الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : التأليف إلى الصفر بعد شروط باسيل.. والبحث جارٍ عن صيغة الإقفال التام
الانباء

الأنباء : التأليف إلى الصفر بعد شروط باسيل.. والبحث جارٍ عن صيغة الإقفال التام

لم يكن كلام النائب جبران باسيل أمس أبعد من محاولة توضيح موقفه أمام جمهور التيار الوطني الحر ‏ومحاولة تعويض داخلية عمّا أصيب به، لكونه يعلم أن كل ما قاله في معرض ردّه على قرار العقوبات ‏الأميركية لن يلقى أذناً صاغية لدى أحد في واشنطن‎. ‎
وفي جملة رسائله الداخلية، كانت رسالة باسيل واضحة إلى حزب الله، وفق منطق أنه لولا حلفه ‏معهم لما كان وقع ضحية العقوبات. والأهم في سياق رسائله كان هجومه على الرئيس المكلف ‏سعد الحريري وإتهامه بالتفرد في تسمية الوزراء المسيحيين، وأن لا حكومة إذا استمر الرئيس ‏المكلف في إدارة ملف التشكيل على هذا النحو‎.‎
أوساط “تيار المستقبل” أشارت لـ “الأنباء” الى أنه “كان ينقص باسيل إدّعاءه أنّه قديس ويرشح زيتا ‏من شدة القداسة، وأنه لم يخطئ أبدا بحق البلد، ولم يتسلم وزارة الطاقة منذ عشر سنوات ويوقع ‏الخزينة بعجز يفوق الـ 56 مليار دولار مع الفوائد، فضلا عن ترويجه لخطاب طائفي مليء بالحقد ‏والكراهية‎”. ‎
القيادي في “المستقبل” مصطفى علوش توقف عند هجوم باسيل على الحريري وقال لـ “الأنباء”: ‏‏”كأن الحريري هو الذي طلب من الأميركيين إدراج إسمه على لائحة العقوبات”، وتوقع علوش أن ‏‏”يزداد الضغط على الرئيس المكلف في هذه المرحلة الى حد المطالبة بتوزير باسيل شخصيًا ‏وتعيينه وزيرا للخارجية، لأن اشارته الى موضوع رفع الحصانة عنه ليس بريئا”، ورجّح “الاستمرار في ‏تعطيل تشكيل الحكومة والعودة الى نقطة الصفر‎”.‎
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب أنيس نصار إعتبر أن “أسوأ ما سمعه من باسيل هو إعترافه ‏المسبق بموضوع العقوبات، وأن الأميركيين طلبوا منه أموراً معينة وأن مسألة العقوبات بحقه ‏سياسية”. ورأى نصار أنه “في متن العقوبات إتهام باسيل بالفساد، فأميركا دولة قانون ولا يمكن ان ‏تتهم أحدا بالفساد بناء لإخبار جاء من هذا أو ذاك”، ناصحاً النائب باسيل “بالذهاب الى القضاء، وان لا ‏يعتبر العقوبات بسبب علاقته بحزب الله، لأن الحزب لديه حلفاء كثر لم تصدر بحقهم عقوبات‎”.‎
‎ ورأى نصار أن “تشكيل الحكومة معطّل منذ لحظة إنحراف المعنيين عن المبادرة الفرنسية التي نصت ‏على حكومة مهمة تشكل من إختصاصيين لمدة معينة‎”.‎
وبموازاة التعطل الحكومي، يشغل الملف الصحي الهم الوطني، بعد الدعوة التي وجهها رئيس ‏الجمهورية ميشال عون لانعقاد مجلس الدفاع الأعلى للنظر في التدابير التي يمكن إتخاذها للحد ‏من اعداد المصابين بكورونا وإمكانية الدعوة الى الاقفال العام، وقد رأى رئيس لجنة الصحة النيابية ‏النائب عاصم عراجي أن “الإقفال العام لا يكفي إن لم يترافق مع خطة تلزم الناس بتطبيق إجراءات ‏الوقاية بالقوة، وأن تستخدم القوى الأمنية كافة الوسائل على المواطنين للإلتزام بالوقاية بكافة ‏الوسائل المتاحة، حتى ولو وصلت الأمور الى حد السجن وفرض غرامات على المخالفين”. وكرر ‏عراجي دعوة المستشفيات “لاستقبال جميع المرضى ومضاعفة عدد الأسرّة”، محملا الدولة ‏مسؤولية التراخي في هذا الموضوع‎. ‎
كما طالب عراجي الحكومة “بالتعويض على العائلات الفقيرة طيلة فترة الاقفال”. وكشف أن رئيس ‏حكومة تصريف الأعمال حسان دياب كان ينوي ترحيل موضوع الإقفال الى الحكومة الجديدة‎. ‎
مصادر وزارة الصحة أبلغت “الأنباء” أن الأوضاع الصحية وصلت الى درجة عالية من الخطورة، وأن “لا ‏حل الا بالإقفال العام”، وناشدت المواطنين الإلتزام بكافة الاجراءات الوقائية، وأي تراخ يعرض صاحبه ‏للعدوى القاتلة‎.‎
مصادر أمنية أشارت لـ “الأنباء” الى جهوزيتها لتنفيذ قرار الإقفال العام في حال إقراره، لافتة الى أن ‏خطة الإقفال ستكون مختلفة هذه المرة عن الماضي، بحيث ستكون قاسية وصارمة بحق ‏المخالفين‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *