الرئيسية / صحف ومقالات / الديار:رئيس الوزراء «مظلوم» او يتحمل المسؤولية عن «التصدعات» الحكومية؟
الديار لوغو0

الديار:رئيس الوزراء «مظلوم» او يتحمل المسؤولية عن «التصدعات» الحكومية؟

فيما لا يزال لبنان في «عين عاصفة» «كورونا»، وسط قرار حاسم للجيش للتشدد مع الخروقات المقلقة في اكثر من منطقة، «تصدعت» حكومة «مواجهة التحديات» خلال الايام القليلة الماضية حيث سيكون الاختبار الاهم اليوم في ملف التعيينات وسط انقسام سياسي واضح داخل الحكومة وخارجها حول توزيع المسؤوليات، وتحميل «التبعات»…

فهل يلام رئيس الحكومة حسان دياب وحده على الملاحظات الكثيرة التي تحيط بعمل حكومته بعد نحو شهر ونصف على نيلها ثقة المجلس النيابي؟ من «الظلم» تحميل الرجل المسؤولية، فرئيس الحكومة لديه «ركاب» ويشهد له صموده في وجه «الاعاصير» المذهبية التي حاولت منعه من تولي رئاسة الحكومة في ظروف اقتصادية واجتماعية هي الاكثر صعوبة في تاريخ لبنان المعاصر حتى قبل اجتياح «كورونا» للكرة الارضية، لكن مشكلته ربما انه دون «انياب» ولا يملك ترف الدخول في مواجهة مفتوحة مع «نادي» الاغلبية النيابية التي منحت «الحياة» للحكومة، ولو قرر ذلك لاصبح بين «ليلة وضحاها» رئيس حكومة تصريف اعمال لان بعض «المجانين» في هذه الاكثرية قد يغادرون «السفينة» دون الاكتراث لا بوجود لبنان في قاع «الحفرة»، ولا بمخاطر «وباء» يتمدد حاصدا المزيد من الضحايا والارواح ويدمر اقتصاديات العالم.

 

«عنيد» ويواجه..؟

 

وعلى الرغم من ذلك، اثبت انه «يعاند» وضعه الصعب في الكثير من المحطات، ومن الظلم بحسب مصادر متابعة، اتهامه بأنه «يعيش» في «ظل» العهد او يأتمر بأوامر جبران باسيل، او يعيش في «كنف» الاكثرية، فهو شخصية مستقلة نجحت اكثر من مرة في اثبات حضوره بالحفاظ على موقع الرئاسة الثالثة، وحافظ على «هامش» في علاقته مع الرئاسة الاولى حتى ان رئيس التيار الوطني الحر اشتكى اكثر من مرة ان التفاوض معه «صعب»، فيما نجح مؤخرا في ترجيح «نظريته» في اعادة المغتربين اللبنانيين بطريقة منظمة لا فوضوية او «شعبوية» كما كان يضغط البعض، وهذا التروي هو ما دفع رئيس مجلس النواب الى التهديد علنا بتعليق المشاركة في الحكومة، لكن دياب «امتص» التصعيد بمساعدة حزب الله، واعاد برمجة العودة بطريقة منظمة لا عشوائية…

 

دياب يراهن على حزب الله؟

 

ولذلك يبدو من «الظلم» مطالبته «بالاصلاح» في بلد لا يتعظ «كبار القوم» فيه من معارضة او موالاة، حتى من «رائحة الموت» القادم من عدو غير مرئي، وكل «العيب» المرتكب تحت عنوان المحاصصة، لا يتحمل هو مسؤوليته، لانه لا «رأي لمن لا يطاع»، وليس قادرا الا على محاولة «تدوير الزوايا» قدر المستطاع لاكمال مهمة يصر على اكمالها، خصوصا انه كان يدرك منذ اليوم الاول ان طريقه لن تكون «مزروعة بالورود»، وهو لم يفاجئ بالمعركة الدائرة اليوم، وواقعيته لا تسمح له بادعاء دور اكبر منه، وهو يعول منذ اليوم الاول لانطلاقة حكومته على «حكمة» حزب الله وقدرته على ادارة «لعبة التوازنات» بين «الاغلبية» الحاكمة، ما سيطيل عمر الحكومة العتيدة، وعندما يعلن الحزب «استسلامه» لاسباب او لاخرى، سيدرك حينها ان كل شيء انتهى، لان الله لم يكلف «نفساً الا وسعها»، وهذا اليوم لم يأت بعد…

 

غياب الشارع يضعف دياب؟

 

وفي قراءة «واقعية» لتلك الاوساط، تعترف بان العنوان الاصلاحي للحكومة لم يترجم على ارض الواقع، ولا يلام اللبنانيون اذا شعروا «بالسخط»، لكن لا يجب ان يلام رئيس الحكومة الذي لا يجد حتى الآن اي تعاون جدي لتغيير النمط الذي كان سائدا في الماضي، وهو كان يعول على «الشارع» لمساعدته في رفع الضغط على «الطبقة» السياسية التقليدية، لكن جاءت «كورونا» لتطيح بأهم «سلاح» كان يملكه بين يديه، وهو الان بات «اسير» «لعبة» «عض اصابع» بين قوى متغلغلة في السلطة، ويعمل قدر المستطاع على تقليل الخسائر لا تحقيق «الارباح»، وهو بات على قناعة اكثر من اي يوم مضى بأن احدا لا يرغب في الاستفادة من «دروس» «الثورة» في «الشارع»، وهو يخشى ان يحدث الاصطدام الكبير بعد ازمة «الوباء» العالمي، طبعا لن يستسلم مبكرا، لكنه بات اكثر «احباطا» من اي يوم مضى…

 

اخطاء رئيس الحكومة؟

 

في المقابل، ترى اوساط «شريكة» في الحكومة ان المشكلة الرئيسة تكمن في ان رئيس الحكومة حسان دياب اختار «الارتماء» في «احضان» العهد، ووزير الخارجة السابق جبران باسيل سياسيا، بدل استغلال الظرف «لضرب» يده على «الطاولة»، وفرض التوازن المطلوب في غياب بديل عنه في هذه المرحلة، فيما ضاعت الخطة الاقتصادية الانقاذية في «دهاليز» اللجان الوزارية التي تجتمع ولا تقرر شيئا، بدءا من خطة الكهرباء، وصولا الى عدم تحرك الحكومة لمواجهة الاوضاع المالية الصعبة للمواطنين الذين خسروا رواتبهم وباتوا عاطلين عن العمل، ويجدون انفسهم في مواجهة غير متكافئة مع «نصبة» المصارف لودائعهم، «ومافيا» الصرافين، دون ان تتحرك اجهزة الدولة لمساعدتهم بشيء…

 

كما حاول دياب تمرير مشروع «الكابيتال كونترول«، الذي يشرّع للمصارف «سرقتها»، فيما «غاب» عن «السمع» ولم يبد اي رد فعل يعتد بها، اثر «فرملة» التشكيلات القضائية من قبل فريق بعبدا السياسي… اما اكثر لحظات «ضعف» ادارة رئيس الحكومة فتجلت في مقاربته لملف اعادة المغتربين اللبنانيين من الخارج، ما سمح لرئيس مجلس النواب نبيه بري «بتسجيل» «هدف» في «مرماه» بعدما هدد علنا بالخروج من الحكومة، ما ادى الى تراجعه عن موقفه «غير المفهوم» بعدم استعادة اي شخص من الخارج قبل 12 نيسان..؟

 

لا «كباش» خارجي

 

ما تقدم يضعف موقف رئيس الحكومة الذي يتهم شركاءه بالعرقلة، وهو سيحاول اليوم عبور «حقل الغام» التعيينات في المراكز المالية وفي نيابة حاكمية مصرف لبنان وهيئة الرقابة على الاسواق المالية، وسط رهان متجدد على دور حزب الله في تهدئة حلفائه، وهو عمل في الساعات القليلة الماضية الى «قطع الطريق» على المعارضة التي حاولت «تكبير الحجر» من خلال الايحاء بان هذه التعيينات جزء من «الكباش» الايراني الاميركي، وهو ابلغ من راجعه في هذا الاطار، بانه لا توجد خلفيات خارجية في هذا الملف، وقانون النقد والتسليف هو ما ينظم عمل تلك الهيئات ويوزع المسؤوليات والمهام ولا تعديل في صلاحيات حاكم مصرف لبنان، دون ان ينفي ان واشنطن عملت على «تزكية» بعض الاسماء التي لن تعود الى مواقعها، وفي مقدمتهم نائب الحاكم السابق محمد بعاصيري…

 

هل تحصل التعيينات اليوم؟

 

وفي انتظار ان تثمر الاتصالات السياسية التي يقودها حزب الله بين «ميرنا الشالوحي» «وبنشعي» للتفاهم على التعيينات، تصر اوساط بعبدا على اقرار التعيينات اليوم، وتدعو الى وقف المناكفات السياسية التي لا طائل منها، بينما تتحدث اوساط وزارية عن ثلاثة سيناريوهات تنتظر جلسة مجلس الوزراء اليوم، فاما التفاهم على «السلة» كاملة وحصول التعيينات المالية، او عقد الجلسة، وتأجيل بند التعيينات، او تأجيل جلسة الحكومة برمتها… وقد برز حصول تسريبات، لم تنفها «عين التينة»، حول اتصال رئيس مجلس النواب نبيه بري بالرئيس سعد الحريري الموجود في باريس للتنسيق في ملف التعيينات وتفادي ردات الفعل في «الشارع»… وفي موقف بارز لوزيرة العدل ماري كلود نجم، انتقدت فيه المحاصصة قالت عبر «تويتر»: «30 سنة من المحاصصة الزبائنية بين زعماء الطوائف نتيجتها: فساد في بنية الدولة، 100 مليار دولار دين وما يزيد، انهيار اقتصادي ومالي، يأس، هجرة، انتفاضة… التوازن الطائفي مقبول على قاعدة الأكثر كفاءة، لا الأكثر ولاء. مكافحة المحاصصة اصعب من مكافحة كورونا». لكن مصادر وزارية ردت عليها بالتأكيد ان موقفها كان ليكون مقبولا لو انها وافقت على التشكيلات القضائية ولم تضعها في «الجارور…؟

 

«الصداع» مستمر…

 

وفي هذا السياق، ترى اوساط سياسية بارزة ان الازمات المتتالية لن تنتهي اليوم، «والصداع» سيستمر مع كل محطة «مفصلية»، «فتصفية الحسابات» لن تنتهي بين «ميرنا الشالوحي» و«بنشعي» وستستمر حتى الاستحقاق الرئاسي المقبل، ورئيس مجلس النواب نبيه بري لن «يسكت» على محاولات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل «الاستئثار» بمقدرات الحكومة، وهو يتهم دياب «بالتواطؤ» مع العهد، وهو لن يسمح «بتجاوز» المعارضة واستفزازها، وخصوصا النائب السابق وليد جنبلاط، فيما يقف حزب الله «حائرا» امام معارك جانبية وسط التحديات الكبرى في الداخل والمنطقة، طبعا لا يشعر «بالارتياح» لما وصلت اليه الامور، لكنه يبقى «مغلول» اليد داخليا، ويعمل كالعادة وفق حسابات دقيقة عنوانها فتح قنوات الاتصال مع الجميع «للتهدئة» دون تجاوز احترام علاقاته مع الحلفاء، وتقديم «النصيحة» لا ممارسة «الضغوط» او «الفرض»… ويبقى السؤال هل يمكن الرهان على نجاح حكومة «ترضية الخواطر» العاجزة عن مجرد اجبار المصارف على دفع حقوق المودعين ؟

 

الجيش نحو التشدد؟

 

وفي ظل «ترنح» التعبئة العامة في اكثر من منطقة على الرغم من التحذير الذي اطلقه وزير الصحة حمد حسن الذي اكد اننا لا نزال في «عين العاصفة»، فرق الجيش اللبناني عصر امس تظاهرة في طرابلس لشبان يعترضون على الاقفال، وبحسب مصادر عسكرية يتجه الجيش اليوم للتشدد في قمع التجمعات في ظل الدعوات للنزول الى الشارع احتجاجا على الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد، وستبدأ وحدات الجيش باتخاذ اجراءات صارمة لمنع «الاختلاط» وحماية المواطنين، وقد صدرت تعليمات حاسمة من القيادة لفض اي تجمعات تؤدي لتهديد السلامة العامة.

 

وفيما تأكدت اصابة احد العناصر القوى الامنية المولجة حراسة السراي الحكومي، نفت قيادة الجيش مديرية التوجيه ما تناقلته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من بيان مزيف نسبته إلى قيادة الجيش، يتضمن مزاعم عن إصابة عشرة عسكريين من فوج الحدود البري الثاني وعزلهم مع عائلاتهم، واكدت ان «الإجراءات الوقائية والضرورية قد اتُخذت وإن لا إصابات مثبتة في صفوف عناصر وضباط فوج الحدود البري الثاني، باستثناء الضابط الذي أعلن بالأمس عن إصابته علماً أن حالته جيدة وهو يخضع للعلاج…ارتفاع عدد الوفيات

 

في هذا الوقت ارتفع عدد الوفيات الى 14، فيما سجلت 16 اصابة جديدة «بكورونا» وبلغ عدد الحالات المثبتة مخبرياً في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة بالإضافة إلى المختبرات الخاصة 479 وقد بلغت الفحوصات في الساعات العشرين الماضية 490 فحصا فقط، وهو الامر الذي يفسر هذا «الانضباط» في زيادة الحالات المثبتة وسط ترجيحات طبية بملامسة هذا العدد 3آلاف حالة لو كانت الفحوصات مضاعفة، وسط توقعات بازدياد الحالات مع عودة المغتربين بدءا من الخامس من الشهر الحالي، علما ان عوائق كثيرة بدأت تطل برأسها في السياق، منها رفض الكثير من الدول اجراء الفريق الطبي اللبناني الفحوصات المخبرية على اراضيها، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول الحماية الضرورية المطلوبة للعائدين على متن الرحلات ما سيفرض فرض حجر صحي على جميع المغتربين الذين سيتجاوز عددهم الـ22 الفاً، فيما تبقى عقدة اخرى تتعلق بالمواصلات في الدول التي تفرض حجرا كاملا، ما يعقد وصول الراغبين بالعودة الى المطارات، كما ثمة اسئلة حول امكانية تأمين رحلات كافية لذلك، خصوصا ان الاجراءات الاحترازية تمنع ملء الطائرات بالركاب…

 

«فلتان» الصرافين والمصارف؟

 

وفيما تستمر التجاذبات داخل الحكومة ومع «المعارضة» حول التعيينات المالية، لا تزال الاسواق المالية «حارة كل مين ايدو قلو» حيث سجل سعر صرف الدولار بالامس لدى الصرافين، ما بين 2770 ليرة لبنانية للمبيع و2810 للشراء، وذلك في تحد لتعميم المصرف المركزي، بينما لا تزال «الاستنسابية» في التعامل مع العملاء سيدة الموقف من قبل بعض المصارف التي لا تزال تضع قيودا على تحويل الدولار للطلاب للخارج من حسابات المودعين، وتطالبهم بشراء الدولار من السوق، قبل لعب دورها «كوسيط» في التحويل..؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *