الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار :‎ “‎مشكل” جديد بين الرئاستين الأولى والثانية: بوادر حلحلة حكومية؟
الاخبار

الأخبار :‎ “‎مشكل” جديد بين الرئاستين الأولى والثانية: بوادر حلحلة حكومية؟

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : أثارت الادّعاءات على موظّفين في القطاع العام حفيظة عين التينة التي ‏وضعتها في خانة استخدام القضاء لتصفية الحسابات، فانفجر من جديد ‏الصراع المكتوم بين الرئاستين الأولى والثانية صراع يندلع، فيما تخرج ‏بعض المؤشّرات على “حلحلة ما” في ملفّ تأليف الحكومة

للمرة الأولى منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، تخرج مؤشرات تدلّ على “حلحلة ما” في مشاوراته ‏مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وهذه المؤشرات مبنية على معلومات عن ضغوط فرنسية، مورست على ‏الحريري، من أجل خفض مستوى شروطه التي سبق أن رفعها في وجه عون، كتقليص حصة رئيس الجمهورية ‏الوزارية إلى وزيرين اثنين لا أكثر، إضافة إلى عدم إشراكه في تسمية أي وزير آخر. وبحسب مصادر معنية، فإن ‏الفرنسيين وضعوا “ثقلهم” للضغط على الرئيس المكلف، وهو ما أدى إلى وعد من الحريري بأن يقصد بعبدا اليوم ‏بـ”روحية جديدة، ربما تشكّل خرقاً في جدار التأليف”. ورفضت المصادر المطّلعة الإفصاح عن أي معلومات إضافية، ‏فيما اكتفت مصادر بعبدا بالقول إن عون سيكون “شريكاً كاملاً في التأليف، وهو ليس متلقّياً لما يقدّمه الحريري‎”.‎

في هذا الوقت، اندلعت معركة جديدة في الحرب المفتوحة بين الرئاستين الأولى والثانية، بما يُنذِر بتداعيات، وسط ‏خشية مِن انفلاتها في معادلة يصعب فيها القيام بدور الوسيط، وهو ما كان يتطوّع له سابقاً حزب الله حليف ‏الطرفين. بينما يقف اليوم على الحياد في صراع واجهته كباشٌ على ملفات الفساد، فيما جوهره معركة للعهد، ‏ومعركة على العهد بمفعول رجعي‎.

من جهة رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي سبق أن تحدّث عن سيبة ثلاثية قِوامها هو والرئيس سعد الحريري ‏وحزب الله، وكان أقصى طموحه شطب تأثير الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط من المعادلة، يعود اليوم ‏ليتصارع مع الترويكا التي أجحفته، حيث حان وقت الانتقام ممّن “ساهموا في تدمير عهده” ووقفوا في وجه ‏محاربة الفساد‎.

أما على مقلب عين التينة، التي تخوض المعركة بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن “إخوة النظام” جنبلاط ‏والحريري، فقد بدأت هجومها المضاد، رداً على سنوات مضت عمرها من عمر تسوية لم تصنعها، سبق أن أعلنَ ‏بري جهاده الأكبر ضدها‎.

انفجار الصراع المكتوم بين الرجلين، والتي دلّت عليه يوم أمس مقدمة قناة “أن بي أن” الناطقة باسم برّي، صاعقه ‏ملفات الفساد التي تٌفتَح على شاشات تلفزيونية أخرى والادعاءات التي تقوم بها أمام القضاء جهات مقربة من ‏رئيس الجمهورية وتياره، وهو ما تسبّب بغضب كبير في عين التينة التي شهدت اجتماعات مع مسؤولين في ‏الحزب الاشتراكي وآخرين كانوا محسوبين على تيار المستقبل، وخاصة بعد الادعاء على المدير العام لوزارة ‏المهجرين و16 موظفاً بناءً على قانون الإثراء غير المشروع، وفي ظل معلومات تتحدث عن ملفات ستُفتح في ‏وجه المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي‎.‎

فقد شنّت القناة هجوماً على عون الذي “دعا الى تفعيل العمل القضائي وعدم التأثر بحملات تستهدف قضاة”، ‏منتقدةً ما وصفته بـ”الازدواجية وصيف وشتاء تحت سقف واحد”، طارحة جملة تساؤلات: “مَن أول مستهدفي ‏القضاء، من عطّل التشكيلات القضائية، ما هي الأسباب ولمصلحة من”؟ “مَن يخنق التشكيلات التي هي ‏أوكسيجين الحياة الوطنية، ثم تقولون للقضاء وهو يختنق إن دوره أساسي في محاربة الفساد. العجب ممن يتحدث ‏بلغة الحريص بعدما سطّر مضبطة إعدام للقضاء‎”.

تقول مصادِر مطلعة إن “برّي اشتكى من أداء عون، مستغرباً ما يحصل”، ولفتت إلى أنه “في الوقت الذي طلب ‏إليه المساعدة في تهدئة جنبلاط للمشاركة في الحكومة يفاجأ برمي الاتهامات والتشهير التي تحصل، كما في ‏الملفات التي تُفتح بشكل انتقائي وضد أشخاص محسوبين على جهات سياسية معينة، فيما يتمّ تجاهل الفساد ‏والسرقة والهدر في مؤسسات ووزارات أخرى يُسيطر عليها فريق الرئيس والمقربون”. وتنقل هذه المصادر ‏‏”اتهامات ضد عون والوزير جبران باسيل بأنهما يستخدمان القضاء لتصفية الحسابات بعد العقوبات التي طالت ‏باسيل بسبب الفساد، وأنهما يحاولان ابتزاز الآخرين في معركة تأليف الحكومة وكل من يضع فيتو على توزير ‏باسيل أو من يحمّله مسؤولية عرقلة التأليف”. ورأت المصادر أن “التطورات الأخيرة في ما يتعلق بملف التدقيق ‏الجنائي وما حصل في مجلس النواب بشأن هذا الأمر، وتوسيع التدقيق ليطال كل الوزارات والمؤسسات وعدم ‏حصره في المصرف المركزي كان لها دور أساسي في انفجار الصراع المكتوم بين الطرفين‎”.

في المقابل، تستغرب مصادر مقربة من التيار الوطني الحر هجوم “قناة بري” على عون، وصولاً إلى تحميله ‏مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة. وهي تردّ على تهمة “الانتقائية في فتح الملفات” بالقول إن “القضاء مفتوح ‏للجميع. وببساطة، فليتقدّموا بما لديهم عن وزرائنا والموظفين المحسوبين علينا‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *