الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء: ابتعاد الشعارات عن هموم الناس عرّى تحرّك الأمس.. ورصاص الفتنة كاد يُشعل بيروت
الانباء

الأنباء: ابتعاد الشعارات عن هموم الناس عرّى تحرّك الأمس.. ورصاص الفتنة كاد يُشعل بيروت

كتبت صحيفة الأنباء تقول: بدا واضحاً أن الجهات التي دعت لتحرّك الأمس ليست تلك التي تمثل حقيقة نبض الناس الرازحة تحت عبء الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة، فالتبنّي العلني للتظاهرة من قبل جهات محددة أفقدها الطابع الشعبي المطلبي الذي ميّز معظم التظاهرات عند بدء التحركات في 17 تشرين الماضي. أضف إلى أن الشعارات التي رُفعت لم تحظَ بإجماع شعبي، كما لم تنل إجماع المجموعات الداعية نفسها، ما وضع التحرك سلفاً أمام نكسة متوقعة، وقد حصلت. وانقضى ليل 6 حزيران على شغب وفوضى في وسط بيروت، وكادت نار الفتنة أن تشتعل بأزيز الرصاص بسبب شعارات مسيئة مذهبياً.

وعلى أثر انتشار تسجيلات مذهبية مغرضة، أصدرت دار الفتوى بياناً حذرت فيه “جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية”، معتبرة ان “ما صدر من سب وإهانات من بعض الجهلة الموتورين لأنهم في غفلة من أمرهم ولا يفقهون تعاليم ومفاهيم ومبادئ الاسلام”.

بدوره أكد “حزب الله”، في بيان أصدره “على أثر الهتافات المسيئة وما يتم تداوله على بعض منصات التواصل الاجتماعي في هذا الشأن”، أن “ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص، مرفوض ومستنكر، ولا يعبّر إطلاقا عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين”.

كما أدان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان “أي إساءة لأي رمز ديني، من منطلق رفضنا للشتم والإساءة والتعرض لكرامة الرموز الدينية من كل الطوائف والمذاهب”.

من جهته، غرّد الرئيس سعد الحريري عبر “تويتر”، قائلاً: “اتوجه الى كافة المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، منبهاً الى التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ردات فعل يمكن ان تهدد السلم الاهلي وتفسح في المجال امام الجهلة لاشعال الفتنة بين ابناء الوطن الواحد”.

بدوره، كتب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع “تويتر”: “‏أهم شيء في هذه الظروف أن لا نقع في لعبة الأمم على حساب الوحدة الوطنية في لبنان”.

وفي ميدانيات ما كان حصل في بيروت أمس، عزت مصادر مواكبة للحراك عبر “الأنباء” ما حصل إلى “وجود مندسين بين المعتصمين، هم الذين دفعوا الى التحرك باتجاه مبنى جريدة النهار والجامع العمري حيث ما زالت الشوارع المؤدية الى مبنى البرلمان في ساحة النجمة مقفلة بالبلوكات الاسمنتية”، وقالت هذه المصادر إن “بعض المندسين قاموا برشق العناصر الأمنية المتمركزة في تلك الأماكن بالحجارة وبالأسهم النارية، كما عمد بعض المشاغبين الى تكسير بعض المحال التجارية وإضرام النيران بمدخل أحد الفنادق ما دفع بالقوى الأمنية الى استخدام القنابل المسيلة للدموع بغزارة لتفريق المتظاهرين وإجبارهم على التراجع الى ما بعد بيت الكتائب في الصيفي، بعدها عمدت الى تفريقهم.

وأسفت المصادر لكون “الأمور لم تقف عند هذا الحد بل انتقلت أجواء التوتر الى جسر الرينغ كما الى منطقة الشياح – عين الرمانة التي تجاوزت قطوعا أمنيا خطيراً”.

مصدر حكومي قال عبر “الأنباء” إن “القوى الأمنية تحسّبت سلفا لاحتمال حصول تعديات على الأملاك العامة والخاصة”، مشيرا الى ان “حق التظاهر الذي يكفله الدستور لا يعني التعدي على الأملاك، ولهذا فإن الجيش والقوى الأمنية لم يقفوا موقف المتفرج”.

من جهتها، أكدت مصادر عين التينة عبر “الأنباء” على “حق التظاهر والتعبير عن الرأي بالطرق السلمية”، وأنها “تؤيد معظم شعارات الانتفاضة التي تطالب بوضع حد للأزمة وللغلاء والارتفاع في سعر صرف الدولار وسرقة المال العام ومقاضاة الفاسدين والمهربين ووضع حد لكل هذا الفلتان”، وأنها “لا تجادل في هذه المسائل ولا يسعها إلا ان تكون الى جانب الناس في المطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية”، لكنها “ضد الشعارات المشبوهة التي تنم عن نوايا خبيثة وهدامة لا تؤدي إلا الى الفتنة كالمطالبة بنزع سلاح المقاومة او غيره من العناوين التي شكلت نقاطا خلافية بين اللبنانيين”.

ورأت مصادر عين التينة، أن “بعض المتظاهرين ينفذون أجندات خاصة بالأحزاب التي ينتمون اليها والأدوات التي تحركهم وقد ظهر ذلك بوضوح”.

على خط اخر، وفيما كان وسط بيروت ومناطق اخرى تتحول الى ساحة شغب، كانت بلدة الفوارة الشوفية تحتضن لقاء وطنياً تحت مظلة مصالحة الجبل التاريخية التي رعاها في العام 2001 البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وذلك على خلفية الاشكال الذي حصل في البلدة منذ أسابيع.

اللقاء الذي حضره رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ونواب الشوف عن القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل والمطرانان وليد العمار وايلي حداد وعدد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، أكد فيه النائب جنبلاط أن لا بديل عن وحدتنا وعيشنا المشترك، كما شدد المجتمعون على وحدة الصف ووحدة الجبل.

عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ماريو عون الذي كان مشاركا في اللقاء، وصفه في حديث مع “الأنباء” باللقاء الجامع والايجابي. ورأى ان الأمور تعالج بروية، وكل خطوة ايجابية يجب ان تُوظف لصالح العيش المشترك. وأكد انها كانت مناسبة مهمة جدا لتكريس التعايش والتأكيد على الوقوف الى جانب الاهالي.

من جهتها، مصادر القوات اللبنانية أكدت في اتصال مع “الأنباء” على وحدة الجبل وعدم التفريط بها انطلاقا من المصالحة التاريخية، وأن القوات والاشتراكي جنبا الى جنب لصون هذه المصالحة وترسيخ الحوار والعلاقات الاجتماعية بين كل أهل الجبل من دون تفرقة أو تمييز.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *