الرئيسية / صحف ومقالات /  الديار:محاولات الترويج للتغيير الحكومي تسقط أمام «سدّ» السراي.. الحكومة تستعيد المبادرة بقوة غياب البديل وتفتح الباب للشرق..
الديار لوغو0

 الديار:محاولات الترويج للتغيير الحكومي تسقط أمام «سدّ» السراي.. الحكومة تستعيد المبادرة بقوة غياب البديل وتفتح الباب للشرق..

لم تكد تبدأ محاولات جسّ النبض للاطاحة بحكومة حسان دياب حتى تبخرت وتلاشت، لتحل محلها ردود معاكسة من الحكومة والقوى الداعمة لها تمثلت بحركة ناشطة ومكثفة بالتوجه نحو الشرق وترجمة ذلك بالاجتماعات التي عقدها رئيس الحكومة وعدد من الوزراء مع الوفد الوزاري العراقي والسفير الصيني بغية المباشرة ببحث اتفاقات تعاون في مجالات الطاقة والنفط والكهرباء والزراعة والصناعة.

ما هي صحة وحقيقة المعلومات والتسريبات التي نشطت في اليومين الماضيين حول بحث جدي في تغيير الحكومة وعودة الرئيس الحريري؟

المعلومات التي توافرت لـ «الديار» تقول ان التطورات والتحركات التي جرت اوحت بان ثمة اتجاهاً لفتح الباب امام احداث تغيير بعد تفاقم الوضع، وان بعض الجهات السياسية والاعلامية المناوئة للحكومة استغلت هذه الصورة لتروج اخباراً مفادها ان مداولات مكثفة بدأت تجري للاتيان بحكومة بديلة يرأسها الرئيس الحريري، موحية ايضاً ان هناك جهات من داخل الحكم والحكومة لا تعارض هذا التوجه.

وتضيف المعلومات ان رواج هذه التسريبات كان سببه عناصر عديدة ابرزها الارباك الكبير الذي سجل في جلستي مجلس الوزراء الاخيرتين وامتعاض عدد من الوزراء من اداء الحكومة ومن الضغوط الخارجية والداخلية التي تتعرض لها.

اضافة الى ذلك فان الانهيار الكبير لليرة في الايام الاخيرة وارتفاع الدولار الجنوني مصحوباً بجنون اسعار السلع والمواد الغذائية وفقدانها، وفقدان مادة الفيول. كل ذلك خلق اجواء توحي بقرب سقوط الحكومة ورحيلها.

وفي ظل هذه الاجواء الضاغطة على الحكومة بدأت التسريبات بقرب انتهائها مترافقة مع تفسيرات خاطئة لعدد من اللقاءات ابرزها لقاء الرئيس بري مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في عين التينة، مع العلم ان مصادر الطرفين اكدت انهما تنــاولا الوضــع النقدي والمالي المتدهور وشددا على وجوب قيام مصرف لبنان بفرملة وتخفيض سعر الدولار، واكدا ايضاً على ضرورة اسراع الحكومة بالاصلاحات. ولم يتطرق اللقاء لا من قريب ولا من بعيد الى موضوع التغيير الحكومي.

واستغل مناوئوا الحكومة حصول بعد اللقاءات في بيت الوسط بين الرئيس الحريري ووفد الحزب التقــدمي الاشتراكي الذي ضم تيمور جنبلاط ووائل ابـو فاعور، ثم مع نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي، الذي اشاد بالحريري ولم يخف الرغبة في رحيل الحكومة.

وزاد من هذه الايحاءات التصريحات التي ادلى بها الحريري في اليوم نفسه في دردشة اعلامية مجدداً شروطه للعودة الى رئاسة الحكومة، ما يوحي بان مثل هذا الامر هو قيد العرض والبحث.

كل ذلك حصل في غضون 48 ساعة من دون صدور اي موقف علني معاكس من اي طرف سياسي يشارك في الحكومة، لكن هذا الصمت لم يدم طويلاً حيث اكدت كل الجهات المعنية المنضوية في حكومة دياب عدم صحة مثل هذه التسريبات والايحاءات مبددة الاخبار والمعلومات التي كانت تداولتها وسـائل اعلام معـارضة.

 

 مرجع بارز: التغيير لم يطرح

 

وفي هذا السياق علمت «الديار» من مصادر مطلعة عن مرجع بارز قوله امس «ان الكلام عن تغيير او تعديل حكومي هو مجرد كلام ولم يطرح جدياً على بساط البحث، خصوصاً انه لم يجر اي نقاش او اخذ ورد بين الافرقاء السياسيين حول البديل او اي اسم مطروح لرئاسة الحكومة البدىلة».

 

واضاف المرجع: «الوضع ليس سليما، وهذا امر يعرفه القاصي والداني، والتدهور الحاصل يحتاج الى مبادرة الحكومة لاتخاذ قرارات وخطوات عملية وفعالة والا فانها تكون كمن يحارب نفسه».

 

واشار الى ان التحديات كثيرة امام الحكومة، واولها وقف تراجع سعر الليرة بهذا الشكل الذي شهدناه مؤخراً وبطريقة دراماتيكية، وثانيها المباشرة بالاصلاحات الضرورية لاعادة الثقة داخلياً وخارجياً.

 

وجدد المرجع القول ان البحث في بديل للحكومة الحالية لم يجر، ولكن عليها ايضاً ان تقوم بمسؤولياتها ولا تنام على حرير، والوقت ليس لصالحها.

 

وفي الاطار نفسه نفت مصادر التيار الوطني الحر اي تسوية تجري لاعادة الرئيس الحريري، وقالت ان الضخ الاعلامي المكثف اول امس والايحاءات التي حاول الرئيس الحريري تسويقها في الشأن الحكومي، ترك مساحة من التضليل السياسي حيال الموقف من حكومة الرئيس دياب، وانطباعاً خاطئاً بوجود صفقة او تسوية سياسية تعيد الحريري الى رئاسة الحكومة. وحقيقة الامر ان الاجتماع بين الوزير باسيل والرئيس بري هي وجوب السير بالاصلاحات وتزخيم عمل الحكومة في الفترة المقبلة.

 

وعزز هذا الكلام تغريدة باسيل الذي جاء فيها «خلصنا من التسوية، بيكفي قدي دفعنا ثمنها، واهم شي اليوم انو الحكومة تعمل اصلاحات والمجلس يقرها، والحاكم يضبط الدولار».

 

 الان عون لـ«الديار»:

 

وعن المطلوب من الحكومة قال النائب الان عون لـ«الديار» : «لا شك ان الحكومة تواجه ازمة كبيرة جداً وهي لا تحمل مسؤولياتها، لكن المطلوب منها ان تحدث اليوم صدمة ايجابية لتظهر انها قادرة على السيطرة على الامور ومنها اعطاء اشارات واضحة وملموسة على وقف الانهيار وفرملته وتخفيض سعر الدولار، واعطاء جرعة ثقة، وفتح منفذ ملموس مع صندوق النقد الدولي، وكذلك فتح ابواب العلاقات والتعاون مع اي بلد ودولة لدعم لبنان ومساعدته».

 

واضاف: «قد يكون العمل الذي تقوم به الحكومة اليوم في ظروف عادية مقبولاً جداً، لكن في ظروفنا الصعبة والخطيرة المطلوب منها عمل مضاعف وتحقيق نتائج سريعة لوقف الانهيار واثبات انها قادرة على حماية اللبنانيين».

 

 مصدر 8 آذار

 

وحول تدهور الوضع النقدي في الايام الاخيرة قال مصدر في 8 آذار لـ«الديار» : لا يشك احد في ان الوضع الاقتصادي والمالي يشكل عاملاً اساسياً في ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة، لكن ما حصل في الاسبوعين الاخيرين ليس مرتبطاً بهذا الوضع فحسب بل هو نتيجة مضاربات في السوق ومضاربات سياسية للضغط على الحكومة والتأثير على الناس.

 

اضاف: لكن ذلك لا يعفي الحكومة من مسؤولياتها، لا سيما في ضبط الفلتان واتخاذ قرارات جدية لفرملة صعود الدولار وارتفاع الاسعار الجنوني. فالنموذج الذي قدمته حتى الان في هذا المجال ليس جيداً وفاعلا، وبالتالي عليها استدراك الموقف بخطوات سريعة وفعالة تحدث تحولا نوعياً في مواجهة هذه الازمة النقدية.

 

 تراجع الدولار

 

ومع تبدد التسريبات عن تغيير حكومي وتحرك الحكومة الناشط في الساعات الماضية سجل الدولار لاول مرة امس تراجعاً ملحوظاً وافادت مصادر نقابة الصيارفة عن انخفاض سعره في السوق السوداء، وتسجيل حركة لبيع هذه العملة.

 

وذكرت المعلومات ان الدولار بيع بـ 7200 ليرة بعد ان كان تجاوز اول امس التسعة الاف ليرة.

 

ومساء، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من السراي عن ان لجم الدولار عبر المصارف سيبدأ الأسبوع المقبل للاستيراد فقط.

 

 رد الحكومة

 

وفي ظل الضغوط التي تعرضت وتتعرض لها باشرت الحكومة في المبادرة لفتح الابواب امام التعاون مع الشرق. فبعد الاجتماع الموسع مع السفير الصيني اول امس عقد الرئيس دياب وعدد من الوزراء اجتماعات مع وزيري النفط والزراعية العراقيين لبحث تطوير التعاون في مجالات النفط والطاقة والزراعة.

 

وركز وزير النفط العراقي على العمل لتعزيز اتفاقية تحسين الخدمات الصحية للعراقيين، وكيفية اعادة الشركات اللبنانية في مجال الزراعة الى العراق، وفي مجال الصناعات الغذائية اللبنانية.

 

واشار الى البحث في آلية تصدير الفيول الثقيل للبنان والمنتجات النفطية الاخرى.

 

واوضح وزير الطاقة ريمون غجر في هذا المجال ان عقد الفيول مع سوناطراك والكويت سينتهي نهاية العام، وان هناك امكانية لعقد اتفاقات مع العراق في مجال المشتقات النفطية بما في ذلك مبادلة هذه المشتقات بسلع ومواد لبنانية.

 

 السفير الايراني

 

من جهة اخرى اعرب السفير الايراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا عن استعداد بلاده لتقديم اي دعم ومساعدة للبنان في هذه الظروف خصوصاً في مجال المحروقات والمشتقات النفطية.

 

وحمل بعنف على السياسة الاميركية تجاه لبنان وبلدان المنطقة قائلاً، ان الاميركيين ومن خلال سياساتهم وممارساتهم يدفعون بدول المنطقة ومنها لبنان نحو الانهيار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي».

 

ووصف قانون قيصر الاميركي بأنه «اداة لتجويع الشعبين السوري واللبناني وأي كلام آخر هو محض اكاذيب اميركية».

 

 احتجاج انصار الحريري

 

على صعيد آخر تحرك عدد من انصار تيار المستقبل امس بعد تبدد اخبار عودة الحريري الى رئاسة الحكومة وقطعوا الطريق جزئياً امام وزارة الداخلية. ورددوا هتافات وشعارات منددة بالحكومة، معتبرين انها لا تمثلهم. كما رددوا شعارات مذهبية تتحدث عن الغبن اللاحق بالسنة، وطاولت الهتافات رئيس الجمهورية ايضاً.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *