،‎ ‎وإيداع‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎كتاباً‎ ‎يدرج‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎في‎ ‎لائحة‎ ‎المسؤولية‎ ‎عن‎ ‎انفجار‎ ‎المرفأ‎.‎
وأكّدت‎ “‎أنّهم‎ ‎يجيزون‎ ‎لأنفسهم‎ ‎حقوق‎ ‎الدفاع‎ ‎عن‎ ‎مواقعهم‎ ‎وطوائفهم‎ ‎ووظائفهم‎ ‎ومكوناتهم،‎ ‎ويجيزون‎ ‎لأنفسهم‎ ‎ايضاً‎ ‎تعطيل‎ ‎البلاد‎ ‎سنوات‎ ‎وسنوات،‎ ‎غير‎ ‎آبهين‎ ‎بالخسائر‎ ‎المادية‎ ‎والانعكاسات‎ ‎المعيشية‎ ‎والاقتصادية‎ ‎لتأمين‎ ‎فرص‎ ‎وصول‎ ‎الأقوى‎ ‎في‎ ‎طائفته‎ ‎الى‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎. ‎وهم‎ ‎من‎ ‎حقهم‎ ‎تعطيل‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومات،‎ ‎كرمى‎ ‎لعيون‎ ‎الصهر،‎ ‎او‎ ‎بدعوى‎ ‎فرض‎ ‎المعايير‎ ‎التي‎ ‎تجيز‎ ‎لقيادات‎ ‎الطوائف‎ ‎تسمية‎ ‎الوزراء‎ ‎واختيار‎ ‎الحقائب‎ ‎الوزارية‎ ‎والتمسك‎ ‎بالثلث‎ ‎المعطل،‎ ‎حتى‎ ‎ولو‎ ‎اضطرتهم‎ ‎المعايير‎ ‎الى‎ ‎القضم‎ ‎من‎ ‎حصص‎ ‎الطوائف‎ ‎الاخرى‎”.‎
‎ ‎الى‎ ‎ذلك‎ ‎اتخذت‎ ‎اتحادات‎ ‎النقل‎ ‎البري‎ ‎القرار‎ ‎بالذهاب‎ ‎الى‎ ‎التصعيد‎ ‎والتحرك‎ ‎والاضرابات‎ ‎من‎ ‎منطلق‎ ‎أن‎ ‎اجتماعات‎ ‎السراي‎ ‎لم‎ ‎تنته‎ ‎الى‎ ‎وضع‎ ‎ورقة‎ ‎تتصل‎ ‎بمسألة‎ ‎الدعم‎ ‎الذي‎ ‎لن‎ ‎تقبل‎ ‎الاتحادات‎ ‎برفعه‎ ‎إن‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎محمياً‎ ‎بتشريعات‎ ‎تحمي‎ ‎المواطن‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *