الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ظريف والمقداد لتعزيز وتطوير التحالف ‏الاستراتيجيّ… وولايتي: الردّ أسرع مما ‏يتوقّعون الحريري يشغّل محرّكاته لملاقاة زيارة ماكرون… الأربعاء لحسم الحقائب ‏السياديّة / ترشيد الدعم يُطلق العنان لارتفاع الأسعار ويتجاهل سعر الدولار… ‏والاحتياط لمن؟
flag-big

البناء : ظريف والمقداد لتعزيز وتطوير التحالف ‏الاستراتيجيّ… وولايتي: الردّ أسرع مما ‏يتوقّعون الحريري يشغّل محرّكاته لملاقاة زيارة ماكرون… الأربعاء لحسم الحقائب ‏السياديّة / ترشيد الدعم يُطلق العنان لارتفاع الأسعار ويتجاهل سعر الدولار… ‏والاحتياط لمن؟

افتتح‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎السورية‎ ‎الدكتور‎ ‎فيصل‎ ‎المقداد‎ ‎زياراته‎ ‎الخارجيّة‎ ‎بعد‎ ‎تولّيه‎ ‎الوزارة‎ ‎بالتوجّه‎ ‎الى‎ ‎طهران‎ ‎ليطلق‎ ‎من‎ ‎هناك‎ ‎مع‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الإيرانية‎ ‎الدكتور‎ ‎محمد‎ ‎جواد‎ ‎ظريف‎ ‎الإعلان‎ ‎عن‎ ‎عزم‎ ‎الدولتين،‎ ‎بمعزل‎ ‎عن‎ ‎مستقبل‎ ‎المتغيّرات‎ ‎الدولية‎ ‎والإقليمية،‎ ‎على‎ ‎تعزيز‎ ‎وتطوير‎ ‎التحالف‎ ‎الاستراتيجي‎ ‎بينهما،‎ ‎بينما‎ ‎اختار‎ ‎الدكتور‎ ‎علي‎ ‎ولايتي‎ ‎المستشار‎ ‎لشؤون‎ ‎السياسة‎ ‎الدولية‎ ‎لمرشد‎ ‎الجمهورية‎ ‎الإسلامية‎ ‎الإيرانية‎ ‎السيد‎ ‎علي‎ ‎الخامنئي،‎ ‎مناسبة‎ ‎استقبال‎ ‎المقداد‎ ‎للإعلان‎ ‎عن‎ ‎عزم‎ ‎إيران‎ ‎على‎ ‎الردّ‎ ‎السريع‎ ‎على‎ ‎اغتيال‎ ‎العالم‎ ‎النووي‎ ‎محسن‎ ‎فخري‎ ‎زادة،‎ ‎قائلاً،‎ ‎إن‎ ‎الرد‎ ‎سيكون‎ ‎أسرع‎ ‎مما‎ ‎يتوقعون‎.‎
ترقّب‎ ‎المعادلات‎ ‎الدولية‎ ‎والإقليمية‎ ‎الجديدة،‎ ‎وفي‎ ‎مقدمتها‎ ‎مستقبل‎ ‎العلاقة‎ ‎الأميركية‎ ‎الإيرانية‎ ‎مع‎ ‎تسلّم‎ ‎الرئيس‎ ‎المنتخب‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎مقاليد‎ ‎الحكم،‎ ‎من‎ ‎بوابة‎ ‎التساؤل‎ ‎حول‎ ‎ما‎ ‎سيترتّب‎ ‎على‎ ‎العودة‎ ‎الأميركية‎ ‎الى‎ ‎التفاهم‎ ‎النووي‎ ‎مع‎ ‎ايران‎ ‎والانطلاق‎ ‎من‎ ‎هذه‎ ‎العودة‎ ‎في‎ ‎مفاوضات‎ ‎أوسع‎ ‎وأشمل،‎ ‎فيما‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎للملف‎ ‎النووي‎ ‎الإيراني،‎ ‎إن‎ ‎آخر‎ ‎فرص‎ ‎بقاء‎ ‎إيران‎ ‎تحت‎ ‎سقف‎ ‎التفاهم‎ ‎هو‎ ‎شهور‎ ‎قليلة‎ ‎قبل‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرئاسية‎ ‎المقبلة‎ ‎في‎ ‎إيران،‎ ‎والتي‎ ‎سيتقرّر‎ ‎اتجاهها‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎عودة‎ ‎التفاهم‎ ‎الى‎ ‎الحياة،‎ ‎أو‎ ‎ترجمة‎ ‎قرار‎ ‎دفنه‎ ‎نهائياً‎ ‎بخروج‎ ‎إيران‎ ‎من‎ ‎التزاماتها،‎ ‎ووفقاً‎ ‎للمصادر‎ ‎فإن‎ ‎العودة‎ ‎للتفاهم‎ ‎التي‎ ‎صارت‎ ‎محسومة،‎ ‎سيكون‎ ‎لها‎ ‎تأثيرها‎ ‎على‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرئاسية‎ ‎الإيرانية،‎ ‎خصوصاً‎ ‎ان‎ ‎إيران‎ ‎تملك‎ ‎قرابة‎ ‎مئة‎ ‎مليار‎ ‎دولار‎ ‎من‎ ‎عائدات‎ ‎بيع‎ ‎النفط‎ ‎مجمّدة‎ ‎بسبب‎ ‎العقوبات‎ ‎في‎ ‎مصارف‎ ‎عالمية‎ ‎منها‎ ‎في‎ ‎كوريا‎ ‎الجنوبية‎ ‎وحدها‎ ‎عشرين‎ ‎مليار‎.‎
في‎ ‎لبنان‎ ‎ترقب‎ ‎موازٍ،‎ ‎يترجمه‎ ‎رصد‎ ‎الحركة‎ ‎الفرنسية‎ ‎التي‎ ‎تستند‎ ‎الى‎ ‎تفاهمات‎ ‎باتت‎ ‎ثابتة‎ ‎بين‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎المنتخب‎ ‎جو‎ ‎بادين‎ ‎والرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎امانويل‎ ‎ماكرون،‎ ‎حيث‎ ‎تقول‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للمبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎نحو‎ ‎لبنان‎ ‎إن‎ ‎ماكرون‎ ‎الذي‎ ‎ينتظر‎ ‎منه‎ ‎بايدن‎ ‎دعماً‎ ‎متعدّد‎ ‎الوجوه‎ ‎للتفاهم‎ ‎مع‎ ‎أوروبا‎ ‎وإحياء‎ ‎حلف‎ ‎الناتو‎ ‎وإعادة‎ ‎التفاهم‎ ‎النووي‎ ‎وتعويم‎ ‎اتفاقية‎ ‎المناخ،‎ ‎ينتظر‎ ‎من‎ ‎بايدن‎ ‎شيئاً‎ ‎واحداً‎ ‎وهو‎ ‎دعم‎ ‎مبادرته‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎كمقدمة‎ ‎لاستعادة‎ ‎النفوذ‎ ‎الفرنسي‎ ‎فيه،‎ ‎بعدما‎ ‎صار‎ ‎لبنان‎ ‎آخر‎ ‎المعاقل‎ ‎المفترضة‎ ‎لهذا‎ ‎النفوذ‎.‎
ماكرون‎ ‎في‎ ‎بيروت‎ ‎بعد‎ ‎أسبوعين،‎ ‎ويبدو‎ ‎هذا‎ ‎الموعد‎ ‎شكل‎ ‎الحافز‎ ‎لتحرك‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎نحو‎ ‎كسر‎ ‎الجمود‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎بعد‎ ‎غياب‎ ‎ثلاثة‎ ‎أسابيع،‎ ‎واللقاء‎ ‎الذي‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎للمسار‎ ‎الحكومي‎ ‎إنه‎ ‎كان‎ ‎تأسيساً‎ ‎للقاء‎ ‎الذي‎ ‎سيعقد‎ ‎الأربعاء‎ ‎لم‎ ‎يشهد‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎إعادة‎ ‎تلخيص‎ ‎للتفاهمات،‎ ‎التي‎ ‎تطال‎ ‎عدد‎ ‎الوزراء‎ ‎في‎ ‎الحكومة،‎ ‎وتوزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎على‎ ‎الطوائف،‎ ‎والتشاور‎ ‎ببعض‎ ‎الأسماء،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يشكل‎ ‎لقاء‎ ‎الأربعاء‎ ‎الذي‎ ‎أعلنه‎ ‎الحريري‎ ‎مناسبة‎ ‎للدخول‎ ‎في‎ ‎التسميات‎ ‎بوضوح‎ ‎أكبر،‎ ‎خصوصاً‎ ‎ما‎ ‎قالت‎ ‎المصادر‎ ‎إنه‎ ‎يسعى‎ ‎لحسم‎ ‎الحقائب‎ ‎السيادية،‎ ‎وإن‎ ‎تحقق‎ ‎فيها‎ ‎النجاح‎ ‎يكون‎ ‎قد‎ ‎تأسس‎ ‎ما‎ ‎يتيح‎ ‎مواصلة‎ ‎حسم‎ ‎سلال‎ ‎الحقائب‎ ‎تدريجياً،‎ ‎بهدف‎ ‎ملاقاة‎ ‎زيارة‎ ‎ماكرون‎ ‎بتبلور‎ ‎الحكومة،‎ ‎أو‎ ‎تبلور‎ ‎نسبي‎ ‎لها،‎ ‎قد‎ ‎يحتاج‎ ‎بلوغ‎ ‎نهايته‎ ‎السعيدة‎ ‎لمسات‎ ‎ماكرون‎ ‎نفسه‎.‎
على‎ ‎جبهة‎ ‎دعم‎ ‎المستوردات،‎ ‎بدأت‎ ‎المعركة‎ ‎التي‎ ‎تدور‎ ‎رحاها‎ ‎في‎ ‎السراي‎ ‎الحكومي‎ ‎لمحاولة‎ ‎البحث‎ ‎عن‎ ‎تضييق‎ ‎هوامش‎ ‎الدعم‎ ‎بما‎ ‎لا‎ ‎يطال‎ ‎الأساسيّ‎ ‎منها‎ ‎سواء‎ ‎في‎ ‎المحروقات‎ ‎أو‎ ‎الدواء‎ ‎أو‎ ‎الغذاء،‎ ‎لكن‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎سؤالين‎ ‎كبيرين‎ ‎لا‎ ‎يملك‎ ‎أحد‎ ‎جواباً‎ ‎عليهما،‎ ‎الأول‎ ‎مَن‎ ‎سيضمن‎ ‎سعر‎ ‎الصرف‎ ‎عندما‎ ‎يصبح‎ ‎تمويل‎ ‎الاستيراد‎ ‎من‎ ‎خارج‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان،‎ ‎وماذا‎ ‎سيبقى‎ ‎من‎ ‎الدعم‎ ‎عندها؟‎ ‎والثاني‎ ‎مَن‎ ‎اخترع‎ ‎نظرية‎ ‎الإنفاق‎ ‎لتغطية‎ ‎المستوردات‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎ورسم‎ ‎الخط‎ ‎الأحمر‎ ‎للاحتياط‎ ‎الإلزامي،‎ ‎ما‎ ‎دام‎ ‎الجميع‎ ‎يعلم‎ ‎أن‎ ‎المال‎ ‎الذي‎ ‎تم‎ ‎استعماله‎ ‎للاستيراد‎ ‎مثله‎ ‎مثل‎ ‎الاحتياط‎ ‎الالزامي‎ ‎هو‎ ‎مال‎ ‎المودعين،‎ ‎وما‎ ‎دامت‎ ‎سياسات‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎كلها‎ ‎تمّت‎ ‎رغم‎ ‎الخراب‎ ‎الناجم‎ ‎عنها‎ ‎تحت‎ ‎مسمى‎ ‎شراء‎ ‎الوقت،‎ ‎وكله‎ ‎من‎ ‎أموال‎ ‎المودعين،‎ ‎لماذا‎ ‎يتوقف‎ ‎شراء‎ ‎الوقت‎ ‎عندما‎ ‎يصبح‎ ‎الشعب‎ ‎والفقراء‎ ‎هم‎ ‎الأشدّ‎ ‎حاجة‎ ‎إليه؟
‎ ‎
وتوزّع‎ ‎المشهد‎ ‎الداخليّ‎ ‎أمس،‎ ‎بين‎ ‎بعبدا‎ ‎والسراي‎ ‎الحكومي‎ ‎والشارع‎ ‎الذي‎ ‎شهد‎ ‎سلسلة‎ ‎تحرّكات‎ ‎احتجاجيّة‎ ‎ومطلبيّة‎ ‎مع‎ ‎عودة‎ ‎مسلسل‎ ‎قطع‎ ‎الطرقات‎ ‎في‎ ‎مختلف‎ ‎المناطق‎ ‎اللبنانية‎.‎
وبعد‎ ‎اعتكافه‎ ‎عن‎ ‎زيارة‎ ‎بعبدا‎ ‎لأسابيع‎ ‎عدة‎ ‎زار‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎بعبدا‎ ‎أمس،‎ ‎والتقى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎.‎
وإذ‎ ‎لم‎ ‎يقدّم‎ ‎الحريري‎ ‎لعون‎ ‎مسودة‎ ‎للحكومة‎ ‎كما‎ ‎كان‎ ‎متوقعاً،‎ ‎أشارت‎ ‎أجواء‎ ‎مواكبة‎ ‎للقاء‎ ‎عون‎ -‎‎ ‎الحريري‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎اللقاء‎ ‎الذي‎ ‎حصل‎ ‎أمس،‎ ‎هو‎ ‎الاتصال‎ ‎الاول‎ ‎منذ‎ ‎ثلاثة‎ ‎أسابيع‎ ‎ما‎ ‎يشير‎ ‎الى‎ ‎تحرك‎ ‎جديد‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎وقد‎ ‎حصل‎ ‎نقاش‎ ‎بالجو‎ ‎العام‎ ‎والأسباب‎ ‎التي‎ ‎أدت‎ ‎الى‎ ‎توقف‎ ‎التواصل،‎ ‎كما‎ ‎تم‎ ‎تقديم‎ ‎طروحات‎ ‎بالحلول‎ ‎الممكنة‎ ‎لحل‎ ‎العقد‎ ‎التي‎ ‎تحول‎ ‎دون‎ ‎التأليف‎”. ‎ووفق‎ ‎المعطيات‎ ‎العامة‎ ‎فإنه‎ ‎لو‎ ‎لم‎ ‎يسجل‎ ‎أي‎ ‎تقدّم‎ ‎في‎ ‎لقاء‎ ‎الأمس‎ ‎لما‎ ‎تم‎ ‎تحديد‎ ‎الأربعاء‎ ‎موعداً‎ ‎جديداً‎.‎
وبحسب‎ ‎مصادر‎ ‎رسمية،‎ ‎فإن‎ ‎البحث‎ ‎تناول‎ ‎بشكل‎ ‎عام‎ ‎بعض‎ ‎الأسماء‎ ‎المرشحة‎ ‎للتوزير‎ ‎والحقائب‎ ‎لكل‎ ‎اسم‎ ‎وإمكانية‎ ‎إعادة‎ ‎توزيع‎ ‎بعض‎ ‎الحقائب‎ ‎المخصصة‎ ‎للمسيحيين‎. ‎لكن‎ ‎الحريري‎ ‎لم‎ ‎يقدّم‎ ‎تشكيلة‎ ‎كاملة‎ ‎بانتظار‎ ‎حصوله‎ ‎على‎ ‎أسماء‎ ‎مرشحي‎ ‎ثنائي‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎والحزب‎ ‎التقدمي‎ ‎الاشتراكي‎ ‎وتيار‎ ‎المردة‎. ‎على‎ ‎أن‎ ‎يتم‎ ‎خلال‎ ‎اليومين‎ ‎المقبلين‎ ‎تسوية‎ ‎هذا‎ ‎الأمر،‎ ‎إذا‎ ‎حصل‎ ‎الحريري‎ ‎على‎ ‎اسماء‎ ‎مرشحي‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎ليختار‎ ‎منها‎. ‎علماً‎ ‎ان‎ ‎مصادر‎ ‎ثنائي‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎أكدت‎ ‎بأن‎ ‎لا‎ ‎مشكلة‎ ‎بينهما‎ ‎وبين‎ ‎الحريري‎.‎
واستبعد‎ ‎مرجع‎ ‎نيابي‎ ‎في‎ ‎اللقاء‎ ‎التشاوري‎ “‎حصول‎ ‎مستجدات‎ ‎تؤشر‎ ‎إلى‎ ‎حلحلة‎ ‎للعقدة‎ ‎الحكومية‎ ‎تمهد‎ ‎لولادة‎ ‎سريعة‎ ‎للحكومة‎”‎،‎ ‎وأكد‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎بأن‎ ‎ما‎ ‎يقوم‎ ‎به‎ ‎الحريري‎ ‎مضيعة‎ ‎للوقت،‎ ‎وهو‎ ‎يدرك‎ ‎بأن‎ ‎العقدة‎ ‎ليست‎ ‎داخلية‎ ‎بل‎ ‎خارجية،‎ ‎لذلك‎ ‎يعمل‎ ‎على‎ ‎تمرير‎ ‎الوقت‎ ‎بزيارات‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎واقتراحات‎ ‎لا‎ ‎طائل‎ ‎منها‎ ‎بانتظار‎ ‎انتقال‎ ‎السلطة‎ ‎في‎ ‎الولايات‎ ‎المتحدة‎ ‎ليتمكّن‎ ‎الفرنسيّ‎ ‎من‎ ‎جلب‎ ‎الضوء‎ ‎الأخضر‎ ‎الأميركي‎ ‎لتسهيل‎ ‎ولادة‎ ‎الحكومة‎ ‎في‎ ‎لبنان‎”.‎
وأكدت‎ ‎أوساط‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القويّ‎ ‎بأن‎ “‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎يواجه‎ ‎تهديداً‎ ‎بفرض‎ ‎عقوبات‎ ‎عليه‎ ‎وعلى‎ ‎مقرّبين‎ ‎منه،‎ ‎بمجرّد‎ ‎لمس‎ ‎أي‎ ‎أثر‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكوميّة‎”‎،‎ ‎داعياً‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎مواجهة‎ ‎هذا‎ ‎الواقع‎ ‎كما‎ ‎واجهه‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎جبران‎ ‎باسيل،‎ “‎الذي‎ ‎وضع‎ ‎مصلحة‎ ‎الداخل‎ ‎فوق‎ ‎أي‎ ‎استهداف‎ ‎شخصيّ‎”‎،‎ ‎وبالتالي‎ ‎عدم‎ ‎انتظار‎ ‎الإدارة‎ ‎الأميركية‎ ‎الجديدة‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎التحرّر‎ ‎ربما‎ ‎من‎ ‎هذه‎ ‎التهديدات‎.‎
واستغربت‎ ‎مصادر‎ ‎وزارية‎ ‎مقرّبة‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الحملة‎ ‎التي‎ ‎تشن‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎اتهامه‎ ‎بتحويل‎ ‎مجلس‎ ‎الدفاع‎ ‎الأعلى‎ ‎الى‎ ‎سلطة‎ ‎مقرّرة‎ ‎ومخالفة‎ ‎الدستور‎ ‎والقوانين،‎ ‎مؤكدة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ ‎الكرة‎ ‎في‎ ‎ملعب‎ ‎الآخرين‎ ‎الذين‎ ‎انتزعوا‎ ‎ورقة‎ ‎التكليف‎ ‎في‎ ‎جيبهم‎ ‎ولا‎ ‎يقومون‎ ‎بواجبهم‎ ‎في‎ ‎التأليف‎ ‎وفق‎ ‎الأصول‎ ‎الدستورية،‎ ‎متسائلة‎ ‎هل‎ ‎طلب‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎من‎ ‎وزارة‎ ‎الأشغال‎ ‎ترميم‎ ‎أقنية‎ ‎ومجاري‎ ‎الصرف‎ ‎الصحي‎ ‎إثر‎ ‎التساقط‎ ‎الكثيف‎ ‎والمفاجئ‎ ‎للأمطار‎ ‎هو‎ ‎خرق‎ ‎للدستور‎ ‎والقوانين؟
اجتماعات‎ ‎السراي
وخطفت‎ ‎السراي‎ ‎الحكومي‎ ‎الأضواء‎ ‎من‎ ‎بعبدا،‎ ‎إذ‎ ‎شهدت‎ ‎اجتماعات‎ ‎ماراتونيّة‎ ‎استمرت‎ ‎حتى‎ ‎مساء‎ ‎أمس،‎ ‎كان‎ ‎أبرزها‎ ‎الاجتماع‎ ‎الوزاري‎ ‎الذي‎ ‎ترأسه‎ ‎الرئيس‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎وضمّ‎ ‎وزراء‎ ‎المال‎ ‎والاقتصاد‎ ‎والصناعة‎ ‎والزراعة‎ ‎والطاقة‎ ‎وحاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎ ‎ونائب‎ ‎الحاكم‎ ‎سليم‎ ‎شاهين‎.‎
وبحسب‎ ‎معلومات‎ “‎البناء‎” ‎فقد‎ ‎أبلغ‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎المجتمعين‎ ‎في‎ ‎السراي‎ ‎الحكومي‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎اموال‎ ‎لديه‎ ‎للدعم‎ ‎وأن‎ ‎على‎ ‎الوزراء‎ ‎تحديد‎ ‎المواد‎ ‎الأساسية‎ ‎والضرورية‎ ‎جداً‎ ‎التي‎ ‎سيتم‎ ‎دعمها‎. ‎وأكدت‎ ‎المعلومات‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎توجّهات‎ ‎للمس‎ ‎بالرغيف‎ ‎أما‎ ‎المازوت‎ ‎فسوف‎ ‎يبقى‎ ‎مدعوماً‎ ‎في‎ ‎فصل‎ ‎الشتاء‎. ‎وأضافت‎ ‎أنه‎ ‎تبيّن‎ ‎للوزراء‎ ‎ان‎ ‎لبنان‎ ‎يستورد‎ ‎مازوت‎ ‎بمليار‎ ‎ومئة‎ ‎مليون‎ ‎دولار‎ ‎سنوياً‎ ‎أما‎ ‎البنزين‎ ‎فيكلف‎ ‎الدولة‎ 800 ‎مليون‎.‎
وبحسب‎ ‎المعلومات‎ ‎فقد‎ ‎حمل‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎مصدر‎ ‎وزاري‎ ‎سلامة‎ ‎مسؤولية‎ ‎قرار‎ ‎الدعم،‎ ‎وأبدوا‎ ‎انزعاجهم‎ ‎من‎ ‎أداء‎ ‎الحاكم‎ ‎وعدم‎ ‎اكتراثه‎ ‎إزاء‎ ‎الأزمة‎ ‎الوطنية‎ ‎الخطيرة،‎ ‎ولا‎ ‎سيما‎ ‎مقاطعته‎ ‎الاجتماع‎ ‎ومغادرته‎ ‎بحجة‎ ‎ارتباطه‎ ‎باجتماع‎ ‎آخر،‎ ‎متسائلين‎: ‎أي‎ ‎اجتماع‎ ‎أهم‎ ‎من‎ ‎موضوع‎ ‎الدعم‎ ‎ولقمة‎ ‎عيش‎ ‎المواطن؟‎ ‎وذكرت‎ ‎قناة‎ ‎الـ‎”‎ال‎ ‎بي‎ ‎سي‎” ‎أن‎ ‎القاضية‎ ‎غادة‎ ‎عون‎ ‎استدعت‎ ‎سلامة‎ ‎للمثول‎ ‎أمامها‎ ‎الخميس‎ ‎للاستيضاح‎ ‎منه‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎الهدر‎ ‎الحاصل‎ ‎في‎ ‎الدولار‎ ‎المدعوم‎.‎
وأكد‎ ‎وزير‎ ‎الصناعة‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎عماد‎ ‎حب‎ ‎الله‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ “‎أي‎ ‎قرار‎ ‎سيتخذ‎ ‎بمسألة‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يراعي‎ ‎الأوضاع‎ ‎الاقتصادية‎ ‎والاجتماعية‎ ‎للبلد‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎الطبقات‎ ‎الفقيرة‎ ‎وذوي‎ ‎الدخل‎ ‎المحدود‎”‎،‎ ‎وجزم‎ ‎حب‎ ‎الله‎ ‎بأن‎ “‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎لن‎ ‎توافق‎ ‎على‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎كلياً‎ ‎وعشوائياً‎ ‎كما‎ ‎ترفض‎ ‎تخفيض‎ ‎الاحتياط‎ ‎الإلزامي‎ ‎في‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎لأن‎ ‎هذا‎ ‎الاحتياط‎ ‎ملك‎ ‎الناس‎ ‎والمودعين‎”‎،‎ ‎كما‎ ‎كشف‎ ‎أن‎ “‎اعتماد‎ ‎البطاقة‎ ‎التمويليّة‎ ‎أو‎ ‎التموينيّة‎ ‎ليس‎ ‎مطروحاً‎ ‎في‎ ‎القريب‎ ‎العاجل‎”‎،‎ ‎وأكد‎ ‎أن‎ ‎البحث‎ ‎يتمحور‎ ‎حول‎ ‎ترشيد‎ ‎الدعم‎ ‎والاستيراد‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎اختيار‎ ‎لائحة‎ ‎الدعم‎ ‎وفقاً‎ ‎للأولويات‎ ‎من‎ ‎بين‎ ‎السلع‎ ‎والمواد‎ ‎الزراعية‎ ‎والصناعية‎ ‎والغذائية‎ ‎والدوائية‎”.‎
وحذّر‎ ‎رئيس‎ ‎تيار‎ ‎الكرامة‎ ‎النائب‎ ‎فيصل‎ ‎كرامي‎ ‎المسؤولين‎ ‎من‎ ‎اللجوء‎ ‎إلى‎ ‎أي‎ ‎قرارات‎ ‎أو‎ ‎خطوات‎ ‎متهورة‎ ‎كرفع‎ ‎الدعم،‎ ‎داعياً‎ ‎إلى‎ ‎البحث‎ ‎عن‎ ‎خيارات‎ ‎وطرق‎ ‎بديلة‎ ‎عن‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎عن‎ ‎الطبقات‎ ‎الشعبية‎ ‎الفقيرة‎ ‎والتي‎ ‎لم‎ ‎تعُد‎ ‎تستطيع‎ ‎تحمل‎ ‎أي‎ ‎عبء‎ ‎إضافي‎. ‎وأكد‎ ‎كرامي‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ ‎أي‎ ‎قرار‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎القبيل‎ ‎سيؤدي‎ ‎إلى‎ ‎انفجار‎ ‎اجتماعي‎ ‎لا‎ ‎تُحمد‎ ‎عقباه‎.‎
وأشارت‎ ‎مصادر‎ ‎كتلة‎ ‎الوفاء‎ ‎للمقاومة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎حزب‎ ‎الله‎ ‎لن‎ ‎يسير‎ ‎برفع‎ ‎الدعم‎ ‎مهما‎ ‎بلغت‎ ‎شدّة‎ ‎الأزمة‎ ‎بل‎ ‎سيواجه‎ ‎أي‎ ‎قرار‎ ‎بهذا‎ ‎السياق‎”‎،‎ ‎ولفتت‎ ‎إلى‎ ‎أننا‎ “‎نؤيد‎ ‎أي‎ ‎خيار‎ ‎لا‎ ‎يرتّب‎ ‎أعباء‎ ‎إضافية‎ ‎على‎ ‎كاهل‎ ‎المواطنين‎ ‎ومن‎ ‎الخيارات‎ ‎المطروحة‎ ‎ترشيد‎ ‎الدعم‎ ‎وتقليص‎ ‎السلة‎ ‎المدعومة‎ ‎من‎ 400 ‎سلعة‎ ‎إلى‎ ‎حوالي‎ 59 ‎سلعة،‎ ‎أي‎ ‎دعم‎ ‎السلع‎ ‎الأساسية‎ ‎للمواطن،‎ ‎وبالتالي‎ ‎تخفيض‎ ‎الضغط‎ ‎على‎ ‎الاستيراد‎ ‎وتقنين‎ ‎ما‎ ‎تبقى‎ ‎من‎ ‎احتياطات‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎ما‎ ‎يجعلنا‎ ‎نصمد‎ ‎لمدة‎ ‎أطول‎”.‎
في‎ ‎المقابل‎ ‎قطع‎ ‎محتجون‎ ‎على‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎طريق‎ ‎الرينغ‎ ‎بالمستوعبات‎ ‎والإطارات‎ ‎المشتعلة‎ ‎بالاتجاهين‎. ‎وقد‎ ‎حصلت‎ ‎صدامات‎ ‎بين‎ ‎المحتجين‎ ‎والقوى‎ ‎الأمنية‎ ‎في‎ ‎المحلة‎. ‎ولاحقاً،‎ ‎أُعيد‎ ‎فتح‎ ‎الطريق‎ ‎وتوجّه‎ ‎المتظاهرون‎ ‎إلى‎ ‎شارع‎ ‎الحمرا‎ ‎وطالبوا‎ ‎بحلول‎ ‎لموضوعَي‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎والدولار‎ ‎الطالبي‎.‎
وكان‎ ‎المحتجون‎ ‎قطعوا‎ ‎الطريق‎ ‎أمام‎ ‎بيت‎ ‎الكتائب‎ ‎المركزي‎ ‎في‎ ‎الصيفي،‎ ‎وتجمعوا‎ ‎في‎ ‎ساحة‎ ‎رياض‎ ‎الصلح‎ ‎أمام‎ ‎السراي‎ ‎الحكومي‎ ‎تزامناً‎ ‎مع‎ ‎انعقاد‎ ‎الاجتماع‎ ‎الوزاري‎ ‎في‎ ‎السراي‎ ‎الحكومي‎ ‎حول‎ ‎ترشيد‎ ‎الدعم‎. ‎كذلك،‎ ‎تجمع‎ ‎متظاهرون‎ ‎في‎ ‎ساحة‎ ‎النور‎ ‎في‎ ‎طرابلس‎ ‎رفضاً‎ ‎لرفع‎ ‎الدعم‎ ‎عن‎ ‎الطحين‎.‎
وتجمّع‎ ‎آخرون‎ ‎محتجون‎ ‎على‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎أمام‎ ‎وزارة‎ ‎الاقتصاد‎ ‎في‎ ‎وسط‎ ‎بيروت‎. ‎واقتحم‎ ‎المحتجون‎ ‎الوزارة‎ ‎ووصلوا‎ ‎إلى‎ ‎أمام‎ ‎مكتب‎ ‎وزير‎ ‎الاقتصاد‎ ‎والتجارة‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎راوول‎ ‎نعمة،‎ ‎وتوجهت‎ ‎له‎ ‎إحدى‎ ‎المتظاهرات‎ ‎بالقول‎ “‎متل‎ ‎ما‎ ‎وصلنا‎ ‎على‎ ‎مكتبك‎ ‎منوصل‎ ‎لنص‎ ‎بيتك‎”.‎
ولاحقاً‎ ‎توجّه‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎المحتجين‎ ‎باتجاه‎ ‎الأشرفية‎ ‎للتظاهر‎ ‎أمام‎ ‎منزل‎ ‎نعمة‎.‎
وشهدت‎ ‎طريق‎ ‎تعلبايا‎ ‎والبحصاص‎ ‎وأوتوستراد‎ ‎البالما‎ ‎وساحة‎ ‎النور‎ -‎‎ ‎طرابلس‎ ‎ومدخل‎ ‎جبل‎ ‎محسن‎ ‎سلسلة‎ ‎تحرّكات‎ ‎رفضاً‎ ‎لرفع‎ ‎الدعم‎.‎
على‎ ‎صعيد‎ ‎ملفات‎ ‎الفساد،‎ ‎أفيد‎ ‎أن‎ ‎قاضي‎ ‎التحقيق‎ ‎في‎ ‎بيروت‎ ‎شربل‎ ‎أبو‎ ‎سمرا‎ ‎قرّر‎ ‎استدعاء‎ ‎قائد‎ ‎الجيش‎ ‎السابق‎ ‎جان‎ ‎قهوجي‎ ‎ومعه‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎الضباط‎ ‎تم‎ ‎الادعاء‎ ‎عليهم‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎الإثراء‎ ‎غير‎ ‎المشروع‎ ‎إلى‎ ‎جلسة‎ ‎تحقيق‎ ‎نهار‎ ‎الخميس‎ ‎المقبل‎ ‎طالباً‎ ‎تبليغهم‎ ‎عبر‎ ‎القنوات‎ ‎العسكرية‎ ‎اللازمة‎.‎
أما‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎خصّ‎ ‎الموظفين‎ ‎المدعى‎ ‎عليهم‎ ‎في‎ ‎وزارة‎ ‎المهجرين،‎ ‎فكشف‎ ‎مصدر‎ ‎وزاري‎ ‎مطلع‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎أن‎ “‎الشكوى‎ ‎التي‎ ‎تقدّمت‎ ‎بها‎ ‎وزارة‎ ‎المهجرين‎ ‎تسربت‎ ‎بطريقة‎ ‎ما‎ ‎إلى‎ ‎الإعلام‎ ‎وبالتالي‎ ‎تسرّبت‎ ‎الأسماء‎”‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أن‎ ‎هؤلاء‎ ‎الأشخاص‎ ‎لم‎ ‎يتم‎ ‎الادعاء‎ ‎عليهم‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎كما‎ ‎لم‎ ‎يحقق‎ ‎معهم‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎تبدأ‎ ‎التحقيقات‎ ‎في‎ ‎أسرع‎ ‎وقت‎ ‎ممكن‎ ‎لإظهار‎ ‎الحقيقة‎”. ‎ولفت‎ ‎المصدر‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎الإحالات‎ ‎الى‎ ‎القضاء‎ ‎في‎ ‎وزارة‎ ‎المهجرين‎ ‎جاءت‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎قانون‎ ‎الإثراء‎ ‎غير‎ ‎المشروع‎ ‎وانطلاقاً‎ ‎من‎ ‎الإخبار‎ ‎الذي‎ ‎تقدم‎ ‎به‎ ‎وزير‎ ‎المهجرين‎ ‎السابق‎ ‎غسان‎ ‎عطالله‎ ‎بوجود‎ ‎فساد‎ ‎وإثراء‎ ‎غير‎ ‎مشروع‎ ‎في‎ ‎الوزارة‎ ‎وفي‎ ‎صندوق‎ ‎المهجرين‎”‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎الكشف‎ ‎عن‎ ‎هؤلاء‎ ‎جاء‎ ‎بعد‎ ‎إجراء‎ ‎عملية‎ ‎مقارنة‎ ‎بين‎ ‎الحسابات‎ ‎والممتلكات‎ ‎والعقارات‎ ‎التي‎ ‎يمتلكونها‎ ‎مع‎ ‎رواتبهم‎ ‎كموظفين‎ ‎في‎ ‎مؤسسة‎ ‎ووزارة‎ ‎حكومية،‎ ‎وجاء‎ ‎الفارق‎ ‎كبير‎ ‎جداً‎ ‎لذلك‎ ‎وجب‎ ‎الادعاء‎ ‎عليهم‎ ‎للتحقق‎ ‎من‎ ‎الأمر‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *