الرئيسية / صحف ومقالات / نداء الوطن : المياه الحكومية لا تزال “عكرة”… وجنبلاط عن زيارة ‏بعبدا: “منشوف..‎”‎ ‎جعجع لـ”نداء الوطن”: لا حكومة وحدة ولا أقطاب
نداء الوطن

نداء الوطن : المياه الحكومية لا تزال “عكرة”… وجنبلاط عن زيارة ‏بعبدا: “منشوف..‎”‎ ‎جعجع لـ”نداء الوطن”: لا حكومة وحدة ولا أقطاب

‎بينما ينصرف حسان دياب في فسحة تصريفه أعمال “السراي” إلى استكمال الهواية الأحب ‏على قلبه “تشكيل اللجان وإصدار التعاميم”، فاستولد بالأمس لجنة لـ”تفعيل التنسيق ‏الصحي”، واستفاق “بعد خراب مالطا” على إصدار تعميم يطلب فيه من الإدارات والبلديات ‏الإبلاغ عن “أي مواد كيميائية سريعة الاشتعال متفجرة أو خطرة”… ينكبّ رعاة تكليفه ‏وإسقاطه على حصر أضرار 8 آذار وتحديد حجم خسائرها السياسية ومحاولة الحد منها ‏حكومياً ومجلسياً، فتم حصرها تنفيذياً بفرط حكومة دياب مقابل اقتصارها تشريعياً على 8 ‏استقالات، لينطلق النقاش والكباش تالياً إلى حلبة “التكليف والتأليف” واستشراف سقوف ‏‏”الممكن وغير الممكن” تحصيله من مطالب وضمانات في التشكيلة المقبلة، وسط تأكيد ‏مصادر سياسية رفيعة لـ”نداء الوطن” أنّ المرحلة الراهنة هي مرحلة “جس نبض” باعتبار ‏أنّ “المياه لا تزال عكرة” ويصعب من خلالها استكشاف أعماق المشهد بوضوح، متوقعةً أن ‏يحتاج صفاء الصورة بضعة أيام إضافية لاتضاح آفاق المسار الحكومي‎.‎
‎ ‎
ومن هذا المنطلق يبدو رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط متأنياً في خطواته ‏بانتظار انقشاع الرؤية الضبابية في أكثر من اتجاه، داخلي وخارجي، بغية حسم اتجاهاته، ‏وهو آثر التريث في زيارة قصر بعبدا لكي تكون مبنية على أرضية واضحة من المعطيات ‏والتقاطعات. وفي هذا الإطار علمت “نداء الوطن” أنّ جنبلاط تلقف بإيجابية مبادرة رئيس ‏الجمهورية ميشال عون أمس إلى الاتصال به وأبدى تجاوباً مع رغبة الأخير بالتواصل معه ‏واللقاء به، غير أنه لم يحسم توقيت الزيارة واكتفى بالقول: “منشوف”، سواءً في معرض ‏تأكيده لعون على أهمية الانفتاح والتواصل بينهما، أو في سياق ما أعاد التشديد عليه خلال ‏الاتصال الهاتفي الذي تلقاه لاحقاً من النائب فريد البستاني لإعادة التأكيد على مضمون ‏اتصال رئيس الجمهورية وحثه على زيارة بعبدا، بحيث أجابه جنبلاط: “أكيد ما بقول لأ، بس ‏خليني شوف إيمتى”، مذكّراً بالظروف والانشغالات الضاغطة التي فرضتها المستجدات ‏على البلد‎.‎
‎ ‎
ولا يزال جنبلاط بحسب مطادر مطلعة على موقفه “متمسكاً بشرطين أساسيين في مقاربة ‏ملف تشكيل الحكومة العتيدة، الأول ألا تكون في ترجمتها للمفهوم التكنوقراطي على ‏شاكلة حكومة دياب، والشرط الثاني ألا تكون في مفهومها السياسي على نسق حكومات ما ‏قبل 17 تشرين الأول، بمعنى أنها إذا كانت حكومة يرأسها سعد الحريري ألا تكون مكبلة في ‏تركيبتها ومحاصرة من داخلها كما كان سائداً في المراحل السابقة، بل يجب أن تأتي بناءً ‏على تفاهمات وضمانات صلبة وأكيدة تتيح لها الإنجاز الفعلي والإصلاح الحقيقي‎”.‎
‎ ‎
أما الأجواء السائدة في قصر بعبدا فتشي بأنّ رئيس الجمهورية يخوض في تقصي آفاق ‏الدعم الأميركي للمسعى الفرنسي، ويمنّي النفس، كما مختلف قوى 8 آذار، بأن يؤمّن تزامن ‏زيارتي وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف ومساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ‏هيل إلى بيروت، تقاطعاً إيرانياً – أميركياً ضامناً وراعياً لأجندة التفاوض الحكومي. وهذا ما ‏بدا من تسريبات قصر بعبدا أمس التي ركزت على أهمية ومعاني تزامن الزيارتين ووجوب ‏ترقب انعكاسات ذلك على الساحة اللبنانية، بينما جددت مصادر مقربة من رئاسة ‏الجمهورية التأكيد لـ”نداء الوطن” على أنه حتى الساعة “لا يزال من المبكر الحديث عن ‏موعد الاستشارات النيابية الملزمة قبل انتهاء المشاورات وتحديد التوجهات لدى الفرقاء ‏بحيث لا تأتي الاستشارات لتعمّق الأزمة إنما لتسرّع في انتاج صيغة حلها‎”.‎
‎ ‎
ورداً على سؤال، أجابت المصادر: “يبدو راهناً أنّ هناك رعاية وضمانات دولية لإنهاء الأزمة ‏السياسية وانعكاساتها الاقتصادية والمالية، وهذا تطور على طريق إنهاء الأزمة في لبنان”، ‏مشددةً في ما يتصل بمقاربة عون للملف الحكومي على أنّ “الظرف الراهن يفرض أن ‏تكون الحكومة العتيدة أكثر تمثيلاً لأكبر عدد من الفرقاء والمكونات السياسية والنيابية، في ‏حين أنّ الخيارات المطروحة سواءً لجهة كونها حكومة وحدة وطنية أو حكومة أقطاب يتم ‏الاتفاق عليه لاحقاً‎”.‎
‎ ‎
أما على ضفة “معراب” فيبدي رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أسفه لإعادة ‏إحياء طروحات وتجارب أوصلت لبنان إلى الكارثة التي يتخبّط فيها وطنياً وسياسياً ومالياً ‏واقتصادياً ومعيشياً ومؤسساتياً، وقال في اتصالٍ أجرته معه “نداء الوطن” أمس: “حكومات ‏الوحدة الوطنية ليست اختراعاً جديداً، بل شكّلت امتداداً للحكومات المتعاقبة منذ 30 عاماً، ‏وقد فشلت فشلاً ذريعاً والعودة إلى هذا النوع من الحكومات أكبر جريمة ترتكب بحق ‏لبنان”. وأضاف: “لا نريد حكومة وحدة ولا حكومة أقطاب إذ إنّ النهج الكارثي المتبع في ‏حكومات الوحدة مردّه إلى نهج الأقطاب نفسه، ولبنان لم ينزلق إلى هذه الكارثة سوى ‏بفعل غياب التوجه الإصلاحي لدى معظم المسؤولين‎”.‎
‎ ‎
جعجع الذي رأى أنّ طبيعة المرحلة “تستدعي تشكيل حكومة إنقاذ مستقلة وحيادية وجديدة، ‏لا تأثير فيها لأي فريق سياسي وتحديداً الثنائي “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” ‏وحلفاؤهما”، شدد في المقابل على وجوب أن تتعهّد الحكومة الجديدة في بيانها الوزاري ‏‏”بتقصير ولاية مجلس النواب وتحويل انفجار مرفأ بيروت إلى لجنة تحقيق دولية، وتبني ‏طرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بحياد لبنان، والشروع بالإصلاحات المطلوبة التي ‏تبدأ من إقفال المعابر غير الشرعية وضبط الشرعية، ولا تنتهي بإنهاء فضيحة العصر في ‏الكهرباء، وإلا فإنّ تشكيل أي حكومة خلاف ذلك سيعني استمرار فصول الانهيار

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *