الرئيسية / صحف ومقالات / الديار:زلزال بيروت يوحّد العالم لمساعدة لبنان… وجسر جوي للإغاثة..ماكرون في بيروت اليوم: حشد المجتمع الدولي لبرنامج دعم..التحقيق بانفجار المرفأ: اللغز في الأسباب و«العدوان المدبّر» غير مستبعد
الديار لوغو0

الديار:زلزال بيروت يوحّد العالم لمساعدة لبنان… وجسر جوي للإغاثة..ماكرون في بيروت اليوم: حشد المجتمع الدولي لبرنامج دعم..التحقيق بانفجار المرفأ: اللغز في الأسباب و«العدوان المدبّر» غير مستبعد

استفاق لبنان المنكوب أمس على كارثة كبرى بكل معنى الكلمة بعد الانفجار الهائل الذي وقع في المرفأ وضرب العاصمة محدثا زلزالا ضخماً ادى الى تدمير مناطق عديدة من بيروت وسقوط اكثر من 113 شهيداً واكثر من اربعة الاف جريح بالاضافة الى عدد من المفقودين.

وكما كان متوقعاً فقد تبنّى مجلس الوزراء في الجلسة الطارئة التي عقدها في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية توصيات مجلس الدفاع الاعلى، فقرر إعلان بيروت مدينة منكوبة واعلان حالة الطوارىء فيها لمدة اسبوعين بين 4 و18 آب الجاري قابلة للتجديد، على ان يتولى الجيش اللبناني السلطة العسكرية العليا في صلاحية المحافظة على الأمن وتوضع تحت تصرفها كل القوى الامنية والدفاع المدني والاطفاء. وتقوم بواجباتها وفقاً لقوانينها الخاصة في حفظ الامن وعمليات الانقاذ.

واكدت وزيرة الاعلام خلال تلاوة مقررات المجلس ان حالة الطوارىء تستند الى المادة 3 من قانون الدفاع والمواد 1 و2 و3 و4 من المرسوم الاشتراعي رقم 53 الصادر عام 1968، مشيرة الى انه يندرج في اطار «ضبط الامن العام»، ونفت ان يكون متضمنا التضييق على الاعلام او الادارات وغيرها.

وكان جرى نقاش حول هذا الموضوع داخل مجلس الوزراء بين من يؤيد توسيع اطار حالة الطوارىء في بيروت وبين من يرغب في ان تندرج في اطار ضبط الامن والانقاذ وعمليات المسح والمساعدة في الاغاثة.

والى جانب ذلك فقد اكد مجلس الوزراء كما مجلس الدفاع الاعلى على اولوية التحقيق الشفاف وانجازه في خمسة أيام في اطار لجنة ادارية برئاسة رئىس الحكومة وعضوية عدد من الوزراء والقيادات الأمنية.

وتكون مهمة هذه اللجنة «إدارة التحقيق في الاسباب التي ادت الى وقوع الكارثة ورفع تقرير بالنتيجة الى مجلس الوزراء خلال مهلة اقصاها خمسة أيام من تاريخه، واحالة هذا التقرير الى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ اقصى درجات العقوبات بحق من تثبت مسؤوليته على ان لا يحول ذلك دون ان يتخذ مجلس الوزراء بحقهم ما يراه مناسباً من تدابير او اجراءات».

والبارز قرار مجلس الوزراء بفرض الاقامة الجبرية على كل شخص معني بتخزين المادة المتفجرة في مرفأ بيروت وحراستها من حزيران 2014 وحتى تاريخ الانفجار في 4 آب الجاري.

وقالت وزيرة الاعلام ان الاسماء مرتبطة بنتائج التحقيق في الخمسة الايام المعطاة للجنة الادارية برئاسة الرئيس دياب، رافضة الدخول بالتفاصيل قبل نتائج التحقيق.

وقال مصدر وزاري لـ«الديار» ان هذا القرار يؤكد على مدى الاصرار والتشدد في التحقيق والمحاسبة، وعلى اولوية هذا الموضوع واهميته كما عبر رئىسا الجمهورية والحكومة خلال جلسة مجلس الوزراء أمس.

واضاف المصدر ان القرار يؤكد ايضاً العزم على محاسبة كل مسؤول عن هذه الجريمة. وتجنب الخوض في الاسماء من مسؤولين على مستوى رؤساء حكومة او وزراء معنيين او مديرين عامين وغيرهم، لافتا الى وجوب انتظار التحقيق.

لكن المصدر اكد على شفافية التحقيق، لافتا في هذا المجال الى قرار مجلس الوزراء وطلبه الى الاجهزة الامنية الحرص على عدم العبث بمسرح الجريمة منعاً لضياع معالمها.

ورداً على سؤال حول خشية بعض القوى من تسييس التحقيق قال المصدر «اننا امام كارثة وطنية طالت وتطاول جميع اللبنانيين، وان التحقيق سيكون دقيقا وشفافا ويستند الى معايير امنية وعلمية، وان البلد لا يقبل العمل الكيدي والسجالات»، مشيرا الى دعوة رئيس الحكومة الى التعالي وعدم السجالات السياسية في هذه الظروف الصعبة.

 

الانفجار الكارثة والتحقيق

ومع بدء عمل اللجنة الادارية برئاسة دياب للتحقيق في اسباب هذه الكارثة تقاطعت المعلومات عند حقيقة انفجار 2750 طنا من مادة «نيترات الامونيوم» كانت مخزنة في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، غير ان اسباب هذا الانفجار الرهيب بقيت موضع اسئلة عديدة وكبيرة.

ونفى اي مسؤول العلم بالسبب المباشر الذي ادى الى ذلك بانتظار التحقيق، ما يعني ان كل الاحتمالات ممكنة بما فيه العمل المدبر، مع العلم ان الرواية السائدة في الثماني والاربعين الساعة الماضية تحدثت عن محاولة عمال تلحيم، احد المنافذ في احد المستودعات التي تحتوي على مفرقعات بجانب العنبر رقم 12 بناء لتقرير امني سابق بوجوب معالجة هذا الموضوع.

وتضيف الرواية ان اشتعال وانفجار هذه المفرقعات ادى الى الانفجار الكبير، لكن مصادر وخبراء اكدوا في الوقت نفسه ان مادة نيترات الامونيوم لا تنفجر بالاشتعال وبحاجة الى احداث تفجير فيها.

وسيتركز التحقيق الامني والتقني على هذا الموضوع الى جانب التوسع بالتحقيق حول المسؤولين عن تخزين وحراسة هذه المادة منذ العام 2014.

وفي خضم التحقيقات التي بوشرت لمعرفة حقيقة ما جرى والمسؤولين عن هذه الكارثة تقاطعت المعلومات عند حقيقة وصول سفينة من جورجيا عام 2013 تدعى «روسوس» وترفع علم مولدافيا وتتجه الى موزامبيق الى قبالة الشواطىء اللبنانية حيث طرأ عطل عليها اجبرها على دخول مرفأ بيروت، وعند تفتيشها تبين انها محملة بـ2750 طنا من مادة «نيترات الامونيوم»، وجرى منع السفينة من الابحار التي تخلى عنها اصحابها لاحقا بعد ان فقد المستأجرون وشركات الشحن الاهتمام بها، وتقدم عدد من الدائنين بطلبات ضدها، وصدرت اوامر قضائية بضبط السفينة، ثم نقلت هذه الكمية الكبيرة من المادة الشديدة الانفجار الى العنبر رقم 12 من العام 2014 بانتظار التصرف المناسب بشأنها واستمر الوضع على هذ الحال من العام 2014 وحتى 4 آب 2020 اي وقت الانفجار الرهيب.

ومع اعلان مجلس الوزراء تشكيل لجنة ادارية برئاسة الرئيس دياب للتحقيق في الانفجار واسبابه والمسؤولين عنه، سارع اجتماع رؤساء الحكومات السابقين الذي عقد في بيت الوسط الى المطالبة بلجنة تحقيق عربية او دولية مشككا بصدقية التحقيق من قبل اللجنة الادارية والوزارية.

وكان وزير الداخلية محمد فهمي خلال جولة له في برج حمود قال ردا على سؤال حول هذا الموضوع «اننا لسنا بحاجة الى مساعدة دولية بالتحقيق، ونحن لدينا الكفاءة التامة».

وذكرت معلومات انه ليس من المستبعد الاستعانة او الافادة في التحقيق الميداني من معاونة خبراء فرنسيين، مع الاشارة في هذا المجال الى انه ينسب لوزير الخارجية الفرنسية استعداد بلاده للمساعدة في هذا الشأن.

ماكرون في بيروت اليوم

وغداة النكبة التي ألمّت بلبنان تبرز زيارة الدعم وتأكيد العلاقات الفرنسية ـ اللبنانية التاريخية التي سيقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون اليوم لبيروت للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين والبحث في سبل مساعدة لبنان تجاه الكارثة التي حلت به على الصعد كافة.

وكان ماكرون اتصل امس برئيسي الجمهورية والحكومة وابلغهما بهذه الزيارة. واكد ان بلاده ارسلت مساعدات طبية وفريقا من قوات الدفاع المدني الفرنسي للمساهمة في تقديم المساعدات والدعم اللازمين.

واعرب عن «التضامن الاخوي مع اللبنانيين»، مشددا على متانة العلاقات العميقة بين فرنسا ولبنان.

وخلال الاتصال اعرب رئيس الحكومة حسان دياب عن شكره للرئيس ماكرون وفرنسا على وقوفها الدائم الى جانب لبنان، مقدراً مبادرة الرئيس الفرنسي بارسال ثلاث طائرات مجهزة بالمعدات الطبية.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ان 3 طائرات من المساعدات غادرت الى لبنان، وقال: «نحن اصدقاء لبنان وسنكون الى جانبه في الشدائد». واكد ان فرنسا ستقترح حشد المجتمع الدولي لتوفير المساعدات الانسانية للبنان.

وخلال اتصال مع وزير الخارجية شربل وهبه اشار لودريان الى ارسال الطائرات الثلاث الى بيروت امس منها طائرتان عسكريتان اضافة الى فريق من الدفاع المدني وعاملين في قسم الطوارئ ومركز صحي متنقل يتيح رعاية خمسمئة جريح.

واكد ان «لبنان واللبنانيين يعرفون ان في امكانهم الاعتماد على فرنسا في الاوقات الصعبة».

وذكرت معلومات صحفية ان وزير الخارجية الفرنسي عرض مساعدة فرنسا في التحقيق الذي تجريه السلطات اللبنانية حول سبب الانفجار.

اوسع تضامن دولي

والبارز ايضا امام هول الكارثة التي اصابت لبنان مسارعة العالم على اختلاف ميوله الى التضامن والمباشرة بإرسال مساعدات عاجلة الى بيروت يتمحور بالدرجة الاولى حول تزويد لبنان بالمعدات والمواد الطبية والمستشفيات الميدانية ورجال الدفاع المدني والاطفاء والخبراء وتقديم كافة المساعدات الاغاثية الفورية.

وفي هذا المجال خصص مجلس الوزراء صندوقا لتلقي هذه المساعدات، بالاضافة الى قراره بالتواصل مع جميع الدول لهذه الغاية. كما كلف الهيئة العليا للاغاثة تأمين ايواء العائلات التي لم تعد منازلها صالحة للسكن.

واتخذ قرارا بتأمين كل الاجراءات لإعادة اعمار بيروت، واستحداث 4 مستشفيات 2 في بيروت وواحدة في الدورة واخرى في الحدت.

وتوالت امس الاتصالات وبرقيات التضامن من ملوك ورؤساء عرب واجانب وكانت اولى طلائع المساعدات التي بدأت تصل الى بيروت طائرة كويتية محملة بالمعدات الطبية والادوية وفق ما طلبه وزير الصحة حمد حسن من السلطات الكويتية.

ثم وصلت ايضا طائرتان من قطر تنقلان مستشفيين ميدانيين كل واحد مجهز بخمسمئة سرير والمعدات الطبية اللازمة وسيتم تركيب الاولى في الجامعة اللبنانية في الحدت والثانية في منطقة الكرنتينا.

واكد رئىس الوزراء العراقي للمسؤولين اللبنانيين على ارسال مساعدات عاجلة للبنان من مواد ومعدات طبية وانمائىة، وذكرت المعلومات ايضا انه ابلغ عن تزويد لبنان بمئة الف برميل نفط شهريا.

كما وجه الملك الاردني لإرسال طائرة تنقل مستشفى عسكريا سيوضع بتصرف الجيش اللبناني.

واعلنت موسكو عن عزمها ارسال خمس طائرات تحمل معدات للدفاع المدني ومعدات وطواقم طبية.

وذكرت المعلومات ان المساعدات الروسية تتضمن مساهمة فاعلة لإزالة الانقاض في مرفأ بيروت.

ووجه الرئيس التونسي لارسال طائرتين محملتين بالمعدات الطبية والادوية للبنان، كما اعلن عن استعداد تونس لاستقبال مئة من المصابين اللبنانيين لمعالجتهم في تونس.

كما اعلنت طهران عن ارسال مساعدات من معدات طبية وادوية، معربة عن استعدادها لتقديم كل اشكال الدعم للبنان.

واعلنت المملكة العربية السعودية عن تضامنها مع لبنان في هذه الظروف الصعبة.

واعلن الرئىس الفلسطيني محمود عباس وضع كل الامكانيات لمساعدة لبنان.

وكان الرئيس الاميركي ترامب اعلن اول امس عن استعداد واشنطن لتقديم المساعدات للبنان، ولم يستبعد وفق خبراء وجنرالات اميركيين ان يكون انفجار المرفأ ناجم عن «هجوم مروع وهجوم بقنبلة من نوع ما».

كما اعلن رئىس الوزراء البريطاني ان لندن تدرس سبل مساعدة لبنان.

وتلقى رئىس الحكومة امس اتصالا من وزير الخارجية الاميركية بومبيو اكد فيه على استعداد الولايات المتحدة لتقديم مساعدات للبنان، وشدد الرئىس دياب خلال الاتصال على التحقيق لمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة.

وفي القاهرة اكد الرئىس المصري عبد الفتاح السيسي استعداد مصر الدائم لتقديم كل مساعدة ودعم للبنان في هذه الظروف.

واعلن الاتحاد الاوروبي العمل من اجل تقديم الدعم والمساعدة للبنان، مشيرا الى انه سيرسل مئة من رجال الاطفاء (الدفاع المدني) للمؤازرة في معالجة اثار الانفجار في بيروت.

ووصلت امس ايضا طائرة يونانية محملة بالمعدات الطبية والادوية.

وذكرت معلومات امس ان الصين ابدت استعدادها لإعادة بناء مرفأ بيروت، من دون ان تفصح عن تفاصيل هذا الامر واعرب الامين العام للامم المتحدة غوتيريس عن احر التعازي بضحايا الانفجار مؤكدا التزام الامم المتحدة دعم لبنان في هذا الوقت العصيب.

وكانت العراق الذي اتصل رئىسها بالرئىس عون متضامنا اكدت على تقديم مساعدات عاجلة للبنان. وذكرت المعلومات عن استعدادها لتزويد لبنان بالمحروقات في ظل هذه الظروف الصعبة.

ووجه شيخ الازهر بإرسال قافلة طبية وانمائىة عاجلة للبنان.

ووصلت الى القاعدة الجوية في بيروت طائرتا هليوكبتر قبرصية وعلى متنها فرق انقاذ وبحث وستصل لاحقا عدة طائرات تحمل مساعدات طبية من دول: بولندا، ايران، فرنسا، سويسرا، روسيا لمساعدة لبنان.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *