الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : مؤتمر باريس للمساعدات الإنسانيّة: ‏توقعات بتأمين 500 مليون دولار من ‏مليارين اللجان المشتركة اليوم والمجلس المركزيّ غداً لترشيد الدعم والبداية ‏المحروقات / سلامة: الدعم مستمرّ لشهرين… وسنسلّم وثائق التدقيق حول ‏حسابات الدولة لا المصارف
flag-big

البناء : مؤتمر باريس للمساعدات الإنسانيّة: ‏توقعات بتأمين 500 مليون دولار من ‏مليارين اللجان المشتركة اليوم والمجلس المركزيّ غداً لترشيد الدعم والبداية ‏المحروقات / سلامة: الدعم مستمرّ لشهرين… وسنسلّم وثائق التدقيق حول ‏حسابات الدولة لا المصارف

لا‎ ‎حكومة،‎ ‎أمر‎ ‎بات‎ ‎مسلَّماً‎ ‎به،‎ ‎بالنسبة‎ ‎لكل‎ ‎متابعي‎ ‎المسار‎ ‎الحكومي،‎ ‎حتى‎ ‎لو‎ ‎ظهر‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎حاملاً‎ ‎ملفاً‎ ‎يتضمن‎ ‎مسودة‎ ‎حكومية‎ ‎في‎ ‎قصر‎ ‎بعبدا،‎ ‎للقاء‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎. ‎وكورونا‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎يتوسّع‎ ‎والقلق‎ ‎من‎ ‎المزيد‎ ‎مع‎ ‎زحمة‎ ‎الأعياد‎ ‎والتسوّق‎ ‎في‎ ‎موسمها،‎ ‎والإجراءات‎ ‎الحكوميّة‎ ‎التي‎ ‎كان‎ ‎الإقفال‎ ‎آخرها‎ ‎لم‎ ‎تظهر‎ ‎نتائج‎ ‎تذكر‎. ‎واللبنانيون‎ ‎يتصرفون‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ ‎أن‎ ‎ما‎ ‎باليد‎ ‎حيلة‎ ‎في‎ ‎هذين‎ ‎الملفين،‎ ‎بانتظار‎ ‎اللقاح‎ ‎الموعود‎ ‎من‎ ‎الخارج‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎منهما،‎ ‎ومعهما‎ ‎ملف‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎الذي‎ ‎يبدو‎ ‎ان‎ ‎عليه‎ ‎الانتظار‎ ‎أيضاً‎ ‎حتى‎ ‎تتبلور‎ ‎صورة‎ ‎الوضع‎ ‎الدولي‎ ‎الجديد‎ ‎مع‎ ‎تسلم‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎المنتخب‎ ‎جو‎ ‎بايدن‎ ‎مقاليد‎ ‎الحكم‎ ‎وانطلاق‎ ‎التفاوض‎ ‎الروسي‎ ‎الأميركي‎ ‎الذي‎ ‎سيكون‎ ‎من‎ ‎محاوره‎ ‎مستقبل‎ ‎الغاز‎ ‎في‎ ‎البحر‎ ‎المتوسط،‎ ‎ونزاع‎ ‎الأنابيب‎ ‎لنقله‎ ‎الى‎ ‎أوروبا‎.‎

في‎ ‎ظل‎ ‎هذا‎ ‎التأقلم‎ ‎مع‎ ‎الانتظار،‎ ‎عيون‎ ‎اللبنانيين‎ ‎شاخصة‎ ‎الى‎ ‎باريس‎ ‎التي‎ ‎تشهد‎ ‎انعقاد‎ ‎مؤتمر‎ ‎الدعم‎ ‎المخصص‎ ‎للمساعدات‎ ‎الإنسانية،‎ ‎بدعوة‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎امانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎ومشاركة‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎للأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎نيكولاس‎ ‎غوتيريس،‎ ‎والمؤتمر‎ ‎هو‎ ‎بديل‎ ‎للمؤتمر‎ ‎الذي‎ ‎تم‎ ‎تأجيله‎ ‎مرتين‎ ‎تحت‎ ‎عنوان‎ ‎النهوض‎ ‎بالاقتصاد‎ ‎ومعالجة‎ ‎الأزمة‎ ‎المالية‎ ‎الذي‎ ‎ينتظر‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة‎ ‎وخطتها‎ ‎الإصلاحية‎ ‎وانطلاق‎ ‎مفاوضاتها‎ ‎مع‎ ‎صندوق‎ ‎النقد‎ ‎الدولي،‎ ‎وفقاً‎ ‎للمبادرة‎ ‎الفرنسية،‎ ‎بينما‎ ‎مؤتمر‎ ‎اليوم‎ ‎هو‎ ‎تتمة‎ ‎لمؤتمر‎ ‎سابق‎ ‎خاص‎ ‎بالمساعدات‎ ‎الإنسانية‎ ‎للمتضررين‎ ‎من‎ ‎تفجير‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت،‎ ‎ولو‎ ‎أن‎ ‎المؤتمر‎ ‎وضع‎ ‎على‎ ‎جدول‎ ‎أعماله‎ ‎إعادة‎ ‎إعمار‎ ‎ما‎ ‎تهدم‎ ‎في‎ ‎تفجير‎ ‎المرفأ‎ ‎وجرى‎ ‎تقدير‎ ‎المبالغ‎ ‎المطلوبة‎ ‎بملياري‎ ‎دولار،‎ ‎فإن‎ ‎مصادر‎ ‎على‎ ‎صلة‎ ‎بالتحضيرات‎ ‎الخاصة‎ ‎بالمؤتمر‎ ‎توقعت‎ ‎أن‎ ‎يؤمن‎ ‎المسعى‎ ‎الفرنسي‎ ‎مبلغ‎ ‎خمسمئة‎ ‎مليون‎ ‎دولار‎ ‎تضخ‎ ‎في‎ ‎الاقتصاد‎ ‎اللبناني‎ ‎عبر‎ ‎منصة‎ ‎تشرف‎ ‎عليها‎ ‎فرنسا‎ ‎تشترك‎ ‎فيها‎ ‎جمعيات‎ ‎ومؤسسات‎ ‎مثل‎ ‎بلدية‎ ‎بيروت‎ ‎والصليب‎ ‎الأحمر‎ ‎والدفاع‎ ‎المدني،‎ ‎وتخضع‎ ‎أعمالها‎ ‎لتدقيق‎ ‎مالي‎ ‎ومحاسبي‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎مكاتب‎ ‎فرنسيّة‎.‎

الاهتمام‎ ‎الشعبي‎ ‎ينصبّ‎ ‎على‎ ‎معرفة‎ ‎ما‎ ‎سيلحق‎ ‎بدعم‎ ‎المستوردات‎ ‎الذي‎ ‎يتولاه‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎.‎‎ ‎وعلى‎ ‎هذا‎ ‎الصعيد‎ ‎تنعقد‎ ‎اللجان‎ ‎النيابية‎ ‎المشتركة‎ ‎اليوم‎ ‎وينعقد‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي‎ ‎لمصرف‎ ‎لبنان‎ ‎غداً‎ ‎للبحث‎ ‎في‎ ‎سبل‎ ‎توفير‎ ‎العملات‎ ‎الصعبة‎ ‎لمواصلة‎ ‎دعم‎ ‎ما‎ ‎هو‎ ‎الأشد‎ ‎ضرورية،‎ ‎خصوصاً‎ ‎تخفيض‎ ‎الاحتياط‎ ‎الإلزامي‎ ‎للمصارف‎ ‎من‎ 15% ‎الى‎ 12%‎،‎ ‎فيما‎ ‎كان‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎يعلن‎ ‎أن‎ ‎الدعم‎ ‎سيستمر‎ ‎لشهرين،‎ ‎ما‎ ‎لم‎ ‎تتأمن‎ ‎موارد‎ ‎جديدة،‎ ‎كاشفاً‎ ‎عن‎ ‎نيته‎ ‎تسليم‎ ‎الوثائق‎ ‎المطلوبة‎ ‎للتدقيق‎ ‎المالي‎ ‎الجنائي‎ ‎في‎ ‎حسابات‎ ‎الدولة‎ ‎ومؤسساتها،‎ ‎رابطاً‎ ‎تسليم‎ ‎ما‎ ‎يتصل‎ ‎بحسابات‎ ‎المصارف‎ ‎بقانون‎ ‎يرفع‎ ‎السرية‎ ‎المصرفية‎.‎

على‎ ‎صعيد‎ ‎ملف‎ ‎الدعم‎ ‎قالت‎ ‎مصادر‎ ‎مالية‎ ‎إن‎ ‎أول‎ ‎ما‎ ‎سيطاله‎ ‎التوقف‎ ‎هو‎ ‎دعم‎ ‎المحروقات،‎ ‎حيث‎ ‎يتوقع‎ ‎زيادة‎ ‎ساعات‎ ‎تقنين‎ ‎الكهرباء‎ ‎بنتيجة‎ ‎تراجع‎ ‎كميات‎ ‎الفيول‎ ‎المستورد،‎ ‎وزيادة‎ ‎سعر‎ ‎تنكة‎ ‎البنزين‎ ‎الى‎ 50 ‎الف‎ ‎ليرة‎ ‎كمرحلة‎ ‎أولى‎ ‎ربما‎ ‎تصل‎ ‎الى‎ 100 ‎الف‎ ‎لاحقاً،‎ ‎لأن‎ ‎القضية‎ ‎الأهم‎ ‎هنا،‎ ‎برأي‎ ‎المصادر‎ ‎ليست‎ ‎سعر‎ ‎شراء‎ ‎الدولار‎ ‎من‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎لتغطية‎ ‎مستلزمات‎ ‎الاستيراد،‎ ‎بل‎ ‎توقف‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎عن‎ ‎تأمين‎ ‎دولارات‎ ‎الاستيراد،‎ ‎وبالتالي‎ ‎توجه‎ ‎المستوردين‎ ‎الى‎ ‎السوق‎ ‎طلباً‎ ‎للدولار‎ ‎وبالتالي‎ ‎تشكيل‎ ‎قوة‎ ‎ضغط‎ ‎في‎ ‎السوق‎ ‎ستؤدي‎ ‎إلى‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الدولار‎ ‎بطريقة‎ ‎تخرج‎ ‎عن‎ ‎السيطرة،‎ ‎وبنسب‎ ‎يصعب‎ ‎توقعها‎.‎

خيارات‎ ‎بديلة‎ ‎عن‎ ‎رفع‎ ‎الدعم
وفيما‎ ‎بقي‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎في‎ ‎دائرة‎ ‎الجمود‎ ‎والتعقيد‎ ‎بانتظار‎ ‎صيغة‎ ‎حكومية‎ ‎يقدمها‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎الى‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎خلال‎ ‎زيارته‎ ‎المرتبة‎ ‎الى‎ ‎بعبدا،‎ ‎تقدّمت‎ ‎إلى‎ ‎واجهة‎ ‎الاهتمام‎ ‎الرسمي‎ ‎والشعبي‎ ‎الملفات‎ ‎المالية‎ ‎والاقتصادية‎ ‎وسط‎ ‎تحذيرات‎ ‎من‎ ‎انحدار‎ ‎الوضع‎ ‎الاقتصادي‎ ‎والاجتماعي‎ ‎والمالي‎ ‎إلى‎ ‎الأسوأ‎ ‎نتيجة‎ ‎عجز‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎عن‎ ‎الاستمرار‎ ‎بسياسة‎ ‎الدعم‎ ‎للمواد‎ ‎الأولية‎ ‎والسلع‎ ‎الغذائية،‎ ‎ما‎ ‎سيفرض‎ ‎على‎ ‎المصرف‎ ‎المركزي‎ ‎والدولة‎ ‎البحث‎ ‎عن‎ ‎حلول‎ ‎لحماية‎ ‎ما‎ ‎تبقى‎ ‎من‎ ‎احتياطات‎ ‎نقدية‎ ‎بالعملة‎ ‎الأجنبية‎ ‎أطول‎ ‎مدة‎ ‎معينة،‎ ‎خصوصاً‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎طال‎ ‎أمد‎ ‎ولادة‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة‎ ‎وفي‎ ‎الوقت‎ ‎نفسه‎ ‎عدم‎ ‎تحميل‎ ‎المواطنين‎ ‎عبئاً‎ ‎إضافياً‎.‎

وأشار‎ ‎خبير‎ ‎اقتصاديّ‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎موضوع‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎موضوع‎ ‎زاد‎ ‎تعقيداً‎ ‎وحساسية،‎ ‎لأن‎ ‎المسؤولين‎ ‎وضعوا‎ ‎المواطن‎ ‎في‎ ‎وضع‎ ‎لا‎ ‎يُحسد‎ ‎عليه‎ ‎وبات‎ ‎علينا‎ ‎الاختيار‎ ‎بين‎ ‎السيئ‎ ‎والأسوأ،‎ ‎وأي‎ ‎من‎ ‎الخيارات‎ ‎سينعكس‎ ‎سلباً‎ ‎على‎ ‎المواطن‎ ‎وقدرته‎ ‎الشرائية‎”. ‎وأضاف‎: ‎‎”‎هناك‎ ‎إجراءات‎ ‎مرحلية‎ ‎ترشيدية‎ ‎مؤقتة‎ ‎يمكن‎ ‎اتخاذها‎ ‎لتخفيف‎ ‎حدة‎ ‎الأزمة،‎ ‎ومنها‎ ‎تجزئة‎ ‎الدعم‎ ‎انطلاقاً‎ ‎من‎ ‎القاعدة‎ ‎التي‎ ‎ينطلق‎ ‎منها‎ ‎الاقتصاديون‎ ‎وهي‎ ‎مرونة‎ ‎الطلب‎ ‎على‎ ‎سلعة‎ ‎ما‎ ‎بالنسبة‎ ‎الى‎ ‎سعرها،‎ ‎فالدواء‎ ‎مثلاً‎ ‎لا‎ ‎يتأثر‎ ‎الطلب‎ ‎عليه‎ ‎إن‎ ‎ارتفع‎ ‎سعره‎ ‎لأنه‎ ‎سلعة‎ ‎أساسية‎ ‎وضرورية‎ ‎للمواطن‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎الاستغناء،‎ ‎في‎ ‎المقابل‎ ‎يمكن‎ ‎تخفيض‎ ‎استهلاك‎ ‎مشتقات‎ ‎الطحين‎ ‎باستثناء‎ ‎الخبز،‎ ‎وكذلك‎ ‎الأمر‎ ‎يمكن‎ ‎تقنين‎ ‎المحروقات‎ ‎رغم‎ ‎أن‎ ‎الدولة‎ ‎لم‎ ‎تبنِ‎ ‎نظاماً‎ ‎للنقل‎ ‎العام‎ ‎كي‎ ‎تفرض‎ ‎على‎ ‎المواطنين‎ ‎تخفيض‎ ‎تنقلاتهم‎ ‎واستخدام‎ ‎النقل‎ ‎المشترك،‎ ‎لكن‎ ‎لكون‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎وضع‎ ‎وظروف‎ ‎استثنائية‎ ‎وحرجة‎ ‎من‎ ‎الممكن‎ ‎تقنين‎ ‎استهلاك‎ ‎المحروقات‎”. ‎وأوضح‎ ‎الخبير‎ ‎أن‎ “‎الدواء‎ ‎رغم‎ ‎أنه‎ ‎خط‎ ‎أحمر‎ ‎لكن‎ ‎يمكن‎ ‎اتخاذ‎ ‎إجراءات‎ ‎لتقنين‎ ‎استيراد‎ ‎الأدوية‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎تستخدم‎ ‎لعلاج‎ ‎الأمراض‎ ‎المزمنة‎ ‎والمستعصية‎ ‎والتي‎ ‎يوجد‎ ‎بديل‎ ‎عنها‎ ‎في‎ ‎السوق‎ ‎المحلي،‎ ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎أغلب‎ ‎الأدوية‎ ‎لها‎ ‎ما‎ ‎يوازيها‎ ‎في‎ ‎السوق‎ ‎المحلية،‎ ‎وبالتالي‎ ‎يجب‎ ‎تخفيض‎ ‎أو‎ ‎ترشيد‎ ‎الدعم‎ ‎في‎ ‎قطاع‎ ‎الأدوية‎ ‎الى‎ ‎حد‎ ‎كبير‎”. ‎ولكن‎ ‎هذا‎ ‎لا‎ ‎يكفي‎ ‎بحسب‎ ‎الخبير‎ ‎فيجب‎ ‎تحويل‎ ‎المرحلة‎ ‎الصعبة‎ ‎الى‎ ‎فرصة‎ ‎لتطوير‎ ‎الصناعات‎ ‎المحلية‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎صناعة‎ ‎الأدوية‎ ‎المحلية‎ ‎واستيراد‎ ‎السلع‎ ‎الوسيطة‎ ‎التي‎ ‎تحتاج‎ ‎اليها‎ ‎صناعة‎ ‎الأدوية،‎ ‎وبالتالي‎ ‎الوصول‎ ‎الى‎ ‎تغطية‎ ‎حاجة‎ ‎البلد‎ ‎من‎ ‎الأدوية‎ ‎بعد‎ ‎ثلاث‎ ‎سنوات‎”‎،‎ ‎وتحدث‎ ‎الخبير‎ ‎عن‎ 4000 ‎دواء‎ ‎مرخص‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎بينما‎ ‎هناك‎ ‎دول‎ ‎عدد‎ ‎سكانها‎ 300 ‎مليون‎ ‎نسمة‎ ‎تعتمد‎ ‎على‎ ‎لائحة‎ ‎منظمة‎ ‎الصحة‎ ‎العالمية‎ ‎التي‎ ‎تتراوح‎ ‎بين‎ 400 ‎و‎600 ‎دواء‎ ‎فقط‎”.‎

ولفت‎ ‎الخبير‎ ‎إلى‎ “‎أن‎ ‎هذه‎ ‎الحلول‎ ‎مؤقتة‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎الظروف‎ ‎الصعبة،‎ ‎أما‎ ‎الحل‎ ‎الجذري‎ ‎فهو‎ ‎إقرار‎ ‎الإصلاحات‎ ‎الأساسية‎ ‎التي‎ ‎لم‎ ‎تقر‎ ‎منذ‎ ‎سنوات،‎ ‎والسير‎ ‎وفق‎ ‎رؤية‎ ‎اقتصادية‎ ‎وتحديد‎ ‎الثقب‎ ‎الأسود‎ ‎وتوزيع‎ ‎الخسائر‎ ‎وإقرار‎ ‎قوانين‎ ‎التحويلات‎ ‎إلى‎ ‎الخارج‎ ‎والتدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎بكل‎ ‎المؤسسات‎ ‎العامة‎ ‎وإعادة‎ ‎هيكلة‎ ‎القطاع‎ ‎المصرفي‎ ‎وإصلاح‎ ‎النظام‎ ‎الضريبي‎ ‎لكن‎ ‎كل‎ ‎ذلك‎ ‎يحتاج‎ ‎الى‎ ‎حكومة‎ ‎فاعلة‎ ‎وقرار‎ ‎سياسي‎ ‎حاسم‎”.‎

وأطلق‎ ‎رئيس‎ ‎نقابة‎ ‎مستوردي‎ ‎المواد‎ ‎الغذائية‎ ‎هاني‎ ‎بحصلي‎ ‎صرخة‎ ‎حذّر‎ ‎فيها‎ ‎من‎ ‎أن‎ “‎الأمن‎ ‎الغذائي‎ ‎في‎ ‎خطر‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎استمرّ‎ ‎العمل‎ ‎بتدبير‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎والمصارف‎ ‎القاضي‎ ‎بخفض‎ ‎السحوبات‎ ‎بالليرة‎ ‎من‎ ‎المصارف‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بالنسبة‎ ‎للشركات‎ ‎المستوردة‎ ‎لهذه‎ ‎المواد‎”‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أن‎ ‎دراسة‎ ‎أجرتها‎ ‎النقابة‎ ‎أظهرت‎ ‎ان‎ ‎استيراد‎ ‎المواد‎ ‎الغذائية‎ ‎سينخفض‎ ‎في‎ ‎وقت‎ ‎قريب‎ ‎الى‎ ‎النصف‎ ‎جراء‎ ‎هذا‎ ‎التدبير‎ ‎المجحف‎.‎
وتعقد‎ ‎اللجان‎ ‎النيابية‎ ‎المشتركة‎ ‎جلسة‎ ‎اليوم‎ ‎لبحث‎ ‎موضوع‎ “‎الدعم‎” ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎تآكل‎ ‎احتياطي‎ “‎المركزي‎”.‎

ومن‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎يعقد‎ ‎المجلس‎ ‎المركزي‎ ‎لمصرف‎ ‎لبنان‎ ‎اجتماعاً‎ ‎خلال‎ ‎اليومين‎ ‎المقبلين‎ ‎لدراسة‎ ‎الخيارات‎ ‎المتاحة‎. ‎وعلمت‎ “‎البناء‎” ‎أن‎ ‎القرار‎ ‎حسم‎ ‎لجهة‎ ‎اتخاذ‎ ‎قرار‎ ‎نهائي‎ ‎بموضوع‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎قبل‎ ‎نهاية‎ ‎العام،‎ ‎وذلك‎ ‎لأن‎ ‎سياسة‎ ‎الدعم‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تستمر‎ ‎بهذا‎ ‎الشكل،‎ ‎وهذا‎ ‎الأمر‎ ‎محط‎ ‎إجماع‎ ‎الحكومة‎ ‎ومصرف‎ ‎لبنان‎ ‎والمجلس‎ ‎النيابي،‎ ‎لكن‎ ‎الخلاف‎ ‎الحاصل‎ ‎هو‎ ‎حول‎ ‎آليات‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎بشكل‎ ‎لا‎ ‎تؤذي‎ ‎الطبقات‎ ‎الفقيرة‎ ‎والمتوسطة‎.‎

وأكد‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎خلال‎ ‎اجتماعه‎ ‎الدوري‎ ‎الكترونياً‎ ‎برئاسة‎ ‎رئيس‎ ‎التكتل‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎أنه‎ “‎مع‎ ‎سياسة‎ ‎دعم‎ ‎الأفراد‎ ‎وليس‎ ‎السلع،‎ ‎ومع‎ ‎الدعم‎ ‎الموجّه‎ ‎وليس‎ ‎الدعم‎ ‎المعمّم‎. ‎وهذا‎ ‎موقفه‎ ‎الثابت‎ ‎منذ‎ ‎أن‎ ‎طالب‎ ‎عام‎ 2010 ‎برفع‎ ‎تعرفة‎ ‎الكهرباء‎ ‎عوضاً‎ ‎عن‎ ‎تكبد‎ ‎الخزينة‎ ‎مليارات‎ ‎الدولارات‎ ‎‏كتكلفة‎ ‎لسياسة‎ ‎دعم‎ ‎سلعة‎ ‎الكهرباء‎. ‎والمفارقة‎ ‎ان‎ ‎بعض‎ ‎المسؤولين‎ ‎عن‎ ‎هذه‎ ‎السياسة‎ ‎عاب‎ ‎على‎ ‎التكتل‎ ‎مطلبه‎ ‎وراح‎ ‎يسميه‎ ‎فساداً‎”. ‎ودعا‎ ‎الى‎ “‎توفير‎ ‎دعم‎ ‎تمويلي‎ ‎مباشر‎ ‎للأفراد‎ ‎والعائلات‎ ‎المستحقة‎ ‎ومساعدتهم‎ ‎مادياً‎ ‎لتأمين‎ ‎الغذاء‎ ‎بما‎ ‎فيه‎ ‎القمح‎ ‎والدواء‎ ‎والمحروقات‎ ‎كمواد‎ ‎أساسية،‎ ‎والكفّ‎ ‎عن‎ ‎دعم‎ ‎الميسورين‎ ‎وغير‎ ‎المحتاجين‎ ‎لا‎ ‎بل‎ ‎المنتفعين‎. ‎ويعتبر‎ ‎أنه‎ ‎هذا‎ ‎هو‎ ‎الهدر‎ ‎بحد‎ ‎ذاته‎”.‎

تقرير‎ ‎البنك‎ ‎الدولي‎ ‎حول‎ ‎لبنان
وأكد‎ ‎البنك‎ ‎الدولي‎ ‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎يعاني‎ ‎من‎ ‎ركود‎ ‎شاق‎ ‎وطويل‎. ‎وقال‎ ‎في‎ ‎تقرير‎ ‎المرصد‎ ‎الاقتصادي‎ ‎للبنان‎ ‎إن‎ “‎الفقر‎ ‎سيواصل‎ ‎التفاقم‎ ‎على‎ ‎الأرجح،‎ ‎ليصبح‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎نصف‎ ‎السكان‎ ‎فقراء‎ ‎بحلول‎ 2021‎،‎ ‎فيما‎ ‎من‎ ‎المتوقع‎ ‎أن‎ ‎تبلغ‎ ‎نسبة‎ ‎الدين‎ ‎إلى‎ ‎الناتج‎ ‎المحلي‎ ‎الإجمالي‎ 194 ‎بالمئة‎ ‎ارتفاعاً‎ ‎من‎ 171 ‎بالمئة‎ ‎في‎ ‎نهاية‎ 2019”.‎
وأشار‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎الى‎ ‎أن‎ “‎بعد‎ ‎عام‎ ‎من‎ ‎تفجر‎ ‎الأزمة‎ ‎الاقتصادية‎ ‎الحادة‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎أدى‎ ‎الغياب‎ ‎المتعمد‎ ‎لإجراءات‎ ‎فعالة‎ ‎على‎ ‎صعيد‎ ‎السياسات‎ ‎من‎ ‎جانب‎ ‎السلطات‎ ‎إلى‎ ‎تعريض‎ ‎الاقتصاد‎ ‎لركود‎ ‎شاق‎ ‎وطويل‎”.‎

وبعد‎ ‎انخفاض‎ ‎ملحوظ‎ ‎إلى‎ ‎ما‎ ‎دون‎ ‎الـ‎8000 ‎ليرة،‎ ‎عاد‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار‎ ‎في‎ ‎السوق‎ ‎السوداء‎ ‎للارتفاع‎ ‎وسجل‎ ‎مساء‎ ‎أمس‎ 8000 ‎ليرة‎ ‎للشراء،‎ ‎مقابل‎ 8100 ‎ليرة‎ ‎للمبيع‎. ‎وكان‎ ‎تراوح‎ ‎دولار‎ ‎السوق‎ ‎السوداء‎ ‎صباحاً‎ ‎ما‎ ‎بين‎ 7700 ‎ليرة‎ ‎للشراء‎ ‎و‎7800 ‎ليرة‎ ‎للمبيع‎.‎
سلامة‎: ‎سنستمرّ‎ ‎بالدعم‎ ‎لشهرين

وفي‎ ‎أول‎ ‎تصريح‎ ‎له‎ ‎بعد‎ ‎عودته‎ ‎من‎ ‎فرنسا‎ ‎كشف‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎ ‎ان‎ ‎المصرف‎ ‎المركزي‎ ‎بإمكانه‎ ‎الاستمرار‎ ‎بسياسة‎ ‎الدعم‎ ‎لمدة‎ ‎شهرين‎ ‎فقط‎. ‎وأشار‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الاتهامات‎ ‎الموجهة‎ ‎له‎ ‎غير‎ ‎صحيحة‎. ‎وأضاف‎: ‎‎”‎لست‎ ‎جزءاً‎ ‎من‎ ‎الفساد‎ ‎فأنا‎ ‎مستقل‎ ‎وغير‎ ‎متحزّب‎”.‎

وأعلن‎ ‎سلامة‎ ‎في‎ ‎حديثٍ‎ ‎تلفزيوني‎ ‎أن‎ “‎ودائع‎ ‎اللبنانيين‎ ‎موجودة‎ ‎في‎ ‎المصارف‎ ‎وليس‎ ‎في‎ “‎البنك‎ ‎المركزي‎”‎،‎ ‎والدليل‎ ‎أن‎ ‎لا‎ ‎مصرف‎ ‎أعلن‎ ‎إفلاسه‎”. ‎وأوضح‎ ‎أن‎ “‎المصارف‎ ‎اللبنانية‎ ‎لديها‎ ‎إدارتها‎ ‎للمخاطر‎ ‎ونحن‎ ‎نضع‎ ‎السياسات‎ ‎فقط‎”.‎

ولفت‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎شهرياً‎ ‎هناك‎ ‎ما‎ ‎لا‎ ‎يقل‎ ‎عن‎ 600 ‎مليون‎ ‎دولار‎ ‎يتم‎ ‎سحبها‎ ‎تلبية‎ ‎لحاجات‎ ‎اللبنانيين‎”‎،‎ ‎وأردف‎ ‎أن‎ “‎كل‎ ‎دول‎ ‎العالم‎ ‎تضع‎ ‎حداً‎ ‎للسحوبات‎ ‎النقدية‎”.‎
وكشف‎ ‎سلامة‎ ‎أن‎ “‎حتى‎ ‎آخر‎ ‎أيلول‎ 2020‎،‎ ‎أرجع‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎كل‎ ‎الدولارات‎ ‎للمصارف‎”‎،‎ ‎وقال‎ ‎إن‎ “‎المصرف‎ ‎المركزي‎ ‎يموّل‎ ‎الدولة‎ ‎إذا‎ ‎افتقرت‎ ‎للتمويل‎ ‎وفقاً‎ ‎للقانون‎”‎،‎ ‎وأشار‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎العجز‎ ‎بموازنة‎ ‎الدولة‎ ‎لا‎ ‎يخص‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎”.‎
وتابع‎: ‎‎”‎مليار‎ ‎ومئة‎ ‎مليون‎ ‎خرجت‎ ‎من‎ ‎لبنان‎ ‎وليست‎ ‎هي‎ ‎سبب‎ ‎الأزمة،‎ ‎ونحن‎ ‎مع‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎وسلمنا‎ ‎حساباتنا‎”.‎

مؤتمر‎ ‎دعم‎ ‎لبنان
ويُعقد‎ ‎اليوم‎ “‎المؤتمر‎ ‎الدولي‎ ‎الثاني‎ ‎لدعم‎ ‎بيروت‎ ‎والشعب‎ ‎اللبناني‎” ‎في‎ ‎بيروت‎ ‎بواسطة‎ ‎تقنية‎ ‎الفيديو،‎ ‎بدعوة‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎ايمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎الذي‎ ‎سيرأس‎ ‎الاجتماع‎ ‎مع‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎للامم‎ ‎المتحدة‎ ‎انطونيو‎ ‎غوتيريس،‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يلقي‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎كلمة‎ ‎تتناول‎ ‎الأوضاع‎ ‎الاقتصادية‎ ‎الراهنة‎ ‎والصعوبات‎ ‎التي‎ ‎تواجه‎ ‎اللبنانيين‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المرحلة‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎بعد‎ ‎الانفجار‎ ‎في‎ ‎مرفأ‎ ‎بيروت‎ ‎وتداعيات‎ ‎جائحة‎ “‎كورونا‎”.‎

عون
واطلع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎من‎ ‎سفير‎ ‎الاتحاد‎ ‎الاوروبي‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎رالف‎ ‎طراف‎ ‎ونائبة‎ ‎المنسق‎ ‎الخاص‎ ‎للأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎نجاة‎ ‎رشدي‎ ‎والمدير‎ ‎الاقليمي‎ ‎لدائرة‎ ‎المشرق‎ ‎في‎ ‎البنك‎ ‎الدولي‎ ‎ساروج‎ ‎كومار‎ ‎جاه،‎ ‎على‎ “‎اطار‎ ‎الاصلاح‎ ‎والتعافي‎ ‎واعادة‎ ‎الاعمار‎ ‎للبنان‎”‎،‎ ‎الذي‎ ‎اعدته‎ ‎الجهات‎ ‎الثلاث‎ ‎والتي‎ ‎قدرت‎ ‎تكلفته‎ ‎بمليارين‎ ‎و‎500 ‎مليون‎ ‎دولار‎.‎
ولفت‎ ‎عون‎ ‎الى‎ “‎أن‎ ‎لبنان‎ ‎يعول‎ ‎كثيراً‎ ‎على‎ ‎المؤتمر‎ ‎الدولي‎ ‎الثاني‎ ‎الذي‎ ‎دعا‎ ‎اليه‎ ‎الرئيس‎ ‎ماكرون‎ ‎والأمين‎ ‎العام‎ ‎انطونيو‎ ‎غوتيريس،‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎أن‎ ‎اعمال‎ ‎المؤتمر‎ ‎ترتكز‎ ‎على‎ ‎التقرير‎ ‎الذي‎ ‎صدر‎ ‎عن‎ ‎البنك‎ ‎الدولي‎ ‎والاتحاد‎ ‎الاوروبي‎ ‎والأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎لتقييم‎ ‎الخسائر‎ ‎والحاجات‎”.‎

وأبلغ‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎المجتمعين‎ “‎ان‎ ‎الرسالة‎ ‎التي‎ ‎وجهها‎ ‎الى‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎ودعا‎ ‎فيها‎ ‎النواب‎ ‎الى‎ ‎اتخاذ‎ ‎موقف‎ ‎واضح‎ ‎بشأن‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎لقيت‎ ‎تأييد‎ ‎المجلس‎ ‎الذي‎ ‎أصدر‎ ‎قراراً‎ ‎بإخضاع‎ ‎حسابات‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎والوزارات‎ ‎والمصالح‎ ‎المستقلة‎ ‎والمجالس‎ ‎والصناديق‎ ‎والمؤسسات‎ ‎العامة‎ ‎بالتوازي‎ ‎للتدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أي‎ ‎عائق‎ ‎او‎ ‎تذرع‎ ‎بسرية‎ ‎مصرفية‎”. ‎واعتبر‎ “‎ان‎ ‎هذا‎ ‎التدقيق‎ ‎سيمكن‎ ‎من‎ ‎معرفة‎ ‎كل‎ ‎دولار‎ ‎انفق‎ ‎او‎ ‎سينفق‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎ما‎ ‎يحقق‎ ‎صدقية‎ ‎الدولة‎ ‎تجاه‎ ‎المجتمع‎ ‎الدولي‎ ‎ولا‎ ‎سيما‎ ‎الدول‎ ‎المانحة‎”.‎

كتاب‎ ‎وزني‎ ‎الى‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان
وفي‎ ‎تطوّر‎ ‎لافت،‎ ‎وبعد‎ ‎توصية‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي،‎ ‎أرسل‎ ‎وزير‎ ‎المال‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎غازي‎ ‎وزني‎ ‎كتاباً‎ ‎إلى‎ ‎حاكم‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎رياض‎ ‎سلامة‎ ‎حول‎ ‎موضوع‎ ‎إخضاع‎ ‎جميع‎ ‎حسابات‎ ‎الإدارات‎ ‎العامة‎ ‎للتدقيق‎ ‎المحاسبي‎ ‎الجنائي‎. ‎ومما‎ ‎جاء‎ ‎فيه‎: ‎‎”‎بعد‎ ‎التشاور‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎الوزراء،‎ ‎وعطفاً‎ ‎على‎ ‎اجتماعاتنا‎ ‎ومشاوراتنا‎ ‎السابقة‎ ‎ذات‎ ‎الصلة،‎ ‎نتمنى‎ ‎عليكم‎ ‎تنفيذ‎ ‎قرار‎ ‎مجلس‎ ‎النواب،‎ ‎وإخضاع‎ ‎جميع‎ ‎حسابات‎ ‎الإدارات‎ ‎العامة‎ ‎للتدقيق‎ ‎المحاسبي‎ ‎الجنائي‎ ‎وذلك‎ ‎وفقاً‎ ‎للقوانين‎ ‎والأنظمة‎ ‎المرعية‎ ‎الإجراء،‎ ‎ومع‎ ‎حفظ‎ ‎حقوق‎ ‎الدولة‎ ‎لأي‎ ‎جهة‎ ‎كانت‎”.‎

الحكومة
في‎ ‎غضون‎ ‎ذلك،‎ ‎لم‎ ‎يسجل‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎أي‎ ‎جديد،‎ ‎وسط‎ ‎تساؤلات‎ ‎حول‎ ‎تأخير‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎زيارته‎ ‎الى‎ ‎بعبدا‎ ‎بعد‎ ‎تسريبات‎ ‎متتالية‎ ‎مصدرها‎ ‎بيت‎ ‎الوسط‎ ‎أكدت‎ ‎حصول‎ ‎الزيارة‎ ‎خلال‎ ‎ساعات‎. ‎فيما‎ ‎أكدت‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎ان‎ ‎الحريري‎ ‎تريث‎ ‎بانتظار‎ ‎المشاورات‎ ‎الفرنسية‎ -‎‎ ‎الاميركية‎ ‎من‎ ‎جهة‎ ‎ونتيجة‎ ‎التواصل‎ ‎الفرنسي‎ ‎مع‎ ‎الجهات‎ ‎اللبنانية،‎ ‎منها‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎.‎
واكدت‎ ‎اوساط‎ ‎نيابية‎ ‎مطلعة‎ ‎في‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎للبناء‎ ‎ان‎ ‎الحريري‎ “‎أبلغ‎ ‎الكتلة‎ ‎انه‎ ‎بصدد‎ ‎زيارة‎ ‎بعبدا‎ ‎حاملاً‎ ‎في‎ ‎جعبته‎ ‎مسودة‎ ‎لتشكيلة‎ ‎حكومية‎ ‎مطلع‎ ‎الأسبوع‎ ‎الحالي‎ ‎لكن‎ ‎لم‎ ‎يعرف‎ ‎المستجدات‎ ‎التي‎ ‎دفعته‎ ‎للتأخير‎”‎،‎ ‎ولفتت‎ ‎الى‎ ‎ان‎ “‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎يجري‎ ‎مشاوراته‎ ‎بتكتم‎ ‎شديد،‎ ‎كي‎ ‎لا‎ ‎تحترق‎ ‎الطبخة‎”. ‎وفي‎ ‎ردها‎ ‎على‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎لفتت‎ ‎الاوساط‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎الحريري‎ “‎لا‎ ‎يراهن‎ ‎على‎ ‎متغيرات‎ ‎دولية‎ ‎ولا‎ ‎يعول‎ ‎على‎ ‎التغيير‎ ‎في‎ ‎الادارة‎ ‎الاميركية‎ ‎ولا‎ ‎على‎ ‎انتقال‎ ‎الرئاسة‎ ‎الاميركية‎ ‎من‎ ‎ترامب‎ ‎الى‎ ‎بايدن‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎أن‎ ‎الاستراتيجيات‎ ‎والسياسات‎ ‎ثابتة‎ ‎بمعزل‎ ‎عن‎ ‎توجّه‎ ‎الرئيس‎”.‎

ونفت‎ ‎الاوساط‎ ‎الاتهامات‎ ‎للرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎بأنه‎ ‎يسعى‎ ‎الى‎ ‎تهميش‎ ‎احد‎ ‎الاطراف‎ ‎او‎ ‎اقصاء‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎او‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎مشدداً‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎الحريري‎ ‎مصرّ‎ ‎على‎ ‎احترامه‎ ‎صلاحية‎ ‎وموقع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎وأصر‎ ‎منذ‎ ‎البداية‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎يشكل‎ ‎الحكومة‎ ‎بالتعاون‎ ‎والتنسيق‎ ‎والتشاور‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎ولفتت‎ ‎الى‎ ‎ان‎ “‎معايير‎ ‎اختيار‎ ‎الوزراء‎ ‎هي‎ ‎الكفاءة‎ ‎ونظافة‎ ‎الكف‎ ‎والاستقلالية‎”.‎
وفي‎ ‎المقابل‎ ‎انتقد‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ “‎التباطؤ‎ ‎المتمادي‎ ‎والتأخير‎ ‎غير‎ ‎المبرر‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎”‎،‎ ‎وكرّر‎ ‎تخوّفه‎ ‎من‎ ‎ربط‎ ‎التأليف‎ ‎بأمور‎ ‎خارجية‎ ‎لا‎ ‎يجوز‎ ‎التذرّع‎ ‎بها‎ ‎أساساً‎ ‎لشل‎ ‎البلاد‎.‎

وشدّد‎ ‎التكتل‎ ‎على‎ ‎أنه‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎ينتظر‎ ‎معرفة‎ ‎الأسس‎ ‎التي‎ ‎سيتفق‎ ‎عليها‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة‎ ‎المكلف‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎فيحدّد‎ ‎بناءً‎ ‎عليها‎ ‎موقفه‎ ‎من‎ ‎دعم‎ ‎الحكومة‎ ‎أو‎ ‎عدمه‎. ‎كما‎ ‎رفض‎ ‎التكتل‎ “‎أي‎ ‎محاولة‎ ‎أصبحت‎ ‎واقعاً‎ ‎لتجاوز‎ ‎الأحكام‎ ‎الدستورية‎ ‎والقفز‎ ‎فوق‎ ‎صلاحيات‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎الذي‎ ‎هو‎ ‎وفق‎ ‎الدستور‎ ‎شريك‎ ‎كامل‎ ‎في‎ ‎عملية‎ ‎‏التأليف‎”.‎

وفيما‎ ‎يصل‎ ‎الوسيط‎ ‎الاميركي‎ ‎في‎ ‎ملف‎ ‎ترسيم‎ ‎الحدود‎ ‎السفير‎ ‎جون‎ ‎دو‎ ‎روشيه‎ ‎الى‎ ‎بيروت‎ ‎اليوم،‎ ‎في‎ ‎الموعد‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎مقرراً‎ ‎لاستكمال‎ ‎الجولة‎ ‎الخامسة‎ ‎من‎ ‎المفاوضات‎ ‎غير‎ ‎المباشرة‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يجول‎ ‎على‎ ‎المسؤولين‎ ‎اللبنانيين،‎ ‎يزور‎ ‎لبنان‎ ‎خلال‎ ‎الأيام‎ ‎القليلة‎ ‎المقبلة‎ ‎وزير‎ ‎شؤون‎ ‎الشرق‎ ‎الأوسط‎ ‎البريطاني‎ ‎جايمس‎ ‎كليفرلي‎.‎

الراعي‎: ‎نرفض‎ ‎استقالة‎ ‎الرئيس
وبرز‎ ‎موقف‎ ‎للبطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎الكاردينال‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎أعلن‎ ‎فيه‎ ‎رفضه‎ ‎الدعوات‎ ‎التي‎ ‎تطالب‎ ‎باستقالة‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎ان‎ “‎الرئيس‎ ‎لا‎ ‎يعامل‎ ‎بهذا‎ ‎الأسلوب‎ ‎بل‎ ‎وفق‎ ‎الأصول‎ ‎الدستورية‎”.‎

وأكد‎ ‎الراعي‎ ‎خلال‎ ‎استقباله‎ ‎وفداً‎ ‎من‎ ‎طلاب‎ ‎الجامعة‎ ‎اليسوعية‎ ‎رفضه‎ ‎لأن‎ ‎يكون‎ ‎لبنان‎ ‎ورقة‎ ‎مساومة‎ ‎امام‎ ‎اي‎ ‎حل‎ ‎اقليمي‎ ‎او‎ ‎دولي‎ ‎داعياً‎ ‎الى‎ ‎الاسراع‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أي‎ ‎شروط‎. ‎وأعلن‎ ‎ان‎ ‎مشكلتنا‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎اننا‎ ‎نخالف‎ ‎الدستور‎ ‎والميثاق‎ ‎عند‎ ‎كل‎ ‎استحقاق‎. ‎وأكد‎ ‎ان‎ ‎الفيدرالية‎ ‎او‎ ‎التقسيم‎ ‎حلّ‎ ‎غير‎ ‎وارد‎ ‎على‎ ‎الإطلاق‎ ‎داعياً‎ ‎الى‎ ‎ضرورة‎ ‎تطبيق‎ ‎اللامركزية‎ ‎الإدارية‎ ‎الموسعة‎.‎

خطف‎ ‎سفينة‎ ‎على‎ ‎متنها‎ ‎لبنانيون
على‎ ‎صعيد‎ ‎آخر،‎ ‎تعرضت‎ ‎سفينة‎ ‎على‎ ‎متنها‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎الأشخاص‎ ‎من‎ ‎بينهم‎ ‎ثلاثة‎ ‎لبنانيين‎ ‎الى‎ ‎عملية‎ ‎خطف‎ ‎في‎ ‎سواحل‎ ‎نيجيريا‎.‎
وكشف‎ ‎مالك‎ ‎السفينة‎ ‎المختطفة‎ ‎بالقرب‎ ‎من‎ ‎السواحل‎ ‎النيجيرية،‎ ‎اللبناني‎ ‎عدنان‎ ‎الكوت،‎ ‎أن‎ “‎مصريين‎ ‎إثنين‎ ‎و‎3 ‎مواطنين‎ ‎لبنانيين‎ ‎من‎ ‎بين‎ ‎المختطفين‎”. ‎ونقلت‎ ‎صحيفة‎ “‎اليوم‎ ‎السابع‎” ‎عن‎ ‎مالك‎ ‎السفينة‎ ‎أنه‎ “‎كان‎ ‎هناك‎ 10 ‎أفراد‎ ‎على‎ ‎متن‎ ‎السفينة‎”‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎القراصنة‎ ‎اختطفوا‎ ‎السفينة‎ ‎عند‎ ‎سواحل‎ ‎نيجيريا‎ ‎خلال‎ ‎رحلتها‎ ‎إلى‎ ‎الكاميرون‎”.‎

وأكّد‎ ‎الكوت،‎ ‎أنه‎ ‎قام‎ ‎بتأجير‎ ‎السفينة‎ ‎إلى‎ ‎أحد‎ ‎الأشخاص‎ ‎ويدعى‎ ‎تافو‎ ‎لورانس،‎ ‎وأوضح‎ ‎أنها‎ “‎كانت‎ ‎ترفع‎ ‎علم‎ ‎سانت‎ ‎كيتس،‎ ‎دولة‎ ‎تقع‎ ‎في‎ ‎الكاريبي،‎ ‎وكانت‎ ‎تقوم‎ ‎بنقل‎ ‎بضائع‎ ‎من‎ ‎نيجيريا‎ ‎إلى‎ ‎الكاميرون‎”.‎

وأفادت‎ ‎مصادر‎ ‎اعلامية‎ ‎أن‎ ‎صاحب‎ ‎شركة‎ ‎النفط‎ ‎الذي‎ ‎استأجر‎ ‎الباخرة‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎يقوم‎ ‎بالتفاوض‎ ‎مع‎ ‎خاطفي‎ ‎السفينة،‎ ‎واللبنانيين‎ ‎الثلاثة‎ ‎هم‎ ‎القبطان‎ ‎بلال‎ ‎ريداني‎ ‎وحسام‎ ‎حيدر‎ ‎ومصطفى‎ ‎عجاج‎.‎
ولفت‎ ‎سفير‎ ‎لبنان‎ ‎في‎ ‎نيجيريا‎ ‎حسام‎ ‎دياب‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎تلفزيوني‎ ‎أنه‎ ‎تم‎ ‎اختطاف‎ ‎السفينة‎ ‎لدى‎ ‎دخولها‎ ‎الى‎ ‎المياه‎ ‎الاقليمية‎ ‎النيجيرية‎ ‎متجهة‎ ‎الى‎ ‎الكاميرون‎ ‎وعلى‎ ‎متنها‎ 10 ‎اشخاص‎ ‎بينهم‎ 3‎‎ ‎لبنانيين‎ ‎مخطوفين‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *