الرئيسية / صحف ومقالات / النهار : صندوق النقد ينتظر خطة الحكومة للإصلاح الاثنين
flag-big

النهار : صندوق النقد ينتظر خطة الحكومة للإصلاح الاثنين

كتبت صحيفة “النهار ” تقول : يبدو ان رئيس الوزراء حسان دياب ضاق ذرعا، في وقت مبكر، بالانتقادات التي تطاول العمل الحكومي ، ‏خصوصا في ظل امتناع دول عربية فاعلة عن تحديد مواعيد له للقيام بجولة خليجية أولاً، فرد عبر مجلس ‏الوزراء قائلاً “إننا مكملون بمسيرة انقاذ لبنان، مهما كانت التحديات”، لافتاً الى وجود “أوركسترا بدأت عندما ‏اكتشفت أنها لم تستطع العثور على أي خطأ لهذه الحكومة، تحرض في الخارج ضد لبنان لمنع الدول الشقيقة ‏والصديقة من مساعدته ماليا ومنعه من الانهيار”، معربا عن ثقته ان “الدول الشقيقة والصديقة لن تتخلى عن ‏لبنان”. وتحدث عن “جهات لا تهتم بأن البلد ينهار، بل المهم عندهم أن تفشل الحكومة وأن لا تنكشف عوراتهم ‏والموبقات التي ارتكبوها وأدت إلى الأوضاع الخطيرة التي يعيشها البلد اليوم‎”.‎
‎ ‎
واذا كان كلامه يمكن ان يحمل في طياته رسائل الى الحلفاء قبل الخصوم، فانه وجد صداه المباشر في “بيت ‏الوسط” الذي يغيب سيده الرئيس سعد الحريري في زيارة اماراتية، اذ اعتبرت “كتلة المستقبل” انها معنية ‏بالرسالة، فردت قائلة إنه ” اذا كان هناك في دوائر الحكم وبعض الدوائر الحزبية التي تتلطى وراء التوجهات ‏الحكومية، مَن يعمل على تزوير التاريخ والوقائع والأرقام ورمي المسؤولية على السياسات الحريرية، فقد كان ‏حرياً برئاسة الحكومة أن تنأى بنفسها عن تلك الحملات المكشوفة الأهداف، فلا تستنسخ العبارات التي درج على ‏استحضارها أزلام زمن الوصاية وورثتهم في العهد الحالي والعهد الذي نُظمت فيه جريمة اغتيال الرئيس ‏الحريري‎”.‎
‎ ‎
وبعيدا من تطاير الرسائل الحكومية، رسائل من نوع آخر، تتصل بالوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي، لخصها ‏النائب ميشال ضاهر بتغريدة جاء فيها: “من سيضع العصي في دواليب هذه الحكومة لعرقلتها ليس المعارضة أو ‏الانتفاضة أو المجتمع الدولي بل حلفاؤها ،لان نجاحها سوف يعتبر فشلاً للحكومات السياسية السابقة والتي ‏أوصلت البلاد إلى الإفلاس اقتصاديًا وماليًا نتيجة المحاصصة وتبادل المصالح”. وينطبق هذا الوصف تماماً على ‏الخلاف في وجهات النظر حول التعاون أو الاستعانة بصندوق النقد الدولي، اذ فيما كان نائب رئيس مجلس النواب ‏وعضو “تكتل لبنان القوي” ايلي الفرزلي يعرب بعد لقائه الرئيس نبيه بري عن اقتناعه “بأن نتائج الاجتماعات مع ‏بعثة الصندوق ستكون ايجابية رغم كل الظروف، واعتقد ان الغد سيكون ايجابياً وانا متفائل”، كان نائب الامين ‏العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم يقول إ نه “لا نقبل أن نخضع لأدوات استكبارية في العلاج، يعني لا نقبل ‏الخضوع لصندوق النقد الدولي ليُدير الأزمة. نعم لا مانع من تقديم الاستشارات، وهذا ما تفعله الحكومة اللبنانية، ‏وبإمكان الحكومة أن تضع خطَّة وتتخذ إجراءات بنَّاءة لبدء المعالجة النقدية والمالية ووضعها على طريق الحل. ‏نحن بحاجة الى خطة إصلاحية متكاملة مالية إقتصادية إجتماعية موقتة واستراتيجية، وإن شاء الله ستقوم ‏الحكومة بهذا العمل وتظهر بعض النتائج ولو بعد حين‎”.‎
‎ ‎
ويذكر ان مدير إدارة التواصل والناطق باسم صندوق النقد الدولي جيري رايس، أصدر أمس بياناً جاء فيه: “بناء ‏على طلب من السلطات اللبنانية، قام فريق صغير من خبراء الصندوق، بقيادة السيد مارتن سيريسولا، بزيارة ‏العاصمة اللبنانية بيروت خلال الفترة من 20-24 شباط الجاري. وقد التقى الفريق رئيس الوزراء حسان دياب، ‏ونائبة رئيس الوزراء زينة عكر، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ووزير المال غازي وزني، ولفيفاً من ‏الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، كما التقى الفريق رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعض أعضاء البرلمان. ‏وعقدت مناقشات قيمة ومثمرة للغاية حول التحديات الاقتصادية وخطط الحكومة لمعالجتها. وخبراء الصندوق ‏على استعداد لتقديم المزيد من المشورة الفنية للحكومة أثناء صياغتها خطة الإصلاح الاقتصادي‎”.‎
وفي هذا السياق، علمت “النهار” ان الخطة الحكومية ستخرج الى العلن مطلع الاسبوع المقبل، بعدما اكتملت معظم ‏بنودها في انتظار الاخذ بتوصيات صندوق النقد ومناقشة الاجراءات التي ستعتمدها الحكومة والتي أوصت بها ‏المؤسسة الدولية، اضافة الى مجموعة إصلاحات هيكلية وبنيوية تدخل ضمن خطة ستساعد في معالجة ‏الاختلالات المالية الاساسية. وتوقعت مصادر لـ”النهار” إمكان عرض الخطة للمرة الاولى على طاولة مجلس ‏الوزراء في اليومين المقبلين، على ان يُستعجل اعلانها الاثنين المقبل أو بعده بيوم لطمأنة الاسواق قبل حلول ‏التاسع من اذار موعد سداد لبنان مستحقاته المالية، وامكان تقرير عدم السداد‎.‎
‎ ‎
ميدانياً، انطلقت تحركات في الشارع في أكثر من منطقة أمس، منددة بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، بعد ‏تسريبات عن امكان فرض ضرائب ورسوم جديدة تطاول الفقراء في معيشتهم وحياتهم اليومية‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *