الرئيسية / صحف ومقالات / الديار:الابواب مقفلة في وجه الحكومة والعقوبات الاميركية عقّدت عملية التأليف.. زيارة دوريل : لا عقوبات فرنسية وباريس مصممة على مبادرتها للنهاية .. دخول اميركي مباشر على الخط والسفيرة تلوح بمنع المساعدات للبنان
الديار لوغو0

الديار:الابواب مقفلة في وجه الحكومة والعقوبات الاميركية عقّدت عملية التأليف.. زيارة دوريل : لا عقوبات فرنسية وباريس مصممة على مبادرتها للنهاية .. دخول اميركي مباشر على الخط والسفيرة تلوح بمنع المساعدات للبنان

يعود الموفد الفرنسي باتريك دوريل الى باريس بتقرير مخيب للآمال عن الوضع اللبناني ومسار تأليف الحكومة الذي وصفه مرجع بارز للديار امس بانه اصيب مجددا بالشلل، مشيرا الى ان « الامور باتت مقفلة بسبب الخلافات التي برزت بقوة مؤخرا حول بعض الحقائب والاسماء بعد ان كانت عملية التأليف قطعت شوطا مهما باتجاه الخلاص».

ووفقا للمعلومات فان هذه الخلافات قد زادت من عدم الثقة بين الجهات المعنية وادت الى تراجع وتبخر الآمال بولادة الحكومة قريبا بسبب التصلب الذي ظهر في الايام الاخيرة والذي اعاد المسار الى الوراء وترك انطباعا سوداويا لا يبشر بالخير.

وتضيف المعلومات ان دوريل اصطدم بهذا الواقع الصعب والمعقد، فكرر امام من التقاهم من مسؤولين وسياسيين مقولة الرئيس الفرنسي الشهيرة بعد انفجار المرفأ بان على اللبنانيين مساعدة انفسهم لكي يتمكن الآخرون من مساعدتهم.

وكشف مصدر بارز للديار في هذا الاطار ان المطلب الاساسي الذي كرره الموفد الفرنسي امام المسؤولين والسياسيين ان عليكم ان تبادروا بسرعة لاستدراك الوضع ومخاطره وان تساعدوا انفسكم اولا وان فرنسا كانت وستبقى الى جانب لبنان واللبنايين لدعمهم ومساعدتهم. وقال ايضا ان تطبيق المبادرة والخطة الفرنسية يشكل بحد ذاته مساعدة للبنان قبل اي شيء آخر.

وسخر المصدر البارز من التسريبات والكلام عن تحذيرات او تلويحات للموفد الفرنسي عن عقوبات محتملة ستقدم عليها باريس بحق مسؤولين لبنانيين، نافيا بشدة ان يكون دوريل قد تطرق مباشرة او مواربة الى هذا الموضوع . وقال انه لم يأت على ذكر مثل هذا الموضوع لا من قريب او من بعيد

واوضح ان زيارته في الدرجة الاولى هي لنقل رسالة مباشرة الى الجميع بان المبادرة الفرنسية قائمة ومستمرة ولن تتوقف وهي بالزخم نفسه، لكن باريس تنتظر من اللبنانيين ان يقوموا بما عليهم لا سيما في شأن تشكيل الحكومة بسرعة لعقد مؤتمر دعم لبنان . لكنه اكد في الوقت نفسه ان فرنسا عازمة وناشطة في اطار تأمين الدعم والمساعدات للبنان لكي يستطيع الوقوف على رجليه.

ورفض المصدر التقليل من اهمية زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي رغم كل ما قيل او يقال ، منوها بان دوريل هو شخصية مرموقة تحظى بثقة عالية عند الرئيس ماكرون الذي تربطه به علاقة قوية، وهو ليس مستشارا عاديا بل مستشارا شخصيا يعول عليه الرئيس الفرنسي في مثل هذه المهمات في المنطقة وفي الملف اللبناني ، وبالتالي هناك مدلول مهم لزيارته التي سيكون لها متابعة قريبا.

وقد استكمل الموفد الفرنسي لقاءاته مع السياسين امس . وتمحور الحديث بينه وبين رئيس التيار الوطني جبران باسيل حول موضوع الحكومة وتأثير توتر العلاقة مع الرئيس المكلف سعد الحريري.

واكد باسيل وفق المعلومات التي سربت بان التيار كان وما زال اول الداعمين للمبادرة الفرنسية، نائيا بنفسه عن التعثر الحاصل في تأليف الحكومة ، ومعتبرا ان التيار قام ويقوم بكل ما يسهل هذه العملية وانه كان اعلن منذ البداية انه يقبل بكل ما يتفق عليه الحريري مع رئيس الجمهورية ، وهذا قمة التسهيل.

واعتبر ايضا انه عندما يكون هناك ثقة بين الفرقاء ومعاملة بالمثل مع كل الناس اي المعيار الواحد لا يعود هناك سبب لتأخير الحكومة.

كما التقى دوريل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي نسب لاوساطه انه اكد على حكومة وحدة وطنية.

وفي شأن تطور مسار الحكومة اكدت مصادر مطلعة للديار امس ان اي شيئا جديدا لم يطرأ على هذا الوضع في الساعات الماضية، مشيرة الى انه في حال بقيت المواقف على حالها فان لا حكومة قريبا.

وعكست مصادر عين التينة للديار ايضا انزعاج واستياء الرئيس بري مما آلت اليه الامور في شأن الحكومة في الايام الاخيرة بعد ان كان مسارها متقدما.

وكررت ما اكده اول امس ان المطلوب حكومة اليوم قبل الغد وان الوضع لا يحتمل اي اضاعة للوقت لا على الصعيد الاقتصادي والمالي ولا على صعيد الوضعين الاجتماعي والمعيشي ولا ايضا على خطر وانعكاسات التطورات الحاصلة في المنطقة.

وسألت المصادر هل البلد هو بالف خير وفي احسن احواله لنشهد مثل هذه التصرفات واضاعة الفرص والوقت ؟ ووفقا للتطورات التي سجلت في الايام الاخيرة فان هناك اعتقادا قويا لدى الاوساط المراقبة ان العقوبات الاميركية على باسيل خلقت اجواء او ساهمت في زيادة تعقيد تأليف الحكومة ، واعطت انطباعا بان التشدد بين الاطراف صار سيد الموقف لحسابات كل طرف بطريقة تختلف عن حسابات الطرف الآخر.

وفي الوقت الذي بقيت مصادر الحريري تلتزم الصمت وعدم التعليق المباشرعلى موضوع الحكومة لم تخف اوساط المستقبل تحميل باسيل مسؤولية التصلب وعرقلة مسار التأليف، مشيرة بانه برفع شعار اعتماد المعيار الواحد علنا لكنه يريد ويعمل ضمنا للحصول على اكبر حصة من الحقائب التي يرغبها ومنها وزارة الطاقة. فهو مصمم على اخذ  وزارات من بينها الداخلية والعدل والدفاع والطاقة تحت ستار حصة التيار ورئيس الجمهورية ، وهو يسعى الى اسناد الطاقة لاحد مستشاريه بيار خوري وهناك ضابط مقترح لوزارة الداخلية لا يحظى بقبول الحريري واطراف اخرى.

وفي المقابل تقول مصادر التيار ان هذا الكلام هو من باب التحريض على التيار ورئيسه وان الرئيس المكلف لم يبحث او يتكلم مع التيار لا مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة حول اي حقيبة او اسم وان الامور متروكة لرئيس الجمهورية.

وتضيف فليطبقوا المعيار الواحد ليروا ما اذا كان التيار يناور ام لا . مع العلم ايضا ان الحريري يريد التحكم بتسمية العديد من الوزراء المسيحيين.

 

 الدخول الاميركي على الخط

 

وما جرى الكلام عنه في اليومين الماضيين  من باب الاستنتاج والتحليل حول ممارسة الادارة الاميركية سياسة العقوبات للضغط على حزب الله وحلفائه والتدخل المباشر في تأليف الحكومة كشفت عنه السفيرة الاميركية دوروثي شيا امس بوضوح فاشارت الى انه «لم ندعم الحكومة الاخيرة لان الذي شكلها هو حزب الله ، لكننا وقفنا الى جانب الشعب اللبناني وسوف نرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة واذا لم نفعل ذلك فسيعودون الى فسادهم ولا احد سوف يساعدهم بتاتا الا اذا رأينا تقدما خطوة بعد خطوة ولن يكون اي شيء مجانياً بعد اليوم».

واضافت «ما زلنا نستعمل سياسة الضغط على حزب الله. ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل  بعلاقته مع حزب الله يغطي سلاحه فيما الاخير يغطي فساده. ولم نفعل بعد كما فعلت دول الخليج الابتعاد عن لبنان وعدم مساعدته ودعمه ، فهذا ما لم نقم به».

وفي هذا الاطار رأت مصادر سياسية ان العقوبات الاميركية ساهمت بزيادة تشدد باسيل في شأن الحكومة باعتبار انه يعتقد بان من بين اهداف هذه العقوبات بالاضافة الى فك ارتباطه بحزب الله اضعاف تياره في الحكومة .

واضافت ان الحزب بعد العقوبات ربما صار مقتنعا اكثر بعدم ممارسة اي شكل من اشكال الضغط عليه في الشأن الحكومي.

وتخشى المصادر ان تستمر الازمة طويلا الى مطلع العام الجديد او ربما بعد رحيل ترامب عن البيت الابيض في 20 كانون الثاني.

فهل يحتمل الوضع اللبناني كل هذه الفترة من دون حكومة جديدة ؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *