الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ماكرون: المبادرة مستمرة… ومسؤولية ‏الفشل بين الحريري والثنائي والعقوبات / ‏تريُّث في الاستشارات النيابيّة وربط ‏التكليف بالتأليف… حتى الانتخابات ‏الأميركيّة؟ الجيش يحسم بدماء شهدائه أمن الشمال… و”القومي” يتضامن مجدِّداً الدعوة ‏للمجلس العدلي
flag-big

البناء : ماكرون: المبادرة مستمرة… ومسؤولية ‏الفشل بين الحريري والثنائي والعقوبات / ‏تريُّث في الاستشارات النيابيّة وربط ‏التكليف بالتأليف… حتى الانتخابات ‏الأميركيّة؟ الجيش يحسم بدماء شهدائه أمن الشمال… و”القومي” يتضامن مجدِّداً الدعوة ‏للمجلس العدلي

مع‎ ‎عودة‎ ‎مشهد‎ ‎الإرهاب‎ ‎شمالاً،‎ ‎تصدّرت‎ ‎دماء‎ ‎شهداء‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎الصورة‎ ‎بالتوازي‎ ‎مع‎ ‎إنجازاته‎ ‎بالقضاء‎ ‎على‎ ‎مجموعات‎ ‎إرهابيّة‎ ‎كشف‎ ‎وجودها‎ ‎مخاطر‎ ‎تهدّد‎ ‎مستقبل‎ ‎لبنان،‎ ‎وأصدر‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎بياناً‎ ‎حيّا‎ ‎فيه‎ ‎الجيش‎ ‎على‎ ‎موقفه‎ ‎وتضحياته،‎ ‎مرفقاً‎ ‎تضامنه‎ ‎بالتذكير‎ ‎بجريمة‎ ‎كفتون‎ ‎التي‎ ‎شكّلت‎ ‎نقطة‎ ‎البداية‎ ‎لكشف‎ ‎المخطط‎ ‎الإرهابي،‎ ‎وبدعوته‎ ‎لإحالتها‎ ‎إلى‎ ‎المجلس‎ ‎العدلي،‎ ‎وكانت‎ ‎لافتة‎ ‎أنه‎ ‎بالتوازي‎ ‎مع‎ ‎تجدّد‎ ‎النشاطات‎ ‎الإرهابية‎ ‎عادت‎ ‎أيضاً‎ ‎عمليات‎ ‎قطع‎ ‎الطرق،‎ ‎خصوصاً‎ ‎في‎ ‎مناطق‎ ‎نفوذ‎ ‎القوات‎ ‎اللبنانية،‎ ‎على‎ ‎إيقاع‎ ‎اعتذار‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب،‎ ‎بما‎ ‎رسم‎ ‎تساؤلات‎ ‎حول‎ ‎محاولة‎ ‎ملء‎ ‎الفراغ‎ ‎الناجم‎ ‎عن‎ ‎المأزق‎ ‎الحكومي‎ ‎بمشهد‎ ‎أمني‎ ‎واستغلال‎ ‎للشارع،‎ ‎ترافق‎ ‎الفوضى‎ ‎فيه‎ ‎الفراغ‎.‎

في‎ ‎هذا‎ ‎الوضع‎ ‎المقلق‎ ‎خرج‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎أمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎يعلن‎ ‎استمرار‎ ‎مبادرته‎ ‎وسط‎ ‎تساؤلات‎ ‎عن‎ ‎فرضية‎ ‎سحبها‎ ‎عن‎ ‎الطاولة،‎ ‎وكان‎ ‎أبرز‎ ‎ما‎ ‎قاله‎ ‎ماكرون‎ ‎توزيعه‎ ‎خسائر‎ ‎فشل‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎على‎ ‎فريقين‎ ‎رئيسين،‎ ‎الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎ومن‎ ‎خلفه‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين،‎ ‎الذين‎ ‎اتهمهم‎ ‎بإدخال‎ ‎حسابات‎ ‎طائفيّة‎ ‎من‎ ‎خارج‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎على‎ ‎عملية‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎وبالتوازي‎ ‎على‎ ‎ثنائي‎ ‎حركة‎ ‎أمل‎ ‎وحزب‎ ‎الله،‎ ‎وبشكل‎ ‎خاص‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎حيث‎ ‎قال‎ ‎ماكرون‎ ‎إن‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎صحّح‎ ‎مسار‎ ‎موقفه‎ ‎بعرض‎ ‎للتسوية‎ ‎لكن‎ ‎الثنائي‎ ‎عطلها‎ ‎متشبثاً‎ ‎بموقف‎ ‎متشدد‎.‎
في‎ ‎كلام‎ ‎ماكرون‎ ‎ثنائية‎ ‎انتقادات‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎وأسئلة‎ ‎حول‎ ‎ما‎ ‎يريد،‎ ‎وبالتوازي‎ ‎رفض‎ ‎لمجاراة‎ ‎ما‎ ‎وصفها‎ ‎بدعوات‎ ‎لمواجهة‎ ‎حزب‎ ‎الله،‎ ‎معتبراً‎ ‎أن‎ ‎هذه‎ ‎المواجهة‎ ‎مخاطرة‎ ‎بمستقبل‎ ‎لبنان،‎ ‎معيداً‎ ‎التذكير‎ ‎بموقفه‎ ‎السابق‎ ‎لجهة‎ ‎التمثيل‎ ‎النيابي‎ ‎والشعبي‎ ‎لحزب‎ ‎الله،‎ ‎كما‎ ‎في‎ ‎كلام‎ ‎ماكرون‎ ‎سعي‎ ‎لتنشيط‎ ‎الاتصالات‎ ‎الخارجية‎ ‎لتأمين‎ ‎تغطية‎ ‎ودعم‎ ‎لازمين‎ ‎لنجاح‎ ‎المبادرة،‎ ‎مشيراً‎ ‎إلى‎ ‎واشنطن‎ ‎وطهران‎ ‎والرياض‎.‎

لم‎ ‎يكشف‎ ‎ماكرون‎ ‎كيفية‎ ‎تجاوز‎ ‎نتائج‎ ‎فشل‎ ‎أديب،‎ ‎ومَن‎ ‎سيتولى‎ ‎تسمية‎ ‎رئيس‎ ‎جديد‎ ‎مكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة،‎ ‎وماذا‎ ‎عن‎ ‎دروس‎ ‎تولي‎ ‎الحريري‎ ‎التسمية‎ ‎ورؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين،‎ ‎وآلية‎ ‎بلوغ‎ ‎تسمية‎ ‎وزراء‎ ‎لا‎ ‎يتبعون‎ ‎الأحزاب‎ ‎وموافقة‎ ‎الأحزاب‎ ‎والكتل‎ ‎على‎ ‎ذلك،‎ ‎وبقي‎ ‎الغموض‎ ‎الذي‎ ‎رافق‎ ‎كلام‎ ‎ماكرون‎ ‎مرتبطاً‎ ‎بتمديد‎ ‎المهل‎ ‎الذي‎ ‎تحدث‎ ‎عنه،‎ ‎والذي‎ ‎أوحى‎ ‎بأن‎ ‎الأمر‎ ‎مؤجل‎ ‎لما‎ ‎بعد‎ ‎الانتخابات‎ ‎الرئاسية‎ ‎الأميركية،‎ ‎وتلميحه‎ ‎إلى‎ ‎فرضية‎ ‎الذهاب‎ ‎لحوار‎ ‎وطني‎ ‎بعد‎ ‎شهور‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎فشل‎ ‎المحاولة‎ ‎الجديدة‎ ‎لتشكيل‎ ‎حكومة،‎ ‎بينما‎ ‎كانت‎ ‎لافتة‎ ‎مسارعة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎لرفض‎ ‎تسميته‎ ‎ورفض‎ ‎قيامه‎ ‎بتسمية‎ ‎مَن‎ ‎يتولى‎ ‎المهمة،‎ ‎فيما‎ ‎نقلت‎ ‎قناة‎ ‎روسيا‎ ‎اليوم‎ ‎خبراً‎ ‎معاكساً‎ ‎عن‎ ‎اتصال‎ ‎هاتفي‎ ‎بين‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎وولي‎ ‎العهد‎ ‎السعودي‎ ‎حول‎ ‎لبنان‎ ‎ودعم‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎يكون‎ ‎الحريري‎ ‎نقطة‎ ‎التوافق‎ ‎فيها‎.‎

الرئيس‎ ‎السابق‎ ‎للحكومة‎ ‎نجيب‎ ‎ميقاتي‎ ‎أكد‎ ‎مشاركته‎ ‎في‎ ‎الاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎لتسمية‎ ‎رئيس‎ ‎مكلف،‎ ‎واستعداده‎ ‎للتسمية،‎ ‎مقترحاً‎ ‎حكومة‎ ‎تكنوسياسية‎ ‎تضمّ‎ ‎خمسة‎ ‎وزراء‎ ‎دولة‎ ‎من‎ ‎السياسيين‎ ‎الى‎ ‎جانب‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة،‎ ‎وأربعة‎ ‎عشر‎ ‎وزيراً‎ ‎اختصاصياً‎.‎
مصادر‎ ‎سياسية‎ ‎متابعة‎ ‎للملف‎ ‎الحكومي‎ ‎توقعت‎ ‎أن‎ ‎تطول‎ ‎فترة‎ ‎تكليف‎ ‎رئيس‎ ‎جديد‎ ‎للحكومة‎ ‎حتى‎ ‎لو‎ ‎تم‎ ‎تعيين‎ ‎موعد‎ ‎للاستشارات‎ ‎النيابية،‎ ‎بعدما‎ ‎صار‎ ‎التكليف‎ ‎مرتبطاً‎ ‎بالتفاهم‎ ‎على‎ ‎تفاصيل‎ ‎التأليف‎ ‎في‎ ‎ضوء‎ ‎النتيجة‎ ‎التي‎ ‎انتهت‎ ‎إليها‎ ‎تجربة‎ ‎أديب،‎ ‎وسقوط‎ ‎نظرية‎ ‎حكومة‎ ‎تشكل‎ ‎فريقاً‎ ‎تابعاً‎ ‎لرئيسها،‎ ‎في‎ ‎ظل‎ ‎نصوص‎ ‎واضحة‎ ‎حول‎ ‎تحول‎ ‎السلطة‎ ‎الإجرائية‎ ‎إلى‎ ‎مجلس‎ ‎الوزراء‎ ‎بعد‎ ‎اتفاق‎ ‎الطائف،‎ ‎بحيث‎ ‎لم‎ ‎يعُد‎ ‎الوزراء‎ ‎فريقاً‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎أو‎ ‎رئيس‎ ‎الحكومة،‎ ‎بل‎ ‎شركاء‎ ‎في‎ ‎القرار‎ ‎لهما‎.‎

ماكرون‎: ‎لن‎ ‎نترك‎ ‎لبنان
أكد‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎إيمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎استمرار‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎تجاه‎ ‎لبنان‎ ‎والتي‎ ‎سبق‎ ‎وأعلنها‎ ‎في‎ ‎الأول‎ ‎من‎ ‎أيلول،‎ ‎وحمّل‎ ‎كل‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎بمن‎ ‎فيهم‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎ورؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎مسؤولية‎ ‎فشل‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎الجديدة،‎ ‎لأنها‎ ‎برأيه‎ “‎فضّلت‎ ‎مصالحها‎ ‎الشخصية‎ ‎على‎ ‎مصالح‎ ‎لبنان‎ ‎وشعبه‎”. ‎وكشف‎ ‎أنه‎ ‎سيعمل‎ ‎على‎ ‎ترتيب‎ ‎مؤتمر‎ ‎جديد‎ ‎مع‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎والشركاء‎ ‎الدوليين‎ ‎للاستفادة‎ ‎من‎ ‎المساعدات‎ ‎الدولية‎ ‎للشعب‎ ‎اللبناني‎ ‎وفي‎ ‎قطاعات‎ ‎الصحة‎ ‎والغذاء‎ ‎والتعليم‎ ‎والمأوى‎.‎

وقال‎ ‎ماكرون‎ ‎في‎ ‎مؤتمر‎ ‎صحافي‎ ‎عقده‎ ‎مساء‎ ‎أمس،‎ ‎للحديث‎ ‎عن‎ ‎الوضع‎ ‎اللبناني‎: ‎‎”‎اعتقدوا‎ ‎أن‎ ‎باستطاعتهم‎ ‎فرض‎ ‎شروط‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وشروط‎ ‎حزبهم‎ ‎لتشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎تتعارض‎ ‎تماماً‎ ‎مع‎ ‎الالتزامات‎ ‎التي‎ ‎قطعوها‎ ‎في‎ ‎أول‎ ‎ايلول‎ ‎ورفضوا‎ ‎أي‎ ‎تسوية‎. ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎ليس‎ ‎باستطاعته‎ ‎ان‎ ‎يكون‎ ‎جيشاً‎ ‎يحارب‎ “‎إسرائيل‎” ‎وميليشيا‎ ‎في‎ ‎سورية،‎ ‎وأن‎ ‎يكون‎ ‎في‎ ‎الوقت‎ ‎ذاته‎ ‎حزباً‎ ‎محترماً‎ ‎في‎ ‎لبنان،‎ ‎وهو‎ ‎أظهر‎ ‎العكس،‎ ‎وعليه‎ ‎أن‎ ‎يفهم‎ ‎أنه‎ ‎يخسر‎ ‎لبنان‎ ‎بأسره‎”.‎
اضاف‎: ‎‎”‎لكل‎ ‎هؤلاء‎ ‎أقول‎ ‎إن‎ ‎احداً‎ ‎لا‎ ‎يستطيع‎ ‎أن‎ ‎ينتصر‎ ‎على‎ ‎الآخرين،‎ ‎وأكرر‎ ‎انه‎ ‎كانت‎ ‎هناك‎ ‎خيانة‎ ‎جماعيّة‎ ‎لالتزام‎ ‎المسؤولين‎ ‎اللبنانيين‎ ‎بالعقد‎ ‎الذي‎ ‎تعهّدوا‎ ‎به،‎ ‎ويجب‎ ‎أن‎ ‎يتحملوا‎ ‎المسؤولية‎ ‎كاملة‎ ‎وهي‎ ‎ستكون‎ ‎ثقيلة،‎ ‎وعليهم‎ ‎أن‎ ‎يجيبوا‎ ‎الشعب‎ ‎اللبناني‎ ‎على‎ ‎ذلك‎”.‎
وقال‎: ‎يجب‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎بأسرع‎ ‎وقت‎ ‎ممكن‎ ‎لكن‎ ‎الإصلاحات‎ ‎ضرورية‎ ‎وهي‎ ‎الشرط‎ ‎الأكيد‎ ‎ليتمكّن‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎الحصول‎ ‎على‎ ‎المساعدة‎ ‎الدولية‎ ‎اللازمة‎.‎
اضاف‎: ‎‎”‎من‎ ‎الآن‎ ‎وحتى‎ ‎نهاية‎ ‎تشرين‎ ‎الاول‎ ‎كما‎ ‎التزمت‎ ‎سابقاً،‎ ‎سنرتّب‎ ‎مع‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة‎ ‎والشركاء‎ ‎الدوليين‎ ‎مؤتمراً‎ ‎جديداً‎ ‎للاستفادة‎ ‎من‎ ‎المساعدات‎ ‎الدولية‎ ‎للشعب‎ ‎اللبناني‎ ‎وفي‎ ‎قطاعات‎ ‎الصحة‎ ‎والغذاء‎ ‎والتعليم‎ ‎والمأوى‎ ‎أيضاً‎. ‎وهو‎ ‎التزام‎ ‎تجاه‎ ‎الشعب‎ ‎اللبناني‎ ‎وغير‎ ‎مشروط‎”.‎

ورداً‎ ‎على‎ ‎سؤال‎ ‎قال‎ ‎ماكرون‎: ‎‎”‎اعتقد‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎أخطأ‎ ‎حينما‎ ‎أضاف‎ ‎معياراً‎ ‎طائفياً‎ ‎في‎ ‎توزيع‎ ‎الوزارات‎. ‎وهذا‎ ‎الشرط‎ ‎الذي‎ ‎وضعه‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎جزءاً‎ ‎من‎ ‎خريطة‎ ‎الطريق‎ ‎الموضوعة‎ ‎وأضعف‎ ‎ايضاً‎ ‎الآلية‎ ‎الموضوعة،‎ ‎وطريقة‎ ‎العمل‎ ‎التي‎ ‎اختارها‎ ‎كانت‎ ‎غلطة،‎ ‎لكنه‎ ‎عاد‎ ‎وتراجع‎ ‎عن‎ ‎هذا‎ ‎الشرط‎ ‎ووافق‎ ‎على‎ ‎التسوية،‎ ‎حيث‎ ‎لم‎ ‎تكن‎ ‎هناك‎ ‎أي‎ ‎شروط‎ ‎طائفية‎ ‎في‎ ‎توزيع‎ ‎الحقائب‎ ‎الوزارية‎. ‎كما‎ ‎ان‎ ‎امل‎ ‎وحزب‎ ‎الله‎ ‎تمسكا‎ ‎بتسمية‎ ‎وزرائهم‎ ‎وهذا‎ ‎أدى‎ ‎الى‎ ‎عدم‎ ‎التوصل‎ ‎الى‎ ‎التسوية‎ ‎والى‎ ‎عدم‎ ‎احترام‎ ‎المبادرة‎ ‎التي‎ ‎تعهّدوا‎ ‎بها‎. ‎لكننا‎ ‎سنسعى‎ ‎مجدداً،‎ ‎واذا‎ ‎حصل‎ ‎فشل‎ ‎سيكون‎ ‎فشلهم‎ ‎وليس‎ ‎فشلي‎ ‎أنا‎”.‎

معادلة‎ ‎منع‎ ‎الانهيار
وإذ‎ ‎ربط‎ ‎ماكرون‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎بالانتخابات‎ ‎الأميركية‎ ‎بشكل‎ ‎غير‎ ‎مباشر‎ ‎عبر‎ ‎تحديد‎ ‎مهلة‎ ‎إضافية‎ ‎خلال‎ ‎ستة‎ ‎أسابيع‎ ‎أي‎ ‎متزامنة‎ ‎مع‎ ‎توقيت‎ ‎الانتحابات‎ ‎الأميركية،‎ ‎علقت‎ ‎مصادر‎ ‎في‎ ‎فريق‎ ‎المقاومة‎ ‎على‎ ‎كلام‎ ‎ماكرون‎ ‎منتقدة‎ ‎أسلوبه‎ ‎وكأنه‎ “‎مندوب‎ ‎سامي‎” ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎يوزع‎ ‎المسؤوليات‎ ‎ويوجّه‎ ‎الوصايا‎ ‎ويطلق‎ ‎التهديدات‎ ‎بما‎ ‎يشبه‎ ‎الانتداب‎ ‎الجديد،‎ ‎متوقفة‎ ‎عند‎ ‎التهديدات‎ ‎التي‎ ‎وجّهها‎ ‎الى‎ ‎الثنائي‎ ‎الشيعي‎ ‎بوضعهم‎ ‎امام‎ ‎خيارين‎ ‎اما‎ ‎التنازل‎ ‎في‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎واما‎ ‎تحمل‎ ‎مسؤولية‎ ‎تدمير‎ ‎البلد،‎ ‎لكن‎ ‎بحسب‎ ‎ما‎ ‎تقول‎ ‎المصادر‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎فإن‎ ‎ماكرون‎ ‎حاول‎ ‎أن‎ ‎يظهر‎ ‎بموقع‎ ‎الوسطي‎ ‎بين‎ ‎القوى‎ ‎السياسية‎ ‎ليبقى‎ ‎وسيطاً‎ ‎مقبولاً‎ ‎من‎ ‎الجميع‎ ‎وفي‎ ‎الوقت‎ ‎نفسه‎ ‎حاول‎ ‎إرضاء‎ ‎الأميركيين‎ ‎بانتقاداته‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎ودوره‎ ‎ضد‎ “‎اسرائيل‎” ‎وفي‎ ‎سورية‎.‎

ولاحظت‎ ‎المصادر‎ ‎تغيراً‎ ‎في‎ ‎خطاب‎ ‎ماكرون‎ ‎تجاه‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎في‎ ‎زيارته‎ ‎الأولى‎ ‎والثانية‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎حيث‎ ‎حاول‎ ‎استمالة‎ ‎الحزب‎ ‎بكلام‎ ‎ودي،‎ ‎وبين‎ ‎خطاب‎ ‎الأمس،‎ ‎واضعة‎ ‎هذا‎ ‎التغير‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎الضغوط‎ ‎الاميركية‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎والموقف‎ ‎السعودي‎ ‎الأخير‎ ‎وإفشال‎ ‎الحزب‎ ‎وحلفاءه‎ ‎لحكومة‎ “‎الخديعة‎” ‎التي‎ ‎كان‎ ‎هدفها‎ ‎إقصاء‎ ‎الحزب‎ ‎والحلفاء‎ ‎والسيطرة‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎وقراره‎ ‎السياسي‎ ‎والمالي‎ ‎والاقتصادي‎.‎
وأكدت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎وأمل‎ ‎لن‎ ‎يتنازلا‎ ‎عن‎ ‎حقهما‎ ‎في‎ ‎التمثيل‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎حكومة‎ ‎مقبلة‎ ‎وبالشراكة‎ ‎الميثاقية‎ ‎والدستورية‎ ‎في‎ ‎البلد‎ ‎مهما‎ ‎بلغت‎ ‎الضغوط‎ ‎ولن‎ ‎يسمحا‎ ‎بتسليم‎ ‎لبنان‎ ‎للخارج‎.‎
ورأت‎ ‎أن‎ ‎كلام‎ ‎ماكرون‎ ‎عن‎ ‎استمرار‎ ‎مبادرته‎ ‎الوحيدة‎ ‎المقبولة‎ ‎دولياً‎ ‎كما‎ ‎قال‎ ‎هي‎ ‎تعبير‎ ‎عن‎ ‎معادلة‎ ‎ستحكم‎ ‎لبنان‎ ‎حتى‎ ‎الانتخابات‎ ‎الاميركية‎ ‎وربما‎ ‎أكثر‎ -‎‎ ‎مساعدات‎ ‎مالية‎ ‎لمنع‎ ‎الانهيار‎ ‎المالي‎ ‎والاقتصادي‎ ‎والفوضى‎ ‎الأمنية‎. ‎وتوقعت‎ ‎استمرار‎ ‎الفراغ‎ ‎الحكومي‎ ‎لأشهر‎ ‎طويلة‎ ‎إذ‎ ‎لا‎ ‎مؤشرات‎ ‎او‎ ‎متغيرات‎ ‎تساهم‎ ‎في‎ ‎تسهيل‎ ‎التأليف‎ ‎بل‎ ‎الشروط‎ ‎نفسها‎ ‎في‎ ‎حال‎ ‎تمّ‎ ‎تكليف‎ ‎رئيس‎ ‎جديد‎. ‎فالمسألة‎ ‎لا‎ ‎ترتبط‎ ‎بالشخص‎ ‎بل‎ ‎بأسلوب‎ ‎التأليف‎ ‎وشكل‎ ‎الحكومة‎ ‎وتوازناتها‎ ‎والمعادلة‎ ‎الحاكمة‎ ‎للبنان‎. ‎علماً‎ ‎أن‎ ‎مصادر‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎تشير‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أن‎ “‎لا‎ ‎استشارات‎ ‎جديدة‎ ‎ولا‎ ‎تكليف‎ ‎بلا‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎سلة‎ ‎كاملة‎ ‎للحل‎ ‎من‎ ‎آليتي‎ ‎الاختيار‎ ‎وشخصية‎ ‎الرئيس‎ ‎وشكل‎ ‎الحكومة‎ ‎واسماء‎ ‎الوزراء‎ ‎والبيان‎ ‎الوزاري‎ ‎وإخراج‎ ‎رؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎ ‎من‎ ‎دائرة‎ ‎التأثير‎ ‎وإلا‎ ‎فخيار‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الاعمال‎ ‎ستبقى‎ ‎حتى‎ ‎نضوج‎ ‎التسوية‎ ‎الجديدة‎”.‎

تعويم‎ ‎حكومة‎ ‎دياب؟
ومع‎ ‎قلب‎ ‎صفحة‎ ‎أديب‎ ‎بدأ‎ ‎التداول‎ ‎في‎ ‎الكواليس‎ ‎السياسية‎ ‎بفرضيات‎ ‎عدة‎ ‎منها‎ ‎اتجاه‎ ‎لتعويم‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎لملء‎ ‎الفراغ‎ ‎في‎ ‎السلطة‎ ‎التنفيذية‎ ‎بحدود‎ ‎معقولة‎ ‎للانطلاق‎ ‎لمواجهة‎ ‎ما‎ ‎قد‎ ‎يحدث‎ ‎من‎ ‎تداعيات‎ ‎اقتصادية‎ ‎وأمنية‎ ‎وتحركات‎ ‎شعبية‎ ‎على‎ ‎الأرض‎.‎
ومن‎ ‎هذه‎ ‎الخيارات‎ ‎بحسب‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎تفعيل‎ ‎حكومة‎ ‎دياب‎ ‎لملء‎ ‎الفراغ‎ ‎الحكومي‎ ‎خلال‎ ‎الشهور‎ ‎الثلاثة‎ ‎المقبلة‎ ‎لكن‎ ‎المشكلة‎ ‎تكمن‎ ‎في‎ ‎أنها‎ ‎لن‎ ‎تستطيع‎ ‎مواجهة‎ ‎الأزمة‎ ‎بسبب‎ ‎ضعفها‎ ‎من‎ ‎الداخل‎ ‎وتصريح‎ ‎رئيسها‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎بعدم‎ ‎استعداده‎ ‎لهذا‎ ‎الخيار‎. ‎أما‎ ‎الاحتمال‎ ‎الثاني‎ ‎البقاء‎ ‎في‎ ‎إطار‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎أعمال‎ ‎ضيّق‎ ‎كما‎ ‎هو‎ ‎الحال‎ ‎الآن‎ ‎وتوفير‎ ‎مظلة‎ ‎سياسية‎ ‎ضمنياً‎ ‎بين‎ ‎القوى‎ ‎الأساسية‎ ‎لضبط‎ ‎الوضع‎ ‎الأمني‎ ‎والاقتصادي‎ ‎قدر‎ ‎الإمكان‎ ‎لتمرير‎ ‎المرحلة‎ ‎بأقل‎ ‎الخسائر‎ ‎وانتظار‎ ‎اشارات‎ ‎خارجية‎ ‎في‎ ‎الشهرين‎ ‎المقبلين‎ ‎بعد‎ ‎الانتخابات‎ ‎الأميركية،‎ ‎وهذا‎ ‎الخيار‎ ‎يتلاقى‎ ‎مع‎ ‎مضمون‎ ‎مبادرة‎ ‎ماكرون‎ ‎بنسختها‎ ‎الثانية‎.‎

وحول‎ ‎احتمال‎ ‎تراجع‎ ‎الرئيس‎ ‎دياب‎ ‎عن‎ ‎استقالته،‎ ‎يرى‎ ‎الخبير‎ ‎الدستوري‎ ‎والقانوني‎ ‎الدكتور‎ ‎عادل‎ ‎يمين‎ ‎أنه‎ ‎ليس‎ ‎من‎ ‎نص‎ ‎دستوري‎ ‎يمنع‎ ‎دياب‎ ‎من‎ ‎التراجع‎ ‎عن‎ ‎استقالته‎ ‎ما‎ ‎دام‎ ‎لم‎ ‎يصدر‎ ‎بعد‎ ‎مرسوم‎ ‎قبول‎ ‎استقالة‎ ‎حكومته‎ ‎على‎ ‎الرغم‎ ‎من‎ ‎أنه‎ ‎ليس‎ ‎من‎ ‎سوابق‎ ‎بعد‎ ‎اتفاق‎ ‎الطائف‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الاتجاه،‎ ‎ولكن‎ ‎مثل‎ ‎هذا‎ ‎الخيار‎ ‎رهن‎ ‎رغبة‎ ‎الرئيس‎ ‎دياب‎ ‎ومدى‎ ‎تماسك‎ ‎حكومته‎ ‎والدعم‎ ‎السياسي‎ ‎لها‎ ‎وخصوصاً‎ ‎دعم‎ ‎الأغلبية‎ ‎النيابية‎.‎

أما‎ ‎الخيار‎ ‎الأصعب‎ ‎والمستبعَد‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎بحسب‎ ‎المصادر‎ ‎فهو‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎أكثرية‎ ‎نيابية‎ ‎للمواجهة‎ ‎ليس‎ ‎على‎ ‎شكل‎ ‎حكومة‎ ‎دياب‎ ‎التي‎ ‎كانت‎ ‎حكومة‎ ‎أكثرية‎ ‎لكن‎ ‎أعطيت‎ ‎صفة‎ ‎وهامش‎ ‎التكنوقراط،‎ ‎بل‎ ‎حكومة‎ ‎مواجهة‎ ‎وصلبة‎ ‎تستطيع‎ ‎الصمود‎ ‎بوجه‎ ‎الأزمات‎.‎

الحريري‎: ‎لستُ‎ ‎مرشحاً
ونقلت‎ ‎مراسلة‎ ‎روسيا‎ ‎اليوم‎ ‎عن‎ ‎مصادر‎ ‎مطلعة،‎ ‎أن‎ ‎اتصالاً‎ ‎هاتفياً‎ ‎جرى‎ ‎بين‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎إيمانويل‎ ‎ماكرون‎ ‎وولي‎ ‎العهد‎ ‎السعودي‎ ‎محمد‎ ‎بن‎ ‎سلمان،‎ ‎خلص‎ ‎لإجماع‎ ‎الجانبين‎ ‎على‎ ‎ضرورة‎ ‎حل‎ ‎الأزمة‎ ‎اللبنانية‎.‎
وحسب‎ ‎هذه‎ ‎المصادر‎ ‎فقد‎ ‎تمّت‎ ‎إعادة‎ ‎طرح‎ ‎اسم‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎كنقطة‎ ‎توافق،‎ ‎كما‎ ‎أن‎ ‎ماكرون‎ ‎قام‎ ‎بتعديلات‎ ‎على‎ ‎فريقه‎ ‎المكلف‎ ‎بالملف‎ ‎اللبناني‎.‎
لكن‎ ‎كان‎ ‎لافتاً‎ ‎أن‎ ‎ماكرون‎ ‎لم‎ ‎يأتِ‎ ‎على‎ ‎ذكر‎ ‎الاتصال‎ ‎ولا‎ ‎دعم‎ ‎الحريري‎ ‎لرئاسة‎ ‎الحكومة‎.‎
وكان‎ ‎المكتب‎ ‎الإعلامي‎ ‎للحريري‎ ‎نفى‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎قبيل‎ ‎اتصال‎ ‎الرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎والملك‎ ‎السعودي‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ “‎مرشحاً‎ ‎لتأليف‎ ‎الحكومة‎”.‎
التيار‎: ‎الاستشارات‎ ‎مؤجلة

ولفتت‎ ‎أوساط‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أن‎ “‎اعتذار‎ ‎أديب‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎مفاجئاً‎ ‎لنا‎ ‎بل‎ ‎كنا‎ ‎نتوقع‎ ‎هذه‎ ‎النتيجة‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎الأسلوب‎ ‎الذي‎ ‎اتبعه‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎الذي‎ ‎لم‎ ‎تشهده‎ ‎عملية‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومات‎ ‎في‎ ‎تاريخ‎ ‎لبنان،‎ ‎كما‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎أداء‎ ‎من‎ ‎يقف‎ ‎خلفه‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎ورؤساء‎ ‎الحكومات‎ ‎السابقين‎”‎،‎ ‎مشيرة‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ ‎ورغم‎ ‎وجود‎ ‎شق‎ ‎داخلي‎ ‎للأزمة‎ ‎السياسية‎ ‎وعرقلة‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎لكن‎ ‎العقدة‎ ‎خارجية‎ ‎جرى‎ ‎تغليفها‎ ‎بواجهة‎ ‎عقدة‎ ‎وزارة‎ ‎المالية،‎ ‎ولفتت‎ ‎الأوساط‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎لن‎ ‎يدعو‎ ‎للاستشارات‎ ‎النيابية‎ ‎الملزمة‎ ‎إلا‎ ‎بعد‎ ‎توفر‎ ‎شروط‎ ‎سياسية‎ ‎معينة‎ ‎ومناخ‎ ‎توافقي،‎ ‎كي‎ ‎لا‎ ‎نصطدم‎ ‎مجدداً‎ ‎في‎ ‎جدار‎ ‎العرقلة‎ ‎والتعطيل‎ ‎والفشل‎. ‎ودعت‎ ‎إلى‎ ‎قراءة‎ ‎كلام‎ ‎الرئيس‎ ‎ماكرون‎ ‎بجدية‎ ‎والعمل‎ ‎على‎ ‎استغلال‎ ‎الاهتمام‎ ‎الفرنسي‎ ‎بلبنان‎ ‎وإنعاش‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎إجراء‎ ‎حوار‎ ‎جدي‎ ‎وعميق‎ ‎حول‎ ‎الأزمة‎ ‎الداخلية‎ ‎لتمهيد‎ ‎الاتفاق‎ ‎على‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎تنقذ‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎الانهيار‎ ‎المحتوم‎.‎
وعن‎ ‎احتمال‎ ‎عودة‎ ‎الحريري‎ ‎أو‎ ‎تسمية‎ ‎أحد‎ ‎بديلٍ‎ ‎لأديب‎ ‎لتشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎لفتت‎ ‎الأوساط‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎مقاربة‎ ‎استحقاق‎ ‎التأليف‎ ‎بهذه‎ ‎الذهنية‎ ‎التي‎ ‎ظهرت‎ ‎لدى‎ ‎الحريري‎ ‎وزملائه‎ ‎في‎ ‎النادي‎ ‎تسقط‎ ‎خيار‎ ‎عودة‎ ‎الحريري‎ ‎أو‎ ‎من‎ ‎ينوب‎ ‎عنه،‎ ‎وبالتالي‎ ‎الأمور‎ ‎تتجه‎ ‎للبحث‎ ‎عن‎ ‎خيارات‎ ‎أخرى‎.‎

وتشير‎ ‎مصادر‎ “‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أنّ‎ ‎حزب‎ ‎الله‎ ‎والأكثرية‎ ‎النيابية‎ ‎مع‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎يفضلان‎ ‎الإبقاء‎ ‎على‎ ‎حكومة‎ ‎دياب‎ ‎حتى‎ ‎تحقيق‎ ‎تسوية‎ ‎تضمن‎ ‎الاستقرار‎ ‎السياسي‎ ‎والاقتصادي‎ ‎والأمني‎ ‎في‎ ‎البلد،‎ ‎مستبعدة‎ ‎خيار‎ ‎الحريري‎ ‎لتعقيدات‎ ‎داخلية‎ -‎‎ ‎خارجية‎ ‎تحول‎ ‎دون‎ ‎ذلك،‎ ‎لكنها‎ ‎حذّرت‎ ‎من‎ ‎تشريع‎ ‎الساحة‎ ‎اللبنانية‎ ‎للاحتمالات‎ ‎كافة‎ ‎من‎ ‎ضمنها‎ ‎ضرب‎ ‎الاستقرار‎ ‎الأمني‎.‎

وفي‎ ‎هذا‎ ‎السياق،‎ ‎حذّر‎ ‎خبير‎ ‎في‎ ‎الشؤون‎ ‎الأمنية‎ ‎والاستراتيجية‎ ‎لـ‎”‎لبناء‎” ‎من‎ ‎أنّ‎ ‎المخاطر‎ ‎الأمنية‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎لم‎ ‎تعد‎ ‎تقتصر‎ ‎على‎ “‎إسرائيل‎” ‎والإرهاب،‎ ‎بل‎ ‎إنّ‎ ‎التدخلات‎ ‎الخارجية‎ ‎التي‎ ‎أفشلت‎ ‎تسوية‎ ‎الحكومة‎ ‎ستنتج‎ ‎أحداثاً‎ ‎أمنية‎ ‎على‎ ‎صعد‎ ‎ثلاثة‎: ‎اغتيالات‎ ‎سياسية‎ ‎لخلق‎ ‎مناخ‎ ‎طائفي‎ -‎‎ ‎مذهبي،‎ ‎ثانياً‎ ‎تفجيرات‎ ‎متنقلة،‎ ‎وثالثاً‎ ‎تحركات‎ ‎شعبية‎ ‎وأعمال‎ ‎شغب‎ ‎نتيجة‎ ‎تردّي‎ ‎الظروف‎ ‎الاقتصادية‎ ‎والاجتماعية،‎ ‎متوقعاً‎ ‎مرحلة‎ ‎صعبة‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎قبل‎ ‎الاستحقاق‎ ‎الرئاسي‎ ‎الأميركي‎.‎

مواجهة‎ ‎مع‎ ‎الإرهاب‎ ‎شمالاً
وكان‎ ‎لافتاً‎ ‎تحرك‎ ‎الخلايا‎ ‎الإرهابية‎ ‎عقب‎ ‎اعتذار‎ ‎أديب‎ ‎ما‎ ‎يطرح‎ ‎علامات‎ ‎استفهام‎ ‎عدة‎ ‎حول‎ ‎الجهة‎ ‎التي‎ ‎حركت‎ ‎هذه‎ ‎الخلايا‎ ‎لتهديد‎ ‎الأمن‎ ‎والاستقرار‎ ‎بهدف‎ ‎الاستثمار‎ ‎السياسي‎ ‎بعد‎ ‎سقوط‎ ‎‎”‎مؤامرة‎” ‎تهريب‎ ‎حكومة‎ ‎تدين‎ ‎بالولاء‎ ‎للأميركيين‎ ‎على‎ ‎جناح‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎.‎
وانتهت‎ ‎العملية‎ ‎الأمنية‎ ‎في‎ ‎وادي‎ ‎خالد‎ ‎في‎ ‎عكار‎ ‎بمقتل‎ 13 ‎إرهابياً‎ ‎واعتقال‎ 15 ‎شخصاً‎ ‎إضافة‎ ‎إلى‎ ‎هروب‎ ‎عنصرين‎ ‎من‎ ‎المجموعة‎ ‎الإرهابية‎ ‎فيما‎ ‎عملت‎ ‎عناصر‎ ‎القوة‎ ‎الضاربة‎ ‎على‎ ‎تمشيط‎ ‎المنطقة‎ ‎تمهيداً‎ ‎لتوقيفهما‎.‎
ونفذت‎ ‎مخابرات‎ ‎الجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎مداهمات‎ ‎في‎ ‎مخيم‎ ‎البارد‎ ‎لعدد‎ ‎من‎ ‎المشتبه‎ ‎بتورّطهم‎ ‎بالإرهاب‎ ‎وبعملية‎ ‎وادي‎ ‎خالد‎ ‎حيث‎ ‎تمّ‎ ‎توقيف‎ 3 ‎أشخاص‎ ‎حتى‎ ‎الآن،‎ ‎عرف‎ ‎منهم‎ ‎بهاء‎ ‎طوي‎ ‎ولؤي‎ ‎المصري،‎ ‎من‎ ‎الجنسية‎ ‎الفلسطينية‎.‎
وكان‎ ‎وقع‎ ‎هجوم‎ ‎إرهابي‎ ‎ليل‎ ‎السبت‎ – ‎الأحد‎ ‎على‎ ‎أحد‎ ‎مراكز‎ ‎الجيش‎ ‎في‎ ‎محلة‎ ‎عرمان‎ -‎‎ ‎المنية،‎ ‎ما‎ ‎أدى‎ ‎إلى‎ ‎استشهاد‎ ‎عسكريَين‎ ‎اثنين‎ ‎محمد‎ ‎النشار‎ ‎وأحمد‎ ‎صقر،‎ ‎بالإضافة‎ ‎إلى‎ ‎مقتل‎ ‎أحد‎ ‎الإرهابيين‎.‎

بري
وتوالت‎ ‎المواقف‎ ‎السياسية‎ ‎المنددة‎ ‎بالاعتداء‎ ‎الإرهابي‎ ‎على‎ ‎الجيش،‎ ‎أبرزها‎ ‎موقف‎ ‎رئيس‎ ‎مجلس‎ ‎النواب‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎الذي‎ ‎أكد‎ ‎ان‎ “‎لبنان‏‎ ‎وشماله‎ ‎الأبي‎ ‎والمحروم‎ ‎في‎ ‎عين‎ ‎عاصفة‎ ‎الإرهاب،‎ ‎ودائماً‎ ‎المؤسسة‎ ‎العسكرية‏‎ ‎والقوى‎ ‎الأمنية‎ ‎ضباطاً‎ ‎ورتباء‎ ‎وأفراداً،‎ ‎تضحيات‎ ‎وأداء‎ ‎لا‎ ‎يقبل‎ ‎القسمة‎ ‎وبذل‎ ‎حتى‎ ‎الشهادة،‎ ‎افتداء‎ ‎للوطن‎ ‎وصوناً‎ ‎لوحدته‎ ‎واستقراره‎ ‎وحماية‎ ‎لسلمه‎ ‎الأهلي‎”.‎

القوميّ
بدوره،‎ ‎أكد‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أمس،‎ ‎دعمه‎ ‎وتأييده‎ ‎الكاملين‎ ‎للجيش‎ ‎اللبناني‎ ‎والقوى‎ ‎الأمنية‎ ‎في‎ ‎معركة‎ ‎اجتثاث‎ ‎الإرهاب‎ ‎وتجنيب‎ ‎لبنان‎ ‎المخطط‎ ‎الإرهابي‎ ‎لتقويض‎ ‎استقراره‎ ‎وسلمه‎ ‎الأهلي،‎ ‎وهو‎ ‎المخطط‎ ‎الذي‎ ‎تكشفت‎ ‎حقيقته‎ ‎منذ‎ ‎ارتكاب‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎الإرهابيّة‎.‎
وشدّد‎ ‎الحزب‎ ‎على‎ ‎أهمية‎ ‎وضرورة‎ ‎الالتفاف‎ ‎حول‎ ‎الجيش‎ ‎والقوى‎ ‎الأمنية،‎ ‎ومؤازرتهم‎ ‎في‎ ‎مهامهم‎ ‎الوطنية‎ ‎الرامية‎ ‎إلى‎ ‎حماية‎ ‎أمن‎ ‎البلد‎ ‎وتحصين‎ ‎استقراره‎ ‎ليكون‎ ‎عصياً‎ ‎على‎ ‎مخططات‎ ‎الإرهاب‎ ‎ومشاريع‎ ‎الفتنة‎. ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎المطلوب‎ ‎أن‎ ‎يصبح‎ “‎كلّ‎ ‎مواطن‎ ‎خفيراً‎” ‎بهدف‎ ‎كشف‎ ‎وتعرية‎ ‎العناصر‎ ‎الإرهابية‎ ‎وتلك‎ ‎المرتبطة‎ ‎بالعدو‎ ‎الصهيوني‎ ‎وبدول‎ ‎إقليمية‎ ‎وأجنبية‎ ‎تتوسّل‎ ‎الإرهاب‎ ‎والفوضى‎ ‎وسيلة‎ ‎للإنقاض‎ ‎على‎ ‎لبنان‎ ‎وعناصر‎ ‎قوّته‎.‎
وجدّد‎ ‎الحزب‎ ‎القومي‎ ‎مطالبته‎ ‎الإسراع‎ ‎في‎ ‎الخطوات‎ ‎الضرورية‎ ‎لإحالة‎ ‎ملف‎ ‎جريمة‎ ‎كفتون‎ ‎الى‎ ‎المجلس‎ ‎العدلي،‎ ‎خصوصاً‎ ‎بعدما‎ ‎تبيّن‎ ‎تورّط‎ ‎وارتباط‎ ‎العديد‎ ‎من‎ ‎الخلايا‎ ‎الإرهابية‎ ‎بجريمة‎ ‎كفتون،‎ ‎وإنّ‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎في‎ ‎كفتون‎ ‎عمل‎ ‎إرهابي‎ ‎يهدّد‎ ‎أمن‎ ‎الدولة‎ ‎واستقرار‎ ‎البلد،‎ ‎والمطلوب‎ ‎أن‎ ‎تتولى‎ ‎أعلى‎ ‎هيئة‎ ‎قضائية‎ ‎هذه‎ ‎القضية‎.‎

باسيل
وحذّر‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎من‎ ‎مطالبة‎ ‎بعض‎ ‎الأحزاب‎ ‎بعفو‎ ‎عام‎ ‎يُخرِج‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎الإرهابيين‎ ‎دفعة‎ ‎واحدة‎. ‎مضيفاً‎: ‎‎”‎التواطؤ‎ ‎مع‎ ‎الخارج‎ ‎بموضوع‎ ‎الارهاب،‎ ‎حتى‎ ‎اذا‎ ‎كان‎ ‎غير‎ ‎مقصود،‎ ‎جريمة‎ ‎تقضي‎ ‎على‎ ‎لبنان‎. ‎حذار‎”.‎

قانون‎ ‎العفو
وأعاد‎ ‎الاعتداء‎ ‎الارهابي‎ ‎على‎ ‎الجيش‎ ‎والمواجهات‎ ‎مع‎ ‎الخلايا‎ ‎الارهابية‎ ‎النظر‎ ‎بملف‎ ‎العفو‎ ‎العام‎ ‎والموقوفين‎ ‎بسجن‎ ‎رومية‎ ‎وسط‎ ‎دعوات‎ ‎ملحّة‎ ‎لبحث‎ ‎هذا‎ ‎الملف‎ ‎في‎ ‎المجلس‎ ‎النيابي‎ ‎عشية‎ ‎جلسة‎ ‎يعقدها‎ ‎المجلس‎ ‎لهذا‎ ‎الشأن‎ ‎الاسبوع‎ ‎المقبل‎ ‎مع‎ ‎انتشار‎ ‎وباء‎ ‎الكورونا‎ ‎في‎ ‎السجون‎.‎
وأمس‎ ‎شهدت‎ ‎بعض‎ ‎السجون‎ ‎في‎ ‎صور‎ ‎ورومية‎ ‎وزحلة‎ ‎بعض‎ ‎حالات‎ ‎التمرد‎ ‎ومحاولات‎ ‎الانتحار‎ ‎شنقاً،‎ ‎حيث‎ ‎أقدم‎ ‎سجين‎ ‎في‎ ‎سجن‎ ‎صور‎ ‎يُدعى‎ ‎ابراهيم‎ ‎ترمس‎ ‎على‎ ‎شنق‎ ‎نفسه‎ ‎بواسطة‎ ‎شرشف‎ ‎وقد‎ ‎نقلت‎ ‎جثته‎ ‎الى‎ ‎مستشفى‏‎ ‎جبل‎ ‎عامل‎ ‎في‎ ‎صور‎. ‎كما‎ ‎أفيد‎ ‎عن‎ ‎محاولة‎ ‎سجين‎ ‎آخر‎ ‎في‎ ‎رومية‎ ‎شنق‎ ‎نفسه‎.‎

ترقب‎ ‎لارتفاع‎ ‎الأسعار
ولم‎ ‎تُسجّل‎ ‎الأسواق‎ ‎حتى‎ ‎الآن‎ ‎أي‎ ‎ارتفاع‎ ‎بأسعار‎ ‎السلع‎ ‎رغم‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الصرف،‎ ‎لكن‎ ‎بحسب‎ ‎توقعات‎ ‎التجار،‎ ‎فإنّ‎ ‎انعكاس‎ ‎الوضع‎ ‎السياسيّ‎ ‎على‎ ‎أسعار‎ ‎السلع‎ ‎في‎ ‎الأسواق‎ ‎سيبدأ‎ ‎منذ‎ ‎اليوم،‎ ‎لأنّ‎ ‎مكاتب‎ ‎المحاسبة‎ ‎في‎ ‎الشركات‎ ‎تقفل‎ ‎في‎ ‎نهاية‎ ‎الأسبوع،‎ ‎لذلك‎ ‎من‎ ‎المتوقّع‎ ‎أن‎ ‎يلمس‎ ‎المواطنون‎ ‎ارتفاع‎ ‎الأسعار‎ ‎مطلع‎ ‎الأسبوع‎.‎
ويتوقع‎ ‎خبراء‎ ‎اقتصاديون‎ ‎أن‎ ‎يشهد‎ ‎السوق‎ ‎ارتفاعاً‎ ‎تدريجياً‎ ‎بأسعار‎ ‎السلع‎ ‎بدءاً‎ ‎من‎ ‎مطلع‎ ‎الأسبوع‎ ‎المقبل‎. ‎وبحسب‎ ‎الخبير‎ ‎المالي‎ ‎والاقتصادي‎ ‎وليد‎ ‎أبو‎ ‎سليمان‎ ‎فإنّنا‎ ‎دخلنا‎ ‎في‎ ‎مرحلة‎ ‎الفوضى‎ ‎والتفلّت‎ ‎في‎ ‎سوق‎ ‎السلع‎ ‎إضافة‎ ‎الى‎ ‎ارتفاع‎ ‎سعر‎ ‎الصرف‎. ‎ويلفت‎ ‎أبو‎ ‎سليمان‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎الى‎ ‎أنّ‎ ‎الدولة‎ ‎لم‎ ‎تعد‎ ‎قادرة‎ ‎على‎ ‎لجم‎ ‎ارتفاع‎ ‎الأسعار‎ ‎ولا‎ ‎ضبط‎ ‎سعر‎ ‎صرف‎ ‎الدولار،‎ ‎خصوصاً‎ ‎مع‎ ‎توجّه‎ ‎مصرف‎ ‎لبنان‎ ‎إلى‎ ‎رفع‎ ‎الدعم‎ ‎عن‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎السلع‎ ‎الأساسية‎ ‎بسبب‎ ‎نفاد‎ ‎الاحتياط‎ ‎النقدي‎ ‎في‎ ‎المصرف‎. ‎ويرى‎ ‎أبو‎ ‎سليمان‎ ‎أنّ‎ ‎أحد‎ ‎الحلول‎ ‎لوقف‎ ‎نزيف‎ ‎احتياطات‎ ‎المركزي‎ ‎هو‎ ‎ترشيد‎ ‎الدعم،‎ ‎وتخصيصه‎ ‎لذوي‎ ‎الدخل‎ ‎المحدود‎ ‎والطبقة‎ ‎الفقيرة‎ ‎فقط‎ ‎وللسلع‎ ‎الأساسية،‎ ‎ويوضح‎ ‎أنّه‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎ضبط‎ ‎سعر‎ ‎الصرف‎ ‎إذا‎ ‎لم‎ ‎يتم‎ ‎ضخ‎ ‎أموال‎ ‎خارجية‎ ‎في‎ ‎السوق‎ ‎الداخلي‎ ‎وبالتالي‎ ‎أسعار‎ ‎السلع‎ ‎إلى‎ ‎ارتفاع‎ ‎بلا‎ ‎سقف‎.‎
بدوره،‎ ‎لفت‎ ‎وزير‎ ‎الاقتصاد‎ ‎في‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎راوول‎ ‎نعمة‎ ‎لـ‎”‎البناء‎” ‎إلى‎ ‎أننا‎ ‎سننتظر‎ ‎بعض‎ ‎الوقت‎ ‎كي‎ ‎يظهر‎ ‎السعر‎ ‎الحقيقي‎ ‎لص
‎ ‎
‎ ‎
رف‎ ‎الدولار‎ ‎ومدى‎ ‎انعكاس‎ ‎المستجدات‎ ‎السياسية،‎ ‎على‎ ‎سعر‎ ‎السوق‎ ‎لنعرف‎ ‎الخطة‎ ‎الذي‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎نضعها‎ ‎ونتبعها‎ ‎لمواجهة‎ ‎فلتان‎ ‎الأسعار‎. ‎ويؤكد‎ ‎نعمة‎ ‎أنّ‎ ‎الدعم‎ ‎للسلة‎ ‎الغذائية‎ ‎الذي‎ ‎أقرّته‎ ‎وزارة‎ ‎الاقتصاد‎ ‎بالتعاون‎ ‎مع‎ ‎الوزارات‎ ‎الأخرى‎ ‎مستمر‎. ‎ويوضح‎ ‎أنّ‎ ‎التطورات‎ ‎التي‎ ‎قد‎ ‎تحصل‎ ‎على‎ ‎صعيد‎ ‎سع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *