الرئيسية / صحف ومقالات / نداء الوطن : “‎درون” أممية إلى الجنوب… وأميركا لن تموّل ‏‏”شهود زور‎”‎ ‎وزير “عوني قراط” إلى قصر بسترس… التمايز ممنوع في “الخارجية‎”!‎
نداء الوطن

نداء الوطن : “‎درون” أممية إلى الجنوب… وأميركا لن تموّل ‏‏”شهود زور‎”‎ ‎وزير “عوني قراط” إلى قصر بسترس… التمايز ممنوع في “الخارجية‎”!‎

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : بمعزل عن حجم “البهدلات” الدولية والأممية التي تزخّ عليها من كل حدب وصوب، سواءً ‏تلك المباشرة وآخرها أمس من منظمة “هيومن رايتس واتش” التي نددت في تقريرها إلى ‏‏”مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة” بتقاعس الحكومة اللبنانية عن معالجة الأزمة ‏الاقتصادية والسياسية التي تهدد الحقوق الأساسية للبنانيين، أو تلك غير المباشرة التي ‏عكستها الإشادات الدولية والأممية المهنئة بخطوة استقالة ناصيف حتي من التركيبة ‏الحكومية القائمة باعتبارها “رسالة تنبع من إحباط عميق في إمكانية وضع لبنان على سكة ‏الإصلاح”… فإنّ حكومة حسان دياب باقية على قيد الحياة السياسية طالما بقيت تسير وعينُ ‏‏”حزب الله” ترعاها، وهو ما أكدته سرعة القرار بتعيين البديل عن حتي لتطويق التصدع في ‏أرضيتها وقطع أي شهية وزارية أخرى مفتوحة على الاستقالة‎.‎

وبينما من المتوقع أن يصادق الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله على هذا التوجه ‏غداً في سياق مقاربته للملفات والتطورات السياسية الأخيرة، لن تكون على الأرجح ‏المستجدات الحدودية بعيدة عن مضمون رسائله، إن كان لناحية ما يتعلق بالاستنفار ‏الإسرائيلي عند جبهة الجنوب أو لجهة ما يتصل بما يثار حول مهمات اليونيفل، لا سيما في ‏ضوء ما كشفته مصادر ديبلوماسية في نيويورك لـ”نداء الوطن” عن تسارع وتيرة النقاش ‏والتجاذب في أروقة الأمم المتحدة حيال أمور متصلة بتعزيز “القدرات التقنية” للقوات ‏الأممية العاملة في جنوب الليطاني عبر سلسلة إجراءات من بينها تزويدها بمسيّرات ‏‏”درون” للرصد والمراقبة، تحت وطأة تزايد الضغط الأميركي لتفعيل مهمة هذه القوات ‏مقابل التلويح بعدم قبول واشنطن بعد اليوم تمويل “شهود زور” على تطبيقات القرار ‏‏1701‏‎.‎

وفي هذا السياق، تشير المصادر الديبلوماسية في الأمم المتحدة إلى أنّ التجديد لولاية ‏قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان “سيستدعي هذه المرة طرح موضوع ‏تعديل مهامها وتطويرها”، موضحةً في هذا المجال أنّ “الإدارة الأميركية تصرّ على ضرورة ‏ضمان عدم عرقلة مهمة “اليونيفل” وإتاحة المجال أمامها للتأكد من تطبيق القرار 1701 عبر ‏دخول دورياتها إلى مناطق لا يزال محظوراً عليها دخولها في الجنوب، خصوصاً في ضوء ما ‏يتبين تباعاً من تحرك أمني وعسكري واستخباري واضح لـ”حزب الله” في جنوب الليطاني ‏وصولاً إلى الخط الأزرق‎”.‎

وإذ تؤكد “سعي الأمم المتحدة لإدخال تغييرات في طريقة عمل اليونيفل دون الخوض في ‏تعديل مهامها وما قد يخلّفه ذلك من تعقيدات وإشكالات كبيرة”، تكشف المصادر عن ‏‏”تقرير أعده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقترح فيه اعتماد مسائل وتدابير ‏فنية وتقنية يمكن إذا اعتُمدت وطُبّقت أن تأتي بنتائج ترضي المجتمع الدولي مثل تزويد ‏القوات الدولية بالدرون‎ (drone) ‎لتنفيذ طلعات استطلاعية تهدف إلى تخفيف الاحتكاكات ‏الميدانية بين عناصر اليونيفل وأهالي عدد من البلدات الجنوبية وتؤمن في الوقت نفسه ‏تعزيز قدرات الكشف والاستطلاع الجوي لتكوين قدرات استعلامية أفضل من المتاحة راهناً ‏وتجنب فرض أي تغيير في التفويض الدولي الممنوح لهذه القوات”، مشيرةً إلى أنّ ‏‏”المفاوضات جارية بهذا الشأن ولم تتوصل بعد إلى نتائج حاسمة، لكن يبدو أن الاتجاه هو ‏نحو منح تقرير غوتيريش فرصة ومهلة زمنية لتبيان مدى القدرة على تنفيذ مضامينه قبل ‏اتخاذ أي قرار نهائي متعلق بتمويل اليونيفل أو بخفض عديدها‎”.‎

وبالعودة إلى استقالة وزير الخارجية التي اختزنت في أسبابها تأكيداً دامغاً على فشل ‏حكومة دياب في مهمة الإنقاذ وعقمها في استيلاد الحلول للأزمة الوطنية، ومضيها قدماً ‏على الطريق نحو تحويل لبنان إلى “دولة فاشلة”، فبعد أن قدّمها حتي إلى رئيس الحكومة ‏وشرح مسببات قراره في بيان أوضح أنه كان قد شارك فيها “من منطلق العمل عند رب ‏عمل واحد إسمه لبنان” فوجد في المقابل “أرباب عمل ومصالح متناقضة” تتحكم بإدارة ‏دفة البلد حتى يكاد المركب يغرق بالجميع، سارع رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه ‏رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى تلقف كرة الاستقالة برحابة صدر والدفع ‏باتجاه إصدار مراسيم تعيين المستشار الديبلوماسي في القصر الجمهوري السفير السابق ‏شربل وهبة وزيراً بديلاً للخارجية، ما أثار موجة انتقاد “للجرأة في المجاهرة بإعلاء معيار ‏المحسوبية العونية على أي معيار آخر في قرار اختيار بديل حتي”، وفق تعبير مصادر نيابية ‏معارضة لـ”نداء الوطن”، مشددةً على أنّ تعيين وزير “عوني – قراط” في قصر بسترس بدّد ‏نهائياً وهم “التكنوقراط” الذي كانت تدعيه الحكومة وقضى على أدنى إمكانية للاستقلالية أو ‏التمايز في موقف الخارجية اللبنانية عن أجندة “التيار الوطني الحر” وقوى 8 آذار، ما سيؤدي ‏حكماً إلى إيصاد الباب نهائياً أمام أي إمكانية لإعادة فتح كوة في جدار تأزم العلاقات ‏اللبنانية الرسمية مع المجتمعين العربي والغربي‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *