الرئيسية / صحف ومقالات / الديار : ترامب لن يُسلّم البيت الابيض الا بعد قرار المحكمة ‏العليا.. والرئيس المنتخب بايدن يُعلن عن قلقه العقوبات الاميركية على باسيل ترفع الاسهم الرئاسية ‏لقائد الجيش العماد جوزف عون رغم ابتعاده عن ‏السياسة مصداقية تأليف الحكومة بدأت تسقط.. والشعب ينتظر بعد ‏اصابته بالتشاؤم والقلق
الديار لوغو0

الديار : ترامب لن يُسلّم البيت الابيض الا بعد قرار المحكمة ‏العليا.. والرئيس المنتخب بايدن يُعلن عن قلقه العقوبات الاميركية على باسيل ترفع الاسهم الرئاسية ‏لقائد الجيش العماد جوزف عون رغم ابتعاده عن ‏السياسة مصداقية تأليف الحكومة بدأت تسقط.. والشعب ينتظر بعد ‏اصابته بالتشاؤم والقلق

يبدو ان انتقال السلطة في الولايات المتحدة من الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى ‏الرئيس المنتخب جو بايدن لن يكون سهلاً، لان ترامب لن يقبل بتسليم الملفات الى فريق ‏بايدن، التي من المفترض ان تجري خلال 8 اسابيع، مما جعل الرئيس المنتخب يعلن ‏عن قلقه، لان الفريق الذي قام بتشكيله للتحضير لاستلام الملفات، سيصاب بالضرر ‏ويعطّل انتقال السلطة ديموقراطياً وفق الدستور الاميركي، لأن الرئيس الجديد سيستلم ‏مهامه في 20 كانون الثاني. ويقول الرئيس الاميركي ترامب انه حصل على 71 ‏مليون صوت ويتهم بعض اعضاء الحزب الجمهوري بتأييد جو بايدن، ويشعر ترامب ‏بأنه اكبر من الحزب الجمهوري وهو الذي حصل على هذا العدد الكبير الذي وصل الى ‏‏71 مليون صوت، ووصف رؤساء المدن الكبرى باللصوص، ويصر على القول ان ‏الحزب الديموقراطي سرق منه الانتخابات الرئاسية بالتزوير وبالاصوات غير ‏القانونية.‏

ووفق الدستور الاميركي، على مجالس الولايات التشريعية وحكام الولايات تسليم ‏النتائج كلها في 26 تشرين الثاني، وكحد اقصى في 6 كانون الاول، كما ان العرف ‏الاميركي يقضي ان يعترف الرئيس الذي خسر الانتخابات بهزيمته، ويستقبل الرئيس ‏المنتخب، ويبدأ فريق الرئيس المنتخب بتسلّم الملفات بواسطة كبير موظفي البيت ‏الابيض الذي يختاره الرئيس المنتخب يعاونه فريق يضمّ حوالى 35 موظفاً لتسلم ‏الملفات كي يطلع عليها الرئيس المنتخب خلال 48 أسبوعاً، وعندما يقسم الرئيس ‏المنتخب اليمين في 20 كانون الثاني ويتولى السلطة تكون الملفات كلها جاهزة، ويكون ‏قد اطلع عليها ويستطيع من اليوم الاول في 20 كانون الثاني البدء باتخاذ القرارات.‏

والدستور الاميركي سمح للرئيس الخاسر وحكومته ان يتخذوا القرارات التي يريدونها ‏حتى 20 كانون الثاني، وهنا يتخوف الرئيس المنتخب جو بايدن من ان يتخذ الرئيس ‏ترامب مع حكومته قرارات تضر بخطته وتلزمه بهذه القرارات وتضع امامه صعوبات ‏وعراقيل لالغائها، خاصة اذا كان مجلس الشيوخ قد سيطر عليه الجمهوريون لكن ‏القرارات التي يتخذها ترامب قد لا تحتاج الى موافقة الكونغرس، وهذا ما يتخوف منه ‏الرئيس المنتخب مع فريقه، وبالتالي يجعله طوال 6 اشهر الاولى من عهده في ازمة ‏الغاء القرارات او الحفاظ عليها رغما عنه.‏

آخر الاخبار من واشنطن ان زوجة الرئيس ترامب ميلانيا نصحت زوجها الرئيس ‏الاميركي بالاعتراف بخسارة الانتخابات كما ان صهره جاريد كوشنير كبير مستشاريه ‏نصحه أيضاً بالاعتراف بخسارته، والاتصال بالرئيس المنتخب بايدن وتهنئته على ‏الانتصار.‏
لكن الرئيس ترامب رفض كل هذه النصائح، والتي جاءت ايضا من اعضاء في الحزب ‏الجمهوري، واصر على الذهاب الى القضاء والمحكمة العليا، اضافة الى المحاكم العليا ‏في الولايات، مما قد يؤخر نتيجة الانتخابات النهائية اكثر من اسبوعين. ومما يعطل ‏ايضاً انتقال السلطة بسلاسة. السيناتور الجمهوري ميت رومني قال لمحطة “ال سي. ‏ن. ن” الاميركية في اطلنتا: “لا تتوقعوا من ترامب ان يرحل بهدوء”. وقال ان ‏الرئيس ترامب “لن يوافق على النتيجة التي ادت الى انتخاب جو بايدن بل سيعاند حتى ‏اللحظة الاخيرة”. ونصح السيناتور الجمهوري رومني الرئيس المنتخب جو بايدن ‏‏”بالتعاون مع الحزب الجمهوري”، وهذا ما قرره بايدن بالانفتاح على الجمهوريين ‏والتعاون معهم واختيار شخصيات منهم من ضمن فريقه الوزاري او في مناصب ‏أخرى.‏

الرئيس المنتخب جو بايدن تلقى تهاني من كل دول العالم، لكن الملاحظ ان رئيس ‏وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو هنأه دون ان يذكر الرئيس المنتخب، وشكر ‏في برقيته الرئيس الاميركي ترامب لما قدمه لـ “اسرائيل” وله شخصياً. اما المملكة ‏العربية السعودية، وبعد مرور اكثر من 24 ساعة على اعلان فوز بايدن، هنأه العاهل ‏السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان. لكن اللافت أيضاً ان ‏تركيا لم تهنىء بعد الرئيس المنتخب بايدن.‏

ويمكن الاشارة، الى ان جو بايدن، اعلن انه لن يساهم بعد انتخابه في حرب اليمن لا ‏مالياً ولا عسكرياً الى جانب السعودية، كما انه اثناء حملته الانتخابية، قال : ان الرئيس ‏التركي اردوغان “سيدفع ثمن ما فعله” دون ان يحدد ما هي التهمة الموجهة له.‏
‏‏
‏ العقوبات الاميركية على باسيل ترفع اسهم قائد الجيش العماد جوزف عون رغم ابتعاده عن السياسة
تدخل معركة رئاسة الجمهورية التي ستحصل بعد سنتين مراحلها الاولى منذ الان، ‏وهنالك 3 مرشحين، الوزير سليمان فرنجية الذي حظي في المرة الماضية بتأييد ‏الولايات المتحدة وفرنسا على ترشيحه وعلى تأييد كتل نيابية كبيرة، لكن الانتخابات ‏ادت الى انتخاب الرئيس العماد ميشال عون، كذلك هنالك الوزير جبران باسيل المرشح ‏لرئاسة الجمهورية والذي يحصل على تأييد “تكتل لبنان القوي” وحلفائه وهم اكبر ‏كتلة نيابية مسيحية تقريباً مع حلفاء من غير طوائف، لكن باسيل اصيب بضربة معنوية ‏ومادية بعدما فرضت وزارة الخزانة الاميركية عقوبات عليه بتهمة الفساد واستغلال ‏السلطة ونفوذه لمصالح شخصية.‏

ويسعى الوزير جبران باسيل عبر تكليف محامين اميركيين في الولايات المتحدة لاقامة ‏دعاوى امام المحاكم الاميركية لالغاء العقوبات بحقه، وقد تسقط العقوبات اما بحكم ‏قضائي او بتسوية سياسية، وما لم ينجح الوزير باسيل بازالة العقوبات الاميركية، فان ‏هنالك عقبات تقف في وجه وصوله للرئاسة الاولى.‏

هذه العقوبات على الوزير باسيل ادت الى رفع الاسهم الرئاسية لقائد الجيش العماد ‏جوزف عون، رغم انه يبتعد عن السياسة، لكن انجازاته في قيادة الجيش وفي ‏المحافظة على الديموقراطية وحرية التعبير عبر التظاهرات وعدم قمع الجيش ‏المتظاهرين الا في حال الاقدام على تحطيم واحراق اماكن عامة والقيام بتجميدهم.‏

اضافة الى انه لدى تعيين العماد جوزف عون، كان حزب الله من الموافقين على الاسم، ‏نتيجة علاقة ثقة بينهما منذ ان كان جوزف عون قائد فوج او لواء في جنوب لبنان، ‏واللافت ان من يزور واشنطن يسمع كلام اشادة بقائد الجيش العماد جوزف عون ‏ومناقبيته في قيادة الجيش اللبناني الذي يقترب عديده من 100 الف ضابط ورتيب ‏وجندي، واذا كان البعض يعتقد ان العماد جوزف عون اميركي، فهو ليس كذلك، انما ‏المساعدات الاميركية للجيش اللبناني التي بلغت قيمتها مليار ومئتا مليون دولار حتى ‏الآن جعلت العلاقة بين قيادة الجيش والقيادة العسكرية الاميركية على تواصل، كما ان ‏محاربة الارهاب، وهو موضوع ومشكلة دولية، الذي قام بها الجيش اللبناني بقيادته ‏اعطت رصيداً كبيراً لقائد الجيش.‏

تغيرت العلاقات الدولية حالياً بعد انتخاب الرئيس جو بايدن، وستكون الولايات المتحدة ‏على تفاهم وتحالف مع دول اوروبا، وبالتالي، فان المطبخ الاميركي – الفرنسي – ‏الاوروبي، وعلاقاته بايران ودول الخليج ومصر وباحزاب الساحة اللبنانية، هو الذي ‏سيقرر اسم رئيس الجمهورية القادم، خصوصاً في ظل ابتعاد الرئيس الاميركي ترامب ‏الذي اختلف مع الدول الاوروبية والغى التنسيق معها، بينما الرئيس المنتخب بايدن قرر ‏اعادة التحالف ضمن حلف الاطلسي مع دول اوروبا، وبالتالي فان واشنطن وباريس ‏واي دولة من دول الخليج ومصر سيلعبون دوراً كبيراً في الرئاسة اللبنانية.‏

هذا الجو يعطي حظوظاً هامة لقائد الجيش العماد جوزف عون، لان شعار المرحلة ‏المقبلة هي محاربة الارهاب، واعطاء شخصية ذات مصداقية على الارض قادرة على ‏محاربة الارهاب، كما قام بها الجيش اللبناني في الجرود الشرقية وفي العاصمة وفي ‏شمال لبنان الى جانب شعبة المعلومات من قوى الامن الداخلي، تعطي قائد الجيش ‏رصيداً كبيراً في قضية مكافحة الارهاب، وحاجة له، اضافة الى ترسيم الحدود بين ‏لبنان والكيان الصهيوني، واهمية دور قيادة الجيش في هذا الموضوع.‏

المعركة الرئاسية ستكون بين ثلاثة مرشحين حتى الآن، وربما تظهر مفاجآت، ‏والوزير سليمان فرنجية مرشح قوي والوزير جبران باسيل له حظوظ، لكن العقوبات ‏الاميركية اثرت عليه، والعماد جوزف عون قائد الجيش له حظوظ كبيرة، لانه لم ‏يرتكب اي خطأ وليس عليه اي علامات فساد او استغلال سلطة في قيادة الجيش، لأن ‏كل ما احتاجه الجيش جرى خلال مناقصات واضحة، حتى ان الهبات التي جاءت من ‏الخارج اثر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الرهيب، تم تسليمها الى الجيش، رغم ان ‏الدول قررت عدم تسليمها للدولة اللبنانية بل الى المنظمات المدنية، وانتهى الامر بتسليم ‏الهبات الى الجيش اللبناني، وهذا دليل ثقة بالجيش بقيادة العماد جوزف عون.‏

فقدان مصداقية تأليف الحكومة
تمر الاسابيع ولا تتألف الحكومة المطلوبة من الشعب اللبناني اولاً، والمطلوبة من كامل ‏المجتمع العربي والدولي، والحكومة المنشودة هي حكومة انقاذية قبل الغرق في ‏الانهيار الرهيب، وقد تم الاتفاق على ان تكون الحكومة من 18 وزيراً هذا من الناحية ‏المبدئية، لانه دائماً يحصل تغيير، وكان متفق ان يتسلم رئيس الجمهورية حصته من ‏تشكيل الحكومة، وهي وزارتي الدفاع والداخلية، وان تكون وزارة الخارجية من حصة ‏الحريري، الا ان الفريق السني ضغط على الحريري كي لا يتسلم العماد عون وزارة ‏الداخلية، وقد تراجع الحريري وطالب بوزارة الداخلية، فيما يصر رئيس الجمهورية ‏على حصول التيار الوطني الحر على وزارة الطاقة، وهي اهم وزارة في الاصلاحات، ‏حيث بلغت خسائرها 47 مليار دولار على مدى عقود وخصوصاً في العشر سنوات ‏الاخيرة التي تولى فيها التيار الوطني الحر هذه الوزارة.‏
ويتخوف التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية من ان يأتي وزير لـ “الطاقة” من ‏خارج التيار الوطني الحر، وينجح في حل مشكلة الكهرباء، وعندها سيظهر ان التيار ‏الوطني الحر طوال اكثر من 10 سنوات لم يستطع حل المشكلة، رغم الوعود التي ‏اعطاها للشعب اللبناني، ويـكون الفوز لصالح الوزير الذي جاء من غير التيار، وتلتف ‏الشعبية والناس حوله، ولذلك اصر التيار الوطــني الحر على الحصول على وزارة ‏الطاقة ورئيس الجمهورية يريد وزارة العدل ووزارة الدفاع، اما وزارة الداخلية ‏فمتروكة للنقاش بين الرئيسين. وهنالك وزارات اخرى يريدها التيار الوطني الحر ‏وحلفاؤه حيث يريد ان يكون له 6 وزراء على الاقل مع رئيس الجمهورية من داخل ‏الحكومة. وقد يصل الرقم الى اكثر من 6 وزراء اذا اخذنا بعين الاعتبار تحالف حزب ‏الله مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وبالتالي يكون الثلث المعطل بيد الرئيس عون ‏وحزب الله والتيار الوطني الحر.‏
مصداقية تأليف الحكومة بدأت تسقط، والمسؤول عن ذلك رئيس الجمهورية والرئيس ‏المكلف الذي اناط بهما الدستور التوقيع على مرسوم التشكيل، ونحن لا نعرف تفاصيل ‏النقاش بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الا صدور بيان عن بعبدا بأن الاجواء ‏ايجابية، لكن ما نفع الاجواء الايجابية اذا كانت لا تؤدي الى تأليف الحكومة، وكل يوم ‏يمر يصاب الشعب اللبناني بالقلق، وهو شعب معذب ومسكين وبيوته في بيروت مهدمة ‏على مدى نصف العاصمة، وفي كامل الاراضي اللبنانية اصبح تحت خط الفقر بنسبة ‏‏80 بالمئة والناتج القومي هبط من 52 مليار دولار الى 18 فاصلة خمس مليار دولار، ‏وهذا ما اصاب الاقتصاد اللبناني بأكبر كارثة واصاب الشعب اللبناني بالجوع والتفتيش ‏عن لقمة العيش.‏
وكل يوم يمر ولا تتألف الحكومة يكون المسؤول عن ذلك رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *