الرئيسية / صحف ومقالات /  الديار:خريطة المواقف الداخلية والدولية وجهود لتشكيل الحكومة في مطلع أيلول.. ماكرون يوسع نطاق اتصالاته دولياً لتسريع الولادة والبدء بالانقاذ..محاولات ناشطة لصيغة تجمع بين التكنوقراط والتمثيل السياسي..
الديار لوغو0

 الديار:خريطة المواقف الداخلية والدولية وجهود لتشكيل الحكومة في مطلع أيلول.. ماكرون يوسع نطاق اتصالاته دولياً لتسريع الولادة والبدء بالانقاذ..محاولات ناشطة لصيغة تجمع بين التكنوقراط والتمثيل السياسي..

ما هي حقيقة المواقف من تشكيل الحكومة الجديدة؟ من هو رئيسها؟

وهل ستأخذ عملية تأليفها فترة طويلة ام انها ستبصر النور قريباً؟

اسئلة عديدة تطرح حول الحكومة العتيدة والمرحلة المقبلة في ظل ظروف صعبة وشائكة للغاية افرزتها الازمة السياسية والاقتصادية المتفاقمة يضاف اليها انفجار المرفأ وتداعياته.

المعلومات المتوافرة حتى الآن ان هناك رغبة من معظم القوى السياسية الرئيسية من عدم تكرار التجارب السابقة مع تشكيل الحكومات، والعمل على تأليف الحكومة الجديدة في اسرع وقت. لكن هذه الرغبة لا تعني سهولة المهمة نظراً للتعقيدات التي قد تؤدي الى تأخير هذه العملية كما حصل سابقاً.

وتضيف المعلومات ان الاجتماع الذي عقد في عين التينة برعاية الرئيس بري وبمشاركة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل والخليلين اكد على نقطة اساسية ومهمة هي ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة في اقرب وقت.

 

 موقف الثنائي الشيعي

وتقول هذه المعلومات ان الثنائي الشيعي ابلغ من يهمه الامر انه يؤيد الاولوية في تسريع تأليف الحكومة، وانه كما كان في السابق فهو اليوم حريص على تأليف حكومة فاعلة ومنتجة.

وحسب المعلومات، فان الاجتماع لم يبحث في حسم الاسم المطروح لرئاسة الحكومة الجديدة، لكنه ركز على البحث في طبيعة الحكومة وكيفية تشكيلها.

وتضيف بان الثنائي الشيعي كما حصل في المرة السابقة لا يضع شروطاً مسبقة، لكنه في الوقت نفسه لا يريد بل يعارض ما يسمى الحكومة الحيادية للاعتبارات التي اكد عليها سابقاً.

ووفقاً للاجواء فان الرئيس بري يتحرك بقوة في سبيل ولادة الحكومة في اقرب وقت، آخذا بعين الاعتبار مصلحة البلد ككل في الاسراع بهذه العملية. وتحرص اوساطه على عدم الدخول في الاسماء، مشيرة الى ان البحث لم يتناول الاسماء بعد. وتنفي ان يكون ابلغ الرئيس الفرنسي ماكرون رفض تسمية نواف سلام، مؤكدة في الوقت نفسه اننا لم ندخل بعد في مرحلة الاسماء.

واذا كانت اوساط رئيس المجلس حريصة على عدم فتح بازار الاسماء بهذه الطريقة، فان مصادر مطلعة تشير الى انه اقرب الى تسمية الرئيس سعد الحريري مع انفتاحه على البحث في اسماء اخرى اذا ما تعذر او استحال خيار الحريري.

ما حزب الله فهو يؤكد على مواقفه التي كان اكد عليها في المرة الماضية قبل تكليف الرئيس حسان دياب، مع رفضه ما يسمى بالحكومة الحيادية، باعتبار ان هذا الطرح هو طرح مسيس بحدّ ذاته.

ووفقا للمصادر المطلعة فان الحزب لا يرغب في الدخول بالتسميات، ولا يحبذ ذلك قبل التفاهم على طبيعة الحكومة الجديدة وتشكيلتها.

 

الوطني الحرّ

اما التيار الوطني الحرّ الذي يشعر بحراجة الموقف بعد انفجار المرفأ، فانه يبدو هذه المرة اكثر مرونة، وهذا ما عبر عنه تكتله النيابي في موقفه مؤخراً عندما اكد على انه «متعاون الى اقصى الحدود» في عملية تشكيل الحكومة.

 

 الحريري

واللافت ان الرئيس سعد الحريري لم يصدر عنه اي موقف منذ ما قبل استقالة الرئيس دياب، لكن المعلومات تفيد بانه منخرط في الاتصالات الجارية بشأن الحكومة، وانه لا يمانع بل يرغب بالعودة الى رئاسة الحكومة من دون ان يكون مكبلاً او مقيداً بوزراء سياسيين يعيدون تجربة حكومته السابقة.

وتقول المعلومات ان الحريري لم يتحمس بالاصل لفكرة الاستقالة من المجلس وهو على توافق في هذا الموضوع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي فرمل المضي في هذه الفكرة. ووضع في الاولوية تشكيل حكومة منتجة وفعالة.

 

 جنبلاط

وفي هذا الصدد تؤكد المعلومات ان جنبلاط لم يعد متمسكاً بما سمي حكومة حيادية، وانه كما عبر بعد زيارته للرئيس بري لا يقف عند التسمية او الشكل بقدر ما يريد حكومة فعالة وقادرة.

وحسب المعلومات فان جنبلاط يؤيد عودة الحريري الى رئاسة الحكومة ويسعى مع الرئيس بري الى انجاح هذا الخيار.

 

جعجع

ويبدو ان «القوات اللبنانية» ماضية في موقفها المتشدد على الاقل ظاهرياً لاعتبارات عديدة ابرزها:

– استخدام هذا الموقف في مرحلة التفاوض على الحكومة.

– محاكاة الشارع بشكل عام الذي يضغط قسم منه باتجاه عدم عودة نموذج حكومات الوفاق الوطني.

– التمسك بالتشدد بانتظار جلاء الموقف الاميركي والغربي، مع العلم ان هذا الموقف لا يرغب بالذهاب الى التشدد الاقصى.

ولا يؤيد رئيس «القوات» سمير جعجع عودة الحريري الى رئاسة الحكومة كما فعل في المرة الماضية، وقد عبّر عن ذلك امس ردا على سؤال في هذا الشأن بالقول: نحن مع حكومة جديدة تماماً، حيادية تماماً، ومستقلة تماماً«.

وبرر عدم اقدام نوابه على الاستقالة بالقول: «بعد استقالة الحكومة تريث كل من «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي في تقديم الاستقالة من المجلس النيابي، وبقيت «القوات» وحدها كالعادة».

ودعا النواب الذين قدموا استقالاتهم الى العودة عنها عشية جلسة مجلس النواب اليوم، معلناً ان كتلته النيابية لن تحضر الجلسة.

وفي ظل الاتصالات المكثفة الجارية لازالة العقبات في وجه تشكيل الحكومة الجديدة والاتفاق على اسم رئيسها، ذكرت المعلومات ان الاستشارات الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية لتكليف رئيس الحكومة الجديد وتحديد موعدها مرتبطة باتفاق الكتل النيابية، وبالتالي من المستبعد ان تجري هذا الاسبوع.

 

المواقف الدولية

في هذا الوقت، لم تتضح حتى الآن تفاصيل الموقف الاميركي – الغربي من الحكومة الجديدة، لكن الرئيس الفرنسي ماكرون بقي ناشطاً في سبيل تشكيل الحكومة في اقرب وقت وقد تهاتف في الثماني والاربعين ساعة الماضية مع عدد من القيادات اللبنانية منهم الرئيس بري والنائب جبران باسيل.

ويقول مصدر بارز لـ «الديار» ان هناك اجواء تجاوب من القيادات ومعظم الاطراف السياسية مع السعي الى تأليف الحكومة قبل مطلع ايلول، لكن هذه الرغبة لا تعني ان الطريق معبّدة للولادة في الفترة المذكورة.

ووسّع ماكرون نطاق اتصالاته وتهاتف مع الرئيسين الروسي والايراني. وقالت مصادر مطلعة ان البحث يتركز على العمل من اجل تشكيل حكومة لبنانية في اقرب وقت.

وفي خصوص الموقف الاميركي – الغربي ترى المصادر ان هناك نوعا من الضبابية على هذا الموقف في شأن تشكيلة الحكومة ورئيسها وان كان هناك رغبة للمجيء بالسفير نواف سلام.

وتضيف المصادر ان اسهم الرئيس الحريري مرتفعة ايضاً لكن حسم هذا الموضوع يحتاج الى توافق داخلي، واشارات سعودية، وهذا الامر لم يتبلور حتى الان.

ويشير في هذا المجال الى ان المملكة العربية السعودية اكتفت بعد انفجار المرفأ بارسال كميات من المساعدات العينية للبنان، ولم تتناول او تنخرط في البحث بموضوع الحكومة الجديدة، مع العلم ان الرياض ترغب في اقصاء حزب الله عنها، وتؤيد ان تكون من المستقلين.

وكشف مصدر ديبلوماسي مطلع امس ان الموقف الاميركي – الاوروبي يلتقي عند اولوية عدم انزلاق لبنان الى الفوضى، والبحث عن قواسم مشتركة لانتاج حكومة انقاذية مهمتها معالجة الوضعين الاقتصادي والمالي وتحقيق الاصلاحات التي يطالب بها الشعب اللبناني، كما تعبر هذه الدول.

اما روسيا فهي تميل لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقد عبر عن ذلك السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين في حديث له امس مؤيداً مثل هذه الحكومة برئاسة الرئيس الحريري.

ورأى انه على الرغم من توقع حصول خلافات في مثل هذه الحكومة كما حصل سابقاً، الا انه لا يرى حلا اخر.

والمح الى حل وسط لكنه لم يفصح عن طبيعته وتفاصيله.

وتبرز في الساعات المقبلة زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل التي ستتركز حول الوضع في لبنان وموضوع الحكومة وموضوع الحدود البحرية.

وعشية الزيارة، قالت السفارة الاميركية: ان هيل سيشدّد في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين على ضرورة اجراء اصلاحات اقتصادية جذرية وسياسية تنهي الفساد.

 

 الحكومة الجديدة؟

وكشفت مصادر سياسية لبنانية مشاركة في الاتصالات الجارية لـ«الديار» امس عن ان هناك حديثاً عن المجيء بحكومة تكنوقراط برئاسة الرئيس الحريري لا تخلو من التمثيل السياسي. ويدور البحث في طبيعة وشكل الوزراء الذين سيمثلون القوى السياسية.

واضافت هذه المصادر ان هناك اقتراحا آخر ان يترأس الرئيس الحريري حكومة تكنوقراط «بنكهة سياسية»، شرط ان لا تتكرر تجربة حكومة دياب.

 

جلسة المجلس اليوم

على صعيد آخر يعقد مجلس النواب جلسة عامة اليوم برئاسة الرئيس بري في قصر الاونيسكو لمناقشة واقرار اعلان حالة الطوارئ على ضوء قرار مجلس الوزراء الاخير الذي حصر الطوارئ في بيروت.

ومن المتوقع تلاوة الاستقالات التي قدمها عدد من النواب الى الامانة العامة للمجلس، وبمجرد تلاوتها امام الهيئة العامة فانها ستصبح سارية المفعول.

والجدير بالذكر ان الذين تقدموا باستقالات خطية هم: نواب الكتائب: سامي الجميل، نديم الجميل والياس حنكش. والنواب: بوليت يعقوبيان، هنري حلو، مروان حماده، ميشال معوض، وديما جمالي.

ومن المنتظر ايضاً ان تشهد الجلسة مداخلات حول اخر التطورات لا سيما انفجار المرفأ وتداعياته، لكن الرئيس بري سيضبط كالعادة الجلسة لكي لا تخرج عن اطارها.

 

 التحقيقات وموقف عون

وفي شأن التحقيقات المتعلقة بانفجار المرفأ جدد رئيس الجهمورية امس التأكيد على «انه حريص ان يأخذ التحقيق العدلي مداه الكامل، وفق النصوص المرعية، مستعينا بكل الخبرات التي يراها لتبيان الحقيقة الكاملة عن الانفجار وظروفه والمسؤولين عنه على كل المستويات».

وذكرت المعلومات ان التحقيق سيبدأ غداً مع وزراء اشغال ومال منذ العام 2016 وحتى يوم الانفجار.

من جهة ثانية رفض مجلس القضاء الاعلى اسم المحقق العدلي سامر يونس الذي اقترحته وزيرة العدل ماري كلود نجم، وابقى اجتماعاته مفتوحة بانتظار ورود اسم آخر من نجم.

ولاحقاً طلبت وزيرة العدل في الحكومة المستقيلة من مجلس القضاء الاعلى تبرير رفضه.

من جهة اخرى طلب الرئيس بري امس من وزيري المال والثقافة غازي وزني وعباس مرتضى منع اي استغلال للمساس بالملكية او المضاربة العقارية او تغيير الطابع العمراني والتراثي او التاريخي لمناطق بيروت المتضررة من انفجار المرفأ.

واعلن وزير الثقافة منع اجراء اي معاملة بيع او تصرف او تأمين تتعلق بهذه العقارات المتضررة ومنع تسجيلها الا بعد انتهاء الترميم وموافقة وزارة الثقافة.

 

مساعدة المانية كهربائية

وعلى صعيد المساعدات الدولية والعربية للبنان نشط الرئيس الفرنسي لترجمة مقررات المؤتمر الدولي الاخير، وتناول مع الرئيس الروسي في اتصال هاتفي تسريع تقديم المساعدات المالية وجمعها لتسريع عملية الاغاثة واعادة الاعمار.

وفي هذا الاطار ايضاً ابلغ وزير الخارجية الالماني هيكو جوزف ماس الرئيس عون خلال زيارته له، امس ان مبلغ العشرين مليون يورو الذي قدمته المانيا ستليه مساعدات اخرى لدعم الاقتصاد اللبناني، معلناً ان شركة «سيمنز» الالمانية قررت تقديم مولدين للطاقة بقوة 80 ميغاوات لتأمين التيار الكهربائي لمدة سنة مجاناً الى اكثر من 65 الف نسمة، وتقدر كلفة هذا العمل بـ45 مليون يورو. واشار الى ان المعدات اللازمة ستصل الى بيروت خلال الايام المقبلة ليتم تركيبها في المناطق المنكوبة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *