الرئيسية / صحف ومقالات /  الديار:جمود سياسي يسبق رد السيد نصرالله «الحاسم» على «هجوم» الرئيس الفرنسي..حسابات فرنسية خاطئة اجهضت «المبادرة» : ترامب رفض الرد على ماكرون!..واشنطن نحو التصعيد «وتتوهم» تطبيع لبنان.. الانهيار الصحي «على الأبواب»
الديار لوغو0

 الديار:جمود سياسي يسبق رد السيد نصرالله «الحاسم» على «هجوم» الرئيس الفرنسي..حسابات فرنسية خاطئة اجهضت «المبادرة» : ترامب رفض الرد على ماكرون!..واشنطن نحو التصعيد «وتتوهم» تطبيع لبنان.. الانهيار الصحي «على الأبواب»

بانتظار رد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «الحاسم» اليوم على «هجوم» الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ساد «الجمود القاتل» على الساحة اللبنانية، لا اتصالات داخلية او محلية، ولا استشارات نيابية قريبا، الاستسلام الفرنسي للارادة الاميركية، واستخدام «منصة» الفشل للهجوم على الحزب، يضع البلاد امام «المجهول» في ظل انهيار اقتصادي، وصحي، وتحريك للخلايا الارهابية، تزامنا مع تطورات اقليمية شديدة الخطورة حيث يعاد رسم خريطة المنطقة بدءا من «التطبيع» المتسارع بين دول الخليج واسرائيل، وانتهاء بتهديد الامن القومي الايراني -الروسي في الجبهة الجديدة المفتوحة على كافة الاحتمالات بين ارمينيا واذربيجان.

 «استسلام» ماكرون… والبند السابع؟

هكذا استسلم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «الضعيف» امام الادارة الاميركية التي لم تمنحه الفرصة لاثبات وجوده على الحوض الشرقي للبحر المتوسط، ولم يمنحه الرئيس دونالد ترامب فرصة مناقشة الازمة معه «هاتفيا»، وبحسب اوساط دبلوماسية مطلعة، ظن ماكرون ان بامكانه تجاوز حدود الدور الممنوح له كراع للؤتمرات المانحة، وإيجاد مساحة ريادية مستقلة عن الاميركيين على الساحة اللبنانية والمنطقة، لكن «الرسالة» كانت شديدة الوضوح، «ممنوع تجاوز حدود «اللعبة» التي تديرها واشنطن الان»، وفي «رأس» اهدافها اضعاف حزب الله سياسيا تمهيدا للاجهاز عليه عسكريا على «طريق» «التطبيع» الجاري مع اسرائيل، ولذلك عندما انساق ماكرون باستراتيجيته «الناعمة» لمطالب واشنطن بإبعاد حزب الله عن السلطة التنفيذية، فهمت «حارة حريك» جيدا طبيعة «الرسالة» «والمهمة» ومدلولاتها، فجاء الجواب حاسما بانه لا مجال للتراجع لان ما هو مطلوب مجرد بداية لسلسلة من المطالب التنازلية ستنتهي حكما بمواجهة داخلية مع حكومة ستتطور مهامها باتجاهات خطرة ستدفع البلاد الى صدام يستدعي حكما تدخلا دوليا تحت البند السابع..

 

 تهديد بالسيناريو المخيف

هذا السيناريو «المخيف»، لم يكن مجرد تكهنات، وما ذكرته «الديار» في عدد يوم الجمعة الماضي عن تحذيرات اوروبية من تصعيد اسرائيلي يواكب التطورات في المنطقة، لم يكن سوى احد المؤشرات الدالة على حجم الضغوط التي تمارس على «الثنائي الشيعي» لتمرير ما هو مطلوب «والا»، وهذه التسريبات لم تكن مجرد تحذير بقدر ما هي رفع لمستوى الضغوط عبر التهديد «بالعصا» الاسرائيلية لاعادة انعاش «المبادرة الفرنسية» التي كانت تلفظ انفاسها الاخيرة، وبانتظار انتهاء التحقيقات، جاء انفجار بلدة عين قانا في توقيت مريب، ليضع هذه التهديدات في اطار عملي وليس فقط تهويلياً، فيما اعيد «انعاش» المجموعات التكفيرية على نحو مثير للقلق والريبة في آن واحد.

 

اين فشل الرئيس الفرنسي؟

وفي هذا السياق، تقول اوساط مقربة من «الثنائي الشيعي»، لا يمكن للرئيس ماكرون ان يتحول الى منقذ فيما يطالب الافرقاء اللبنانيون، وفي مقدمهم حزب الله، تقديم تنازلات مصيرية في توقيت دقيق، فقط لانه لا يريد ان يبدو «مغفلا» وعاجزا امام الولايات المتحدة ومن معها من حلفاء خليجيين حددوا هدفهم بوضوح ودون مواربة «حان الوقت للقضاء على الحزب»، ومشكلة الرئيس الفرنسي انه انخرط في معركة انقاذ «ماء وجهه» ولم يلتفت للحظة الى انه ذهب الى العنوان «الغلط».اما اتهاماته لحزب الله فليست في مكانها لانه يدرك جيدا ان الحزب نفذ ما وعد به، لكن الانقلاب على المبادرة جاء من الاخرين..

 

 ترامب يتجاهل ماكرون

ووفقا للمعلومات الدبلوماسية، حاول التواصل ماكرون مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب اكثر من مرة، لكن الاخير لم يمنحه الفرصة بحجة انشغالاته بالحملة الانتخابية، وهكذا لم تحصل المبادرة على «غطاء» الاصدقاء والحلفاء، وهو امر لم يحصل عليه ماكرون لانه نسي بانه تحول منذ «الانزال» الذي نفذه على مرفأ بيروت الى منافس غير مرغوب به، وبدأ اطلاق «النار» الاميركي منذ اللحظات الاولى عبر رفع «العصا» الغليظة تحت عنوان العقوبات، وبعدها عمد وزير الخارجية مايك بومبيو الى تأنيبه عبر الاعلام الفرنسي، فيما تعمدت السعودية عدم ابداء اي تعاون بحجة «الانكفاء» عن الساحة اللبنانية، دون ان تنسى التذكير «بالفيتو» المفروض على الرئيس سعد الحريري، وهنا برز حجم «الورطة» الفرنسية التي بدات تتظهر بالموقف المتشدد لرؤساء الحكومات السابقين الذين «اخترعوا» «مشكل» بطلب فرنسي خليجي مباشر، وبتواطؤ فاضح من عدد من فريق العمل الفرنسي الذي ظن انه بامكان ارضاء الاميركيين لتمرير «المبادرة»..

 

 مبادرة غير «قابلة للصرف»

وحتى عندما استخدم ماكرون «مونته» الشخصية على الرئيس الحريري للتخلي عن «شرط» عدم منح وزارة المال للطائفة الشيعية، تم الالتفاف على هذه «المونة» ببيان مستفز وصادم يوحي شكلا «بتجرع السم» وتقديم التنازلات، فيما كان المضمون «المنسق» مع رعاة الحريري، غير قابل للصرف، خصوصا بعدما شرب الحريري فجأة «حليب السباع» ودخل في مواجهة غير مسبوقة مع الرئيس نبيه بري، وخسر عمليا الرجل الذي كان في اوقات الشدة «يدور الزوايا» مع حزب الله، لكنه هذه المرة وجد نفسه في «صلب» المعركة بعدما غير خصوم الحزب في واشنطن ودول الخليج مقاربتهم للساحة اللبنانية وبات الفصل بين «الثنائي الشيعي» وفق النظرية القديمة ملغياً، حيث بقي رئيس المجلس النيابي لسنوات ممثلا «للجناح السياسي» الذي تتم معه عملية التفاوض، ولكن كل شيء تغير الان، وبات «الثنائي» رزمة واحدة يتم التعامل معه «كجناح عسكري» يجب اضعافه.

 

 هذا ما جرى مع بري؟

ووفقا للمعلومات، كان الفرنسيون يعلمون ان ما قدمه الحريري غير كاف، ولكنهم كانوا يدركون ايضا ان الرجل لا يمكنه تقديم اكثر من ذلك، فهو يتصرف بحدود ضيقة لا يستطيع الخروج عنها، ولولا فضل ماكرون في اخراجه من «الاحتجاز» في السعودية لما تجاوب مع هذه الخطوة الشكلية، ولذلك تحركوا مجددا على خط اقناع «الثنائي الشيعي» بالقبول بما تقدم لانه افضل الممكن، وجرى الاتصال مباشرة بالرئيس بري، وكذلك عبر النائب السابق وليد جنبلاط الذي كان قد التقى ايمانويل بون في باريس وطلب منه محاولة «المونة» على رئيس المجلس لانقاذ «ماء وجه» رئيسه، لكن رئيس المجلس اختار «النأي» بنفسه عن اتخاذ القرار، ولانه لم يكن راغبا بالصدام مع الفرنسيين، ابلغهم، كما ابلغ جنبلاط انه غير قادر على التراجع وهو تحت «ضغط» كبير يمنعه من القيام بذلك، موحيا بان القرار ليس عنده، وهو ما ظهره جنبلاط الى العلن كخدمة «لصديقه» في «عين التينة»، وهذا ما ترجمه ماكرون في مؤتمره الصحافي بالهجوم المباشر على حزب الله مع غياب «التقريع» عن رئيس المجلس النيابي.

 

 لماذا انهار الفرنسيون؟

وفي هذا السياق، تؤكد اوساط مواكبة للمبادرة، ان الاخفاق يقع على عاتق الفرنسيين الذين اثبتوا انهم «هواة» في لعبة الدبلوماسية الدولية، وصدقوا لوهلة ان الاميركيين سيمنحونهم الفرصة لتحقيق مكاسب خارجية تتعارض مع استراتيجيتهم عشية انتخابات يخوضها دونالد ترامب دون هوادة داخليا وخارجيا، واذا كان لم يتوان عن وضع بلاده على حافة حرب اهلية، ويسوق العرب «قطعانا» نحو «الحضن» الاسرائيلي، فهل من يظن انه سيمنح «قبلة الحياة» لحليف ايران على الساحة اللبنانية بعدما خاض استراتيجية ناجحة افضت الى انهيار البلاد اقتصاديا، وينظم حملة اعلامية وسياسية غير مسبوقة «لشيطنة» الحزب وسلاحه كمقدمة للتخلص منه في التوقيت المناسب، وقد تبين ان ما هو مسموح اميركيا لماكرون هو فقط الاشراف على احتفالية مئوية لبنان، واظهار التعاطف مع البلد المنكوب، ممنوع الدور «المستقل»، ممنوع «استيعاب» حزب الله، فاصطدم الدور الفرنسي «الناعم» بالدورالأميركي «الخشن»، فانهار الاول لانه لا يملك مقومات الصمود.

 

 وعود فرنسية «غير قابلة للصرف»

وفي هذا السياق، لم يجد حزب الله ما يربحه لتسهيل نجاح المبادرة الفرنسية على حسابه، اولا ليس من عاداته ان يقدم اي شيء بالمجان، وثانيا لم يكن لدى ماكرون ما يمنحه لتبرير «الانحناء» امام «العاصفة» الاميركية، وحتى التهويل بالتدخل الاسرائيلي لا يستطيع ان يلوي «ذراع» الحزب العارف ان زمن التهديد والوعيد بإسرائيل اصبح وراءنا، واي مغامرة ستكون مكلفة جداً للمعسكر الاخر. وحتى في البعد الاقتصادي لم يقدم الفرنسيون ما يمكن وصفه بالمبادرة الانقاذية التي يروج لها الجميع باعتبارها الفرصة الاخيرة، وحاولوا من خلالها التهويل على «الثنائي» عبر تحميله مسؤولية الانهيار القادم، ففرنسا هي الدولة التي كفلت كل مؤتمرات إقراض لبنان من «باريس1» الى مؤتمر«سيدر»، لكنها ليست المانح الأول للقروض والتسهيلات المالية، فالاموال هي سعودية وخليجية بغطاء اميركي، وهذا الامر غير متوافر الان وهذه الدول تسعى الى تنازلات سياسية مقابل اي عملية انعاش اقتصادي، وفرنسا العاجزة في السياسة لن تكون قادرة على الانجاز في الاقتصاد، وهي عمليا تطلب تنازلات سياسية من حزب الله، دون مقابل، وهذا امر غير قابل «للصرف».

 

 ترويج اميركي «للتطبيع»!

ومن هنا، عاد ماكرون الى التسليم «بالقدر» الاميركي، رابطا الحل اللبناني بالانتخابات الاميركية، وهو يعلم جيدا ان دوره وصل الى نهاية الطريق، فالسياسة الأميركية التصعيدية متواصلة ضد حزب الله، ووفقا للمعلومات تتجه واشنطن الى مزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة، وهذا الضغط يتجاوزالتوتر مع إيران، وثمة من يتحدث في واشنطن عن رغبة أميركية مثيرة «للدهشة» تقوم على ضرورة انخراط لبنان في عقد صفقة «سلام» مع اسرائيل، بدءا من ترسيم حدوده البرية والبحرية ، ولان الاسرائيليين كانوا واضحين في تحديد المخاطر الاستراتيجية، ووضعوا حزب الله في «رأس القائمة»، فان تحييد هذا الخطر بات في قائمة الاولويات، وهنا تثار الكثير من علامات الاستفهام حول هذه الاستراتيجية «غير الواقعية»، فبوجود حزب الله القوي ستبقى الرغبات الاميركية «بالتطبيع» مجرد «اوهام»، وهنا يأتي دور السؤال الاكثر اثارة للقلق: هل ستكتفي واشنطن بالضغط الاقتصادي لتغيير المعادلة؟ واذا فشلوا اقتصاديا، في فرض الاستسلام، كيف سيترجمون ذلك على ارض الواقع؟ انها اسابيع واشهر صعبة تنتظر لبنان، كما يقول دبلوماسي رفيع المستوى في بيروت.

 

 رد نصرالله اليوم

وفي هذا السياق، يخرج حزب الله عن «صمته» مساء اليوم، من خلال اطلالة حاسمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث سيضع «النقاط على الحروف» لشرح ملاباسات «سقوط» المبادرة الفرنسية، والمحاولات «الظالمة» والتجني في تحميل حزب الله المسؤولية عن إفشالها،خصوصا الاتهامات التي ساقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لجهة عدم احترام الوعد، وعدم احترام اللبنانيين وترهيبهم بالسلاح، كلام جديد غير مسبوق لدولة تملك العدد الاكبر من الجنود في «اليونيفيل»، وتعرف جيدا ان حزب الله لم يتخل يوما عن التزاماته، وهي امور يرى فيها «الثنائي» الكثير من التجني وعدم الشفافية، ولذلك فان تعامل الحزب مع الدور الفرنسي سيكون مختلفا بعد مؤتمر ماكرون الصحافي، وهو امر سينعكس في كلام نصرالله الذي سيتطرق ايضا الى الاوضاع الامنية في البلاد، والتهديدات الاسرائيلية، وآفاق المرحلة المقبلة، وكيفية الخروج من المأزق الراهن وسيجدد النصيحة للبعض بعدم الرهان على الخارج الذي لن يستطيع ان يزحزح الحزب عن قناعاته «قيد انملة».

 

 «استياء» بري.. ورد قبلان

في هذا الوقت، تبدو»عين التينة» «مستاءة» من كلام الرئيس الفرنسي، لكنها آثرت عدم التعليق على ما ورد في مؤتمره الصحافي، واكتفى النائب علي حسن خليل بالقول: المبادرة التي اتفق على تفاصيلها مكتوبة وموزعة ومعروف ما ورد فيها… من جهته اصدرالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بيانا اكد فيه أن ما عرضه الرئيس الفرنسي فيه ظلم سياسي فادح، وفي رد على ماكرون رأى أن من يخوض معركة حماية لبنان هو مقاومة وليس ميليشيا، والمبادرة الفرنسية يجب أن تمر بالثقل التمثيلي للمكونات الوطنية، والانحياز الفرنسي يجب أن يكون للبنان وليس لفريق وظيفته قطع الشوارع أو الضغط بالاقتصاد واللعب بالدولار، ونحن منفتحون جدا على المبادرة الفرنسية، لكننا لن نقبل بأقل من مصلحة المكون الوطني والتهديد فيه عيب كبير، والشكوك تزداد لدينا، والمطلوب ضمانات وليس إعلانات، والمطلوب ايضا بحسب قبلان، هو تشكيل حكومة وزن وطني وليس حكومة وكالة دولية، وأذكر الجميع بأن الظلم علمنا أن نتحمل ونصبر كي ننتصر. واقرؤوا تاريخنا جيدا.

 

 «المستقبل» يبرر؟

وفيما عاد السفير مصطفى أديب عاد إلى مركز عمله في سفارة لبنان في ألمانيا، حاولت مصادر«تيار المستقبل» لبننة «التعطيل» من خلال التأكيد ان ما جرى كان بالاتفاق مع رؤساء الحكومات السابقين الذين قرروا السير بالقواعد التي حددها الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة والتي تتمشى مع مبدأ المداورة التي وافق عليها رئيس الجمهورية والبطريركية المارونية ومعظم الكتل النيابية، بالتالي مبدأ المداورة هو أمر توافقت عليه معظم الأطراف الداخلية، ولكن وعندما اصطدم هذا الموقف بإصرار الثنائي الشيعي على التسمية، أعلن الحريري أنه كان له شرف التنازل لمصلحة البلد، لكن الطرف الاخر لم يتجاوب مع «المبادرة»، والرئيس ماكرون كان واضحا حين سلط الضوء على القوى السياسية التي عرقلت التأليف وقد سماها بالاسم.

 

 لا استشارات قريبا

في هذا الوقت، اكدت مصادر بعبدا انها في مرحلة تقييم لكل ما جرى، ولا سيما بعد اعتذار الرئيس مصطفى أديب لمعرفة ما هي الخطوة التالية، وقالت الذي حصل مع اديب وضع اطرا جديدة لمقاربة الملف الحكومي ورئيس الجمهورية سيرى كيف ستكون الخطوة التالية وفق الالية الدستورية، لكن لا دعوة لاستشارات نيابية ملزمة خلال الأيام المقبلة، لا يمكن لاحد المزايدة في هذا الشان لان التجربة اثبتت ان الرئيس كان محقا في مقاربته لضرورة الحصول على تفاهمات سياسية قبل الدعوة للاستشارات. وقد اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تمسكه بالمبادرة الفرنسية وجاء ذلك خلال استقباله في قصر بعبدا، سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله الدبلوماسي في لبنان، وأسف الرئيس لعدم تمكن الرئيس المكلف مصطفى اديب من تشكيل الحكومة الجديدة وفق مندرجات مبادرة الرئيس الفرنسي.

 

 تشدد طهران.. واهتمام موسكو

وفيما ابلغ نائب وزير الخارجية الروسي مخائيل بوغدانوف سفير لبنان لدى روسيا شوقي بو نصار، عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى لبنان اواخر شهر تشرين الاول المقبل للقاء كبار المسؤولين، في اشارة واضحة على الاهتمام الروسي بدعم لبنان للخروج من ارضاعه الصعبة، خرج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، بموقف لافت تعليقا على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول لبنان، وقال «ان موضوع لبنان ملف داخلي يجب حله ضمن البيت اللبناني» ومشيرا الى أنه «توجد بين إيران وفرنسا محادثات لكن طهران لا تدعو أي دولة أجنبية للتدخل في لبنان».

 

 تحذير من الانهيار الصحي

صحيا يتواصل «غزو» «كورونا» للمناطق اللبنانية مع وصول القدرة الاستيعابية في المستشفيات الحكومية في بيروت، والشمال، الى طاقتها القصوى، وفيما سجلت 1018 اصابة جديدة بالامس و4 حالات وفاة، حذرت مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للشؤون الطبية بترا خوري، ان لبنان دخل حالة انتشار عالية جدا، ونحن اليوم في آخر مرحلتين للانتشار، وأي بلد تتخطى نسبة انشغال أسرة العناية المركزة الـ 90%، يعد في أعلى نسبة انتشار. وحذرت خوري ان استمرار التفشي على هذا المنحى يعني ان المرضى سيصلون للطوارئ ويضطرون للبقاء هناك لأنه لا يوجد سرير مخصص لهم موضحةً انه خلال المراحل الاولى من انتشار كورونا، تم وضع خطة لزيادة عدد الاسرة بالاتفاق مع المستشفيات، واليوم علينا أن نستكمل هذه الخطة. كما يجب أن يتم الاتفاق بين المستشفيات الخاصة ووزارة الصحة على زيادة القدرة الاستيعابية لها.

 

 الاصابات في «القصر»؟

من جهتها، اعلنت «الانروا» ان عدد المصابين الفلسطينيين في لبنان «بكورونا» منذ انتشار الوباء بلغ 942حالة مع تسجيل 330 حالة وفاة، وعشية جلسة لمجلس النواب غدا ستناقش قانون العفو العام، اشارت المعلومات الى ان الاصابات في سجن رومية تتخطى الـ300 اما في داخل القصر الجمهوري، فسُجِّلت حوالى عشر إصابات بالفيروس حتى الآن، من بينهم موظف كبير يلتزم الحجر المنزلي، بالإضافة الى موظفين وضبّاط من فريقٍ أمن الرئيس ومرافقين وسائق. أما الوضع الصحي للمصابين فيتفاوت بين عوارض طفيفة وأخرى قوية. واشارت المعلومات الى أنّ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون خضع لفحص مخبري أتت نتيجته سلبيّة، وهو سيخضع لفحصٍ آخر منتصف الأسبوع الجاري في إطار متابعة حالته الصحيّة..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *