الرئيسية / صحف ومقالات / اللواء : عون يستفز برّي أمام القضاة.. وابتزاز باسيل يهدّد اللقاء‏ السعودية للحدّ من التأثير الإيراني في لبنان وتحقيق الإصلاح الشامل.. وورشة “التلاعب بالدعم” كسب للوقت
flag-big

اللواء : عون يستفز برّي أمام القضاة.. وابتزاز باسيل يهدّد اللقاء‏ السعودية للحدّ من التأثير الإيراني في لبنان وتحقيق الإصلاح الشامل.. وورشة “التلاعب بالدعم” كسب للوقت

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : السؤال استكمالاً: ماذا لو جاءت اجابة الرئيس ميشال عون سلبية على مجموعة “النقاط الاساسية” التي ينتظر ‏الرئيس المكلف سعد الحريري سماع موقف رئيس الجمهورية منها؟

مناخ التشاؤم، طغى على الموقف العام، قبيل التوجه إلى بعبدا، من ضمن مؤشرين: الأوّل يتعلق بالهجوم الذي شنته ‏قناعة‎ “N.B.N” ‎الناطقة بلسان الرئيس نبيه برّي على عهد الرئيس ميشال عون واتهامه على نحو واضح “باعدام ‏القضاء” من خلال تأخير توقيع مرسوم التشكيلات القضائية‎..‎

وجاء في مقدمة النشرة المسائية: “.. خطوتكم بردّ التشكيلات لم تفاجئ أحداً حينها، أما اليوم فالعجب كل العجب ممن ‏يتحدث بلغة الحريص فيما هو نفسه من سطر مضبطة اعدام القضاء‎”..‎

وألمحت إلى مسؤولية رئيس الجمهورية في تعطيل عملية تشكيل الحكومة “لا سيما ان الحريري قدم كل التسهيلات ‏الممكنة لتبصر الحكومة العتيدة النور”.. ونسبت إلى ما اسمته مصادر متابعة عن استياء فرنسي كبير من رئيس ‏الجمهورية.. وتساءلت: وكأن الدولة ما زالت تستطيع ان تتحمل المزيد من المغامرات.. وكأن الوطن شركة مساهمة ‏عائلية‎..‎

وربما أخطر ما جاء على لسان الرئيس عون، خلال استقباله لرئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى دعوة القضاة إلى ‏متابعة الاتهامات التي توجه إلى المسؤولين.. “ولا يجوز ان تبقى من دون متابعة، والاستماع إلى مطلقي هذه ‏الاتهامات على سبيل الشهادة، لإثبات البينات والادلة التي بحوزتهم‎”.‎

ولم تتأخر‎ O.T.V ‎في الردّ على مَن وصفتهم بـ”اركان المنظومة الى مهاجمته على خلفية موقفه المعروف من ‏التشكيلات القضائية، وكأن فاعلية بعض القضاء من عدمها، أو فساد بعض القضاء من عدمه، يتوقف فقط على ‏التشكيلات الاخيرة، لا على ممارسات سيئة عمرها من عمر جمهورية الطائف‎”.‎

والمؤشر الثاني: الخلفية التي عكستها دعوة تكتل لبنان القوي رئيس الحكومة المكلف إلى أخذ المبادرة، بإجراء ‏المشاورات اللازمة للإسراع بالتشكيل، مشدداً على الدور التشاركي الكامل لرئيس الجمهورية في عملية تأليف ‏الحكومة، وطالب باحترام وحدة المعايير لتشكيل ما أسماه بـ”قاعدة عادلة ومتوازنة لقيام حكومة تنفذ الإصلاحات ‏المطلوبة‎”.‎

وتوقعت مصادر سياسية ان يكون اللقاء المقرر عند الرابعة بعد ظهر اليوم بين الرئيسين عون والحريري في بعبدا ‏فاصلا لجهة تحديد اتجاه عملية تشكيل الحكومة بعدما تم إعطاء الاتصالات والمشاورات بخصوصها متسعا من الوقت ‏للتفاهم بين مختلف الاطراف، في حين أن الاستمرار في طرح الشروط والتمسك بالمطالب التعجيزية من قبل الفريق ‏الرئاسي. يعني عمليا تعطيل التشكيل وادخال البلد في ازمة حكومية مفتوحة، لان الرئيس المكلف ليس في وارد ‏الاعتذار عن تشكيلها في حال رفض الرئيس عون التشكيلة الحكومية التي سيعرضها الحريري عليه. واعتبرت ‏المصادر ان كل ما يتداول من اخبار عن إصرار الفريق العوني للحصول على الثلث المعطل وحقائب وزارية محددة ‏كالطاقة مثلا، انما يندرج في اطار محاولات الابتزاز المعهودة التي تسبق التوصل للتفاهم على صيغة التشكيلة ‏الحكومية النهائية، وقد يؤدي هذا الاصرار الى تعقيد وفرملة عملية التشكيل وتعطيلها‎.‎

وعليه رجحت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أن لا يخرج اللقاء اليوم بين الرئيسين عون والحريري بأتفاق على توليفة ‏حكومية إذ أن هناك اخذا وردا سيحصل لأن التحريك الذي حصل لا يزال يحتاج إلى بعض الوقت وجلسات كي يكتمل ‏المشهد لاسيما أن تعديلات تتطرأ على توزيع الحقائب كما أن هناك أسماء تطرح واخرى تتبدل‎ .‎

اما الثابت وفق ما اشارت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية مع معايير موحدة في تشكيلة يراد منها أن تلعب الدور ‏الأساسي في المرحلة المقبلة وفي الاصلاح والملفات الأخرى العالقة‎ ‎

إلى ذلك أوضحت مصادر قانونية رفيعة لـ”اللواء” أن هناك نقاطا تتصل بموضوع ترشيد الدعم تحتاج الى الحكومة ‏إنما قوة حكومة تصريف الأعمال في حال وجود حالة ملحة من العجلة الماسة تستطيع أن تتخذ قرارات والاجتهاد ‏واضح والدراسات تدل على ذلك ومن المفترض أن تتخذ الحكومة الراهنة القرارات عند الضرورة الملحة والبلد أمام ‏هذا الواقع خصوصا أن المسألة تتصل بمصالح حيوية للشعب اللبناني والدساتير تنفر من الفراغ‎.‎

الرياض للاصلاح والحدّ من التأثير الإيراني

وفي موقف، يكتسب أهمية من وزن المملكة العربية السعودية، وتوقيت هذا الموقف، تطرق مجلس الوزراء ‏السعودي، حسب وزير الإعلام السعودي ماجد القصبي، إلى تأكيد المملكة خلال مشاركتها في مؤتمر باريس لدعم ‏لبنان وشعبه، على ضرورة تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل في لبنان، والحد من التأثير الخارجي ‏لأطراف إقليمية تسعى إلى نشر الدمار وعدم الاستقرار في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط‎.‎

خارطة أوروبية

أوروبياً، مع توسع المبادرة الفرنسية لتحظى بدعم اوروبي رسم الاتحاد الاوروبي ما يُشبه خريطة طريق للسلطات ‏اللبنانية للخروج من الازمة، فرحب الاتحاد بـ”مؤتمر دعم الشعب اللبناني الذي نظمته الأمم المتحدة وفرنسا في 2 ‏كانون الأول، بمشاركة واسعة من المجتمع المدني والمؤسسات”، ودعا في بيان لبعثته في لبنان، “إلى تحقيق أقصى ‏قدر من الكفاية والشفافية في إيصال المساعدة الدولية وتوفير المساعدة الإنسانية بطريقة مبدئية. وأعرب عن دعمه ‏لإطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار من أجل إعادة إعمار لبنان أفضل، مسترشدا بمبادئ الشفافية، والشمولية، ‏والمساءلة‎”.‎

وتابع البيان:لا بد أن يمهد هذا الدعم الطريق لتحقيق تعاف مستدام على نطاق أوسع. ففي سياق أشمل من التعافي الذي ‏يتركز على الشعب، ستبقى المساعدات الملحوظة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لإعادة إعمار لبنان ديموقراطي وشفاف ‏وشامل ومزدهر وقفا على التقدم الملموس في الإصلاحات الضرورية‎”.‎

وأكد الاتحاد الاوروبي “الحاجة الملحة إلى قيام السلطات اللبنانية بتنفيذ الإصلاحات من أجل إعادة بناء ثقة المجتمع ‏الدولي وتهيئة الظروف التي ستجذب الدعم من المستثمرين‎”.‎

ودعا السلطات اللبنانية إلى “تنفيذ التزاماتها السابقة، بما في ذلك تلك التي تم التعهد بها في إطار مؤتمر “سيدر” – ‏‏2018، والتي تحظى بدعم مجموعة الدعم الدولية للبنان وأعضاء المجتمع الدولي الآخرين”. ودعاها ايضا إلى ‏‏”التعجيل في تنفيذ الإصلاحات القائمة على الاتفاقات التي توصل إليها القادة السياسيون في لبنان بعد تفجير 4 آب ‏‏2020 لحل الخلافات السياسية دعما للإصلاحات‎”.‎

وأضاف: “يستتبع ذلك خصوصا إجراء إصلاحات مجدية وعميقة اقتصادية وعلى صعيد الحوكمة لاستعادة الاستقرار ‏الاقتصادي، وتحسين تقديم الخدمات العامة، ومعالجة مستويات الفقر المتزايدة، والحد من أوجه عدم المساواة، وجعل ‏التمويل العام مستداما، واستعادة صدقية القطاع المالي، وضمان استقلال القضاء، وضمان احترام حقوق الإنسان ‏وسيادة القانون، ومكافحة الفساد وتلبية التطلعات المشروعة التي يعبر عنها الشعب اللبناني سلميا. وإن الاتحاد ‏الأوروبي على استعداد لدعم الإصلاحات، ولكن لا بد للبنان أن يتولى بنفسه عملية الإصلاح‎”.‎

وقال ايضاً: لا بد من استئناف المحادثات الفاعلة مع صندوق النقد الدولي في أقرب وقت. وينبغي على وجه السرعة ‏تنفيذ أولويات السياسة الرئيسية، مثل اعتماد قانون خاص بمراقبة رأس المال “كابيتال كونترول”، وإجراء تدقيق ‏جنائي سريع وشامل لمصرف لبنان، واتخاذ تدابير لضمان استقرار القطاع المصرفي بشكل طارئ. ويتعين على لبنان ‏أن يأخذ زمام المبادرة في ترتيب أولويات تدابير الحوكمة الرئيسية، بما في ذلك التنظيم الموثوق به لقطاع الكهرباء، ‏وإنشاء هيئة لمنع الفساد، ووضع نظام ملائم للمشتريات العامة، وغير ذلك من التدابير التي تكفل إدخال تغييرات ‏ملموسة وضمان الشفافية والمساءلة الكاملتين للشعب اللبناني‎.‎

وتابع: ينبغي أن تكون عملية الاصلاح شاملة وأن تشرك النساء والشباب والمجتمع المدني والقطاع الخاص لاستعادة ‏ثقة الشعب وأن تضمن احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية‎.‎

ورشة ترشيد أم تعقيد؟

وسط هذا التلبد في الأجواء السياسية، تركز الاهتمام امس على ورش العمل التي انطلقت في السرايا الحكومية من ‏العاشرة والنصف صباحاً وحتى الثامنة مساء، للبحث بين الحكومة وبين مختلف القطاعات في موضوع الدعم. حيث ‏شملت الاجتماعات المتخصصة قطاعات: الخبز والطحين، والمحروقات والصحة والدواء والاقتصاد والصناعة ‏والشؤون الاجتماعية بحضور الوزراء المعنيين وممثلي القطاعات المعنية. وسط معلومات انه لن يتم رفع الدعم لا عن ‏الطحين ولا عن الدواء ولا عن المنقوشة‎.‎

وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب خلال الاجتماعات: لقد أُسيء استخدام الدعم، وكنا قد طرحنا مشروع ‏البطاقة التموينية منذ حزيران الماضي ليصبح الدعم موجهاً للأشخاص المحتاجين فقط. مشددا على ان الهدف من ‏ترشيد الدعم استخدام الأموال الموجودة لمدة أطول من دون تدفيع المواطن الثمن‎.‎

أضاف: نعمل للتوصل إلى رؤية لحل أزمة الدعم بالتعاون مع مصرف لبنان واللجان النيابية لتمرير المرحلة القادمة ‏بانتظار تأليف الحكومة الجديدة‎.‎

وخلال اجتماع خطة الاقتصاد، اكد دياب أنه “لا نستطيع اتخاذ أي قرار على صعيد مجلس الوزراء لأن الدستور لا ‏يسمح باجتماع المجلس، لكن فعّلنا حركة الوزارات لمواجهة التحديات والإستحقاقات وتفاقم الأزمات لا سيما موضوع ‏الدعم‎”.‎

وقال دياب خلال اجتماع خطة الشؤون الاجتماعية: هدفنا رفع عدد المستفيدين من المساعدات الاجتماعية من ‏‏230000 عائلة إلى 400000 عائلة وتأمين الحد الأدنى من الدعم. وهناك من أساء استعمال الدعم ولكننا ندرس فكرة ‏بطاقة الدعم مع الجهات المانحة‎.‎

ومساءً، ترأس الرئيس دياب في السراي الحكومي اجتماعا حضره الوزراء زينة عكر، غازي وزني، راوول نعمة، ‏عماد حب الله، رمزي المشرفية، ريمون غجر، حمد حسن وعباس مرتضى، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ‏الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب‎.‎

واستمع المجتمعون إلى عرض ملخص المناقشات التي حصلت خلال ورش العمل التي عقدها الوزراء في السراي مع ‏القطاعات المعنية، بإشراف الرئيس دياب، ومدى توافقها مع الخطط الوزارية لتنظيم كلفة الاستيراد والدعم من منطلق ‏استمرارية حماية الدعم للمواد‎ ‎

وتتضمن رؤية المجتمعين المعايير التالية‎:‎

‎- ‎عدم المساس بسعر رغيف الخبز‎.‎

‎- ‎دعم الأدوية الأساسية وأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية‎.‎

‎- ‎الإبقاء على دعم المواد الغذائية الأساسية‎.‎

‎- ‎تأمين مقومات استنهاض القطاعين الزراعي والصناعي‎.‎

‎- ‎دراسة آلية كيفية تخفيض الفاتورة النفطية‎.‎

‎- ‎تسريع دراسة بطاقة الدعم التمويلية‎.‎

وسيتم وضع صيغة متكاملة وتفصيلية لهذه الرؤية خلال مدة أسبوع‎.‎

واستبعد ممثّل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا بعد اجتماع قطاع النفط رفع الدعم عن المحروقات في وقت قريب‎.‎

كما ان وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راؤول نعمة لن يوقع قرار رفع الدعم عن الطحين بانتظار ‏استكمال الاتصالات والمفاوضات خلال ما تبقى من الشهر الحالي‎.‎

وقال الرئيس دياب ان الهدف من ترشيد الدعم استخدام الأموال الموجودة لمدة اطول من دون تدفيع المواطن الثمن‎.‎

وقال خلال اجتماع خطة وزارة الاقتصاد، نعمل للتوصل إلى رؤية لحل أزمة الدعم بالتعاون مع مصرف لبنان ‏واللجان النيابية لتمرير المرحلة القادمة بانتظار تأليف الحكومة الجديدة‎.‎

الحراك إلى الساحات

ومع هذه الوجهة من الإجراءات القاسية، عادت الحراكات المدنية إلى الشارع، رفضا?لقرار رفع الدعم عن المواد ‏الاساسية، وعليه شهدت تجمعات وتحركات احتجاجية وقطع طرقات‎.‎

ففي صيدا، شهد تقاطع ساحة ايليا تجمعا لعدد من الشبان الغاضبين وسط الطريق رفضا للقرار وسط انتشار لعناصر ‏الجيش في المحلة‎.‎

وكان الشبان نفذوا اعتصاما امام مصرف لبنان للسبب نفسه قبل ان ينطلقوا في مسيرة باتجاه تقاطع ايليا‎.‎

وفي الهرمل قطع مجموعة من الشبان الطريق أمام السرايا الحكومية بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على رفع الدعم عن ‏السلع الإستهلاكية والأوضاع الاقتصادية المتردية‎.‎

وعمل الجيش على فتح الطريق وسير دوريات لحفظ الأمن‎.‎

ومن البقاع، أفادت غرفة التحكم المروري عن قطع الطريق على جسر المديرج بالاتجاهين، من قبل محتجين، وتحدثت ‏عن ان عناصر من مفرزة سير بعبدا تعمل على تحويل السير إلى الطرقات المجاورة‎.‎

‎139135 ‎إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1032 إصابة جديدة بفايروس كورونا إضافة إلى 21 حالة وفاة، خلال ‏الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 139135 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي 2019‏‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *