الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء : ‎تأخير الموازنة يعيق تنظيم مالية الدولة… ودياب “غاضب” لغياب المساعدات
الانباء

الأنباء : ‎تأخير الموازنة يعيق تنظيم مالية الدولة… ودياب “غاضب” لغياب المساعدات

كتبت صحيفة “الأنباء ” الالكترونية تقول : غادر وفد صندوق النقد الدولي بيروت، وبقيت هنا الأزمات المتراكمة مع وعد من ‏الوفد بالاستعداد لتقديم المزيد من المشورة الفنية للبنان، لكن من دون الإعلان عن ‏رأيه بموضوع السندات المتوجبة في آذار المقبل‎.‎
وبانتظار خطة الحكومة التي وعدت بإبلاغها للصندوق ليبنى على الشيء مقتضاه، ‏بات من المسلّم به أن مجلس الوزراء وافق على الاستعانة بخبيرين دوليين مالي ‏وقانوني لإعادة هيكلة الدين بما يسمح بتسديده من دون تكليف الدولة أعباء اضافية‎.‎
وبرأي خبراء اقتصاديين فإن الاستعانة بالاختصاصيين الدوليين هو من البديهيات لبلدٍ ‏كلبنان يعيش منذ فترة أزمة اقتصادية حادة من دون تسجيل أي بارقة أمل تساعده ‏على تخطيها في وقت قريب، وبالتالي لا بد من إعادة هيكلة هذا الدين بما يسمح ‏بتجاوز هذه المرحلة. وهذا ما فعلته معظم الدول التي مرت بأوضاع مشابهة للوضع ‏المأزوم الذي يعيشه لبنان‎.‎
لكن الخبراء الاقتصاديين يرون أن المشكلة ليست بالاستعانة بالاختصاصيين بقدر ما ‏تتعلق بقدرة الحكومة على سداد الديون في الأوقات المحددة لأن تأجيل الدفع يضر ‏بلبنان وبسمعته بين الدول، كما يحجب عنه المساعدات مستقبلاً خاصة اذا تلكأت ‏الحكومة عن تنفيذ الإصلاحات الموعودة في قطاع الكهرباء وغيره من القطاعات؛ أو ‏في معالجة الأزمة النقدية والارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار‎.‎
ووسط كل ذلك بدا غريباً جداً عدم توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ‏موازنة 2020 حتى اليوم، بعد أن أحيلت إليه أوائل هذا الشهر. وقد عبّر مرجع ‏دستوري عن هذا الاستغراب عبر “الأنباء”، خصوصا وأن البلاد بأمسّ الحاجة الى ‏تنظيم شؤون الصرف إداراتها ومؤسساتها العامة وتنظيم النفقات، خصوصاً وأن ‏الصرف في الوزارات على القاعدة الاثني عشرية لم يعد له مسوّغ قانوني بعد انقضاء ‏كانون الثاني وإقرار الموازنة من المجلس النيابي وتوقيعها من رئيس الحكومة‎.‎
وإذ ذكّر المرجع الدستوري بحق رئيس الجمهورية في التوقيع على الموازنة أو ردها ‏الى المجلس النيابي اذا كان هناك ما يستدعي الرد، سأل عن الجدوى من التأخير بعدم ‏التوقيع طالما أن الرئيس لم يرد الموازنة؛ خصوصا وأن البلاد ليست بحال من الترف ‏الذي يسمح لها بتأخيرٍ من هذا النوع؟‎ ‎
مصادر كتلة “التنمية والتحرير”، وفي اتصال مع “الأنباء”؛ أعادت بدورها التذكير ‏بأن عدم التوقيع على الموازنة من قبل رئيس الجمهورية لا يزال ضمن المهلة ‏الدستورية، وهي ستصبح نافذة بحال لم يوقّع عليها ولم يردها؛ لكن المصادر أشارت ‏الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان حرص على مناقشة الموازنة والتصديق ‏عليها قبل 3 أيام من انتهاء المهلة الدستورية التي تسمح لمجلس النواب بالتصويت ‏عليها، لكي تنطلق العجلة المالية بشكل صحيح؛ والآن أصبحت الكرة في ملعب رئاسة ‏الجمهورية، كاشفة ان لا علم عما اذا كان الرئيس عون سيرد الموازنة أم لا، ولو كان ‏الأمر كذلك لكان حصل ذلك بعد الإحالة إلى الرئاسة بأسبوع او أسبوعين على أبعد ‏تقدير‎.‎
في مجال آخر، توقفت أوساط قيادية معارضة عند خروج رئيس الحكومة حسان ‏دياب عن صمته في البيان المكتوب واللافت الذي تلته وزيرة الإعلام منال عبد ‏الصمد بعد الانتهاء من جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري، والذي تضمن ‏هجوماً عنيفاً على من أسماهم بـ”جوقة الاوركسترا المحلية التي تعمل على تشويه ‏صورة لبنان في الداخل والخارج؛ وتحرّض على الحكومة من خلال الضغعط على ‏بعض الدول الشقيقة والصديقة للامتناع عن مساعدة لبنان‎”.‎
الأوساط المعارضة استغربت أن يصدر عن رئيس الحكومة مثل هذا الكلام “بما يبرر ‏عجز الحكومة عن ايجاد الحلول للأزمات، ما دفع برئيسها للهروب إلى الأمام وافتعال ‏معارك وهمية خارج التاريخ والجغرافيا، من أجل إلهاء الناس عن المشاكل التي ‏يتخبطون بها‎”. ‎
مصادر كتلة المستقبل النيابية ردّت بعنف على حديث دياب، ورأت في اتصال مع ‏‏”الأنباء” ان “دياب عجّل بانضمامه لجوقة المحرضين على الحريرية السياسية بحديثه ‏عن العقود الثلاث الماضية وتحميل من سبقه من رؤساء الحكومات مسؤولية وصول ‏البلاد الى هذا المنحى؛ وهو لم يمض على وجوده في القصر الا من مبارح العصر‎”. ‎
مصادر “المستقبل” وجدت في كلام دياب “إخفاقاً، وإلا ما مبرر هجومه على الرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري؟”، وسألت: “هل يعرف الرئيس دياب ‏من كان يحكم لبنان من العام 1990 إلى العام 2005؟ وكيف كان يتم التدخل من قبل ‏الجانب السوري في كل شاردة وواردة؟ وهل يعلم أنه بعد 2005 حين عاد العماد ‏عون من منفاه وبالطريقة التي عاد فيها واتفاقه مع حزب الله كان من أجل عرقلة قيام ‏الدولة والقضاء على ما تبقى منها، وهذا ما حصل بالفعل من خلال إصرار التيار ‏الوطني الحر على الوزارات الدسمة ونهب المال العام‎”.‎
واعتبرت المصادر أن كلام دياب “يدل على فشله وعدم قدرته على حل المشكلة، ‏ومن أجل ذلك يعمل على إيجاد مسوغات ليبرر هذا الفشل”، سائلةً: “طالما ان دياب ‏ليس لديه اي مشروع حل فلماذا قبل برئاسة الحكومة؟”، وتوقعت المزيد من هذه ‏المواقف و”العدائية”، معتبرة ان دياب “يعتمد الاسلوب نفسه الذي يعتمده الوزير ‏جبران باسيل وتياره من أجل تبرير الفشل فيقومون برمي التهم على الآخرين‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *