الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية : الحريري: إنتظار ولا اعتذار… ومخاوف من ‏تأخّر التأليف الى شباط
الجمهورية

الجمهورية : الحريري: إنتظار ولا اعتذار… ومخاوف من ‏تأخّر التأليف الى شباط

عاد التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان ليتصدّر واجهة الاهتمام الداخلي ويجعل ‏ملف التأليف الحكومي في آخر سلّم الاولويات، على رغم حاجة البلاد الملحّة لحكومة ‏تنتشلها من الانهيارالذي تعيشه على كل المستويات، فتلقّفَ رئيس مجلس النواب نبيه بري ‏رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المجلس النيابي أمس لـ”التعاون مع ‏السلطة الاجرائية من أجل تمكين الدولة من إجراء التدقيق المحاسبي الجنائي في حسابات ‏مصرف لبنان، وانسحاب هذا التدقيق بمعاييره الدولية كافة، على سائر مرافق الدولة ‏العامة تحقيقاً للاصلاح المطلوب وبرامج المساعدات التي يحتاج اليها لبنان في وضعه ‏الراهن والخانق”، ودعا المجلس الى جلسة تعقد الثانية بعد ظهر بعد غد الجمعة في قصر ‏الاونيسكو لمناقشة مضمون هذه الرسالة الرئاسية “لاتخاذ الموقف أو الاجراء او القرار ‏المناسب”.‏
‏ ‏
وكان عون قد وجّه أمس رسالة الى مجلس النواب بواسطة رئيسه بري، دعا فيها النواب ‏الى “التعاون مع السلطة الاجرائية من اجل تمكين الدولة من إجراء التدقيق المحاسبي ‏الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وانسحاب هذا التدقيق بمعاييره الدولية كافة، على ‏سائر مرافق الدولة العامة تحقيقاً للاصلاح المطلوب وبرامج المساعدات التي يحتاج إليها ‏لبنان في وضعه الراهن والخانق، وكي لا يصبح لبنان، لا سمح الله، في عداد الدول ‏المارِقة أو الفاشلة في نظر المجتمع الدولي، مع خطورة التداعيات الناجمة عن سقوط ‏الدولة اللبنانية في محظور عدم التمكّن من المكاشفة والمساءلة والمحاسبة، بعد تحديد ‏مكامن الهدر والفساد الماليين اللذين قضيا على الاموال الخاصة والاموال العامة معاً”. ‏وطلب مناقشة هذه الرسالة في مجلس النواب “وفقاً للأصول واتخاذ الموقف او الاجراء ‏او القرار في شأنها”، لافتاً الى “ضرورة التعاون مع السلطة الاجرائية التي لا يحول ‏تصريف الاعمال دون اتخاذها القرارات الملائمة عند الضرورة العاجلة”.‏
‏ ‏
وعرضَ عون “المراحل التي قطعها إقرار التدقيق المحاسبي الجنائي منذ 24 آذار ‏الماضي، والقرارات التي اتخذها مجلس الوزراء في هذا الصدد، وصولاً الى التعاقد مع ‏شركة “ألفاريز ومارسال” للقيام بمهمة التدقيق الجنائي تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء. ‏وأبرَزَ العراقيل التي برزت والتي حالت دون مباشرة الشركة لمهمتها، لا سيما موضوع ‏السرية المصرفية والتمنّع عن تسليم المستندات والمعلومات المطلوبة على رغم من ‏الحماية القانونية التي توافرت لهذا التسليم، وصولاً الى حدّ طلب الشركة إنهاء العقد في ‏‏20/11/2020″. واعتبر انّ “ما حدث يشكّل انتكاسة خطيرة لمنطق الدولة ومصالح ‏الشعب اللبناني، الذي يعاني أزمات نقدية واقتصادية واجتماعية ومعيشية خانقة وموروثة ‏ومتناسلة ومتفاقمة، ومنها على الأخصّ جائحة “كورونا” وانفجار مرفأ بيروت”.‏
‏‏ ‏
التأليف في الانتظار
من جهة ثانية، وعلى صعيد ملف التأليف الحكومي، علمت “الجمهورية” من مصادر ‏متابعة انّ الحكومة العتيدة دخلت غرفة الانتظار، وبات من المبكر الحديث عن أي ولادة ‏قريبة لها بعدما هُدر التوقيت الذي كان يمكن ان تُشَكّل في خلاله، اي قبل اكثر من ‏اسبوعين. واكدت المصادر انّ الكلام عن انّ الرئيس المكلف سعد الحريري سيعتذر ‏بسبب تهديد اميركي له بعقوبات هو كلام غير دقيق، وتمّ تَناقله فقط عبر وسائل الاعلام، ‏لكنّ الحقيقة هي انّ قرار عدم اعتذار الحريري هو قرار خاص به، فهو لم يرشّح نفسه ‏حتى يعتذر وكان يعلم تماماً انّ طريقه ليس مفروشاً بالورود، وإنما هو طريق وَعِر ‏وليس سهلاً، وهذا القرار اتخذه بملء إرادته، وهو ينتظر حالياً تَبدّل الظروف المؤاتية ‏ليعاود استئناف التفاوض في شأن تشكيل الحكومة.‏
‏ ‏
ولَمّحت المصادر الى “انّ الحريري فرمَلَ عمله وخطواته بعدما برز كلام أميركي ‏واضح بأنّ الاميركيين لا يريدون “حزب الله” في الحكومة، وهو يعلم جيداً أن لا حكومة ‏يمكن ان تشكّل من دون “حزب الله”.‏
أمّا في شأن التفاوض مع رئيس الجمهورية في ملف التأليف، فلا يزال عون ينتظر أن ‏يأتيه الحريري بـ”معايير ستاندرد” تنطبق على جميع الأفرقاء السياسييين الذين سيمثّلون ‏في الحكومة. واستبعدت المصادر حدوث خرق في تأليف الحكومة في ظل الاجواء ‏القائمة حالياً، مُبدية تخوّفها من ان يطول عمر التأليف ويمتد الى ما بعد شباط المقبل.‏

لا اتصال ولا وسيط
الى ذلك لم يحصل أمس اي اتصال او اجتماع حول الشأن الحكومي، وساد صمت رهيب ‏في القصر الجمهوري و”بيت الوسط”، ولم يسجّل أي نشاط لوسيط بينهما منذ اللقاء ‏الأخير بين عون والحريري قبل 9 ايام تقريباً، كذلك بالنسبة الى مَن اعتادوا نقل المواقف ‏والرسائل المتبادلة.‏
وعن زيارة الحريري المحتملة لعون نَفت مصادر بعبدا علمها بوجود موعد محدّد سلفاً ‏لهذه الزيارة، ولفتت الى انّ اي لقاء لم يعقده عون مع الحريري بناء على موعد سابق، إذ ‏اعتاد الأخير في غالبية اللقاءات التي عقدها حتى الآن مع رئيس الجمهورية طَلبَ الموعد ‏وهو في الطريق الى القصر الجمهوري.‏
‏‏ ‏
الثنائي الشيعي
وأبلغت مصادر الثنائي الشيعي الى “الجمهورية” انّ “آلية وضع أسماء الوزراء هي ‏العقدة الاساسية التي لا تزال تؤخّر الاتفاق على تشكيل الحكومة”، وأكدت انّه “من غير ‏المقبول ان يختار الرئيس المكلف وحده اسماء الوزراء، أيّاً تكن طوائفهم، لأنّ مثل هذا ‏الأمر ينطوي على تعديل جذري في قواعد المشاركة، ويشكّل سابقة قد يتسلّح بها البعض ‏في المستقبل لتحويل الاستثناء قاعدة”.‏
وأوضحت المصادر “انّ قوى 8 آذار أبدت مرونة واسعة تمثّلت في اقتراحها أن تضع ‏لائحة من مجموعة اسماء مرشحة للتوزير، على أن يختار الرئيس سعد الحريري من ‏بينها، وهذا موقف يعكس تبدّلاً في المقاربة مقارنة مع ما كان يحصل في السابق، حيث ‏كنا نكتفي بإبلاغ الرئيس المكلف أسماء وزرائنا من دون أن يكون له حق في تعديلها”.‏
ونفت المصادر ما رُوّج قبل أيام من انّ الحريري اقترح اسماء على “الثنائي الشيعي” ‏الذي وافق عليها، مؤكدة “انّ أصل هذه القاعدة مرفوض”.‏

خليل لـ”الجمهورية”‏
في غضون ذلك، قال المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن ‏خليل لـ”الجمهورية”، رداً على سؤال عمّا آل اليه ملف تشكيل الحكومة “انّ التواصل ‏مقطوع ولا أحد يتكلم مع أحد، وأسباب هذا الانقطاع مجهولة”. وعن ارتباط ولادة ‏الحكومة بالظروف الاقليمية والدولية؟ أشار خليل الى “اننا في لبنان أسهَل ما علينا هو ‏تكبير الحجر وربط الامور بالخارج، وتعقيدات التأليف يمكن ان تحلّ داخلياً”.‏
من جهة أخرى قال خليل: “تقدمنا باقتراح قانون إخضاع الادارات والمؤسسات العامة ‏للتدقيق الجنائي، ونحن حريصون على إقراره في أسرع وقت ممكن لإنجاز التدقيق ‏الجنائي في كل مؤسسات الدولة. ومن خلال هذه الخطوة أكدنا اننا على جهوزية تامة ‏لِحلّ كل العراقيل التي تحول دون إتمام مهمة التدقيق، وسنسهّل الامور الى اقصى ‏الحدود. وفي النهاية الكرة في ملعب السلطة التنفيذية، فإمّا إعادة التواصل مع شركة ‏‏”ألفاريز اند مارسال” وإمّا اتخاذ قرار باعتماد شركة أخرى”.‏
واكد خليل “انّ الكلام عن توتّر في العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لا ‏صحة له على الاطلاق، والرسالة التي وجّهها الرئيس عون هي حق دستوري، وفور ‏تلقّيها قام الرئيس بري بواجباته ودعا فوراً الى جلسة عامة لمناقشتها، ولم ينتظر حتى ‏مهلة الـ3 أيام، المنصوص عليها في الدستور”. ولفت خليل الى “انّ كتلة التنمية والتحرير ‏تحرّكت قبل الرسالة، وطلبت تأمين كل الظروف القانونية المؤاتية لإجراء التدقيق، ‏وقدمت الاقتراح حتى قبل وصول الرسالة”.‏
‏‏ ‏
إبراهيم والأميركيين
على صعيد آخر، وفي خطوة خاطفة غايتها إتمام مهمة لم يرِد المعنيّون إنجازها عبر ‏وسائل التواصل الاجتماعي بسبب كورونا، بعدما تسرّبت معلومات عن طلب عدد من ‏اعضاء الكونغرس فَرض عقوبات على المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ‏زار وفد رفيع من وزارة الخارجية الاميركية لبنان واجتمع مع ابراهيم بعيداً من الاضواء ‏وسط تَكتّم عن مضمون اللقاء وهوية الاشخاص الذين شاركوا فيه.‏
وفي معلومات لـ”الجمهورية” أنّ الوفد شرح لإبراهيم آلية العمل في الولايات المتحدة، ‏وخصوصاً على مستوى فصل السلطات، ولا سيما منها السلطة التشريعية التي لها أطر ‏عمل مختلفة ومنفصلة تماماً. وأكد الوفد لإبراهيم انّ الامور لن تذهب الى اي مكان آخر، ‏وأنّ العمل والتعاون بين السلطات الاميركية المعنية وبينه سيُستكمل في ملفات التفاوض ‏وعودة المفقودين الاسرى والوساطة التي يقوم بها اللواء ابراهيم في هذا الاطار، ‏بالاضافة الى التعاون الامني المستمر.‏
‏‏
كورونا
على الصعيد الكوروني، أعلنت وزارة الصحة العامّة، في تقريرها اليومي أمس حول ‏مستجدات كورونا، عن تسجيل 1188 إصابة جديدة (1169 محلية و19 وافدة)، ليصبح ‏العدد الإجمالي للإصابات 118664. كذلك تم تسجيل 23 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح ‏العدد الإجمالي للوفيات 934″.‏
وأعلن وزير الصحة حمد حسن، في مؤتمر صحافي، عن “اتفاق مع شركة “فايزر” في ‏شأن وصول اللقاح في الربع الأول من السنة المقبلة، أي بين أواخر شهر شباط و1 آذار ‏المقبلين، “وسيتم توزيعه تباعاً بحسب لوائح سنضعها على أساس علمي تبعاً للأولويات ‏الصحية”.‏
‏‏ ‏
تقييم الاغلاق
ومع اقتراب انتهاء مدة الاغلاق الشامل في عطلة نهاية الاسبوع الجاري، جمعَ رئيس ‏حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب كلّاً من وزيرة الدفاع زينة عكر، قائد ‏الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام ‏لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، ‏مدير المخابرات العميد أنطوان منصور، رئيس مكتب المعلومات العميد منح صوايا، ‏رئيس فرع المعلومات العقيد خالد حمود، مساعد المدير العام لأمن الدولة العميد سمير ‏سنان، رئيس شعبة الخدمة والعمليات العقيد جان عواد والمستشارين خضر طالب وبترا ‏خوري وحسين قعفراني. وخصّص الاجتماع لتقييم الإجراءات والتدابير التي اتخذت ‏بموجب قرار الإقفال وضرورة الاستمرار فيها، وكان هناك ارتياح الى نتائجها الإيجابية.‏

نفي شائعات
من جهة ثانية، تبادلَ اللبنانيون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة من الاخبار ‏والتسريبات التي تحدثت عن عمليات إجلاء لمسشتارين عسكريين وموظفين من 4 ‏سفارات عاملة في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط، تابعة لكلّ من فرنسا وبريطانيا وهولندا ‏وكندا.‏
وسَرت بعد ظهر أمس شائعات عن وصول 4 طائرات عسكرية الى مطار رفيق ‏الحريري الدولي من 4 دول مختلفة، بهدف الربط بين هذه الشائعات وسعياً الى إعطائها ‏الصدقية.‏

‏وهبة لـ”الجمهورية”‏
وتعليقاً على هذه الشائعات، اكد وزير الخارجية شربل وهبة لـ”الجمهورية” “انّ مثل هذه ‏الاخبار كاذبة وخاطئة ولا اساس لها من الصحة”.‏
وكشف وهبة انه التقى بعد ظهر امس سفيرة كندا في بيروت السيدة شانتال تشاستيناي، ‏التي لم تُشِر الى مثل هذه المعلومات لا من قريب او بعيد، وتحدثت عن حجم برامج الدعم ‏الكندية المقررة للبنان على اكثر من مستوى، وانه على تواصل دائم مع عدد من هذه ‏السفارات وغيرها من السفارات الخليجية التي تناولتها شائعات مماثلة سابقاً بوجود قرار ‏بخفض مستواها الديبلوماسي في لبنان، ولم يُشِر أحدهم الى مثل هذه المعلومات.‏
ونَبّه وهبة من “مخاطر هذه الروايات الوهمية”، ولفت الى “عدم الأخذ بها، فليس لمثل ‏هذه القرارات ان تتخذ من دون علم وزارة الخارجية او ايّ من المراجع الأمنية”.‏
‏‏ ‏
هجرة الصينيين
وكانت مواقع اسرائيلية قد تحدثت، قبل هذه الموجة من الشائعات، عن “هجرة الخبراء ‏الصينيين” من طهران الى بلادهم، كمؤشّر الى ضربة أميركية محتملة على ايران.‏
‏ ‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *