الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : الحكومة مصابة بفيروس التردّد.. وحدها سياسة ‏العصا تنفع
الانباء

الأنباء : الحكومة مصابة بفيروس التردّد.. وحدها سياسة ‏العصا تنفع

كتبت صحيفة “الأنباء ” الالكترونية تقول : التصريحات التي يتعمّد رئيس الحكومة حسان دياب توجيهها في كل جلسة لمجلس ‏الوزراء، تشير إلى أن الرجل في أزمة إنتاج حقيقية، يسعى للتعمية عليها بتوجيه اللوم ‏للقوى المناوئة لسياسة حكومته أو المنتقدة لأدائها. لا يبدو رئيس الحكومة هو نفسه ‏مقتنعاً بما يقوم به من خطوات، اذ تبدو حكومته رهينة استئثار تمارسه قوة سياسية دون ‏غيرها. والآخرون يتصرفون تبعاً لذلك رفضاً أو قبولاً أو كباشاً معها‎.‎

وفيما اعتبرت مصادر سياسية مراقبة عبر “الأنباء” أن الحكومة مصابة بداء التردد ‏وليس هناك من مؤشرات على انها قد تشفى منه في وقت قريب، لفتت إلى ما حصل ‏بالنسبة لأداء الحكومة في الاسبوعين الماضيين ما يؤكد صحة هذه النظرية بدءًا من ‏الفشل بوضع خطة الإنقاذ الاقتصادي الى التراجع بموضوع “الكابيتال كونترول” الى ‏التردد في تعيين نواب حاكم مصرف لبنان بعدما كان من المفترض الانتهاء منه قبل ‏أسبوعين، الى تأخير التدابير التي قد تتخذها الهيئة الناظمة لضبط العمل في المصارف ‏وتطمين المودعين على ودائعهم ولجم الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، الى ‏ترددها في إعادة اللبنانيين المغتربين الى وطنهم ولو لم يهدد الرئيس نبيه بري بتعليق ‏مشاركته في الحكومة لكان موضوع إعادتهم معلق أيضا حتى الساعة‎.‎

وحول الية عودة المغتربين، علمت “الأنباء” أنها تقوم على النقاط التالية‎:‎

أولاً: تعبئة الاستمارات لدى السفارات في الدول المعتمدة‎.‎

ثانيًا: التركيز على موضوع السن والوضع الصحي على أن تكون الأولوية لمن هم فوق ‏الستين من العمر ومن هم أقل من 18 سنة ومن لديهم أوضاع صحية كالسكري ‏والسرطان‎.‎

ثالثًا: إعطاء الأولوية للعائلات ولغير المصابين بفيروس كورونا، ولمن غادر لبنان من ‏فترة وجيزة ولا يستطيع المكوث في الدولة المتواجد فيها‎. ‎

رابعاً: من تثبت إصابتهم بفيروس كورونا، فلن يتم اجلاءهم في الوقت الحاضر قبل ان ‏يتماثلوا للشفاء وتُتخذ اجراءات إعادتهم غير تلك التي تتخذ للحالات العادية‎.‎

خامساً: اما بخصوص الطائرات التي ستذهب لإعادتهم فهي ستكون مجهزة بطواقم ‏طبية ذات خبرة عالية، بالإضافة الى طواقم من الأمن العام في كل طائرة للتوقيع على ‏تأشيرات دخولهم الى الاراضي اللبنانية‎.‎

سادساً: عند الوصول الى المطار يصار الى فحصهم ومن يتبين اصابته بالكورونا يُنقل ‏الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي فيما يغادر الركاب غير المصابين الى منازلهم، ‏حيث من المفترض ان يخضعوا للحجر لمدة 14 يوما، مع التشديد على انه لن يُسمح ‏للأهالي بالدخول الى حرم المطار لاستقبال اقربائهم‎.‎

سابعًا: أما تكاليف الرحلات فستكون على نفقة العائدين بالأسعار نفسها المعتمدة من قبل ‏شركة طيران الشرق الأوسط‎. ‎

وإلى ذلك فإن ملف المساعدات العينية للعائلات الأكثر فقرا، والذين توقفوا عن العمل ‏بسبب أزمة كورونا، لا يزال أيضا موضع أخذ ورد وتعديل، فقد كانت الحكومة قبل ‏اسبوعين شكّلت لجنة طوارئ وزارية من 9 وزراء أقرت اعطاء هذه العائلات سلّتين ‏واحدة تضم مواداً غذائية وثانية مواد تنظيف، وفيما كانت هذه العائلات تنتظر البدء ‏بتوزيع تلك المساعدات عاد وأقرّ مجلس الوزراء مساعدة مادية بقيمة 400 ألف ليرة ‏لهذه الحالات، ولم يُعرف ما اذا كانت هذه المساعدة ستكون هي البديل عن السلال التي ‏أُقرت في السابق ام ستضاف اليها‎.‎

الا ان المفارقة الغريبة كان في توكيل الهيئة العليا للاغاثة بهذه المهمة، وتجاهل أي دور ‏لمراكز وزارة الشؤون الاجتماعية المنتشرة في كل المناطق اللبنانية، والعليمة أكثر من ‏سواها بأحوال اللبنانيين وهي التي تملك “داتا” كاملة وجاهزة تحتاج لبعض التحديث ‏فقط في برنامج الأسر الأكثر فقرا، والذي لم يتم اشراكه في عملية توزيع المساعدات ‏التي من المفترض أن تكون من ضمن مسؤولياته وأن يقوم هو وفرقه ومحققوه في ‏المراكز بهذه المهمة‎.‎

وفي هذا السياق علمت “الأنباء” من مصادر متابعة لهذه الخطوة ان لجنة الطوارئ ‏الوزارية لدى إقرارها السلتين وجدت صعوبة في التجهيز فكان الاقتراح ان تُستبدل ‏بمبلغ من المال. أما آلية التنفيذ وإيصال هذه المبالغ الى اصحابها فستكون من خلال مسح ‏ميداني تقوم به فرق من الجيش اللبناني تحت أمرة الهيئة العليا للاغاثة لكل القرى ‏والبلدات اللبنانية وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الادارية في المحافظات والقائمقاميات، ‏على ان يتم تسجيل أسماء الذين ستشملهم هذه المساعدات في مركز البلديات بحضور ‏رئيس البلدية أو من ينتدبه لمساعدة فرق الجيش في إعداد هذه اللوائح‎.‎

وبشأن طريقة الدفع فستكون ضمن شهر نيسان، كما أفادت المصادر، وهناك اقتراحان ‏الأول بأن تُرسل الشيكات الى المصارف، والثاني فهو اعتماد نفس الية إعداد اللوائح ‏حيث يتم تسليم المبالغ في مراكز البلدية بموجب حصة كل بلدة منعا للاكتظاظ أمام ‏المصارف‎.‎

وفي سياق النهج الترددي القائم في أداء الحكومة، والتي يبدو انها لا تسير الا بسياسة ‏العصا، فبعدما لوّح الرئيس بري بتعليق المشاركة في الحكومة اذا لم تُقر الية اعادة ‏المغتربين، ها هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يهدد بالاستقالة منها اذا لم يُعتمد ‏الاسم الذي رفعه في تعيينات الخميس‎.‎

وأفادت مصادر حكومية عبر “الأنباء” انه تم توزيع استمارات المرشحين على المقاعد ‏الاثني عشر الذين يشكلون نواب حاكم مصرف لبنان وأعضاء لجنة الرقابة على ‏المصارف ولجنة الرقابة على الأسواق المالية، على أن يتم التعيين بالتصويت بثلثي ‏اعضاء مجلس الوزراء. المصادر رأت ان معظم المشاكل التي كانت قائمة ذُلّلت في ‏موضوع التعيينات وأن فرنجية قد ينال نصيبه منها‎.‎

من جهتها، مصادر حزب الله أشارت في اتصال مع “الأنباء” الى ان لا مشكلة في ‏موضوع التعيينات، معتبرة انه من حق فرنجية ان يكون له حصة فيها‎.‎

فيما نفت مصادر التيار الوطني الحر في اتصال مع “الأنباء” صحة الكلام عن استئثار ‏التيار الوطني الحر بالحصة المسيحية في التعيينات، واصفة هذا الكلام “بالتجني” على ‏التيار، مؤكدة ان “التيار يشدد على الكفاءة ويجدد دعمه للحكومة ولن يسمح بإفشالها‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *