الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ‎40 يوماً مع ترامب هبّة باردة وهبّة ‏ساخنة.. والخطر الأبرز هو العمليّات ‏الأمنيّة الحريري في بعبدا بهيكل غير كامل للحكومة لملء الوقت الضائع / دياب ‏وسلامة لخطة ترشيد الدعم وتمويلها لستة شهور بمليار دولار
flag-big

البناء : ‎40 يوماً مع ترامب هبّة باردة وهبّة ‏ساخنة.. والخطر الأبرز هو العمليّات ‏الأمنيّة الحريري في بعبدا بهيكل غير كامل للحكومة لملء الوقت الضائع / دياب ‏وسلامة لخطة ترشيد الدعم وتمويلها لستة شهور بمليار دولار

بعد‎ ‎أربعين‎ ‎يوماً‎ ‎سيصبح‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب،‎ ‎رئيساً‎ ‎سابقاً،‎ ‎رغم‎ ‎عودته‎ ‎أمس،‎ ‎لنغمة‎ ‎التبشير‎ ‎بالفوز‎ ‎بالانتخابات،‎ ‎حيث‎ ‎تؤكد‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎في‎ ‎واشنطن‎ ‎للمسارات‎ ‎القانونية‎ ‎التي‎ ‎تلت‎ ‎الانتخابات‎ ‎استحالة‎ ‎انقلاب‎ ‎الصورة،‎ ‎بعدما‎ ‎حسمت‎ ‎المراجع‎ ‎القضائية‎ 95% ‎من‎ ‎المراجعات‎ ‎بتأكيد‎ ‎النتائج،‎ ‎ولا‎ ‎يبدو‎ ‎أن‎ ‎ثمة‎ ‎إمكانية‎ ‎لتكوين‎ ‎قضية‎ ‎تتيح‎ ‎التقدّم‎ ‎للمحكمة‎ ‎الدستورية‎ ‎للطعن‎ ‎بالنتائج،‎ ‎وحيث‎ ‎ينعقد‎ ‎المجمع‎ ‎الانتخابي‎ ‎خلال‎ ‎الأيام‎ ‎العشرة‎ ‎المقبلة‎ ‎ويعلن‎ ‎فوز‎ ‎الرئيس‎ ‎المنتخب‎ ‎جو‎ ‎بايدن،‎ ‎لكن‎ ‎حسم‎ ‎المسار‎ ‎الانتخابي‎ ‎الذي‎ ‎يحسم‎ ‎انتقال‎ ‎السلطة‎ ‎الى‎ ‎بايدن‎ ‎في‎ ‎الـ‎ 20 ‎من‎ ‎الشهر‎ ‎المقبل،‎ ‎لا‎ ‎يحسم‎ ‎مصير‎ ‎الأيام‎ ‎الأربعين‎ ‎التي‎ ‎يملأها‎ ‎ترامب‎ ‎بالقلق‎ ‎والخوف‎ ‎من‎ ‎دعسات‎ ‎ناقصة‎ ‎يقدم‎ ‎عليها‎. ‎وفي‎ ‎هذا‎ ‎السياق‎ ‎تنبّه‎ ‎مصادر‎ ‎أمنية‎ ‎من‎ ‎كون‎ ‎لبنان‎ ‎نقطة‎ ‎رخوة‎ ‎في‎ ‎المشهد‎ ‎الإقليمي،‎ ‎ومن‎ ‎كون‎ ‎الأمن‎ ‎ساحة‎ ‎فعل‎ ‎مرشحة‎ ‎في‎ ‎مثل‎ ‎هذه‎ ‎الفوضى‎ ‎السياسيّة‎ ‎على‎ ‎الساحة‎ ‎الدولية‎.‎

غم‎ ‎تشديد‎ ‎المصادر‎ ‎الأمنية‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎مدعومة‎ ‎من‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎كافة‎ ‎يقطع‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎الطرق‎ ‎على‎ ‎مشاريع‎ ‎التخريب‎ ‎الأمني،‎ ‎يبقى‎ ‎المسار‎ ‎الحكومي‎ ‎مجمّداً،‎ ‎وفيما‎ ‎يجري‎ ‎التداول‎ ‎بمعلومات‎ ‎عن‎ ‎توجه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎حاملاً‎ ‎إلى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎مشروع‎ ‎مسودته‎ ‎الحكومية‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للمسار‎ ‎الحكومي‎ ‎إن‎ ‎الزيارة‎ ‎لن‎ ‎تحمل‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎هيكل‎ ‎ناقص‎ ‎للحكومة،‎ ‎وستكون‎ ‎محكومة‎ ‎بالعجز‎ ‎عن‎ ‎المضيّ‎ ‎في‎ ‎مسار‎ ‎التشكيل‎ ‎بانتظار‎ ‎مناخات‎ ‎دوليّة‎ ‎وإقليميّة‎ ‎مناسبة،‎ ‎ولذلك‎ ‎فالزيارة‎ ‎برأي‎ ‎المصادر‎ ‎لن‎ ‎تختلف‎ ‎عن‎ ‎سابقاتها‎ ‎لجهة‎ ‎ملء‎ ‎الوقت‎ ‎الضائع‎.‎

القضيّة‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎تتصدّر‎ ‎أولويات‎ ‎الناس‎ ‎وتتقدّم‎ ‎كأولويّة‎ ‎لا‎ ‎تحتمل‎ ‎ترف‎ ‎الوقت،‎ ‎هي‎ ‎خطة‎ ‎ترشيد‎ ‎الدعم‎ ‎التي‎ ‎سيبدأ‎ ‎البحث‎ ‎بها‎ ‎وبتمويلها‎ ‎في‎ ‎اجتماع‎ ‎يُعقد‎ ‎في‎ ‎السراي‎ ‎الحكومي‎ ‎برئاسة‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎وحضور‎ ‎وزراء‎ ‎المال‎ ‎والاقتصاد‎ ‎والطاقة‎ ‎والصناعة‎ ‎والزراعة،‎ ‎وحاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎وأعضاء‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي،‎ ‎حيث‎ ‎سيحمل‎ ‎الوزراء‎ ‎تصوّراتهم‎ ‎لمعايير‎ ‎الترشيد‎ ‎في‎ ‎وزاراتهم‎ ‎ومجال‎ ‎اختصاصاتها،‎ ‎والكلفة‎ ‎المطلوبة‎ ‎لتغطية‎ ‎هذه‎ ‎الاحتياجات،‎ ‎بينما‎ ‎يقدّم‎ ‎حاكم‎ ‎المصرف‎ ‎وأعضاء‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي‎ ‎تصوّراتهم‎ ‎حول‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎التمويل،‎ ‎والبحث‎ ‎بتخفيض‎ ‎الاحتياط‎ ‎الإلزامي‎ ‎للمصارف‎ ‎من‎ 15% ‎الى‎ 12% ‎سيكون‎ ‎على‎ ‎الطاولة،‎ ‎وتوقعت‎ ‎مصادر‎ ‎معنية‎ ‎بخطط‎ ‎الدعم‎ ‎ومناقشات‎ ‎اليوم‎ ‎التي‎ ‎ستستمر‎ ‎غداً‎ ‎وربما‎ ‎بعد‎ ‎غد،‎ ‎أن‎ ‎يرسو‎ ‎التفاهم‎ ‎على‎ ‎خطة‎ ‎لستة‎ ‎شهور‎ ‎قيمتها‎ ‎مليار‎ ‎دولار،‎ ‎لا‎ ‎تطال‎ ‎تأمين‎ ‎الدعم‎ ‎للمحروقات،‎ ‎التي‎ ‎ينتظر‎ ‎تحريرها‎ ‎جزئياً‎ ‎من‎ ‎خطط‎ ‎الدعم‎ ‎المتوقعة‎ ‎عبر‎ ‎ربط‎ ‎دولار‎ ‎الاستيراد‎ ‎بسعرين‎ ‎للمبيع‎ ‎من‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان،‎ ‎واحد‎ ‎بـ‎ 3950 ‎ليرة‎ ‎والآخر‎ ‎بسعر‎ ‎السوق‎ ‎أي‎ 8000 ‎بحيث‎ ‎يكون‎ ‎هناك‎ ‎سعران‎ ‎لصفيحة‎ ‎البنزين‎ ‎واحد‎ ‎بـ‎ 50 ‎الف‎ ‎ليرة‎ ‎والثاني‎ ‎بـ‎100 ‎الف‎ ‎ليرة‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎يتم‎ ‎التعويض‎ ‎للسائقين‎ ‎العمومين‎ ‎بموجب‎ ‎بطاقات‎ ‎تسدّد‎ ‎بموجبها‎ ‎لهم‎ ‎مبالغ‎ ‎مالية‎ ‎شهرية‎ ‎تعادل‎ ‎الفارق‎ ‎عن‎ ‎سعر‎ ‎الـ‎1500 ‎المعتمد‎ ‎حالياً‎ ‎لتمويل‎ ‎الاستيراد‎.‎

وبينما‎ ‎يزور‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎بعبدا‎ ‎اليوم‎ ‎الاثنين،‎ ‎وفق‎ ‎بعض‎ ‎الترجيحات‎ ‎لتقديم‎ ‎تشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً‎ ‎من‎ ‎الاختصاصيين‎ ‎للوقوف‎ ‎على‎ ‎رأي‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎فيها،‎ ‎أفادت‎ ‎مصادر‎ ‎قناة‎ “‎المنار‎” ‎بأن‎ ‎الهدف‎ ‎الأول‎ ‎من‎ ‎الترويج‎ ‎لمعلومات‎ ‎عن‎ ‎إنجاز‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكومية،‎ ‎هو‎ ‎إظهار‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‏‎ ‎ورئيس‎ “‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎” ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‏‎ ‎هما‎ ‎المسؤولان‎ ‎عن‎ ‎التعطيل،‎ ‎بينما‎ ‎هو‎ ‎قام‎ ‎بما‎ ‎عليه‎.‎

أشارت‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الهدف‎ ‎الثاني‎ ‎هو‎ ‎القول‎ ‎للفرنسيين‎ ‎إن‎ ‎المطلوب‎ ‎الضغط‎ ‎على‎ ‎عون‎ ‎وباسيل،‎ ‎لافتة‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يقدم‎ ‎على‎ ‎أي‎ ‎خطوة‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تنسيق‎ ‎مع‎ ‎الفرنسيين‎ ‎ومن‎ ‎دون‎ ‎الحصول‎ ‎على‎ ‎أسماء‎ ‎الوزراء‎ ‎الشيعة‎.‎

وكشفت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎الفرنسيين‎ ‎يعملون‎ ‎على‎ ‎إنجاز‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكومية‎ ‎قبل‎ ‎زيارة‎ ‎الرئيس‎ ‎إيمانويل‎ ‎ماكرون‏‎ ‎إلى‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎الشهر‎ ‎الحالي،‎ ‎وبالتالي‎ ‎خيار‎ ‎حكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الواقع‎ ‎مستبعَد،‎ ‎بينما‎ ‎الحل‎ ‎هو‎ ‎وساطة‎ ‎متوازنة‎ ‎وتناسي‎ ‎أمر‎ ‎الأميركيين‎.‎

ولفتت‎ ‎مصادر‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يتعاون‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎للإسراع‎ ‎في‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎إنقاذ‎ ‎الوضع،‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎المجتمع‎ ‎الدولي‎ ‎يشترط‎ ‎دعم‎ ‎لبنان‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الذي‎ ‎يتطلّب‎ ‎من‎ ‎الجميع‎ ‎التعاون‎ ‎لتسهيل‎ ‎التشكيل،‎ ‎بدل‎ ‎اللجوء‎ ‎الى‎ ‎رفض‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكومية،‎ ‎معتبرة‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎يتعاطى‎ ‎بإيجابية‎ ‎ويعتمد‎ ‎أداء‎ ‎عدم‎ ‎التعليق‎ ‎على‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎الاتهامات‎ ‎التي‎ ‎يتعرّض‎ ‎لها‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎أنه‎ ‎التزم‎ ‎الصمت‎ ‎بعد‎ ‎الذي‎ ‎صدر‎ ‎عن‎ ‎اجتماع‎ ‎الأعلى‎ ‎للدفاع‎ ‎علماً‎ ‎ان‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎كان‎ ‎مخالفاً‎ ‎للدستور‎.‎‎

‎ومع‎ ‎ذلك،‎ ‎لفتت‎ ‎مصادر‎ ‎نيابية‎ ‎في‎ ‎كتلة‎ ‎التحرير‎ ‎والتنمية‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎ان‎ ‎زيارة‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎لم‎ ‎تتأكد‎ ‎بعد،‎ ‎وفي‎ ‎حال‎ ‎حصلت،‎ ‎فإن‎ ‎البحث‎ ‎سوف‎ ‎يتناول‎ ‎توزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎الدخول‎ ‎في‎ ‎لعبة‎ ‎الأسماء‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎كل‎ ‎المؤشرات‎ ‎توحي‎ ‎ان‎ ‎لا‎ ‎حكومة‎ ‎حتى‎ ‎الساعة،‎ ‎وبالتالي‎ ‎لن‎ ‎يطرح‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎اية‎ ‎تشكيلة‎.‎

وجدّد‎ “‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحرّ‎” ‎انتقاده‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلّف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري،‎ ‎محملاً‎ ‎إياه‎ ‎مسؤولية‎ ‎التأخير‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎فمن‎ ‎غير‎ ‎المقبول‎ ‎ربط‎ ‎التشكيل‎ ‎بتبدّل‎ ‎الظروف‎ ‎وبالضغوط‎ ‎الحاصلة‎. ‎كذلك،‎ ‎أكد‎ ‎انسجام‎ ‎التيار‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎التدقيق‎ ‎المالي‎ ‎الجنائي‎. ‎وقال‎ ‎إن‎ ‎الالتزام‎ ‎بوحدة‎ ‎المعايير‎ ‎والمبادئ‎ ‎هو‎ ‎حبل‎ ‎نجاة‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلف‎. ‎إذ‎ ‎يحفظ‎ ‎التوازنات‎ ‎ويحترم‎ ‎الأصول،‎ ‎ويحقق‎ ‎الهدف‎ ‎الوطني‎ ‎بقيام‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصين‎ ‎‏تنفذ‎ ‎الإصلاحات‎ ‎المطلوبة،‎ ‎ويتمتع‎ ‎وزراؤها‎ ‎بالكفاءة‎ ‎والفعّالية‎ ‎والقدرة‎ ‎على‎ ‎الإنتاج‎.‎

وشدّد‎ ‎المجلس‎ ‎السياسي‎ ‎على‎ ‎ضرورة‎ ‎التزام‎ ‎الدستور‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎التشكيل،‎ ‎باحترام‎ ‎موقع‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎وصلاحياتها،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أي‎ ‎انتقاص‎ ‎أو‎ ‎تجاوز‎.‎

ودعا‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎في‎ ‎قداس‎ ‎الأحد‎ ‎رئيسَ‎ ‎الجمهوريّةِ‎ ‎والرئيسَ‎ ‎المكلَّفِ،‎ ‎ومهما‎ ‎كانت‎ ‎الأسباب‎ ‎الحقيقيّة‎ ‎التي‎ ‎تؤخّر‎ ‎إعلانَ‎ ‎حكومةٍ‎ ‎جديدة،‎ ‎إلى‎ ‎تخطّي‎ ‎جميع‎ ‎هذه‎ ‎الأسباب،‎ ‎واتخاذ‎ ‎الخطوة‎ ‎الشجاعة‎ ‎وتشكيلِ‎ ‎حكومةِ‎ ‎إنقاذٍ‎ ‎استثنائية‎ ‎خارج‎ ‎المحاصصة‎ ‎السياسيّة‎ ‎والحزبيّة‎. ‎وتوجه‎ ‎اليهما‎ ‎بالقول‎: ‎لا‎ ‎تَنتظِرا‎ ‎اتّفاقَ‎ ‎السياسيّين‎ ‎فهم‎ ‎لن‎ ‎يتّفقوا،‎ ‎ولا‎ ‎تَنتظِرا‎ ‎انتهاءَ‎ ‎الصراعاتِ‎ ‎الإقليميّة‎ ‎فهي‎ ‎لن‎ ‎تنتهيَ‎. ‎ألِّفا‎ ‎حكومةَ‎ ‎الشعب،‎ ‎فالشعبُ‎ ‎هو‎ ‎البدايةُ‎ ‎والنهاية،‎ ‎وهو‎ ‎الذي‎ ‎سيحسم‎ ‎بالنتيجة‎ ‎مصير‎ ‎لبنان‎.‎

وسأل‎: ‎هل‎ ‎من‎ ‎مبرّر‎ ‎لعدم‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎تنهض‎ ‎بلبنان‎ ‎الّذي‎ ‎بلغَ‎ ‎إلى‎ ‎ما‎ ‎تحت‎ ‎الحضيض‎ ‎والانهيار‎ ‎اقتصاديًّا‎ ‎وماليًّا‎ ‎ومعيشيًّا‎ ‎وأمنيًّا،‎ ‎وتعيده‎ ‎إلى‎ ‎منظومة‎ ‎الأمم؟‎ ‎أين‎ ‎ضميرهم‎ ‎الفرديّ‎ ‎وأين‎ ‎ضميرهم‎ ‎الوطنيّ؟‎ ‎ماذا‎ ‎ينتظرون‎ ‎أو‎ ‎يضمرون‎ ‎في‎ ‎الخفاء؟‎ ‎وفي‎ ‎كلّ‎ ‎حال‎ ‎لبنان‎ ‎وشعبه‎ ‎وكيانه‎ ‎فوقهم‎ ‎جميعًا،‎ ‎وصامد‎ ‎بوفائه‎ ‎وكرامته‎!‎

ويزور‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎إيمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎لبنان‎ ‎بين‎ 21 ‎و‎23 ‎كانون‎ ‎الأول‎ ‎الحالي،‎ ‎لكن‎ ‎برنامج‎ ‎الزيارة‎ ‎لم‎ ‎يتحدد‎ ‎رسمياً‎ ‎بعد‎ ‎ولا‎ ‎طبيعة‎ ‎الوفد‎ ‎الرسمي‎ ‎المرافق،‎ ‎ولم‎ ‎يُعرف‎ ‎بالضبط‎ ‎ما‎ ‎الذي‎ ‎سيحمله‎ ‎معه‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎مقترحات‎ ‎او‎ ‎مبادرات،‎ ‎سوى‎ ‎أنه‎ ‎سيقوم‎ ‎بزيارة‎ ‎تفقدية‎ ‎للقوات‎ ‎الفرنسية‎ ‎العاملة‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎قوات‎ ‎اليونيفيل‎ ‎في‎ ‎الجنوب،‎ ‎وتأكيد‎ ‎الدعم‎ ‎للشعب‎ ‎اللبناني‎. ‎وسيتم‎ ‎تحديد‎ ‎برنامج‎ ‎الزيارة‎ ‎التفصيلي‎ ‎واللقاءات‎ ‎التي‎ ‎سيعقدها‎ ‎لاحقاً،‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎المدة‎ ‎التي‎ ‎ستستغرقها‎ ‎الزيارة‎.‎

الى‎ ‎ذلك‎ ‎أفيد‎ ‎أن‎ ‎اجتماع‎ ‎السراي‎ ‎اليوم‎ ‎حول‎ ‎دعم‎ ‎المواد‎ ‎الأساسية‎ ‎والضرورية‎ ‎لن‎ ‎يكون‎ ‎الأخير‎ ‎إذ‎ ‎ستعقد‎ ‎لقاءات‎ ‎متتالية‎ ‎يوم‎ ‎غد‎ ‎الثلاثاء‎ ‎في‎ ‎نهار‎ “‎ماراتوني‎”‎،‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎اللجان‎ ‎النيابية‎ ‎المشتركة‎ ‎سوف‎ ‎تجتمع‎ ‎الاسبوع‎ ‎المقبل‎ ‎لاستكمال‎ ‎البحث‎ ‎بملف‎ ‎الدعم،‎ ‎بعدما‎ ‎طالبت‎ ‎الحكومة‎ ‎ومصرف‎ ‎لبنان‎ ‎بإرسال‎ ‎مقترحات‎ ‎جدية‎ ‎عملية‎. ‎وشددت‎ ‎المصادر‎ ‎المطلعة‎ ‎على‎ ‎موضوع‎ ‎الدعم‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ 70 ‎في‎ ‎المئة‎ ‎من‎ ‎الدعم‎ ‎لم‎ ‎يستفد‎ ‎منه‎ ‎ذوو‎ ‎الدخل‎ ‎المحدود‎ ‎والفقراء‎ ‎فهو‎ ‎ذهب‎ ‎الى‎ ‎الأغنياء‎ ‎والوسطاء‎ ‎والتجار‎ ‎والنازحين‎ ‎الذين‎ ‎يستفيدون‎ ‎من‎ ‎بطاقات‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎ان‎ ‎نسبة‎ ‎كبيرة‎ ‎من‎ ‎المواد‎ ‎المدعومة‎ ‎هربت‎ ‎الى‎ ‎سورية،‎ ‎وبالتالي‎ ‎فإن‎ ‎الاجتماعات‎ ‎المتتالية‎ ‎سوف‎ ‎تبحث‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎لتبني‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه‎ ‎حيال‎ ‎ضرورة‎ ‎ترشيد‎ ‎الدعم‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎البعض‎ ‎بدأ‎ ‎يطرح‎ ‎ضرورة‎ ‎الذهاب‎ ‎الى‎ ‎اعتماد‎ ‎بطاقات‎ ‎تموينية‎ ‎يستفيد‎ ‎منها‎ ‎الفقراء‎ ‎وذوي‎ ‎الدخل‎ ‎المتوسط‎ ‎بالاعتماد‎ ‎على‎ ‎إحصاءات‎ ‎ودراسات‎ ‎البنك‎ ‎الدولي‎ ‎والأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎الاحتياطي‎ ‎الإلزامي‎ ‎بات‎ ‎في‎ ‎خطر‎.‎ بعد‎ ‎أربعين‎ ‎يوماً‎ ‎سيصبح‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب،‎ ‎رئيساً‎ ‎سابقاً،‎ ‎رغم‎ ‎عودته‎ ‎أمس،‎ ‎لنغمة‎ ‎التبشير‎ ‎بالفوز‎ ‎بالانتخابات،‎ ‎حيث‎ ‎تؤكد‎ ‎مصادر‎ ‎متابعة‎ ‎في‎ ‎واشنطن‎ ‎للمسارات‎ ‎القانونية‎ ‎التي‎ ‎تلت‎ ‎الانتخابات‎ ‎استحالة‎ ‎انقلاب‎ ‎الصورة،‎ ‎بعدما‎ ‎حسمت‎ ‎المراجع‎ ‎القضائية‎ 95% ‎من‎ ‎المراجعات‎ ‎بتأكيد‎ ‎النتائج،‎ ‎ولا‎ ‎يبدو‎ ‎أن‎ ‎ثمة‎ ‎إمكانية‎ ‎لتكوين‎ ‎قضية‎ ‎تتيح‎ ‎التقدّم‎ ‎للمحكمة‎ ‎الدستورية‎ ‎للطعن‎ ‎بالنتائج،‎ ‎وحيث‎ ‎ينعقد‎ ‎المجمع‎ ‎الانتخابي‎ ‎خلال‎ ‎الأيام‎ ‎العشرة‎ ‎المقبلة‎ ‎ويعلن‎ ‎فوز‎ ‎الرئيس‎ ‎المنتخب‎ ‎جو‎ ‎بايدن،‎ ‎لكن‎ ‎حسم‎ ‎المسار‎ ‎الانتخابي‎ ‎الذي‎ ‎يحسم‎ ‎انتقال‎ ‎السلطة‎ ‎الى‎ ‎بايدن‎ ‎في‎ ‎الـ‎ 20 ‎من‎ ‎الشهر‎ ‎المقبل،‎ ‎لا‎ ‎يحسم‎ ‎مصير‎ ‎الأيام‎ ‎الأربعين‎ ‎التي‎ ‎يملأها‎ ‎ترامب‎ ‎بالقلق‎ ‎والخوف‎ ‎من‎ ‎دعسات‎ ‎ناقصة‎ ‎يقدم‎ ‎عليها‎. ‎وفي‎ ‎هذا‎ ‎السياق‎ ‎تنبّه‎ ‎مصادر‎ ‎أمنية‎ ‎من‎ ‎كون‎ ‎لبنان‎ ‎نقطة‎ ‎رخوة‎ ‎في‎ ‎المشهد‎ ‎الإقليمي،‎ ‎ومن‎ ‎كون‎ ‎الأمن‎ ‎ساحة‎ ‎فعل‎ ‎مرشحة‎ ‎في‎ ‎مثل‎ ‎هذه‎ ‎الفوضى‎ ‎السياسيّة‎ ‎على‎ ‎الساحة‎ ‎الدولية‎.‎

رغم‎ ‎تشديد‎ ‎المصادر‎ ‎الأمنية‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎مدعومة‎ ‎من‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎كافة‎ ‎يقطع‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎الطرق‎ ‎على‎ ‎مشاريع‎ ‎التخريب‎ ‎الأمني،‎ ‎يبقى‎ ‎المسار‎ ‎الحكومي‎ ‎مجمّداً،‎ ‎وفيما‎ ‎يجري‎ ‎التداول‎ ‎بمعلومات‎ ‎عن‎ ‎توجه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎حاملاً‎ ‎إلى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎مشروع‎ ‎مسودته‎ ‎الحكومية‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للمسار‎ ‎الحكومي‎ ‎إن‎ ‎الزيارة‎ ‎لن‎ ‎تحمل‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎هيكل‎ ‎ناقص‎ ‎للحكومة،‎ ‎وستكون‎ ‎محكومة‎ ‎بالعجز‎ ‎عن‎ ‎المضيّ‎ ‎في‎ ‎مسار‎ ‎التشكيل‎ ‎بانتظار‎ ‎مناخات‎ ‎دوليّة‎ ‎وإقليميّة‎ ‎مناسبة،‎ ‎ولذلك‎ ‎فالزيارة‎ ‎برأي‎ ‎المصادر‎ ‎لن‎ ‎تختلف‎ ‎عن‎ ‎سابقاتها‎ ‎لجهة‎ ‎ملء‎ ‎الوقت‎ ‎الضائع‎.‎

القضيّة‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎تزال‎ ‎تتصدّر‎ ‎أولويات‎ ‎الناس‎ ‎وتتقدّم‎ ‎كأولويّة‎ ‎لا‎ ‎تحتمل‎ ‎ترف‎ ‎الوقت،‎ ‎هي‎ ‎خطة‎ ‎ترشيد‎ ‎الدعم‎ ‎التي‎ ‎سيبدأ‎ ‎البحث‎ ‎بها‎ ‎وبتمويلها‎ ‎في‎ ‎اجتماع‎ ‎يُعقد‎ ‎في‎ ‎السراي‎ ‎الحكومي‎ ‎برئاسة‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎وحضور‎ ‎وزراء‎ ‎المال‎ ‎والاقتصاد‎ ‎والطاقة‎ ‎والصناعة‎ ‎والزراعة،‎ ‎وحاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎وأعضاء‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي،‎ ‎حيث‎ ‎سيحمل‎ ‎الوزراء‎ ‎تصوّراتهم‎ ‎لمعايير‎ ‎الترشيد‎ ‎في‎ ‎وزاراتهم‎ ‎ومجال‎ ‎اختصاصاتها،‎ ‎والكلفة‎ ‎المطلوبة‎ ‎لتغطية‎ ‎هذه‎ ‎الاحتياجات،‎ ‎بينما‎ ‎يقدّم‎ ‎حاكم‎ ‎المصرف‎ ‎وأعضاء‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي‎ ‎تصوّراتهم‎ ‎حول‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎التمويل،‎ ‎والبحث‎ ‎بتخفيض‎ ‎الاحتياط‎ ‎الإلزامي‎ ‎للمصارف‎ ‎من‎ 15% ‎الى‎ 12% ‎سيكون‎ ‎على‎ ‎الطاولة،‎ ‎وتوقعت‎ ‎مصادر‎ ‎معنية‎ ‎بخطط‎ ‎الدعم‎ ‎ومناقشات‎ ‎اليوم‎ ‎التي‎ ‎ستستمر‎ ‎غداً‎ ‎وربما‎ ‎بعد‎ ‎غد،‎ ‎أن‎ ‎يرسو‎ ‎التفاهم‎ ‎على‎ ‎خطة‎ ‎لستة‎ ‎شهور‎ ‎قيمتها‎ ‎مليار‎ ‎دولار،‎ ‎لا‎ ‎تطال‎ ‎تأمين‎ ‎الدعم‎ ‎للمحروقات،‎ ‎التي‎ ‎ينتظر‎ ‎تحريرها‎ ‎جزئياً‎ ‎من‎ ‎خطط‎ ‎الدعم‎ ‎المتوقعة‎ ‎عبر‎ ‎ربط‎ ‎دولار‎ ‎الاستيراد‎ ‎بسعرين‎ ‎للمبيع‎ ‎من‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان،‎ ‎واحد‎ ‎بـ‎ 3950 ‎ليرة‎ ‎والآخر‎ ‎بسعر‎ ‎السوق‎ ‎أي‎ 8000 ‎بحيث‎ ‎يكون‎ ‎هناك‎ ‎سعران‎ ‎لصفيحة‎ ‎البنزين‎ ‎واحد‎ ‎بـ‎ 50 ‎الف‎ ‎ليرة‎ ‎والثاني‎ ‎بـ‎100 ‎الف‎ ‎ليرة‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎يتم‎ ‎التعويض‎ ‎للسائقين‎ ‎العمومين‎ ‎بموجب‎ ‎بطاقات‎ ‎تسدّد‎ ‎بموجبها‎ ‎لهم‎ ‎مبالغ‎ ‎مالية‎ ‎شهرية‎ ‎تعادل‎ ‎الفارق‎ ‎عن‎ ‎سعر‎ ‎الـ‎1500 ‎المعتمد‎ ‎حالياً‎ ‎لتمويل‎ ‎الاستيراد‎.‎

وبينما‎ ‎يزور‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎بعبدا‎ ‎اليوم‎ ‎الاثنين،‎ ‎وفق‎ ‎بعض‎ ‎الترجيحات‎ ‎لتقديم‎ ‎تشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً‎ ‎من‎ ‎الاختصاصيين‎ ‎للوقوف‎ ‎على‎ ‎رأي‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎فيها،‎ ‎أفادت‎ ‎مصادر‎ ‎قناة‎ “‎المنار‎” ‎بأن‎ ‎الهدف‎ ‎الأول‎ ‎من‎ ‎الترويج‎ ‎لمعلومات‎ ‎عن‎ ‎إنجاز‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكومية،‎ ‎هو‎ ‎إظهار‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‏‎ ‎ورئيس‎ “‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎” ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‏‎ ‎هما‎ ‎المسؤولان‎ ‎عن‎ ‎التعطيل،‎ ‎بينما‎ ‎هو‎ ‎قام‎ ‎بما‎ ‎عليه‎.‎

وأشارت‎ ‎المصادر‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الهدف‎ ‎الثاني‎ ‎هو‎ ‎القول‎ ‎للفرنسيين‎ ‎إن‎ ‎المطلوب‎ ‎الضغط‎ ‎على‎ ‎عون‎ ‎وباسيل،‎ ‎لافتة‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎لن‎ ‎يقدم‎ ‎على‎ ‎أي‎ ‎خطوة‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎تنسيق‎ ‎مع‎ ‎الفرنسيين‎ ‎ومن‎ ‎دون‎ ‎الحصول‎ ‎على‎ ‎أسماء‎ ‎الوزراء‎ ‎الشيعة‎.‎

وكشفت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎الفرنسيين‎ ‎يعملون‎ ‎على‎ ‎إنجاز‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكومية‎ ‎قبل‎ ‎زيارة‎ ‎الرئيس‎ ‎إيمانويل‎ ‎ماكرون‏‎ ‎إلى‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎الشهر‎ ‎الحالي،‎ ‎وبالتالي‎ ‎خيار‎ ‎حكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الواقع‎ ‎مستبعَد،‎ ‎بينما‎ ‎الحل‎ ‎هو‎ ‎وساطة‎ ‎متوازنة‎ ‎وتناسي‎ ‎أمر‎ ‎الأميركيين‎.‎

ولفتت‎ ‎مصادر‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يتعاون‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎للإسراع‎ ‎في‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎إنقاذ‎ ‎الوضع،‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎المجتمع‎ ‎الدولي‎ ‎يشترط‎ ‎دعم‎ ‎لبنان‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎الأمر‎ ‎الذي‎ ‎يتطلّب‎ ‎من‎ ‎الجميع‎ ‎التعاون‎ ‎لتسهيل‎ ‎التشكيل،‎ ‎بدل‎ ‎اللجوء‎ ‎الى‎ ‎رفض‎ ‎التشكيلة‎ ‎الحكومية،‎ ‎معتبرة‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎يتعاطى‎ ‎بإيجابية‎ ‎ويعتمد‎ ‎أداء‎ ‎عدم‎ ‎التعليق‎ ‎على‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎الاتهامات‎ ‎التي‎ ‎يتعرّض‎ ‎لها‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎أنه‎ ‎التزم‎ ‎الصمت‎ ‎بعد‎ ‎الذي‎ ‎صدر‎ ‎عن‎ ‎اجتماع‎ ‎الأعلى‎ ‎للدفاع‎ ‎علماً‎ ‎ان‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎كان‎ ‎مخالفاً‎ ‎للدستور‎.‎

‎‎ومع‎ ‎ذلك،‎ ‎لفتت‎ ‎مصادر‎ ‎نيابية‎ ‎في‎ ‎كتلة‎ ‎التحرير‎ ‎والتنمية‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎ان‎ ‎زيارة‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎لم‎ ‎تتأكد‎ ‎بعد،‎ ‎وفي‎ ‎حال‎ ‎حصلت،‎ ‎فإن‎ ‎البحث‎ ‎سوف‎ ‎يتناول‎ ‎توزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎الدخول‎ ‎في‎ ‎لعبة‎ ‎الأسماء‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎كل‎ ‎المؤشرات‎ ‎توحي‎ ‎ان‎ ‎لا‎ ‎حكومة‎ ‎حتى‎ ‎الساعة،‎ ‎وبالتالي‎ ‎لن‎ ‎يطرح‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎اية‎ ‎تشكيلة‎.‎

وجدّد‎ “‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحرّ‎” ‎انتقاده‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلّف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري،‎ ‎محملاً‎ ‎إياه‎ ‎مسؤولية‎ ‎التأخير‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎فمن‎ ‎غير‎ ‎المقبول‎ ‎ربط‎ ‎التشكيل‎ ‎بتبدّل‎ ‎الظروف‎ ‎وبالضغوط‎ ‎الحاصلة‎. ‎كذلك،‎ ‎أكد‎ ‎انسجام‎ ‎التيار‎ ‎مع‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎التدقيق‎ ‎المالي‎ ‎الجنائي‎. ‎وقال‎ ‎إن‎ ‎الالتزام‎ ‎بوحدة‎ ‎المعايير‎ ‎والمبادئ‎ ‎هو‎ ‎حبل‎ ‎نجاة‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلف‎. ‎إذ‎ ‎يحفظ‎ ‎التوازنات‎ ‎ويحترم‎ ‎الأصول،‎ ‎ويحقق‎ ‎الهدف‎ ‎الوطني‎ ‎بقيام‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصين‎ ‎‏تنفذ‎ ‎الإصلاحات‎ ‎المطلوبة،‎ ‎ويتمتع‎ ‎وزراؤها‎ ‎بالكفاءة‎ ‎والفعّالية‎ ‎والقدرة‎ ‎على‎ ‎الإنتاج‎.‎

وشدّد‎ ‎المجلس‎ ‎السياسي‎ ‎على‎ ‎ضرورة‎ ‎التزام‎ ‎الدستور‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎التشكيل،‎ ‎باحترام‎ ‎موقع‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎وصلاحياتها،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أي‎ ‎انتقاص‎ ‎أو‎ ‎تجاوز‎.‎

ودعا‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎في‎ ‎قداس‎ ‎الأحد‎ ‎رئيسَ‎ ‎الجمهوريّةِ‎ ‎والرئيسَ‎ ‎المكلَّفِ،‎ ‎ومهما‎ ‎كانت‎ ‎الأسباب‎ ‎الحقيقيّة‎ ‎التي‎ ‎تؤخّر‎ ‎إعلانَ‎ ‎حكومةٍ‎ ‎جديدة،‎ ‎إلى‎ ‎تخطّي‎ ‎جميع‎ ‎هذه‎ ‎الأسباب،‎ ‎واتخاذ‎ ‎الخطوة‎ ‎الشجاعة‎ ‎وتشكيلِ‎ ‎حكومةِ‎ ‎إنقاذٍ‎ ‎استثنائية‎ ‎خارج‎ ‎المحاصصة‎ ‎السياسيّة‎ ‎والحزبيّة‎. ‎وتوجه‎ ‎اليهما‎ ‎بالقول‎: ‎لا‎ ‎تَنتظِرا‎ ‎اتّفاقَ‎ ‎السياسيّين‎ ‎فهم‎ ‎لن‎ ‎يتّفقوا،‎ ‎ولا‎ ‎تَنتظِرا‎ ‎انتهاءَ‎ ‎الصراعاتِ‎ ‎الإقليميّة‎ ‎فهي‎ ‎لن‎ ‎تنتهيَ‎. ‎ألِّفا‎ ‎حكومةَ‎ ‎الشعب،‎ ‎فالشعبُ‎ ‎هو‎ ‎البدايةُ‎ ‎والنهاية،‎ ‎وهو‎ ‎الذي‎ ‎سيحسم‎ ‎بالنتيجة‎ ‎مصير‎ ‎لبنان‎.‎

وسأل‎: ‎هل‎ ‎من‎ ‎مبرّر‎ ‎لعدم‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎تنهض‎ ‎بلبنان‎ ‎الّذي‎ ‎بلغَ‎ ‎إلى‎ ‎ما‎ ‎تحت‎ ‎الحضيض‎ ‎والانهيار‎ ‎اقتصاديًّا‎ ‎وماليًّا‎ ‎ومعيشيًّا‎ ‎وأمنيًّا،‎ ‎وتعيده‎ ‎إلى‎ ‎منظومة‎ ‎الأمم؟‎ ‎أين‎ ‎ضميرهم‎ ‎الفرديّ‎ ‎وأين‎ ‎ضميرهم‎ ‎الوطنيّ؟‎ ‎ماذا‎ ‎ينتظرون‎ ‎أو‎ ‎يضمرون‎ ‎في‎ ‎الخفاء؟‎ ‎وفي‎ ‎كلّ‎ ‎حال‎ ‎لبنان‎ ‎وشعبه‎ ‎وكيانه‎ ‎فوقهم‎ ‎جميعًا،‎ ‎وصامد‎ ‎بوفائه‎ ‎وكرامته‎!‎

ويزور‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎إيمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎لبنان‎ ‎بين‎ 21 ‎و‎23 ‎كانون‎ ‎الأول‎ ‎الحالي،‎ ‎لكن‎ ‎برنامج‎ ‎الزيارة‎ ‎لم‎ ‎يتحدد‎ ‎رسمياً‎ ‎بعد‎ ‎ولا‎ ‎طبيعة‎ ‎الوفد‎ ‎الرسمي‎ ‎المرافق،‎ ‎ولم‎ ‎يُعرف‎ ‎بالضبط‎ ‎ما‎ ‎الذي‎ ‎سيحمله‎ ‎معه‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎مقترحات‎ ‎او‎ ‎مبادرات،‎ ‎سوى‎ ‎أنه‎ ‎سيقوم‎ ‎بزيارة‎ ‎تفقدية‎ ‎للقوات‎ ‎الفرنسية‎ ‎العاملة‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎قوات‎ ‎اليونيفيل‎ ‎في‎ ‎الجنوب،‎ ‎وتأكيد‎ ‎الدعم‎ ‎للشعب‎ ‎اللبناني‎. ‎وسيتم‎ ‎تحديد‎ ‎برنامج‎ ‎الزيارة‎ ‎التفصيلي‎ ‎واللقاءات‎ ‎التي‎ ‎سيعقدها‎ ‎لاحقاً،‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎المدة‎ ‎التي‎ ‎ستستغرقها‎ ‎الزيارة‎.‎

الى‎ ‎ذلك‎ ‎أفيد‎ ‎أن‎ ‎اجتماع‎ ‎السراي‎ ‎اليوم‎ ‎حول‎ ‎دعم‎ ‎المواد‎ ‎الأساسية‎ ‎والضرورية‎ ‎لن‎ ‎يكون‎ ‎الأخير‎ ‎إذ‎ ‎ستعقد‎ ‎لقاءات‎ ‎متتالية‎ ‎يوم‎ ‎غد‎ ‎الثلاثاء‎ ‎في‎ ‎نهار‎ “‎ماراتوني‎”‎،‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎اللجان‎ ‎النيابية‎ ‎المشتركة‎ ‎سوف‎ ‎تجتمع‎ ‎الاسبوع‎ ‎المقبل‎ ‎لاستكمال‎ ‎البحث‎ ‎بملف‎ ‎الدعم،‎ ‎بعدما‎ ‎طالبت‎ ‎الحكومة‎ ‎ومصرف‎ ‎لبنان‎ ‎بإرسال‎ ‎مقترحات‎ ‎جدية‎ ‎عملية‎. ‎وشددت‎ ‎المصادر‎ ‎المطلعة‎ ‎على‎ ‎موضوع‎ ‎الدعم‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ 70 ‎في‎ ‎المئة‎ ‎من‎ ‎الدعم‎ ‎لم‎ ‎يستفد‎ ‎منه‎ ‎ذوو‎ ‎الدخل‎ ‎المحدود‎ ‎والفقراء‎ ‎فهو‎ ‎ذهب‎ ‎الى‎ ‎الأغنياء‎ ‎والوسطاء‎ ‎والتجار‎ ‎والنازحين‎ ‎الذين‎ ‎يستفيدون‎ ‎من‎ ‎بطاقات‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎فضلاً‎ ‎عن‎ ‎ان‎ ‎نسبة‎ ‎كبيرة‎ ‎من‎ ‎المواد‎ ‎المدعومة‎ ‎هربت‎ ‎الى‎ ‎سورية،‎ ‎وبالتالي‎ ‎فإن‎ ‎الاجتماعات‎ ‎المتتالية‎ ‎سوف‎ ‎تبحث‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎لتبني‎ ‎على‎ ‎الشيء‎ ‎مقتضاه‎ ‎حيال‎ ‎ضرورة‎ ‎ترشيد‎ ‎الدعم‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎البعض‎ ‎بدأ‎ ‎يطرح‎ ‎ضرورة‎ ‎الذهاب‎ ‎الى‎ ‎اعتماد‎ ‎بطاقات‎ ‎تموينية‎ ‎يستفيد‎ ‎منها‎ ‎الفقراء‎ ‎وذوي‎ ‎الدخل‎ ‎المتوسط‎ ‎بالاعتماد‎ ‎على‎ ‎إحصاءات‎ ‎ودراسات‎ ‎البنك‎ ‎الدولي‎ ‎والأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎خاصة‎ ‎أن‎ ‎الاحتياطي‎ ‎الإلزامي‎ ‎بات‎ ‎في‎ ‎خطر‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *